الطلاب هم من يحددون مقاعدهم في بداية العام الدراسي ، حسب صحبة بينهم وبين باقي المجموعة التي يجلس معها

أو إنه يحب التواجد والجلوس في المقاعد الخلفية ، وحين يجد المعلم الطالب لا يصلح للبقاء مع هذه المجموعة كونه يتكلم

مع أصحابه أو أن هذه المجموعة جميع طلابها من مستوى واحد فيلزمهم التوزيع في الصف حتى يكون توزيعهم كذلك

بحسب المستويات فلا تبقى مجموعة كلها ممتازين وأخري متوسطي المستوى ولهذا يسعى لتوزيعهم حسب رؤيته وحسب

المادة كذلك .

أما ما يراه البعض من أن المقاعد الخلفية سيعقبها إهمال من المعلم فهذا اعتقاد خاطئ يشعر به الآباء فيتهافتون لمربي

الفصل حتى يغير مقعد ابنهم ليس لأن المعلم أهمل هذا الطالب ، ولكن لأن بعض الطلاب يعزي أسباب فشله أو تدني مستواه

في المادة إلى الجلوس بالمقعد الخلفي ، فترى ولي الأمر مسرعا للتحدث مع المعلم من أجل إبدال مكان جلوس التلميذ .

ليس كل معلم يقتنع بكلام ولي الأمر ، فالمعلم يعرف تلاميذه مهما كان عددهم من خلال مشاركتهم في الفصل ، وهذا لا

يفرق بين طالب يجلس في المقعد الأمامي أو الخلفي فكلهم سواسية لدى المعلم باجتهادهم وتعاملهم معه في الفصل وحتى

لو كان من ذوي التحصيل المتدني وفي حال مشاركته في الفصل فالمعلم يشجعه على المشاركة ، فما بالنا بطالب يجلس في مقعد خلفي ويده دائما للأعلى دليلا على مشاركته الدائمة ، فهل سيهمله المعلم .

ثم أن الفصل يحوي طلابا قصارا كما يحوي طوال القامة فهل يُترك الطوال جميعهم بالأعلى وبالتالي يحجب السبورة عن

التلاميذ ، وهذا ما قد يساعد التلاميذ في المقاعد الخلفية يهملون الدرس ويلعبون في الحصة لأن ليس بمقدورهم مشاهدة ما

يكتبه المعلم ، ناهيك عن الفروق الفردية لدى التلاميذ صحيا وتحصيلا فلو كل من أتى ليس له حجة سوى الجلوس في المقعد

الخلفي لابنه فصدقه المعلم فالجميع يهدف للشيء نفسه وهل سيرضي المعلم الجميع على حساب نفسه وتلاميذه بالطبع لا .

على المعلم أخذ ظروف الطالب من حيث عدم شعوره بالراحة مع بقية التلاميذ ، تعرضه للأذى من زملائه ممن يجلسون

بجانبه في هذه الحالة على المعلم أن يجعله في مقعد آخر مراعيا لظروف التلميذ ، وليس تنفيذا لولي الأمر .

وفي الختام أقول إن الطالب حين يكون مجدا لا يهمه المكان الذي يجلس فيه وولي الأمر حين يرعى ابنه ويحظيه بالاهتمام

المطلوب منه دون تقصير ، لن تكون هناك مشاكل