و آمثـال شَعْبِيـة إذهب الى منتدى:
هذا الموضوع نشط. حَكـايِات و آمثـال شَعْبِيـة ويأتي بعده ابن النديم (ت385هـ) فيذكر في الفهرست في المقالة الثامنة من الفن الأول من أخبار المسامرين والمخرّفين (أي الذين يروون الحكايات الخرافية) وأسماء الكتب المصنفة في ذلك ما نصّه عن محمد بن إسحاق: «أول من صنف الخرافات وجعل لها كتباً وأودعها الخزائن وجعل بعض ذلك على ألسنة الحيوان الفرسُ الأُوَل، ونقلته العرب إلى اللغة العربية، وتناوله الفصحاء والبلغاء فهذبوه ونمقوه وصنفوا في معناه ما يشبهه، فأول كتاب عمل في هذا المعنى كتاب هزار أفسان، ومعناه ألف خرافة، وكان السبب في ذلك أن ملكاً من ملوكهم كان إذا تزوج امرأة وبات معها ليلة، قتلها من الغد، فتزوج بجارية من أولاد الملوك ممن لها عقل ودراية يقال لها شهرزاد، فلما حصلت معه (تزوجته) ابتدأت تخرّفه (تروي له حكايات مشوقة) وتصل الحديث عند انقضاء الليل بما يحمل الملك على استبقائها، ويسألها في الليلة الثانية عن تمام الحديث، إلى أن أتى عليها ألف ليلة، ورزقت منه ولداً فأظهرته، وأوقفته على حيلتها عليه فاستعقلها ومال إليها واستبقاها، وكان للملك قهرمانة يقال لها دينار زاد فكانت موافقة لها على ذلك»، ثم يقول ابن النديم: «والصحيح أن أول من سمر بالليل الاسكندر، وكان له قوم يضحكونه ويخرفونه واستعمل لذلك بعده الملوك هزار أفسان ويحتوي على ألف ليلة وعلى دون المئتي سمر، لأن السمر ربما حدث في عدة ليال، وهو بالحقيقة كتاب غثّ بارد الحديث».
وهكذا نرى أن المؤرخَيْن متفقان على وجود كتاب في العربية منقول عن هزار أفسانة الفارسي، وأن اسمه كان ألف خرافة وترجم باسم ألف ليلة، وإن كان بين المؤرخَيْن بعض الاختلاف في رواية تفاصيل قصة شهرزاد.
وتشمل قصص هزار أفسانة، أو نواة ألف ليلة، إضافة إلى حكاية شهرزاد، حكاية التاجر مع العفريت، وحكاية الصياد مع العفريت، وحكاية حسن البصري، وحكاية الحصان المسحور الأبنوسي، وحكاية باسم وجوهرة السمندلية، وحكاية أردشير وحياة النفوس، وحكاية قمر الزمان ابن الملك شهرمان والأميرة بدور، وحكاية سيف الملوك وبديعة الجمال.
وفي الفارسية بعض الحكايات التي تقابل هذه الحكايات، غير أن الدارسين اختلفوا في الأصل الفارسي لبعضها وأرجعوه إلى أصل هندي كقصة شهرزاد التي بنيت عليها الليالي، مستدلّين على ذلك بقصص يشبه الباعث الأول لتأليفها، وهو اكتساب الوقت وثني المتهور عن عزمه، بقصص هندية تدور حول الباعث نفسه كقصة «سوكا سابتاتي» التي تدور حول حكاية ببغاء ذكية تحول بين زوجة صاحبها وبين خيانتها لزوجها المسافر بأن تشغلها بسرد قصص لا تتمها في ليلتها، وتختمها دائماً بقولها: سأقص بقية القصة غداً إذا بقيتِ في البيت، وهكذا تغريها بالبقاء وعدم الخيانة حتى يعود زوجها