[size=30]ان الحمد لله ، نحمده و نستعينه ، و نستغفره ، و نعوذ بالله
من شرور انفسنا و من سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له
و من يضلل فلا هادي له ، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، و أن محمدا
عبده و رسوله صلى الله عليه و على آله و أصحابه و من تبعهم
بإحسان الى يوم الديـــن ، أما بعد ...
[/size]
[size=30]
[/size]
د. سليمان بن قاسم بن محمد العيد |
|
بسم الله الرحمن الرحيم
هل نقرأ آية الكرسي دبر كل صلاة؟
ذكر النسائي في (السنن الكبير) من حديث أبي أمامة قال: قال رسول الله: ((من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت)). وهناك كلمات سهلة عظيمة الأجر، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم))؛ متفق عليه. وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب، وكتبت له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزًا من الشيطان يومه ذلك حتى يُمسِي ولم يأتِ أحدٌ بأفضل مما جاء به إلا رجلٌ عمِلَ أكثر منه))، وقال: ((من قال: سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حُطَّت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر))؛ متفق عليه. عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((أيعجز أحدكم أن يكسب في كل يوم ألف حسنة؟))، فسأله سائل من جلسائه: كيف يكسب ألف حسنة؟ قال: ((يُسبِّحُ مائةَ تسبيحة، فيُكتب له ألف حسنة، أو يحط عنه ألف خطيئة))؛ رواه مسلم. وها هُم الصحابة الكرام الحريصون على الخير يسألونه، كما ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه أن فقراء المهاجرين أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: ذهب أهل الدثور بالدرجات العلى والنعيم المقيم؛ يُصلُّون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ولهم فضل من أموال يحُجُّون، ويعتمرون، ويجاهدون، ويتصَدَّقون، فقال: ((ألا أعلمكم شيئًا تُدرِكُون به من سبقكم، وتسبقون به من بعدكم، ولا يكون أحدٌ أفضل منكم إلا من صنع مثل ما صنعتم؟))، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: ((تُسبِّحُون، وتحمدون، وتُكبِّرون خلف كل صلاةٍ ثلاثًا وثلاثين)). فرجع فقراء المهاجرين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: سمع إخواننا أهل الأموال بما فعلنا ففعلوا مثله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء)). وفي رواية لمسلم: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من سَبَّحَ الله في دبر كل صلاة ثلاثًا وثلاثين، وحَمِدَ الله ثلاثًا وثلاثين، وكبَّرَ الله ثلاثًا وثلاثين، وقال تمام المائة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير غُفِرَت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر))؛ رواه مسلم. ويدلّهم على غراس الجنة وكنزها، عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قال: سبحان الله وبحمده غرست له نخلة في الجنة))؛ رواه الترمذي، وقال: حديث حسن. وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لقيت إبراهيم صلى الله عليه وسلم ليلة أسري بي، فقال: يا محمد أَقرِئ أمَّتَك مني السلام، وأخبِرهم أن الجنة طيّبة التربة، عذبة الماء، وأنها قِيعَان، وأن غِرَاسَهَا: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر))؛ رواه الترمذي، وقال: حديث حسن. وعن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة؟))، فقلت: بلى يا رسول الله، قال: ((لا حول ولا قوة إلا بالله))؛ متفق عليه.
الخطبة الثانية
وهناك الكثير من الأدعية التي تقال في أوقات وأحوال كثيرة منها على سبيل المثال ما يقال عند النوم، عن علي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له ولفاطمة رضي الله عنهما: ((إذا أويتما إلى فراشكما، أو إذا أخذتما مضاجعكما فكبِّرا ثلاثًا وثلاثين، وسبِّحا ثلاثًا وثلاثين، واحمدا ثلاثًا وثلاثين))، وفي رواية: التسبيح أربعًا وثلاثين، وفي رواية: التكبير أربعًا وثلاثين؛ متفق عليه.
عن شداد بن أوس رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((سيد الاستغفار أن يقول العبد: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليَّ وأبوء بذنبي، فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، من قالها من النهار موقنًا بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل وهو مُوقِنٌ بها فمات قبل أن يُصبِح فهو من أهل الجنة))؛ رواه البخاري. لا شك - يا عباد الله - أن كلاً منا يحرص على القرب من ربه سبحانه وتعالى وابتغاء رضوانه ، والخوف من عن أبى الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهب والورق وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم))؟ قالوا: بلى، قال: ((ذكر الله تعالى))؛ رواه الترمذي. ها هو - عليه الصلاة والسلام - يوصي صحابته الكرام بذلك، فعن عبدالله بن بسر قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجلٌ فقال: يا رسول الله، إن شرائع الإسلام قد كثُرَت فأنبئني بشيءٍ أتشبَّثُ به، قال: ((لا يزال لسانك رطبًا من ذكر الله))؛ رواه الترمذي، وقال: حديث حسن. هل نحرص على سيد الاستغفار؟
|