الفداء بين المسلمين والروم: الفداء بين المسلمين والروم:
كانت الحروب دائمة الاتصال بين المسلمين والروم ولم تقدر إحدى الدولتين أن تتغلب على الأخرى وكثيراً ما يكون في يد إحدى الدولتين أسرى من الأخرى ولما كان يهم كلتا الدولتين أن تخلص أسراها حذراً من الاسترقاق كانتا تتفقان على المفاداة كل أسير بمثله وأول فداء حصل كان في عهد الرشيد على نهر اللامس قريباً من طرطوس فودي فيه بثلاثة آلاف وسبعمائة أسير من المسلمين على يد القاسم بن الرشيد وحصل فداء مثله في عهده أيضاً فودي بألفين وخمسين.
وقد كان الفداء الثالث في عهد الواثق سنة231 أرسل ملك الروم إلى الواثق رسلاً يسألونه أن يفادي بمن في يده من أسارى المسلمين فأجاب وانتدب للفداء خاقان الخادم بعد أن أعد من أسرى الروم عدداً كبيراً وقد تقابل الفريقان في يوم عاشوراء سنة231 على نهر اللامس وكان عدد من فودي به من المسلمين4600 منهم نساء وصبيان ومنهم من أهل الذمة نحو500 فوقع الفداء كل نفس عن نفس صغيراً أو كبيراً وقد عقد المسلمون جسراً على النهروعقد الروم جسراً فكان المسلمون يرسلون الرومي على جسرهم ويرسل الروم المسلم على جسرهم وقد أعطى خاقان الروم ممن كان فضل في يده نفس ليكون له عليهم الفضل استظهاراً.