أظهرت دراسات علمية حديثة ان الاقامة في الفضاء لمدد طويلة، على غرار اقامة الرواد في محطة الفضاء الدولية التي تسبح في مدار حول الارض، من شأنه أن يسبب أضرارا صحية منها اضعاف جهاز المناعة والقدرة على التخلص من الخلايا السرطانية.
ومن المعروف اصلا ان الاقامة الطويلة في ظل انعدام الجاذبية يوهن العظام ويسبب ضمورا في العضلات.

الا ان هذه الدراسات تحدثت عن عوارض اخرى، واشارت الى ان "تأثير انعدام الجاذبية على جهاز المناعة يستحق ابحاثا اكثر تعمقا”، بحسب مارتي جيت مديرة برنامج الانظمة البيولوجية التابع للجيشي الاميركي.

واضافت "في الوقت نفسه، يبدو نشاط البكتيريا اعلى، وهو ما يفسر ان الجروح لا تتعافى بسرعة في ظل انعدام الجاذبية”.

وفي محاولة لفهم الآلية الجزيئية والجينية لهذه الظاهرة، قامت مارتي بالتعاون مع رشا حمامية المديرة المساعدة للمشروع، بتجربة على متن واحدة من أواخر رحلات المكوكات الفضائية الاميركية في العام 2011 قبل سحبها من الخدمة، قضت بحقن خلايا بشرية بسموم مسببة للامراض.

واظهرت الخلايا قبل حقنها بهذه السموم، عوارض عادية في انعدام الجاذبية، واختلالا في الوظائف المناعية، وبعد ستة ايام من انعدام الجاذبية، حقن رواد الفضاء الخلايا بهذه المواد.

وقالت مارتي جيت "عندما تعرضت هذه الخلايا للمواد السامة، لم تستجب بشكل جيد”، واضافت في مقابلة مع وكالة فرانس برس "كانت هذه الخلايا منشغلة تماما بمواجهة انعدام الجاذبية، فلم تكن قادرة على مواجهة السموم”.

ورد الفعل هذا الذي أظهرته الخلايا في الفضاء يشبه الى حد كبير رد فعل الخلايا المناعية لجنود القوات الخاصة الاميركيين اثناء خضوعهم لضغوط كبيرة خلال التمارين المكثفة، بحسب الباحثة.

وارتكزت الابحاث على الجنود، والتي نشرت في العام 2012، على رفع عينات من دم مقاتلين من القوات الخاصة، قبل التمارين واثناءها وبعد انتهائها، وفحصها كل مرة بواسطة بكتيريا لقياس تأثير الحالة القتالية للجنود على جهازهم المناعي.