السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .

مقدمة خاصة :

أولا لابد لي من إستنشاق هواء هذا الصرح العظيم ، صرح فارقته مجبرا بسبب سجن التفكير ، غبت لكي أرفع من قدراتي و لكي أجبر نفسي على إيجاد الحلول ، لكن دعوني لكي لا أكثر من التبريرات

فالغياب عن المنتدى ليس له مبرر المهم أني و بفضل من الله لدي الوقت في الأيام القادمة ، و بحول الله ساحاول قدر المستطاع أن أستفيد من كل دقيقة هنـآآ و أتمنى أن يستمر الحال كما هو عليه حاليا ليبقى لدي الوقت و لأستمتع

قدر المستطاع كما أرجو ان يقبلني هذا القصر الكبير كما قبلني في أول مرة فإنني لفراقه كنت آسفا و للرجوع إليه انا فرح !

الموضوع :
كل بني آدم خطاء و خير الخطائين التوابين ، كلنا سنرتكب المعاصي في حياتنا فنحن لسنا رسلا لكي نكون مطهرين ، بل نحن أناس نفعل و نتوب ، و نتمنى ان يقبل الله توبة كل منا و قبل هذا نحمد الله لأننا

تبنا و ندعو أن يتوب غيرنا ، لأن الإدمان على المعصية أكبر معصية ! عموما لست هنا لأجعل هذا الموضوع درسا في التربية الإسلامية ، و لا محاضرة في الشريعة .. أنا هنا لكي اتحدث بشكل واضح عن

الإدمان بمختلف أنواعه ، إدمان المعصية و إدمان العواطف و غيرها ، لأن هذا الأخير عبارة عن سرطان نفسي و إجتماعي يخفي السعادة عن العبد و يجره إلى المهالك و الذنوب و يمنع عنه التوبة النصوح

و حب الله عز و جل ، فحينما نسال : ما هو الإدمان ؟ فإن عديدا من الاجوبة تخطر في بالنا و أنا أعتبر نفسي شخصا يدرك خواطر و عواقب هذا الأمر ، كيف ؟ من خلال من شاهدته في تلفاز الواقع ، في

حياتي اليومية !

فاجأني منذ مدة فيلم يتكلم عن الإدمان ، طبعا أبقى متحفظا على طبيعة إدمان بطل الفيلم و خطورته فالشخصية مدمنة على الجنس بشكل غير مقبول أبدا ، عموما لست هنا لكي أعمل مراجعة لهذا الفيلم ، و لا

لكي أبدي إعجابي به رغم أني أفعل ، إلا أن الفيلم و رغم أبعاده الغير أخلاقية بعث برسالة اخلاقية " أن كل مدمن لا يحب ما هو عليه " طبعا أظل دائما متأسفا و بشكل كبير على كل مدمن إلا أنني فوجئت

بنفسي أقلب صفحات آخر المواضيع و المقالات ، وطنية و الأجنبية و حتى الغربية لكي افهم الإدمان من وجهة نظر المدمن و لكي أدرك حقيقة ما يعانيه كل شخص أسير في المعاصي ، و الحقيقة أنني بت

الآن أعي مقدار الذنب النفسي الذي يعيشه كل مدمن في محطيه .

الإدمان عبارة عن شيء غير معروف لدى الكثيرين و هو يمثل أخطر جزء من حياتنا ، فالمدمن يغوص في الظلال و يغلق على نفسه باب الإنقاذ ليمنع أي مساعدة فيصبح وحيدا ، و مع مرور الوقت يبدأ

الملل يدخل إلى قبله بشكل بطيء و هنا يضاعف جرعة الإدمان فينتج إدمانان ، إدمان المعصية و إدمان الضعف أمام المعصية فلا يجد المدمن شيئا غير مضاعفة الألم فمدمن التدخين يدخن علبتين بدل علبة

و مدمن الخمر يشرب أربعا بدل إثنتان و مدمن الجنس يمارس مرتين بدل مرة و هكذا تستمر المعاناة ، و تستمر اللعبة الخطرة بل و تصبح اخطر و أخطر ليبقى المدمن يدور في حلقة مفرغة ، يخفي نفسه

درئا للعار و يكره مجتمعه و يمقت حياته و عيشه و ... عفوا لم استطع أن أكمل ، لأن القصة ستستمر لغاية أن يصل الشخص لدرجة حب الإنتحار و قد يفعلها فلا يربح شيئا في هذه الحياة لن يربح شيئا

في حياة أخرى !



رسالتي إلى كل مدمن : أخي الطيب ، أخي العزيز ! إن الإدمان شيء لن احسدك عليه و لست بلائم لك ، أبدا ، فهو صنارة الشيطان ، فقط أعد التفكير في حياتك و فتح قلبك لله و غير حياتك ، جاهد و جاهد

لكي تجاهد في سبيل الإقلاع .