[rtl]لموضوع: فند القول: العادة تعزز الإرادة.[/rtl]

[rtl]مقدمة :طرح المشكلة[/rtl]

[rtl]العادة هي اكتساب قدرة على أداء عمل بطريقة آلية مع الاقتصاد في الوقت و [/rtl]

[rtl]الجهــــد. و اعتبار العادة سلوكا آليا جعل البعض ينظر إليها على أنها عائق[/rtl]

[rtl]للإرادة، غير أن البعض يرى في العادة سلوكا معززا للإرادة. و تبدو هذه [/rtl]

[rtl]الأطروحة باطلة فما هي مبررات إبطالها؟[/rtl]

[rtl]عرض الأطروحة: العادة تعزز الإرادة:[/rtl]

[rtl]إن العادة فعل إيجابي يوفر للإنسان الجهد الفكري والعضلي فيؤدي إلى السرعة [/rtl]

[rtl]في الإنجاز والدقة مع الإتقان في العمل. إن العادة قد تمكننا من إنجاز أكثر[/rtl]

[rtl]من عمل في وقت واحد.[/rtl]

[rtl]- العادة تؤدي إلى الدقة و الإتقان في العمل و نتبين ذلك بشكل جلي عند [/rtl]

[rtl]الضارب على آلات الراقنة أو في الصناعات التقليدية ، و العادة تمكننا من [/rtl]

[rtl]التكيف مع المواقف الجديدة، وتساعد على اكتساب عادات شبيهة ... كما أنها [/rtl]

[rtl]تحرر الانتباه و الفكــر و تجعله مهيئا لتعلم أشياء جديدة و بذا تكون [/rtl]

[rtl]العادة دافعا للتطور.[/rtl]

[rtl]- في المجال النفسي والاجتماعي: يمكن التعود على سلوكات إيجابية مثل ضبط [/rtl]

[rtl]النفس، وكظم الغيظ ... و مما سبق نستنتج أن العادة ليست مجرد سلوك يقتصر [/rtl]

[rtl]على تكرار حركات روتينية رتيبة دائما لأن العادة تقدم لنا ما لم تقدمه [/rtl]

[rtl]الطبيعة فهي تنوب مناب السلوك الغريزي و تجعل المرء أكثر استعدادا لمواجهة [/rtl]

[rtl]المواقف الجديدة. لذا قيل: "لو لا العادة لكنا نقضي اليوم كاملا للقيام [/rtl]

[rtl]بأعمال تافهة". و هذا ما جعل تيسير شيخ الأرض يقول:" إن الإرادة هي قضية [/rtl]

[rtl]عادة".[/rtl]

[rtl]نقد أنصار الأطروحة: العادة عائق للإرادة.[/rtl]

[rtl]إن الآلية المجسدة في العادة تشل حركة التفكير وتقضي على الإرادة وروح [/rtl]

[rtl]الخلق والإبداع. كما أنها تعطل في الإنسان حركة البحث لأن الفرد وفي دائما [/rtl]

[rtl]لما تعلمه واعتاد عليه. إن الطبيعة البشرية تميل إلى الفعل السهل وتتجنب [/rtl]

[rtl]الأفعال الصعبة خوفا من جهد الإبداع وخطر التقدم.[/rtl]

[rtl]-العادة تقتل الروح النقدية: إن العادة تقف في وجه المعرفة كعقبة [/rtl]

[rtl]ابستمولوجية، إن التاريخ يذكر أن كوبرنيك أحرق لأنه جاء بفكرة مخالفة لما [/rtl]

[rtl]تعوده الناس آنذاك من أن الأرض هي مركز الكون و غاليلي هدد بالموت إن لم [/rtl]

[rtl]يتراجع عن فكرته من أن الأرض تدور.[/rtl]

[rtl]للعادة خطر في المجال الاجتماعي: ذلك أنها تمنع كل تحرر من الأفكار و [/rtl]

[rtl]العادات البالية إنها تقف ضد كل تقدم اجتماعي و ما صراع الأجيال سوى مظهر [/rtl]

[rtl]لتأثير العادة في النفــــوس و العقول...إلخ.[/rtl]

[rtl]- في المجال الأخلاقي: نجد الطابع الآلي للعادة يقضي على بعض الصفات [/rtl]

[rtl]الإنسانية الرفيعة مثل أخلاق الشفقة، الرحمة ... فالمجرم المحترف لهذا [/rtl]

[rtl]الفعل لا يكترث لعواقب إجرامه وما تلحقه من أضرار نفسية ومادية بضحاياه.[/rtl]

[rtl]- و قال الشاعر الفرنسي سولي برودوم "الجميع الذين تستولي عليهم قوة العادة يصبحون بوجوههم بشرا و بحركاتهم آلات".[/rtl]

[rtl]- في المجال الحيوي: إن العادة قد تسبب تشوهات جسمانية بفعل التعود على [/rtl]

[rtl]استعمال عضو دون آخر، أو التعود على تناول مادة معينة كالتدخين مثلا أو [/rtl]

[rtl]المخدرات ... لأن العادة بعد تكونها تصبح طبيعة ثانية - كما يقول أرسطو – [/rtl]

[rtl]مما يجعل إزالتها أمرا صعبا.[/rtl]

[rtl]- في المجال الاجتماعي: قد ترسخ العادات الاجتماعية وتسيطر على سلوك [/rtl]

[rtl]الإنسان ، ومن هنا يصعب تغيير العادات البالية حتى ولو ثبت بطلانها بالحجة [/rtl]

[rtl]والدليل مثل محاربة الخرافات والأساطير. هذه السلبيات وغيرها توحي بأن [/rtl]

[rtl]العادة فعل يحافظ على الماضي من أفعال وأفكار، وتقف في كثير من الأحيان [/rtl]

[rtl]أمام التقدم والتطور وهو ما جعل ج ج روسو J. J. Rousseau يدعو صراحة إلى [/rtl]

[rtl]تجنب اكتساب أي عادة كانت أصلا حيث قال: " خير عادة يتعلمها الطفل هي أن لا[/rtl]

[rtl]يعتاد شيئا ".[/rtl]

[rtl]التأكيد على الإبطال: حجج شخصية تبطل القول أن العادة تعزز الإرادة.[/rtl]

[rtl]إن العادة عندما تستبد بالإنسان تجعل سلوكه متحجرا جامدا ، و بذلك في تعيق [/rtl]

[rtl]الإرادة عن أداء وظيفتها و المتمثلة في التجديد و الإبداع و هو جوهر [/rtl]

[rtl]الإنسان. فالإنسان يتميز بالتغيــر و التطور. و العادة تحول دون ذلك. و منه[/rtl]

[rtl]فالإرادة تعني القضاء على العادة.[/rtl]

[rtl]الخاتمة حل المشكلة: على ضوء ما سبق ننتهي إلى أن الأطروحة القائلة بأن [/rtl]

[rtl]العادة تعزز الإرادة أطروحة باطلة و لا يمكن الدفاع عنها. [/rtl]