همزة القطع و همزة الوصل

تحرص المدارس على تنظيم دروس مشاهدة لمعلمين أكْفَاء يحضرها أولياء الأمور و بعض المعلمين من داخل و خارج المدرسة ، و ذلك لتحقيق التفاعل الأمثل بين البيت
و المدرسة ، والتأكيد على رسالة المدرسة ، وفعالية العملية التعليمية وجعل الطالب محورا لها . وتفعيل دور البيت في إنجاحها .
و هي تساعد على تبادل الخبرات والتجارب المتنوعة المثمرة بين المدرسات مما يعزِّز هدف الدروس و يوسع دائرة الفائدة منها ويعود بالنفع بشكل كبير على المدرسة وأعضاء الهيئة التدريسية
وذلك من خلال التعرف على تلك الخبرات والاستفادة منها وأخذ تقييم المدرسات وآرائهن وملاحظاتهن سواء السلبية أو الإيجابية والعمل على معالجة السلبيات والاستفادة من الإيجابيات بالشكل الذي يخدم العملية التعليمية و ذلك بما يسمى بالتغذية الراجعة .
و في مدرسة ما .. حضرت درس نصوص بعنوان ( فتح عمورية )
للشاعر العباسي أبي تمام في مدح الخليفة المعتصم بالله .. كان العرض جميلا واضحًا متسلسلا و الوسائل مبتكرة و هادفة ..
و ابتعدت المعلمة عن الرتابة في تقديم الدرس .. و حين أرادت قراءة النص عرضته بطريقة البور البوينت ..
( جميل جدا )
لكننا فوجئنا بأنها ملآى بالأخطاء الإملائية ( عيب و الله )
لنتأمل معا :
السَّيْفُ اصْدَقُ انباَْءً مِنَ الكُتُبِ ..فِي حَدهِ الحَدُّ بَيْنَ الجِد واللَّعِبِ
بيضُ الصَّفَائِحِ لاَ سُودُ الصَّحَائِفِ .. فِي مُتُونِهنَّ جلاءُ الشَّك والريَبِ
والعِلْمُ فِي شُهُبِ الارْمَاحِ لاَمِعَةً .. بين الخَمِيسَيْنِ لافِي السَّبْعَةِ الشُّهُبِ
ايْنَ الروايَةُ بَلْ ايْنَ النُّجُومُ وَمَا .. صَاغُوه مِنْ زُخْرُفٍ فيها ومنْ كَذِبِ
اقترحنا عليها إغلاق الجهاز .. و متابعة القراءة من الكتاب المدرسي أفضل ..

إذ تحوَّلت همزة القطع في غمضة عين إلى همزة وصل ..
و بذلك انتحلت شخصية غيرها بغير إذنها .. و عندما
علمت همزة الوصل بالخبر المشين هاجت و ماجت
و هددت و توعدت .. و قالت لمن يتعدى عليها و يضعها
في غير مواضعها أو يقلبها إلى همزة قطع :
يا قاطعي مهلا رويدك فلتصلْ .. و اقرأ تعلَّم همزة الوصل فَصِلْ

ثم اتصلت بمنظمة حقوقية تعنى بشؤون الهمزات المظلومة ..
و حكت لها قصتها الأزلية مع همزة القطع .. مما دعا المنظمة لإصدار بيان قاطع يوضح الفرق بينهما
و مواضعهما السليمة و كيفية التمييز بينهما .. ثم تعميمه في أوساط العامة و الخاصة ..

و قد اشتمل البيان على التالي :
الهمزة التي تأتي في أول الكلمة نوعان :
* همزة القطع : وهي التي تظهر في النطق دائما سواء وقفت أم وصلت وهي تكتب دائما .. مثل : أخي قد أجاد
* همزة الوصل : وهي التي لا تكتب ولا تنطق إلا إذا بدأ الكلام عندها .. مثل : و اقصدْ في مشيك و اغضضْ من صوتك - اعلموا أن الله شديد العقاب .
همزة القطع تكتب ألف بهمزة ( أ )
همزة الوصل تكتب ألف بدون همزة ( ا )

مواضع همزة القطع :
أول الفعل الماضي الثلاثي : أخَذَ – أكَلَ – أمَرَ ...
أول الفعل الماضي الرباعي وأمره ومصدره : أسلمَ ، أسلِمْ ، إسلام
أول الحروف مثل : أنْ – إنْ - إلى - إلا – إنَّ
... ويستثنى من الحروف (ال) التعريف فهمزتها همزة وصل .
أول الأفعال المضارعة التي تبدأ بهمزة المضارعة :
أكتُبُ – أركعُ – أقرأُ – أسجدُ – أذاكرُ – أجاهدُ ....
أول الأسماء :مثل : أحمد - أمجد – إمام – أسباب – أديب ..
أول الضمائر : أنا – أنت – أنتما – أنتم – أنتن ....
ويستثنى من الأسماء عشرة سنعرضها في همزة الوصل .

مواضع همزة الوصل :
أول الأسماء التالية فقط :
اسم -ابن – ابنة – ابنمَّ – اثنان – اثنتان – امرؤ – امرأة – ايم – ايمن –
است ( أساس البناء )
أول الفعل الماضي الخماسي وأمره ومصدره :
مثل : ابتسمَ – ابتسِمْ – ابتِسام
أول الفعل الماضي السداسي وأمره ومصدره :
مثل : استقامَ – استقِمْ – استِقامة ..
أمر الفعل الثلاثي
مثل : انصحْ - اذكرْ - اشكرْ - اركعْ - اسجدْ
و من الحروف : ال التعريف فقط ( المدرسة – العلم – الخُلق )

و إن أردت التمييز بينهما فضع قبل الهمزة واوًا ثم اقرأها .. فإن وصلت ( واقرأ ) بغير نطقها فهي وصل .. و إن قطعت لتنطقها فهي قطع ( و أكتُبُ ) ..