من علماء الهند .. الشيخ صديق حسن خان






العلامة صديق حسن خان القنوجي أول رجب سنة 1307هـ :


الشيخ صديق حسن خان عالم جليل من علماء الهند، كان أمير " بهوبال "، وهو ينتسب

إلى الأسرة الحسينية، فهو كما يقول عن نفسه " فبيني وبين رسول الله 33 جيلاً " .

اسمه :

صديق بن حسن بن علي بن لطف الله بن عزيز الله

عاش بداية حياته في مدينة قنوج التي ينسب إليها، وانتقل في أواخر سنة 1269هـ إلى دهلي،

وهناك طلب العلم على علماء الهند، وأثنوا على فهمه وحفظه وذكائه،

وفرغ من دراسة العلوم المتداولة وهو في العشرين من عمره، ثم رجع

إلى موطنه قنوج، لكن واجه ظروفًا معيشية صعبة اضطرته إلى حمل عصا

الترحال إلى بهوبال، وكان صيتها في رعاية العلم والعلماء قد ذاع وانتشر،

فعمل هناك بأجر شهري قدره 100 روبية، وبسبب إبداعه في عمله رقى إلى

وظيفة أرقى، ولكنه عزل بعد خلاف بينه وبين أحد العلماء في مسألة

( تدخين النارجيلة )، فقد كان الشيخ يرى حرمتها والآخر لا يرى ذلك،

وتسبب هذا الخلاف في عزله من وظيفته بعد سنة تقريبًا

ثم ترك الشيخ بهوبال، ورجع إلى قنوج وتقلبت به الأمور إلى أن طلب منه الذهاب

إلى بهوبال للمرة الثالثة، فذهب وتقرر له راتب شهري قدره 75 روبية،

وأوكل إليه كتابة تاريخ إمارة بهوبال، وأكرمه الله هذه المرة في بهوبال،

وفتح له الأبواب فتزوج من ابنة مدير الترتيبات، وبدأ يرقى يومًا بعد يوم في الوظائف،

واستدعى والدته وأخواته من قنوج، وقرر الاستقرار في بهوبال، وبعد أن توفيت

رئيسية بهوبال ( نواب سكندر جهان بيغم ) ، وتقلدت أمر الرئاسة من بعدها ابنتها

( نواب شاهجات بيغم ) ، وكان زوجها قد مات فرأت في الشيخ صديق من الذكاء

والأمانة والعفة ما جعلها تشركه معها في إدارة شؤون الإمارة ،

وتزوجته، وكان هذا الزواج سببًا في قيامه بخدمة الدين .


أعماله وهو أمير بهوبال :


راح الشيخ يجمع من المصادر العلمية الكثير ، و بأي ثمن من مصر وبيروت والهند

وجزيرة العرب، ثم جعل يطبعها في مصر وبيروت والهند، وينفق ملايين الروبيات

عليها، ثم راح يوزع هذه الكتب مجانًا على العلماء في العالم الإسلامي بعد طباعتها

على نفقته، ومن هذه الكتب : " فتح الباري شرح صحيح البخاري " و " تفسير ابن كثير "

و " نيل الأوطار للشوكاني " و " فتح البيان في مقاصد القرآن " وهو تفسير للقرآن من تأليفه .

ومن إصلاحاته وهو أمير بهوبال تعيين حراس على بوابات سوق النساء، فكان يقوم

ليس فقط بمعاقبة من يحاولون الاحتكاك بالنساء، بل يلقنهم أوامر الله ويعلمهم سنة

رسوله صلى الله عليه وسلم، وكان يقوم بحصر من يقومون بكنس

المقابر وتزيينها، فيأمرهم بعمل الشيء نفسه في المساجد .

والتزم حفظ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ونشره، وأعلن عن مكافآت لمن يحفظ الحديث،

فمن حفظ " صحيح ا لبخاري " له ألف روبية، ومن يحفظ " بلوغ المرام " له مائة روبية .


وقبل موته بحوالي خمس سنوات وجهت إليه تهمة الترغيب في الجهاد ضد الإنجليز،

وتهمة معارضة الحكومة، وتهمة نشر العقيدة السلفية ( الوهابية كما يسمونها)

حتى تم الاستيلاء على جميع ممتلكاته مع فرض الإقامة الجبرية عليه وتجريده

من جميع ألقابه، وذلك في 17 ذو القعدة سنة 1302هـ بعد أن تولى الإمارة مدة 14 سنة .


مؤلفاته :


كان الشيخ موسوعيًا في تأليفه، فقد كتب ما يقرب من 223 كتابًا بالعربية

والفارسية والأردية، كتب في التفسير والحديث والعقيدة والفقه والتاريخ

والسيرة واللغة والأدب ، وغير ذلك ..

و من أشهر كتبه :

1- " فتح البيان في مقاصد القرآن " تفسير

2- " عون الباري لحل أدلة البخاري "

3- " السراج الوهاج في شرح مختصر صحيح مسلم لابن الحجاج "

4- " الدين الخالص "

5- " قطف الثمر في بيان عقيدة أهل الأثر "

6- " حصول المأمول في علم الأصول "

7- " الروضة الندية شرح الدرر البهية"

8- " أبجد العلوم " وهو دائرة معارف إسلامية

9- " فتح العلام بشرح بلوغ المرام" ،

10- " حسن الأسوة مما ثبت عن الله ورسوله في النسوة " ..

وغير ذلك الكثير.

وفاته :

توفي الشيخ صديق حسن خان ـ بعد معاناة مع المرض ـ ،

يوم الخميس أول رجب سنة 1307هـ ، رحمه الله تعالى .