تَشابَهَتِ الخَلائِقُ والبَرايا "" وإن مازَتهمُ صوَرٌ رُكِسنَه

وهو بيت من قصيدة للمعري أوردها في ديوانه "لزوم ما لا يلزم"، وقافيتها نونية، وحروفها :

حرف الروي هو النون، وحرف الوصل هو الهاء

ولكن حكم المباراة اعتبر القافية سينية وحرف الروي فيها هو السين، وجاء بمغالطات وأشياء ليست من العروض

فتحدث عن نون النسوة التي لا يمكنها أن تكون حرف روي، وعن النون التي تكون حرف وصل، والنون التي تكون حرف ردف، والردف الذي يأتي بعد الروي، والهاء التي تكون حرف خروج

وكل هذه أخطاء عروضية فادحة لا يقع فيها دارس مبتدئ فضلا عن شخص يريد تحكيم سجال شعري



فنون النسوة يمكن أن تكون حرف روي، والنون الوحيد التي لا يمكنها هذا هي النون التي تعوّض ألف المد في القوافي المطلقة

وحرف النون لا يكون أبدا حرف وصل، لأن الوصل يكون بحروف المد أو الهاء، وفي حالات قليلة يكون بتاء المؤنث أو بكاف المُخاطَب



والنون لا تكون أبدا حرف ردف، والردف لا يأتي أبدا بعد الروي، لأن حرف الردف هو حرف المد أو المد الليّن الذي يأتي قبل الروي



والهاء لا تكون أبدا حرف خروج، لأن الخروج لا يكون إلا حرف المد الذي بعد هاء الوصل



وفي قوله إن قافية السجال ليست النون، وأن المعرّي جعل السين حرف رويّ لقصيدته

فالقصيدة من ديوان اللزوميات، وهو ديوان استعرف فيه المعري براعته الشعرية، فالتزم في قصائد الديوان ضوابط لا تُلزم الشعراء عادة،

ولكنه قيّد نفسه بها عمدا فكان في كل قصيدة يلتزم بحرف آخر قبل حرف الروي،

مثلا في باب حرف الراء، وتحت عنوان "وقال أيضا في الراء المكسورة مع الهاء" :



وهكذا في كل حرف، حتى قال في باب النون :



فالمعري نفسه يقول إن رويّهُ النون وإن السين هي من التزام ما لا يلزم، وصاحبنا يصر أنه يعرف شعر المعري أكثر من المعري



أقدّم هذا الموضوع للوقوف على هذه المسألة بالوضوح الكافي

وليكون وقفة عروضية علمية تعتمد الشواهد والمراجع ولا تعتمد الاستنباطات وإعمال الأهواء

مع خالص التحية والمودة لكل من مرّ على الموضوع بالقراءة أو بالتعليق