القناعة سراب في قلب الصحراء



مابين سحابة الموضة وغيمة العولمة وهطول الماديات

تتبرعم أحلام باردة وأماني ذابلة

في زمن أصبح فيه التسابق هو الشعار الأول والأخير

فينعدم الرضى بما قسم الله ويتزايد التطلع الى ما في أيدي من هم حولنا

ربما هو انعدام الثقة أو طموح فاق حدود المعقول ولا يعترف بالخطوط الحمراء

ولكن الطموح والأحلام تنسينا القناعة

وتتحاملنا الرياح الى منعطفات الطمع وغواية النفس

فتصبح فيه القناعة سرابا في قلب صحراء قاحلة

كلما اقتربنا منه يبقى بعيدا

وتتعثر خطواتنا كأننا نتراجع

و يبدأ الصراع بداخلنا و مع أنفسنا بأن نرضى بما كتبه الله لنا

أم نكد و نثابر من أجل الوصول إلى ما نطمح إليه

و نشق طريقنا ما بين الخوف و الرجاء و نخاف أن يصبح مصيرنا مجهولاأو ظلاما

و نرفع راية التحدي و نمضي إلى الأمام و لكن يبقى مصيرنا

غير مضمون فربما لا نصل إلى ما نطمح إليه و نفشل

منا من لا يرضى حتى بنفسه والاغرب أن يغير من نفسه وشكله

بعمليات قد تكون نتيجتها الموت فقط ليكون شبيها لشخص قد أعجب بهـ

ومنا من يقوده طموحه الى الهاوية

فيصل الى حد الطمع والانانية

وسلب حقوق الغير دون أدنى مبالاة

ومنا من يفسر القناعة حسب هواه ويستسلم لضغوطات الحياة

ويبرر فشله ويأسه بأنه قناعة ورضى بقدره ونصيبه

و تتفرع القناعة إلى أنواع و هي

فهناك من يناضل من أجل تغيير واقعه الراهن وينجح
والبعض الآخر يناضل أيضاً من أجل تغير واقعه ويفشل
وهناك ثالث يقنع بما بين يديه معتبراً أن النظر إلى ما بين أيدي
الآخرين مصدر للكآبة والضيق النفسي، وأن الحل الأمثل للحياة بسعادة أن
ترضى بما قسم الله لك فقط