صحاب Svt و Pc الجواب صحاب Svt و Pc الجواب
بداية نرى ضرورة الوقوف عند بنية السؤال وأهم مكوناته فهو سؤال إشكالي استهل بأداة استفهام هل والتي تقتضي الإجابة بالإجاب (نعم ) والسلب (لا) كما تضمن السؤال بعض المفاهيم الجوهرية التي ينبغي التوقف عند دلالتها و التقصي في معانيها،قبل الشروع في تحليل الإشكال ومناقشة أسئلته الفرعية، ويعد كلا من مفهوم العدالة ،............... الأساس الذي ينبني عليه السؤال، فبخصوص المفهوم الأول(العدالة) فهي العدالة قيمة أخلاقية من منظومة القيم العامة تحفظ حقوق المجتمع، لكنها تبقى مفهوماً نسبياً لا يمكن القطع بقيتمها المتوارثة والمكتسبة عبر الزمن لأنها عرضة للتغيير ولا يمكن عدّها قيمة تصلح لكل المجتمعات لتباين القيم الاجتماعية والدينية وبذلك فإنها قيمة ملتبسة أما(المساواة) فيحيل على تساوي الناس جميعا فى الحقوق والواجبات دون تفرقة أو تمييز بسبب جنس أو طبقه أو مذهب أو عصبية أو حسب أو نسب أو مال... إلخ.
وفقا لهذه المقاربة المفاهيمية يمكن القول بان المفاهيم برمتها تؤسس لأطروحة أساسية والتي لا يمكن الكشف عنها إلا بإزاحة أداة الإستفهام هل ، فبإزاحتها نكون أمام طرح مفاده أن العدل هو الاستقامة في الاستحقاق ، وهو الاعتدال أي التوسط بين الإفراط والتفريط ، فإن مسألة تحقيق العدل ترتبط ارتباطا وثيقا بفكرة المساواة مثلما ترتبط فكرة الظلم بإحداث التفاوت بين الناس وعليه .
لكن هل كل الفلاسفة يتفقون على هذا المعطى؟ الا يمكن أن نفترض النقيض ونقول ا مسألة تحقيق العدل ليس لها ارتباط من بعيد ولا من قريب بالمساواة .فبهذه المعطيات نكون أمام إمكانيتين للإجابة عن الإشكال، الإمكانية الإولى ترى أن العدل يكمن في احترام التفاوت القائم بين الناس ، و أيضا في إقامته بينهم ، لأن الناس يختلفون بالولادة في قدراتهم العقلية والجسمية ( الذكاء والغباء ، القوة والضعف ) و ليس من العدل أن نسوي بينهم بل العدل يكمن في التمييز بينهم وعلى هذا الأساس قام المجتمع اليوناني القديم حيث أن " أفلاطون " : في جمهوريته الفاضلة يميزبين صنفين من الناس العبيد بقدرات عقلية محدودة وأوكل لهم العمل اليدوي والأسياد يملكون القدرات العقلية الهائلة أوكل إليهم العمل الفكري كالأشغال بالفلسفة . كما نظر " أرسطو " بعده إلى التفاوت على أنه قانون الطبيعة ويجب احترامه . ونجد هذا الموقف عند بعض المحدثين حيث يقول ألكسيس كاريلعالم فيزيولوجي وجراح فرنسي : " فبدلا من أن نحاول تحقيق المساواة بين اللامساواة الجسمية والعقلية يجب أن نوسع من دائرة الاختلافات وننشئ رجالا عظماء ") وهكذا يكون التفاوت عدل بينما آلمساواة ظلم .
بينما يمضي دعاة الإمكانية الثانية إلى القول بأن العدل يكمن فيتحقيق المساواة بين الناس ن التفاوت القائم بين الأفراد يعود في معظمه إلىتأثير المجتمع لا إلى تأثير الطبيعة . فالطبيعة لم تخلق طبقة الأسيادوطبقة العبيد كل هذا من صنع المجتمع ، وقد وجدت هذه الفكرة لدى المجتمعاتالقديمة حيث قال أحد حطباء اليونان وهو شيشرون : " الناس سواء وليس شيئاأشبه بشيء من الإنسان بالإنسان ..