تلسكوب الفضاء هابل يستعرض مجرة من حافتهتظهر هذه الصورة المأخوذة من تلسكوب هابل الفضائي التابع لناسا ووكالة الفضاء الأوروبية المسقط الجانبي (edge-on view) للمجرة الحلزونية NGC 5023 التي تبعد عنا بنحو 30 مليون سنة ضوئية. و رغم أننا لا نستطيع تحديد الأذرع الحلزونية للمجرة نظرا لاتجاهها، فذلك لا يمنعنا من التمتع بجمال شكل قرصها المتقن.
تعد المجرة NGC 5023 جزءا من مجموعة المجرات M51، وتسمى المجرة الأكثر توهجا في هذه المجموعة: ميسييه 51 (Messier 51)، و هي المجرة الدوامة (The Whirlpool Galaxy) التي تم التقاط صور لها عدة مرات بواسطة هابل، أما المجرة NGC 5023 فهي منعزلة نسبيا عن المجرات الأخرى في المجموعة.
يهتم علماء الفلك بشكل خاص ببنية الأقراص المجرية الرأسية مثل هذه المجرة، حيث بإمكانهم التعمق في فهم التطور المجري عبر تحليل البنية أعلى و أسفل المستوى المركزي للمجرة. كما بإمكان علماء الفلك تحليل التوزع لمختلف أنواع النجوم داخل المجرة وخصائصها، وبشكل خاص مدى تطور النجوم بشكل ملحوظ على مخطط هرتشبورنغ-راسيل (Hertzsprung–Russell Diagram)، وهو رسم بياني عشوائي للنجوم يظهر تطورها.
تعتبر المجرة NGC 5023 واحدة من بين ست مجرات حلزونية نراها بشكل جانبي، وقد تم رصدها كجزء من دراسة تستخدم كاميرا هابل المتقدمة لإجراء المسوحات (Hubble’s Advanced Camera for Surveys)، فقد درسوا هذا الانتشار العمودي و وجدوا منحى يقترح بأن حرارة القرص تلعب دورا مهما في إنتاج النجوم التي شوهدت بعيدا عن المستوي المجري.
المجرة NGC 5023 ذات شعبية كبيرة عند علماء الفلك، على الرغم من طبعها غير الاجتماعي. فهي واحدة من بين 14 مجرة بشكل قرص التي تشكّل جزءا من مسح غوستس (GHOSTS)، حيث يستخدم هذا المسح بيانات هابل لدراسة هالات المجرة، أي الجزء الخارجي للأقراص و العناقيد النجميّة، وتعتبر هذه الدراسة من أكبر الدراسات لتحديد توزع النجوم في أطراف المجرات قرصية الشكل، كما سمحت دقة صورة هابل للعلماء بتعداد أكثر من 30000 نجمة لامعة في هذه الصورة، وهذا جزء صغير فقط من عدة مليارات من النجوم التي تحويها هذه المجرة، وذلك لكون النجوم الأخرى خافتة جدا لاكتشافها حتى بتلسكوب مثل هابل.