وقع بين النبي صلى الله عليه وسلم وعائشة شيئ فكانت خصومة فيها دلال ومودة وفيها محبة وشفقة
وقع تنازع في شيئ فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم
(من ترضينه حكما بيني وبينكي أترضين بأبي بكر )
أبو بكر أبوها :فرضيت بأبي بكر سيكون في العرف الجاري بينا أبو الزوجة لا يمكن أن يكون حكما
في الغالب يكون خصما ينصر امرأته على زوج ابنته ولكنه أبو بكر فجاء أبو بكر
فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم :تقولين أنتي أم أقول أنا؟
قالت :قل أنت ولا تقل الا حقا
وهل يقول الا حقا ؟!
هي غضبى! قالت قل أنت ولا تقل الا حقا لم يطق أبو بكر فقام يضربها في خاصرتها ويقول
يا عدوة نفسها وهل يقول الا حقا
يخشى أن يغضب الرسول عليها فيطلقها فينقطع سببه من رسول الله وهذا أمر كبير !
أو أن يغضب الرسول عليها فيغضب الله لغضبه فلا تفلح بعدها أبدا
فقام يعقام بمحضر الرسول النبي لم يستدعه لكي يكون خصما له ليتكلم باسمه
وانما استدعاه حكما بينه وبينها فلما تحول الا خصم لم تجد عائشة الا أن تحتمي برسول الله
وهو الخصم والحكم صلى الله عليه وسلم
فقامت تحتمي بظهر النبي وهو يدفع ابا بكر عنها
يقول ما لهذا دعوناك يعني ما دعوتك لعقابها كنت أنا اعاقبها
ولكن ما لهذا دعوناك ذهب أبو بكر مغاضبا وعلى مثل الجمر متلددا فظل يحوم حول المكان
لما انصرف ابو بكر أقبل الرسول صلى الله عليه وسلم والله جل وعلا وصف في كتابه بالرؤف الرحيم
وذكر أنه على خلق عظيم نظر اليها النبي صلى الله عليه وسلم مداعبا ومعاتبا
فقال ارأيت كيف دفعت عنك الرجل ؟!
يا أنس وهو خادم النبي صلى الله عليه وسلم:خذ هذا الدرهم فاشتري لنا به عنبا
يريد أن يعقد صلحا على مأدبة خذ هذا الدرهم فاشتري لنا به عنبا
فذهب أنس فجاء بالعنب فأخذ يأكلاه
أبو بكر رضوان الله عليه يدور حول المكان فلقي أنس فقال يا أنس ما الخبر
ما ورائك يا أنس مالذي حدث قال اصطلحا لقد تركتهما والله يأكلان العنب
فجاء أبو بكر مسرعا فدخل غير محتشم فجلس
وقال دعوتماني في خصامكما ونسيتماني في صلحكما قال اقعد فكل
ليس الاحسان الى المرأة أن تكف الاذى عنها فهذا من كرم الرجل أن يكف أذاه عن امرأته
يعني ليست بطولة ولا رجولة أن يضربها ويجلدها جلد العبد ثم يطلبها اخر الليل !
فهذا مما استنكره الرسول صلى الله عليه وسلم
وانما الرجولة وانما الشهامة وانما التمسك الحق بأن يملك ذمام نفسه عند الغضب
فهذا هو الشديد حقا ليس الشديد بالصّرعة الذي يسرع الناس
وانما الشديد الذي يملك نفسه عند الغض.