علماء الأورال يصممون تقنيات جديدة لتحويل الجراد إلى علف

صمم اختصاصيو أكاديمية الهندسة الزراعية في مدينة تشيلابينسك الروسية آليات متنقلة وتقنية جديدة لجمع حشرات الجراد وتحويلها إلى علف بروتيني للمواشي والطيور. وبحسب أقوالهم؛ فإن التقنيات الأخرى الموجودة في الأسواق تعمل على صيد هذه الحشرات عندما تكون " وقفت على جوانحها" وفقدت جزءاً كبيراً من خصائصها الغذائية. ويعتقد الاختصاصيون الروس أن صنع الطحين من الجراد ضروري، ولكن ما دامت هذه الحشرات في طور الزحف، وقد أعطت التجارب التي جرت في جنوب روسيا نتائج إيجابية.
كيف يمكن تحويل العدو إلى طعام؟
يشكّل البروتين الموجود في الجراد نسبة أعلى بكثير مما في اللحوم والأسماك حيث تصل إلى 75%، وللمقارنة فإن هذه النسبة تصل إلى 17% في لحم الخنزير، و21% لدى الأسماك. ويقول العلماء في عدد من بلدان العالم، في الصين على سبيل المثال، إنه توجد بعض التقنيات لمعالجة حشرات الجراد، ولكنها لا تسمح بالحفاظ على جميع خصائصها الغذائية، نظراً لأنها تفترض اصطياد تلك الحشرات بعد ظهور أجنحتها.
وفي حديث لموقع " روسيا ما وراء العناوين" قال بيوتر سفيتتشنيكوف الدكتور في العلوم التقنية، ونائب رئيس أكاديمية تشيلابينسك للهندسة الزراعية إن " حشرات الجراد الطائرة تحتوي على مواد غذائية بدرجة أقل، ولذلك فإن معالجتها لا تعطي النتيجة المطلوبة. أما نحن فنصطاد الجراد في مرحلة حركتها في الحقول، عندما تأكل بصورة نشيطة، وتتطور وتنمو. وتتيح آلياتنا جمع 70% من الجراد من أجل المعالجة، أما نسبة 30% فتهرس مباشرة في الحقول، وبعد مرور الآليات لا تبقى أية حشرة".
الآفاق في الأسواق العالمية
ظهرت فكرة إنشاء هذه التقنية في جنوب الأورال منذ عشر سنوات، عندما قرأ أحد المصممين في مقالة حول الكوارث الكبيرة التي يسببها الجراد والنفقات الضخمة المخصصة لمكافحة هذه الحشرات.
ويقول بيوتر سفيتشنيكوف بأنه " منذ زمن بعيد ونحن نتلقى من شركائنا في طاجكستان وساراتوف وأوزبكستان وكالميكيا طلبات بشأن إيجاد تقنية ووسائل تقنية لمعالجة الجراد، وبدأنا نشتغل على هذه المسألة، حيث سافرنا إلى جنوب البلاد، وقمنا بتجربة الحلول التقنية، وتلقينا عدداً ضخماً من طلبيات الشراء من داخل روسيا وخارجها".
ويؤكد المصممون أن إدخال هذه الفكرة إلى الإنتاج يتطلب ما بين 30 ـ 40 ألف دولار، ويعدون باستعادة النفقات على هذه التقنية خلال أسبوع فقط، حيث يبلغ ثمن طقم المعدات بحسب تقديرات العلماء نحو 10 آلاف دولار.
لماذاالجراد؟
يغزو الجراد المحاصيل الزراعية " أسراباً " ( يصل قطر الواحد منها إلى 1.5 ـ 2 كيلومتر، وتتراوح كثافة طبقة السرب الواحد منها ما بين 20 ـ 25 سم، وتتعرض لغزو الجراد سنوياً جميع الأقاليم الجنوبية من روسيا. ووفق بيانات مصممي هذه التقنية، فإن أسراب الجراد ألحقت في عام 2014 خسائر فادحة بالمحاصيل في جمهورية بشكيريا وفي جنوب الأورال.
وعلى حد قولهم، فإن سعر كلفة كتلة جافة من الجراد لن يتجاوز 10 روبلات ( 20 سنتاً) للكيلو غرام الواحد، في حين أن كلفة الطحين المستخرج من الجراد في الأسواق الأخرى تبلغ أكثر بخمسة أضعاف ( نحو دولار واحد).
ماذا يقول الخبراء
تثير هذه الفكرة " الغريبة" لمعالجة الجراد حيرة المهندسين الزراعيين الروس، ولم يشأ أحد تقدير آفاق هذه التقنية الجديدة، لا في نقابة مربي المواشي ولا في وزارة الزراعة، ولا حتى في نقابة الفلاحين والاتحادات الزراعية لمنطقة تشالابينسك.
وفي حديث مع " روسيا ما وراء العناوين" تحدث إيليا بونداريف رئيس اتحاد مربي المواشي بحذر معرباً عن قلقه من أنه لا يوجد في روسيا ما يكفي من الجراد لتنفيذ خطط العلماء، حيث قال: " تصوروا، كم يُستهلك من الأعلاف المصنعة وكم من الجراد يجب أن نصطاد من أجل ذلك. بالإضافة إلى أنه تجري مكافحة الجراد بالمواد الكيميائية، وبالتالي فإن الجراد المسمم سوف يستخدم لاحقاً في الأعلاف المصنعة".
ويؤكد العلماء أن المواد الأولية كافية، لأن متوسط وزن سرب الجراد يصل إلى 35 ألف طن، وأنها تغزو الحقول سنوياً. ويعتقد غيورغي غايدادين رئيس شركة " بيو إينيرجي" في إقليم ساراتوف المنتجة للأعلاف والإضافات العلفية لجميع أنواع المواشي والطيور بأن لهذه التقنية أفاقاً واسعة، حيث يقول إنه "في الوقت الراهن، يعدّ الطحين المصنوع من الأسماك الإضافة الأهم في التغذية.
ولكن احتياطي الأسماك في العالم يُستنزف، ولذلك فإن الطحين المصنوع من الجراد يمكن أن يصبح بديلاً ممتازاً ومصدراً للبروتين سهل الهضم بالنسبة مختلف أنواع المواشي والطيور".