ملخصات هامة في درس الأخلاق بين النسبي والمطلق لتحضير البكالوريا
أخي القارء لا تمر مرور الكرام جد ولو برد جمبل
ا- النظريةالنفعيــة ( مذهب اللذة) / مصدر القيمة الخلقية(المنفعة)بمعنى أن الخير هو اللذة و الشر هو الالم و العبرةبالنتائج و ليس بالمبادئ، و الدليل على ذلك واقعي حيثأنالناس يميلون الى اللذة و ينفرون من الألم بحكم طبيعتهم..يقولأرستيب القورينائي Aristippe (435-355) مؤسس مذهب اللذة، (اللذة صوت الطبيعة )، و يجب الحصول عليها بكل الطرق ، و أنإشباع الغرائز ضروري لأنها المحرك الأساسي للأفعال الإنسانية
أبيقــــورEpicure يرى أن الخير في سكينة النفس ، فهي أفضل و أولى لأنها دائمة يمكن إحياؤهافي الذاكرة كل مرة و هكذا نكون سعداء رغم ناء أجسامنا ، مثل لذة المعرفة ، والمطالعة ، و المحبة و الصداقة ، و يدعو الى اجتناب اللذات التي تنتهي بألم ، معقبول الألم الذي يؤدي إلى لذة
بنتــــام Benthame حول اللذة إلى المنفعة العامة، فوضع بذلك مسلمتين للفعل الأخلاقي ، مسلمة فردية تقول بأن لكل فرد الحق في الحكمعلى لذته ، و مسلمة جماعية تقول أن اللذة اذا اتحدت شروطها أصبحت واحدة بالنسبةللمجتمع ، فربطبنتامبين خير الفرد و خير الجماعة .و وضع سبعةأبعاد لقياس اللذة و هيالشدة المدة النقاء الخصب القرب اليقين الامتداد أيشمول اللذة لأكبر عدد من الناس
نفس المبدأ يدافع عنهج س ميل J.S.Mill فالمنفعة هي المبدأ الاخلاقيالذي يفضي الى تحقيق أكبر سعادة ممكنة ، فالخير ما هو نافع لنا و لغيرنا (المنفعة المتبادلة). كما اهتمميل Millبنوعية اللذات لا كميتها يقول " من الأفضلأن أكون إنسانا شقيا من ان أكون خنزيرا متلذذا" و ما دانت المنفعةمتغيرةو مختلفة من شخص لآخر كانتالقيمة الخلقية نسبية
النقـــــــد/ رغم أن الناس تدفعهم طبيعتهم النفعية الى وضعالمصلحة فوق كل اعتبار غير أن هذا ليس مبررا كافيا يجعل المنفعة مقياسا للسلوكالأخلاقي ، كونها خاصية ذاتية تختلف باختلاف الميول و الرغبات ، فاذا خضع الناس لهااصطدمت مصالحهم بعضها البعض ، و عمت الفوضى في المجتمع فما ينفع البعض قد يضربالبعض الآخر ، و ليس كل شيئ فيه لذة خيربالضرورة
النظريةالاجتماعيــــة / إن أساس القيم الخلقية هو (المجتمع) ، فالخير ما يتماش مع العرف الاجتماعي ، و الشر ما يتنافى معه ، هذا ماتراه المدرسة الوضعية معاميل دوركايم،E.Durckeimeو ما يدعم هذا الموقف هو أن الفرد كائن اجتماعيبالطبيعة ، لا يستطيع العيش خارج الجماعة فهو بمثابة الجزأ من الكل ، انه مدينللمجتمع بكل مقوماته النفسية و العقلية و السلوكية ، يتأثر ببيئته ، و يتصرف حسبالجماعة التي ينتمي اليها فلولا الغير لما كان بحاجة الى أخلاق .
إنالطفل يكون فكرته عنالخير و الشر بالتدريج اعتمادا على أوامر و نواهي أفراد مجتمعه ، سواء في الاسرة اوالمدرسة يقول دوركايم " عندما يتكلم ضميرنا فان المجتمع هو الذي يتكلمفينا " بمعنى أن الضمير الفردي ما هو الا صدى للضمير الجمعي . و على هذاالأساس لا يمكن للفرد ان يبتكر لنفسه قيما و أخلاقيات بل يأخذها جاهزة من المتجرالاجتماعي كما يأخذ ملابسه من النحل التجاري ،
و يرىليفي برول L.Bruhlأن الأخلاق ظاهرة اجتماعية ، تنضم العلاقة معالغير و تمنح قوانينها للفرد بواسطة التربية ، و الخير و الشر يتحددان بمدى اندماجالفرد في الجماعة أو عدم اندماجه فيها . فالاندماج هو مقياس الخير ، وعدم الاندماجهو مقياس الشر . و بما أن لكل مجتمع عادات و تقاليد و نظم خاصة كانت القيمةالخلقية أيضا نسبية و متغيرة
النقــد/ للمجتمع تأثير في الفرد ، لكن هذا لا يعني أن كلما يقوله المجتمع أخلاقي بالضرورة ، و الا كيف نفسر لجوء المصلحين إلى تغيير ما فيمجتمعاتهم من عادات بالية و قوانين جائرة ، و كيف نفسر اختلاف أفراد المجتمع الواحدفيأخلاقهـــــــــــــــــم.
ج- الأساس العقلي / ان أساسالقيمة الخلقية هوالعقل، فالخير ما يتطابق مع أحكام العقل ، والشر ما يخضع لحكم الغرائز و الشهوات العمياء ، و يتعارض مع الواجب . قالأفلاطون " Platon ( الفضائل ثلاث: الحكمة فضيلة العقل ، و العفة فضيلة القوة الشهوانية ، و الشجاعة فضيلة القوةالغضبية )و الحكمة رأس الفضائل كلها لأنها تحد من طغيان الشهوة و تلطفالغضبية ، و اذا خضعت الالقوة الشهوانية للغضبية ، و الغضبية للعقل تحقق في النفسالانتظام و التناسب و يسمي أفلاطون حالة التناسب هذهبالعدالــــة.
و ذهب الفيلسوف الالمانيكانط Kant الى تقدير الفعل من خلال مبادئه ونيّة فاعله ، فالخير ما يسير بمقتضى الواجب الذي يمليه الضمير ، و يكون نابعا منالارادة الخيرةو الشر ما يتعارض مع الواجب يقول ( أنالقيمة الخلقية للفعل تكمن في مبدأ الارادة الخيرة ، بغض النظر عن ما ينتج عن الفعلمن كسب أو خسارة) : ،لذلك ميز كانط بين نوعين منالأوامر : الأمر الشرطي ،المرتبط بالمنافع ، فيفقد بذالك قيمتهالخلقيةكأن نقول قل الصدق حتى يثق فيك الناس ،. و الأمر المطلق (القطعي) المنزه من كل مبدأ نفعي ، و المستجيب لصوت الضمير يحمل الخير في ذاته كأننقول كن صادقا . أو كن أمينا،هو الواجب من اجل الواجب و لايتغير مع النتائج ، إذ لا يعقل أن يصبح ذات يوم الصدق شر ، و الكذب خير ، أو تصبحالأمانة رذيلة و الخيانة فضيلة ، فالأخلاق مبادئثابتة و مطلقةوعليه وضع كانط ثلاثة قواعد للسلوك الأخلاقي :
ا- قاعدةالتعميم : إعمل كما لو كان عملك قانونا عامافالبعضمثلا يرى في الكذب منفعة ، لكنه لن يكون أبدا سلوكا أخلاقيا ، كونه لا يصلح للتعميم، فاذا كنا نرفض الكذب علينا ، فمعنى ذلك لأنه لا ينبغي علينا أن نكذب حتى و لو كانالكذب في صالحنا . نفس الشيئ بالنسبة لجميع الأفعال
ب- قاعدةالغائية / اعمل و كأنك تعامل الإنسانية في نفسك و غيرك كغايةلا مجرد وسيلة ،فالواجب يأمرنا أن لا نجعل الانسان مهما كانت صفاته مجردأداة لتحقيق مصلحة ، فالشخص الذي يعطي وعودا كاذبة يتخذ الآخرين مجرد وسائل من أجلتحقيق رغبات و منافع معينة من غير أن يلتفت الى أن لهم حقوقا بصفتهم كائنات عاقلةيقول كانط( لو كانت سعادة البشرية متوقفة على قتل طفل بريئ لكان قتله سلوكالا أخلاقيا )
ج- قاعدة التشريع / اعملبحيث تكون إرادتك الحرة المشرعة للقانون الأخلاقي في جمهورية العقلاء ،وهذا يعني أن الواجب يقتضي منا أن نجعل من أفعالنا مثالا يقتدى به ، و قانونا نؤسسهبإرادتنا لأنفسنا و لغيرنا باعتبارنا كائنات حرة و عاقلة ، اننا ندرك بعقلنا و نورضميرنا لا بحكم اللذة و المصلحة أن الصدق و الإخلاص و الوفاء واجبات كونها أفعالخيرة في ذاتها و عند الالتزام بها نكون قد جعلناها قانونا أخلاقيا .
النقد / لا ينكر أحد دور العقل في توجيه السلوك نحو الخير ،و اجتناب الشر ، لكن تجريد الفعل من كل غاية أو منفعة قد يجعله جافا , غير مرغوبفيه ، فأخلاق الواجب مثالية للغاية ، و صورية ، تهتم بالمبادئ المطلقة دون المعالاتالخاصة ، لذلك لا يمكن للانسان العادي الذي يتفاعل مع واقعه ، و تحركه الدوافع والغايات أن يعمل بها ، يقول الفيلسوف الالماني شوبنهاور و هو أحد تلامذة كانط( انالواجب الكانطي قانون سلبي ، يصلح لعالم الملائكة لا لعالم البشر)
د- النظرية الشرعية . انأساس القيمة الخلقية هو الشرع . قال تعالى في سورة النحل ( ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيئ و هدى و رحمة و بشرى للمسلمين) فالخيرإذن ما يستجيب لأوامر الشرع ، و الشرع ما يخالفها يقولالاشاعرةوهم أتباعابي حسن الأشعري :الحسن ما حث الله عليه و رغب فيه ، والقبح ما نهى الله عنه و رهب منه . إذن الخير و الشر يوجبهما الشرع لا العقل كماادعت المعتزلة ، فالعقل بحكم قصوره و ضيق معرفته ، لا يستطيع الاهتداء الى الحقلوحده فكان لا بد أن يعتمد على الشرع قال تعالى في سورة الحشر ( و ما أتاكمالرسول فخذوه و ما نهاكم عنه فانتهوا) و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( تركت فيكم امرين ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وسنتي ) و ما دامت ارادة الله مطلقة ، و الرسول الكريم بعث للناس كافة ، والاسلام دين يصلح لكل زمان و مكان كانت القيمة الخلقيةمطلقة و ثابتة و لااختيار لإرادة الإنسان أمام الإرادة الإلهية
النقد/ ان الشرع لم يلغ أبدادور العقل في استنباط الاحكام ، فهناك كثير من المسائل تظهر مع تطور الحياةالاجتماعية و العلمية تحتاج الى اجتهاد الرأي ، ووجود علم الفقه أحسن دليل على ذلك، و في الاجتهاد اختلاف و صدق نسبي . الأستاذج-ف