تآكل القيم

رياض العمري


الحديث عن الماضي يَحمل في طيّاته العديد من الذكريات السعيدة المُختلطة بعبق الماضي وسيرته، إلا أن الحديث عن الماضي يذكّر العديد من الناس بقيم وأخلاق وصفات كانت مُقتصِرة على فترة معيَّنة؛ مما يعني أن المجتمعات العربية والإسلامية تمر بمرحلة تآكُل للقيم المجتمعية، وهذا يعني انحصار السياج الحامي للمجتمعات العربية والإسلامية، ويسمح ذلك بمزيد من الذوبان والتأثُّر بالقيم المختلفة العابرة للحدود الثقافية والأخلاقية للأمة.



كل هذا التآكل هو في الأخير إنذار للجميع بالانتباه لهذا الوضع والعمل على الحفاظ على القيَم النبيلة التي تضمن التميز الحضاري الذي يُميِّز المجتمعات العربية والإسلامية، وأمام هذه الظاهرة يجب علينا الآتي.



• القيام بمُحاوَلة مراجعة للمُدخلات على القيم الأخلاقية والفكرية للأمة، ومحاولة تصحيح وإعادة بناء للمفاهيم المختلفة، التي تضمَن بذلك الحفاظ على البناء الأخلاقي والفكري للأمة.



• عمل الدراسات المختلفة للوسائل التي يُمكن من خلالها ترسيخ هذه القيم في الأعمار المختلفة وزيادة وعْيِها بأهميتها.



• إيجاد مدوَّنة سلوك كحدٍّ أدنى تنطلق من القيم الحضارية للأمة الإسلامية والعربية تضمن استمرارية هذه القيم.



وأخيرًا: إن الحفاظ على هذه القيم ليس واجب الحكومات والمؤسسات فقط - التي تتحمَّل الجانب الأكبر - بل هو واجب جميع أفراد المجتمع المسلم من خلال المسؤولية التي يتمتع بها في المجتمع، وهذا ما يضمن العودة إلى القيم النبيلة التي تحاول العولمة إحالتها بقيم جديدة تكسر الجدار الفكري والثقافي للأمة الإسلامية