جواهر ستار التعليمية |
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم ، في منتديات جواهر ستار التعليميه المرجو منك أن تقوم بتسجـيل الدخول لتقوم بالمشاركة معنا. إن لم يكن لـديك حساب بعـد ، نتشرف بدعوتك لإنشائه بالتسجيل لديـنا . سنكون سعـداء جدا بانضمامك الي اسرة المنتدى مع تحيات الإدارة |
جواهر ستار التعليمية |
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم ، في منتديات جواهر ستار التعليميه المرجو منك أن تقوم بتسجـيل الدخول لتقوم بالمشاركة معنا. إن لم يكن لـديك حساب بعـد ، نتشرف بدعوتك لإنشائه بالتسجيل لديـنا . سنكون سعـداء جدا بانضمامك الي اسرة المنتدى مع تحيات الإدارة |
|
جواهر ستار التعليمية :: قسم البحوث :: منتدى الطلبات والبحوث الدراسية |
الأحد 17 مايو - 0:25:55 | المشاركة رقم: | |||||||
مشرف
| موضوع: عنوان مذكرتي حول غياب المهاجرخارج الوطن و أثرة على المحيط الاسري عنوان مذكرتي حول غياب المهاجرخارج الوطن و أثرة على المحيط الاسري عنوان مذكرتي حول غياب المهاجرخارج الوطن و أثرة على المحيط الاسري أريد منكم كتب و مذكرات خاصة بهذا الموضوع لتساعدني في التحليل أرجوكم لي طلب في وقت قصير و شكرا مقدمــة: تعتبر الأسرة نظام إجتماعي متكامل ومتساند وظيفيا مع باقي أنظمة المجتمع الأخرى التعليمية والاقتصادية، كما أنها الوسط الاجتماعي الذي ينشأ فيه الطفل ويتلقى المباديء والقيم الاجتماعية التي توجه سلوكه في المجتمع "فهي مصدر الأخلاق والدعامة الأولى والإطار الذي يتلقى فيه الإنسان أولا دروس الحياة الاجتماعية"1 ولكن الملاحظ اليوم هو أن معظم الأسر وبصفة عامة أصبحت تعرف العديد من المشاكل نتيجة للتطور والتغير الاجتماعي الحاصل في المجتمعات، إذ يعتبر التفكك الأسري أحد أهم المشاكل التي تعاني منها جميع المجتمعات خاصة المجتمع الجزائري، وربما هذا راجع إلى ما يعرفه هذا الأخير من تغير اجتماعي وثقافي سريع، فقد أدى هذا التغير إلى اختلال في البناء والوظيفة وهو الأمر الذي ترتب عليه حدوث التوتر والصراع وظهور احتمالات التفكك داخل العديد من الأسر "فالمعلوم أن الأسرة التي كانت تعتمد في تكاملها على تحديد واضح للأدوار وذلك في ظل نسق قيمي معين تتفكك إذا ما حدث تعديل جوهري في هذه الأدوار ويكون ذلك نتيجة اختلاف الأبعاد والمسؤوليات وتغير النسق القيمي"2، فيمكن الإشارة هنا إلى التغير الثقافي الحاصل في الجزائر وانتشار التعليم وخروج المرأة الجزائرية إلى العمل، فالمجتمع الجزائري قد تحول من مرحلة إلى أخرى وعليه فقد تغير النسق القيمي لبناء الأسرة الجزائرية ووظيفتها أيضا، كما أن دور المرأة فيها قد تغير مقارنة مع دورها في الماضي ففي سنوات مضت كان دور المرأة يقتصر على تسيير شؤون المنزل وتربية الأولاد وتنشئتهم والاهتمام بأداء حقوق الزوج وأسرته، أما اليوم فقد اقتحمت ميدان التعليم وأصبحت لها فرص في الحصول على العمل في مختلف جوانبه التعليمية والاجتماعية وحتى الاقتصادية والسياسية، ويرى البعض "أن خروج المرأة للعمل لا يعني إعفاؤها من دورها الرئيسي داخل الأسرة بل إن خروجها للعمل قد أضاف إليها دورا جديدا هو الكسب من العمل الذي كان قاصرا على الرجال دون النساء"3، ولكن حصول المرأة على هذا الدور الجديد قد يجعلها تبتعد عن البيت فترة طويلة من الزمن فتغيب بذلك مراقبتها واشرافها على أطفالها وهذا ما قد يؤثر على الأطفال نفسيا واجتماعيا وتخلق لديهم مشاكل تمنعهم من التكيف مع الوسط الاجتماعي (المجتمع) من خلال الإنحراف عن قيمه ومعاييره وانطلاقا من نتائج هذا التغير حاولنا دراسة مشكلة التفكك الأسري وأثرها على إنحراف الأطفال وفقا لخطة متواضعة من خلال ثلاث مباحث: المبحث الأول: التفكك الأسري المطلب الأول: مفهوم التفكك الأسري وأنواعه المطلب الثاني: عوامله المطلب الثالث: خصائص عوامله. المبحث الثاني: مظاهر التفكك الأسري المطلب الأول: الطلاق المطلب الثاني: الانفصال المطلب الثالث: الهجر المبحث الثالث: أثر التفكك الأسري على انحراف الأطفال المطلب الأول: مفهوم الإنحراف المطلب الثاني: أثر التفكك الأسري على انحراف الأطفال الخاتمــة المبحث الأول: التفكك الأسري نعالج هذا الموضوع في ثلاث مطالب المطلب الأول: مفهوم التفكك الأسري وأنواعه لغـة: فك فَصَلَه وخلصه4، ويقصد بالتفكك تفكك الشيء أي انكسر إلى أجزاء لذا فإن التفكك الأسري هو تفكك الأسرة إلى أجزاء بعدما كانت منسجمة5. اصطلاحا: لقد تعددت واختلفت التسميات حول هذا المصطلح فهناك من يطلق عليه اسم "التفكك الأسري" والذي يتم بفقد أحد الوالدين أو كلاهما أو عن طريق الطلاق أو الهجر أو تعدد الزوجات أو غياب رب العائلة مدة طويلة من الزمن وهناك من يطلق عليه باسم "تصدع الأسرة" والذي يحدث في حالة تعدد الزوجات أو وفاة أحد الوالدين أو كلاهما أو عن طريق الطلاق6، بينما نجد البعض يسميه " البيوت المحطمة" التي يخربها الطلاق أو الفراق أو موت أحد الوالدين أو كلاهما، أما آخرون فيطلقون عليه اسم "العائلة المتداعية" والتي تحدث بفقد أحد الوالدين أو كلاهما بسبب إما الوفاة أو الإنفصال، أما آخرون فيطلقون عليه اسم "التفكك العائلي" وقد حدده بعضهم بالإنفصال أو الطلاق أو الهجر أو الموت أو الغياب الطويل للزوج أو الزوجة وهناك من يفضل تسميته باسم "العائلة المكسرة" ويطلقونه على العوائل التي تفكك بالموت أو الطلاق أو الإنفصال أو بسبب النزاع العائلي أو أية أسباب أخرى7. ومهما اختلفت التسميات فإن المعنى واحد وهو انحلال العلاقات والروابط الأسرية بين أفراد الأسرة ويكون ذلك إما بالطلاق أو الهجر أو الإنفصال أو فقدان أحد الوالدين أو كلاهما إما بالموت أو دخول أحدهما إلى السجن أو السفر البعيد نتيجة ظروف اجتماعية واقتصادية معينة. وينقسم التفكك الأسري من ناحية إلى نوعين هما: التفكك الجزئي الذي يصيب الأسرة: وتبدو مظاهره في "الإنفصال المؤقت والهجر المنقطع أو بمعنى آخر أن الزوج أو الزوجة قد يعاودان الحياة الأسرية من جديد ويستأنفان علاقتهما المتبادلة في فترات إصلاح ذات البين ولكن من المستبعد أن تستقيم الحياة الزوجية في مثل هذه الحالات بل قد تكون مهددة من حين إلى آخر بالإنفصال والهجر من جديد8. التفكك الكلي أو إنحلال الأسرة: وتبدو مظاهره في إنهاء العلاقة الزوجية بالطلاق أو تدمير وفناء حياة الأسرة، بالفشل أو انتحار أحد الزوجين أو كلاهما معاً، ومن ناحية أخرى ينقسم التفكك الأسري إلى: التفكك من الناحية القانونية: ويحدث بانفصال الروابط العائلية عن طريق الطلاق أو الهجر. التفكك من الناحية الاجتماعية: ويشمل على معنى أوسع من الأول حيث يضم إلى جانب الإنفصام أو الشقاق في العائلة والصراع فيها حتى لو لم يؤدي هذا الشقاق والصراع إلى انفصام روابط العائلة9. ولكن هناك بعض الباحثين يرون أن هذا التصنيف ناقص كونه لم يتضمن حالات وفاة أحد الوالدين أو كليهما، ويمكن أن نتصور الأثر الذي يتركه على الأسرة والأطفال معا ولذا فهناك بعض الباحثين قسموا التفكك الأسري إلى: التفكك المادي: ويسمى التفكك الفيزيقي والذي يحدث بفقدان أحد الوالدين عن الحياة الأسرية بالموت أو الهجر أو الانفصال أو الطلاق أو السجن10. التفكك النفسي: ويحدث في العائلة التي يسودها جو المنازعات المستمرة بين أفرادها وخاصة بين الوالدين حتى ولو كان جميع أفرادها يعيشون تحت سقف واحد وكذلك يشع فيها عدم احترام حقوق الآخرين11، وهناك من يضيف لها حالات إدمان الخمر والمرض العقلي أو النفسي أو الاضطراب الانفعالي للآباء12، ويترك تفكك الأسرة سواءا كان جزئيا أو ماديا أو نفسيا أبلغ الأثر في حياة عناصرها فيعاني الرجل مشكلات وجدانية وعصبية تؤثر في حياته ومركزه وعمله، كما تعاني المرأة أيضا مشكلات عاطفية ونفسية واقتصادية، كما يعاني الأطفال أقسى الظروف من جراء تفكك الأسرة إذ ينتظرهم الحرمان من الاستقرار العائلي ومن الحياة المدنية المستقرة ومن عواطف الأبوة والأمومة والحب العائلي وينتظرهم الجوع والعوز والحرمان من الموارد المادية الضرورية لتربيتهم وينتظرهم الشقاء بمختلف أشكاله. المطلـب الثانـي: عواملـه ترجع عوامل التفكك الأسري إلى أسباب شخصية واجتماعية معا مع ملاحظة أن هذا التفكك لا يمكن أن ينشأ ببساطة نتيجة لعامل واحد، بل إنه من الثابت ونتيجة لدراسات عديدة فإن تفكك الأسرة يتخذ الطابع التدريجي ويكون محكوما بعدة عوامل متداخلة يصعب في بعض الأحيان أن نفصل أحدهما عن الآخر ولعل أهم هذه العوامل ما يلي: 1. العوامل المزاجية: "وترجع إلى ارتباط مجموعة من الصفات الوراثية التي تحدد ردود الفعل الإنفعالية والعاطفية عند الفرد13، ولعل الصراع هنا يحدث نتيجة اختلاف هذه العوامل أو تشابهها ويعتبر هذا من بين أنواع الصراع التي تؤدي إلى التوتر الدائم، وقد لا تقضي في كل الحالات إلى التفكك الكامل للأسرة ومثال ذلك الرجل الذي تكون لديه نزاعات السيطرة فإن تزوج من إمرأة لها نفس النزاعات فإن هذا قد يؤدي إلى حدوث نزاع مستمر بينهما إلا أن ظروف الحياة الأسرية والتأثيرات العديدة التي يتأثران بها من الخارج إلى جانب المسؤوليات المتزايدة كلها أمور قد تضح حدا للتصادم. 2. القيم الاجتماعية: ويقصد بها مجموع الصفات المرغوبة عند الزوجين والتي قد لا تكون متماثلة نتيجة اختلاف البيئة الاجتماعية للزوجين أو اختلاف عادات وتقاليد وقيم أسرة أحد الزوجين كفيل بحدوث الصراع والتوتر الذي قد يؤدي إلى التفكك. 3. الأنماط السلوكية: والمعبرة عن الاستجابات المكتسبة عن طريق الفرد في وضع اجتماعي خاص والتي يمكن أن تتعدل أو تتغير خلال فترة الزواج، ومن الملاحظ أن الأنماط السلوكية عند الزواج تكون قد استقرت بصورة معينة ويصعب تغييرها بعد ذلك ويلاحظ الباحثون في شؤون الأسرة "أن التوترات الزوجية بسبب الأنماط السلوكية المتعارضة عند الزوجين تصل إلى درجة خطيرة خاصة إذا تعلقت بمسائل كالأخلاق الاجتماعية والنظافة وطرق تربية الأطفال وطرق اتخاذ القرارات ومعاملة الآخرين14، فالأفراد يختلفون في أنماطهم السلوكية وذلك تبعا لتجاربهم في أسرهم فبعض الأسر مثلا يكون الأب فيها هو صاحب الكلمة النهائية، بينما في بعض الأسر الأخرى فتكون الكلمة للأم وهذا لا ينفي وجود نوع ثالث تكون الأسرة فيها قسمة مشتركة بين الأب والأم، ويميل بعض الباحثين إلى القول أن الأنماط السلوكية للرجل والمرأة ترجع للخبرة الأولى في أسرة كلا منهما ويظهر هذا واضحا في العلاقات الزوجية خلال مرحلة الزواج. 4. خروج المرأة للعمل: من أهم التغيرات التي طرأت على أنماط الأسرة الجزائرية في الفترة الحالية خاصة تغير دور مركز المرأة الجديد فقد فتحت أبواب العمل في مجالات كثيرة أمامها "فقد صار التسليم بالمساواة يمس الجنسين في الحقوق والواجبات ننظر إليه على اعتبار أنه مبدأ عليه التقدم الاقتصادي والاجتماعي ولكن يجب التسليم أن التوسع في أعمال المرأة خارج البيت قد يعكس في النهاية مشاكل لا حد لها ما لم يتوفر البديل لرعاية الأطفال"15، فخروج المرأة إلى العمل صحيح أنه يساهم في تنمية الاقتصاد، كما يساعد أيضا على زيادة دخل الأسرة ولكن من جهة أخرى فإن ابتعاد المرأة فترة زمنية طويلة عن أطفالها وبيتها قد تخلق لها مشاكل خطيرة خاصة إذا تعلق الأمر بالأطفال فهناك بعض النساء في المجتمع الجزائري يصعب يضعن مربيات لأطفالهن متجاهلين بذلك خبرة هذه المربية في التربية وهناك أمهات يعودن وينشئن الطفل منذ الصغر الاعتماد على نفسه في كل شيء كالأكل واللبس والنظافة وهذا ما قد يولد لدى الطفل أزمات نفسية واجتماعية من جهة ويعيش محروما من الحب والحنان والاهتمام من جهة أخرى. 5. التوترات التي ترجع إلى الفشل في تحقيق العواطف التي كانت متصورة قبل الزواج، فمن المعروف أن الحب أصبح أساسا ستزيد أهميته كسبب هام للزواج تدريجيا ويكون هذا سببا مباشرا في نشوء المشاكل بين الزوجين وهذه الظاهرة أصبحت منتشرة كثيرا في المجتمع الجزائري فهناك العديد من الشباب يقومون بربط علاقات حب ففي هذه الفترة يكون لكل طرف أحلامه الخاصة ولكن بمجرد حدوث الزواج والاصطدام بالواقع فإن الأمور تتغير عما كانت عليه فينشأ الصراع والتوتر الذي يؤدي حتما إلى التفكك. 6. غياب أو مرض أو وفاة أحد الوالدين أو كلاهما وهذه الجوانب لها انعكاساتها السلبية على الطفل، حيث أنه بإمكاننا "أن نتخيل موقف حرمان الطفل من أبيه أو أمه وما يترتب على ذلك من توترات نفسية واجتماعية تؤدي إلى توتر شبكة العلاقات الاجتماعية الأسرية16. المطلـب الثالـث: خصائص عوامله لقد أكد العديد من الباحثين في شؤون الأسرة أن العملية التفكيكية في مجال الزواج تأخذ شكل صراع مستمر في اتجاهات تؤدي إلى وهن الروابط التي تصل الزوجين17، وهذه التوترات التي تنشأ نتيجة ذلك لها عدة خصائص منها: 1. اختفاء الأهداف المشتركة بين الزوجين، وكذلك الاهتمامات المتبادلة وتصبح النزاعات والأهداف الفردية أكثر أهمية وأكثر إلفاتا للنظر من الأهداف الأسرية ويمكن أن نطلق عليها اسم المصلحة الشخصية. 2. إن المجهودات المشتركة أو التعاونية لإقامة أسرة والحفاظ عليها سرعان ما تبدأ بالتلاشي تدريجيا ونجد هذا خاصة لدى الأسرة الفقيرة ذات الدخل المنخفض أو المنعدم. 3. خلال فترة الزواج غالبا ما نلاحظ ما نلاحظ انسحاب الزوجة أو الزوج في مجال الخدمات المتبادلة فمن جانب الأب تخليه مثلا عن مسؤولية البيت أما من جانب الأم مثلا تخليها عن الاهتمام بزوجها وأطفالها. 4. غالبا ما نلاحظ ظهور التناقضات في مجالات العلاقات الشخصية المتبادلة أو بمعنى آخر لا يكون هناك أنساق في الرغبات وتزداد فرص الاصطدام. 5. يتغير شكل وموضوع التفاعل بين الزوجين وبين الجماعات الأخرى سواء كانوا جيرانا أو تنظيمات ثقافية أخرى. 6. تتعارض الاتجاهات العاطفية للزوجين أو تتخذ طابعا عدوانيا وفي بعض الأحيان تظهر اللامبالاة من كلا الطرفين فتتخذ العلاقات الزوجية طابعا سطحيا18 . المبحـث الثاني: التفكك الأسـري نتعرض في هذا المبحث وعبر ثلاث مطالب إلى مظاهر التفكك الأسري، وهي الطلاق والهجر والانفصال. المطلب الأول: الطلاق 1. مفهومه: لغة: الطلاق في اللغة مشتق من فعل "طلق" و"أ"لق" بمعنى ترك وبعد19، والطلاق مشتق أيضا من الانطلاق وهو الإرسال والترك بعد الإمساك ويقال طلقت البلاد فارقتها وطلقت القوم تركتهم كما يترك الرجل المرأة20. التعريف السوسيولوجي للطلاق: هو مظهر من مظاهر التفكك الأسري الكلي وانهيار الوحدة الأسرية وكذا انحلال بناء الأدوار الاجتماعية المرتبطة بها والذي بموجبه تتصدع الأسرة بشكل نهائي فينفصل الزوجين ويربى الطفل من قبل أحد الوالدين أي الطرف المتبقي معه ويحدث هذا نتيجة لتعاظم الخلافات بين الزوجين إلى درجة لا يمكن إدراكها21. أسبـاب حدوث الطـلاق: تنقسم إلى قسمين: I- الأسباب الخاصة: هذه الأسباب تكون متعلقة إما بالزوج أو الزوجية 1.1. الأسباب المتعلقة بالزوج: ترجع أسباب الطلاق من جانب الرجال إلى أمور كثيرة أهمها: "الكراهية وتعدد الزوجات وسوء معاملة الزوجة أو عدم تحمل الزوج لنفقات الأسرة وكذلك الفرق بينه وبين الزوجة في السن بالإضافة إلى المرض الذي يقعده عن العمل وعن واجباته الأسرية وانحطاطه الأخلاقي وسوء سيرته22. 1.2. الأسباب المتعلقة بالزوجة: ترجع أسباب الطلاق من جانب المرأة أي الزوجة إلى عدة أمور أهمها كراهيتها للرجل خاصة إذا كان أهلها قد قاموا بتزويجها بشخص لا ترغب به وهذا ما قد يؤدي بها إلى التوتر منه وكذلك العقم أو سوء أخلاقها ورعونة تصرفاته بالإضافة إلى المرض بحيث تتعذر العلاقات الجنسية بينها وبين الرجل، زد على ذلك خيانة الأمانة الزوجية وارتكابها الفاحشة وإهمالها لشؤون المنزل وكبر سنها وعدم دخولها في طاعة زوجها وخاصة الاستماع إلى أهلها. II- الأسباب العامة: ترجع الأسباب العامة والتي تؤدي إلى زيادة في معدلات الطلاق إلى ما يلي: الوضع الاقتصادي والمادي المزري للأسرة وأثر ذلك على الأسرة إذ يعد العامل الاقتصادي من الأسباب الهامة التي يستند عليها الطلاق في المجتمعات العربية إذ يرى مصطفى عبد الواحد "أنه حين تضيق سبل المعيشة ويفشل الزوجان في تحقيق حياة سعيدة مؤدية لأغراضها فيخفف الزوج من العبيء ولا يبالي بعد ذلك بما يكون"23 خاصة وما تعرفه الحياة العصرية من ارتفاع في التكاليف وانتشار البطالة والفقر فأصبحت العديد من الأسر الجزائرية تعيش في ظروف اجتماعية واقتصادية صعبة وقد تزيد هذه الظروف من الشجار بين الزوجين وقد تنتهي في كثير من الأحيان إلى الطلاق كحل بديل لهذه المشاكل. تطور مركز المرأة من الناحية الاجتماعية وخروجها إلى العمل24، إذ يرى الكثير من الباحثين أن عمل المرأة خارج البيت من أهم العوامل المساعدة على حدوث الطلاق ذلك أن العمل سيساعدها على الحصول على ميزانية خاصة بها تجعلها أقل اعتماداً على زوجها من الناحية المادية كما أن تطور مركزها الاجتماعي هو الأمر الذي يشعرها بحريتها وقيمتها وشخصيتها في الحياة أكثر من عدم عملها ويجعلها أكثر استعدادا للمناقشة حول الحقوق الزوجية وشؤون الأسرة سواءً مع زوجها أو مع الرجال في مكاتب العمل والمدارس والشركات والجامعة وإلى تأسيس سلوكها متأثرة بتلك المناقشات الحادة25 الناتجة عن عملها ويكون عمل المرأة سببا في حدوث الطلاق خاصة بعد إنجاب الأطفال وعدم قدرة المرأة على التوفيق بين البيت والعمل. عدم قيام الزواج على قاعدة وأسس واضحة فقد يقوم الزواج مثلا على المنفعة أو المصلحة وهذه الأمور تتعارض مع الدعائم التي ينبغي أن تقوم عليها الحياة الأسرية. الاختلاف بين الزوج والزوجية في نظرتها إلى الحياة وفي مستوى الثقافة والوضع الاجتماعي والسني وهذه الأمور قد لا تبدو مهمة في المرحلة الأولى من الزواج ولكنها تظهر بطول المعاشرة فتثير كثرا من حالات التوتر العائلي التي تنتهي عادة بالطلاق. ضعف الوازع الديني والأخلاقي خاصة في المجتمعات المدنية وهذا ما يؤدي إلى زيادة حالات الطلاق. الاخلال بالشروط المتفق عليها قبل الزواج سواءً من جهة الرجل أو من جهة المرأة. عدم الاستقرار العائلي وتعذر الوصول إلى حلول للمشاكل والعوامل التي تؤدي إلى التوتر والتفكك في المحيط الأسري، فيكون الطلاق هو الحل الحاسم26، كما يمكن تأسيس وبناء فعل الطلاق والدفاع عليه إذا توفرت أسباب تحصى من طرف القانون كالجنون وهجر الزوج أو الزوجة وكذلك عند ارتكاب جريمة أو عادات سيئة ترتكبها المرأة أو عادات سيئة يرتكبها الرجل، وذلك في فترة أقصاها عامين27، فالزواج في المجتمع الجزائري اليوم أصبح يقوم في غالب الأحيان على عدم إعطاء فرصة للرجل والمرأة معرفة بعضهما خاصة في المناطق الريفية لأن ذلك يعتبر منافٍ للأخلاق والدين والعادات والتقاليد ومثل هذه الحالات فإنها تؤدي في كثير من الأحيان إلى عدم وجود الانسجام لتدعيم حياة الأسرة مستقبلاً. الطلاق في المجتمع الجزائري سجل عام 1977 في الجزائر 84000 إمرأة مطلقة مقابل 22000 رجل وفي نفس السنة كانت 29200 إمرأة في حالة انفصال مقابل 7400 رجل كما أن أحكام الطلاق المعلن عنه في بتراضي الزوجين وكذلك المصرح به عن طريق المنازعات في كامل التراب الوطني في العشرية الأخيرة قد ارتفعت من 13417 سنة 1971 إلى 22096 سنة 198028، ونلاحظ أن نسبة عدد الطلاق المصرح به بتراضي الطرفين أعلى من نسبة عدد عدد الطلاق المصرح به إثر المنازعات وقد عرفت معدلات الطلاق تزايداً خلال الفترة الأولى من الاستقلال حيث بلغت نسبتها 09% سنة 1962 لترتفع إلى 14% سنة 1965 لتصل إلى 20% سنة 1968 لتعرف بعد ذلك نوعا من الاستقرار خلال فترة السبعينات لتعود إلى الارتفاع في نهاية الفترة وقد ارتفعت نسبة الطلاق سنة 1980 إلى 17.20% لتنخفض سنة 1992 إلى 10.27% وقد وصلت سنة 1999 إلى 16.31%29، وترجع الأسباب التي أدت إلى ارتفاع نسب الطلاق خصوصا في فترة التسعينات إلى الظروف الاقتصادية الصعبة التي مرت بها الجزائر وما نتج عنها من مشاكل انعكست على الوضع الاجتماعي للأسرة كأزمة السكن وانتشار البطالة والفقر نتيجة تسريح العديد من العمال وعموما فإن نسب الطلاق في المجتمع الجزائري في تزايد مستمر مما أدى إلى ظهور مشكلة الطلاق كظاهرة اجتماعية لها خطورتها في المجتمع، وقد أثبتت بعض البحوث الاجتماعية والاحصائيات التي قام بها المسؤولون والباحثون الاجتماعيون في الجزائر وخاصة في المجتمع الحضري الجزائري بأن معظم حالات الطلاق ترجع إلى عدم الانسجام بين الزوجين والسكن مع أهل الزوج بالإضافة إلى الخيانة الزوجية والعقم وخاصة سوء الحالة الاقتصادية للأسرة. المطلب الثاني: الانفصال مفهومه: يدل الانفصال على ترك الزوج أو الزوجة الحياة المنزلية بناءاً على اتفاق سابق بين على هذا الوضع المطلب الثالث: الهجر مفهومه: يدل الهجر على ترك أحدهما هذه الحياة بدون اتفاق وبدون أن يبدي وجهة نظره في الإبقاء على العلاقات الزوجية أو إنهائها30. وتحدث ظواهر الإنفصال والهجر في مختلف الطبقات غير أنها أكثر حدوثا ووضوحا فيس الطبقات العامة والفقيرة لا سيما عند أرباب الأسر الذين تضطرهم ظروف العمل إلى الهجرة والتنقل في آفاق بعيدة وجهات مترامية الأطراف فيحدث كثيرا أن يهجر الرجل زوجته وأولاده لعدم قدرته على إعالتهم وفي نيته عدم العودة إلى الحياة الزوجية, وفي مثل هذه الحالات يعتبر الهجر دائماً وليس مؤقتاً، ويعد بمثابة الطلاق وقد حددت مختلف الشرائح مدة معينة يعتبر الهجر بعدها طلاقا وتقتضي به الهيئات القضائية والشرعية لذلك يطلق علي الهجر "طلاق الفقير" لأن الطبقات الفقيرة تلجأ عادة إلى هذه الطريقة تهربا من قيود الطلاق وما يتطلبه من مصروفات وتشير الاحصائيات إلى زيادة حالات الهجر في السنوات الأولى من الزواج حيث لا يوجد الأولاد الذين يدعمون حياة الأسرة ويعززون الروابط بين الأب والأم وقد أثبتت هذه الإحصائيات أيضا إلى زيادة حالات الهجر بين النساء عنها بين الرجال نظرا لما تتسم به الحياة الأسرية الحاضرة من الحرية وظهور شخصية المرأة ونزولها إلى ميدان العمل وحصولها على أسباب الكسب الخاص التي تغنيها إلى حد ما عن معايشة الرجل. المبحث الثالث: أثر التفكك الأسري على انحراف الأطفال المطلب الأول: مفهوم الانحراف لغة: يقصد بالإنحراف في اللغة الخروج البيت عن الطريق السوي31. اصطلاحا: لقد اختلفت التعاريف حول الإنحراف وذلك باختلاف العلماء ومجال هؤلاء العلماء ومجال هؤلاء العلماء كالمجال الاجتماعي والقانوني والنفسي. 1. المفهوم الاجتماعي: يعني الإنحراف في نظر علماء الاجتماع ذلك السلوك الذي يقوم به الفرد منتهكا معيارا معينا لوجود دافع معين أو لوجود مجموعة من العوامل والظروف أو الضغوط التي يخضع لها الفاعل32، وحسب علماء الاجتماع فالمعايير الاجتماعية لأي مجتمع هي التي تحدد أي سلوك يصدر عن الفرد وهي عبارة عن مجموعة من العقائد والعادات والتقاليد وقواعد الدين وأنماط سلوكية خاصة متغيرة حسب المكان والزمان وتلزم على الفرد إتباعها ولا يعتبر منحرفاً. 2. المفهوم القانوني: "هو ذلك السلوك الذي يمنعه القانون أي يعتبر مخالفة وتكون العقوبة متغيرة حسب المخالفة المرتكبة"33 وبمعنى آخر هو عبارة عن مجموعة من المخالفات القانونية ضد المجتمع يرتكبها الفرد سواءا كان طفلا أو شابا، رجلا أو امرأة. 3. المفهوم النفسي: ترتكز الدراسات النفسية في تفسير الإنحراف السلوكي أو بصفة أدق الجنوح على الشخص المنحرف باعتباره فرد قائم بذاته وتحاول اكتشاف الأسباب النفسية الحقيقية التي تدفعه إلى الجنوح وهذا من خلال دراسة شخصيته من حيث تكوينها والدوافع الفاعلة فيها34، والإنحراف ظاهرة توجد في حياة كل كائن إنساني أما بالنسبة للأطفال فهو يسير أساسا إلى "الأفعال الاجتماعية التي يقوم بها الطفل وتكون ممنوعة قانونا أو غير موافق عليها اجتماعيا، كما أن الأفعال الاجتماعية التي يقوم بها الطفل وتكون ممنوعة قانونا أو غير موافق عليها اجتماعيا توصف بأنها انحرافات، إذ تختلف بطريقة ملحوظة من تشريع إلى آخر، فإنحراف الأطفال يتضمن في واقع الأمر جوانب قانونية ومعيارية وخلقية واجتماعية35، أما من الناحية السوسيولوجية "فالإنحراف هو التعبير السوسيولوجي للدلالة على الخروج عن نمط في هذه المرحلة (ما بعد التنشئة)"36 ، ويعرف دوركايم المنحرف بأنه "ذلك الشخص الذي يسبب في وقوع الفعل الإنحرافي والذي يخشى عواطف الجماعة ويؤدي إلى انفعالهم جماعيا وهذا ما يسمى بالعقاب... وأن مفهوم الإنحراف ليس سوى مفهوم اجتماعي أكثر منه مفهوم قانوني أو نفسي ما دامت ظاهرة الإنحراف تتداخل ضمن الظواهر الاجتماعية37، أما روبرت ميرتون Robert Merton فيرى أن السلوك الانحرافي لا ينشأ السلوك على أنه انحرافي فهو لا يدين هذا السلوك أو يرى أنه سيء وذلك لأنه يكون نتيجة تعاون كل من النظام الاجتماعي وثقافة المجتمع في نشأته وتطوره38، وعليه يمكن القول أن إنحراف الأطفال يوجد أو يحدث في ظل انعدام العدل الاجتماعي داخل البناء الاجتماعي العام الذي يعتبر الطفل جزء منه، وما يصيب هذا البناء من اضطراب نفسي واجتماعي وارتباك أسري لاشك وأنه يؤثر على الطفل نفسيا واجتماعيا أيضا فهذا الوضع الاجتماعي المتأزم قد يولد في نفسية الطفل الشعور بالحقد والمرارة اتجاه ما يعيشه، كما قد يهيء له هذه الظروف القاسية الطريق للإنحراف والخروج عن المعايير التي حددها المجتمع من خلال القيام بسلوكات منافية لعادات وتقاليد المجتمع ككل، فالطفل قد يفشل في مواجهة الواقع فيشعر بنوع من الاغتراب والبعد والإهمال من طرف محيطه الأسري فلا يجد أمامه غير الانسحاب من هذا الوسط إلى الشارع مثلا فيتمرد بذلك على نفسه أولاً وعلى أسرته ومحيطه بشكل عام وقد يكون هذا الإنحراف بوسائل لا يقرها المجتمع، فميرتون لاحظ "حالة البناء الاجتماعي تتحكم بفاعلية في تحديد أنماط التكيف السلوكي المختلفة للأفراد وهو بذلك إنما أراد التأكد أولا على أن الحالة البنائية هي السبب الحقيقي للإنحراف الاجتماعي39 . المطلب الثاني: أثر التفكك الأسري على انحراف الأطفال مما لا شك فيه أن للوسط الأسري الذي يعيش فيه الطفل أثر بالغ على شخصيته وقيمه وأفكاره وسلوكه إذا كان الجو الأسري سيوجه الإضطراب والارتباك الأسري نتيجة تفكك العلاقات الاجتماعية بين الأفراد وغياب السلطة الضابطة التي توجه وتحكم سلوك الطفل في مختلف مراحل حياته خاصة مرحلتي الطفولة والمراهقة باعتبارهما الأساس الذي تتكون من خلاله شخصية الكفل مستقبلا، وقد تم التوصل من خلال دراسة ميدانية قمت بها حول "دور الأسرة في تشرد الأطفال" وكانت إحدى فرضيات البحث علاقة التفكك الأسري بتشرد الأطفال وتم التوصل إلى أن أغلب الحالات أو الأطفال الذين أصبح مصيرهم الشارع كانوا في الغالب عُرضة التفكك الأسري في مختلف مظاهره والتي تجسدت في وفاة أحد الوالدين أو كلاهما أو الهجر أو الطلاق وكل هذه المظاهر كانت ناتجة عن المشاكل الأسرية والمتمثلة في الشجار والصراع والنزاع المستمر والدائم بين الزوجين وما لكل ذلك من آثار سلبية على نفسية هؤلاء الأطفال خصوصا عندما يكون هذا الشجار أمام هؤلاء، وأثر ذلك كله على قيمة ومكانة الأب بين الأولاد حيث يؤثر فقدان الوالد أو الوالدة سواءاً بالطلاق أو الهجر أو الموت على حياة الطفل خصوصاً في مرحلة الطفولة أين يكون هذا الأخير بحاجة إلى رعاية خاصة وتنشئة اجتماعية سليمة توجه سلوكه في المجتمع وتجعل شخصيته قوية وثابتة. كما توصلنا إلى أن أغلب الأطفال الذين اتخذوا الشارع كبديل عن الوسط الأصلي (الأسرة) كانوا عرضة للتفكك الأسري في مرحلة الطفولة والذي غالبا ما كان يؤدي إلى غياب السلطة الضابطة للطفل والحرمان من الاستقرار النفسي والاجتماعي الذي يحتاجه الطفل في بداية حياته خصوصا عندما يتخلى الوالد عن مسؤولياته اتجاه البيت والأولاد وغالبا ما كان هذا التخلي من طرف الوالد صدفة كالهجر وأحيانا انقطاع رباط العلاقات الزوجية بين الأبوين عن طريق الطلاق "فحدوث الطلاق في المجتمع يمس جميع الفئات ولكن بدرجات متفاوتة جدا40، وحدوثه يؤثر كثيرا على الأطفال "والمعلوم أن كل فراق يسبب الألم والعذاب"41 ونتيجة هذا الألم والفراق يصبحون الأطفال ضحية لعدد من المشاكل التي لا حصر لها، تقول الباحثة الاجتماعية Louise في حديثها عن جرائم الأحداث "لا يوجد أطفال مذنبون بل الأطفال هم دائما الضحايا في الطلاق فالطفل في السنوات الأولى من حياته حصيلة العوامل الوراثية والبيئية التي تؤثر فيه، وتتفاعل فيه باستمرار في ميدان لا تكاد توجد فيه باديء الأمر أية مقاومة صادرة عن الطفل نفسه فهو في حاجة لكي ينمو إلى تلقي الآثار المادية والمعنوية في الوسط العائلي فإذا اختل توازن الأسرة فلابد أن يؤدي هذا الاختلال إلى اضطراب تنشئة الطفل بحياة صالحة42. فالطلاق يحرم الطفل من رعاية وتوجيه الأب والأم له بوالتالي يحرم من النمو العادي للأطفال مما قد يدفع به إلى كره أحد الوالدين وربما الإثنين معاً ويزداد حرمان الطفل هذا إذا كان صغير السن خصوصا لأن بعض الباحثين لاحظوا أنه "كلما كان الطلاق يصاحب سناً صغيرة للطفل من 2 إلى 12 عاماً كلما كانت الصعوبات أشد بالنسبة للطفل"43، بحيث تتكون لدى الكثير من الأطفال عقدا نفسية يعانون منها كثيرا في حياتهم المستقبلية هذا من جهة ومن جهة أخرى قد يعرضهم هذا للعوز والجوع والحرمان من الموارد الضرورية لنموهم نموا سليما ولتغطية متطلباتهم الأساسية في الحياة وهذا الحرمان من الناحية المادية والنفسية للطفل يتعداه إلى سلوكه الاجتماعي حيث يساعده على انحرافه خاصة في الأسرة الفقيرة وانعدام الدخل الذي يؤمن للطفل حياة كريمة ومن أهم مظاهر الإنحراف عند الأطفال والتي تكون غالبا ناتجة عن التفكك الأسري ما يلي: الهروب: يعتبر الهروب المثال الأول للإنحراف وترجع التعريفات الكلاسيكية الهروب إلى الطابع العيادي أو إلى الفرضيات الكامنة أو إلى مظاهرة الاجتماعية الشاذة أو غير المتكيفة44، فقد يدل مغادرة المنزل العائلي على قلق وضيق الشخص في عائلته سببه إما الاضطرابات العاطفية وإما الظروف العائلية السلبية ويعرف العلماء الهروب على انه : "وضعية مرضية للنشاط مع انتقال غير عادي تحت تأثير الاضطرابات النفسية45 وقد يكون الهروب كفعل الخضوع إلى حاجة الهروب والتي من المستحيل مقاومتها ويكون هذا الفعل بدون هدف ومفاجيء وغير معقول ومحدد بالزمان حيث يترك الشخص منزله أو مكان حياته الخاصة (المنزل، المدرسة) ويهمل بذلك محيطه والتزاماته الاجتماعية. التشرد: يعتبر التشرد أيضا شكلا من أشكال الإنحراف ويرى بعض العلماء أنه من الصعب القيام بالتمييز بين الهروب والتشرد فالهروب يمكن أن يسمى تشردا وذلك في حالة عدة تكرارات وفي بعض الأحيان يعتبر الهروب محاولة تشرد فاشلة وعليه فإن الهروب هو أزمة في حين أن التشرد ظاهرة مستمرة في الزمان. العدوان: هو عبارة عن سلوك يصدر إما عن الطفل اتجاه أفراد آخرين ويكون هذا كرد فعل إما عن عدم الرضى بالواقع الاجتماعي وإما ناتجا عن النقص وإما يكون ناتجا عن المشاكل الأسرية ومنها التفكك الأسري. خاتمــة: خلاصة القول أن مشكلة التفكك الأسري أصبحت من المشاكل الاجتماعية الخطيرة التي أفرزها التغير الاجتماعي السريع وما صاحبه من آثار سلبية أثرت على بناء وتركيبة الأسرة وأنماطها كما أدى هذا التغير إلى تغير في الأدوار الاجتماعية لأفرادها خاصة وظيفة المرأة ومكانتها في المجتمع نتيجة خروجها للعمل وبالتالي أصبحت لها وظيفة مزدوجة بين البيت والعمل كما أدى هذا التغير إلى غياب ما يسمى بالضبط الاجتماعي وفقدان المعايير الاجتماعية وغياب الضمير الجمعي وهو الأمر الذي أدى إلى ظهور قيم وعادات اجتماعية جديدة على حساب غياب عادات وقيم المجتمع الأصلية. إن مشكلة التفكك الأسري هي مشكلة اجتماعية سببها مشاكل اجتماعية كالشجار والصراع والنزاع الذي يحصل داخل الأسرة فيؤدي إلى انفكاك العلاقات الاجتماعية بين أفرادها وهو ما يؤثر على الطفل ويساعده على انسحابه من الوسط الأصلي والإنحراف عن القيم والمعايير التي يحددها البناء الاجتماعي العام. الهوامـش: (1)- عبد الحميد عطية، التشريعات ومجالات الخدمة الاجتماعية. القاهرة، المكتب الجامعي الحديث، دط، ص: 93. (2)- محمد عاطف غيث، المشاكل الاجتماعية والسلوك الإنحرافي. الإسكندرية، دار المعرفة الجامعية، دط، بدون سنة النشر، ص: 153. (3)- محمد أحمد بيومي، عفاف عبد العليم ناصر، علم الاجتماع العائلي. دار المعرفة الجامعية، دط، دون سنة النشر، ص ص 216-218. (4)- بدون مؤلف، المنجد في اللغة العربية. بيروت، دار الشروق، ط29، بدون سنة النشر، ص: 591. (5)- عبد العزيز محمود، القاموس الشامل العربي. بيروت، دار التراث الجامعية، دط، دون سنة النشر، ص: 97. (6)- جعفر عبد الأمين ياسين، أثر التفكك العائلي في جنوح الأحداث. بيروت، عالم المعرفة، ط1، 1981، ص: 22. (7)- نفس المرجع، ص ص 23-24. (- مصطفى الخشاب، دراسات في علم الاجتماع العائلي. القاهرة، دار النهضة العربية، دط، 1985، ص ص 233-234. (9)- جعفي عبد الأمين ياسين، المرجع السابق، ص 25. (10)- سلوى عثمان الصدقي، جلال الدين عبد الخالق، إنحراف الصغار وجرائم الكبار. الإسكندرية، المكتب الجامعي الحديث، دط، 2002، ص89. (11)- جعفر عبد الأمين ياسين، المرجع السابق، ص 26. (12)- سلوى عثمان الصدقي، جلال الدين عبد الخالق، المرجع السابق، ص 89. (13)- محمد عاطف غيث، المرجع السابق، ص157. (14)- نفس المرجع، ص158. (15)- إقبال محمد بشير وآخرون، ديناميكية العلاقات الأسرية. الإسكندرية، المكتب الجامعي الحديث، دط، دون نسة النشر، ص22. (16)- محمد سلامة محمد الغباري، الخدمة الاجتماعية ورعاية الأسرة والطفولة والشباب. الإسكندرية، المكتب الجامعي الحديث، ط2، 1989، ص113. (17)- محمد عاطف غيث، المرجع السابق، ص156. (18)- نفس المرجع، ص 156. (19)- رضا محمد، معجم متن اللغة. بيروت، مكتبة الحياة، المجلد 03، 1959، ص624. (20)- مصطفى عبد الغني شيبة، أحكام الأسرة في الشريعة الإسلامية، ليبيا، دار الكتب الوطنية، ط1، 2006، ص15. (21)- مسعودة كسال، مشكلة الطلاق في المجتمع الجزائري. الجزائر، ديوان المطبوعات الجامعية، دط، 1986، ص25. (22)- مصطفى الخشاب، المرجع السابق، ص243. (23)- مسعودة كسال، المرجع السابق، ص ص 51-52. (24)- مصطفى الخشاب، المرجع السابق، ص243. (25)- محمد عاطف غيث، تطبيقات في علم الاجتماع. الإسكندرية، دار الكتب الجامعية، دط، 1970، ص229. (26)- مصطفى الخشاب، المرجع السابق، ص ص 243- 244. (27)- Martine segalen, sociologie de la famille. Paris, Arman de colin, 2002, p136. (28)- بلحاج العربي، الوجيز في شرح قانون الأسرة الجزائري. الجزائر، ديوان المطبوعات الجامعية، دط، الجزء الأول، دون سنة النشر، ص218. (29)- رباحي فضيلة، الطفولة واللعب في الأسرة أحادية الوالدين. رسالة لنيل شهادة الماجستير في علم الاجتماع الثقافي، معهد علم الاجتماع، البليدة، 2004، غير منشورة، ص142. (30)- مصطفى الخشاب، المرجع السابق، ص 233. (31)- إبراهيم مذكور، معجم العلوم الاجتماعية. القاهرة، الهيئة المصرية، دط، 1975، ص12. (32)- نبيل توفيق السمالوطي وآخرون، البناء النظري لعلم الاجتماع. القاهرة، دار الكتب الجامعية، دط، دون نسة النشر، ص238. (33)- عبد الحميد كربوش، مطبوعة حول علم الإجرام والإنحراف. الجزائر،مطبعة جامعة منتوري قسنطينة، دط، 2006، ص26. (34)- عبد الحميد كربوش، المرجع السابق، ص: 24. (35)- محمد عاطف غيث، قاموس علم الاجتماع. الإسكندرية، الهيئة المصرية العامة للكتاب، دط، 1979، ص129. (36)- عدنان الأمين، التنشئة الاجتماعية وتكوين الطباع. المغرب، المركز الثقافي العربي، ط1، 2005، ص97. (37)- علي جعفر محمد، الحداث المنحرفون. لبنان، المؤسسة الجامعية للدراسات، دط، 1984، ص08. (38)- Merton Robert, element de theorie et de méthode de sociologie. Paris, edition plan 2ème, 1965, p :16. (39)- السيد علي شبت، نظرية علم الاجتماع،مكتبة الإشعاع الفنية، دط، 1997، ص: 203. (40)- Simone Gean corenc, les problèmes du divorce, Paris, 1970 , p35. (41)- gerard poussin, Emisabeth , le Brum, les enfants du divorce, Paris , dunod, 1997, p30. (42)- مسعودة كسال، المرجع السابق، ص: 62. (43)- نفس المرجع، ص 62. (44)- عبد الحميد كربوش، المرجع السابق، ص25. (45)- نفس المرجع، ص25. تعليقات 0 | إهداء الموضوعالأصلي : عنوان مذكرتي حول غياب المهاجرخارج الوطن و أثرة على المحيط الاسري // المصدر : ممنتديات جواهر ستار التعليمية //الكاتب: farida
| |||||||
الإشارات المرجعية |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 20 ( الأعضاء 3 والزوار 17) | |
|
| |
أعلانات نصية | |
قوانين المنتدى | |
إعــــــــــلان | إعــــــــــلان | إعــــــــــلان | إعــــــــــلان |