الصــبر على القضــــاء

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الله وبركاته
الصــبر على القضاء فاصبر صبرًا جميلاً

* قال تعالى: إنَّمَا يُوَفَّىَ الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ
*وقال النبي :" من يتصبَّر يُصبِّره الله"
*وقيل:الصبر ثلاثة أنواع:صبرٌ على المقدور,وصبرٌ على المحظور,وصبرٌ على المأمور.
*قال عمر بن الخطاب :بالصبر أدركنا حُسنَ العيش.وقد أرسل عمر إلى أبي موسى الأشعري قائلاً:عليك بالصبر,وأعلم أنَّ الصبر صبران,أحدهما أفضلُ من الآخر: الصبر في المصيبات حسن,وأفضل منه الصبر عما حرَّمَ الله تعالى.
*وقال علي بن أبي طالب :الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد,ولا جسدَ لمن لا رأس له, ولا إيمان لمن لا صبر له.
* قال الشاعر:
لا تحسب المجد تمرًا أنتَ آكِلَهُ........لن تبلغَ المجدَ حتى تلعقَ الصبرَ
وقال آخر:
فالزم يدَيْكَ بحبلِ اللهِ معتصمًا..........فإنَّهُ الركنُ إنْ خانتكَ أركانُ
*كان التابعي الجليل صلة بن أشيَم رابط الجأش ثابت العزيمة,وذات يوم جلس يتناول طعامه,فجاءه رجلٌ ينعي إليه أخاه,فاسترجع,وقال للرجل:أُدنُ فكُلْ معي, فقد سبقك من نعى أخي إليَّ,فصمتَ الرجل,ووقف مأخوذًا من ثباته وصبره,فقال صِلةُ:
ألم تسمع قول الله تعالى: إنَّكَ مَيِّتٌ وإنَّهم مَّيِّتونَ
ولما استُشهِدَ صلة بن أشيم وابنه وهما يجاهدان في بلاد ما وراء النهر,وبلغَ نعيهما زوجتَهُ معاذة العدوية-وهي ابنة عمه- واتجهت نساء البصرة لتواسيها فقالت لهنَّ: مرحباً إنْ كنتُنَّ جئتنَّ لتهَنِئَتي,وإن كنتُنَّ جئتُنَّ لغير ذلك فارجعن.
*قال طلحة بن عبيد الله: ولا تجزع لريب الدهرِ واصبر.......... فإنَّ الصبرَ في العُقبَى سليمُ
فمـــا جـَزَع بمُغن ٍعنك شيئـاً............ ولا ما فــات تُرجِِعُهُ الهمومُ

* قال أبو الدرداء : ذُروة الإيمان:الصبرُ للحُكم,والرضا بالقدر.
* وقال عبد الله بن مسعود : لأن ألْحَسَ جمرةً أحرقت ما أحرقت وأبقت ما أبقت,أحبُّ إليَّ من أن أقول لشيءٍ كان, ليْتَهُ ما كان,أو لشيءٍ لم يكن, ليْتَه كان.
*وقال أبو هريرة : من ذُروة الإيمان الاستسلام للرَّب جلَّ جلاله.
*ويروى أن الله تعالى أوحى إلى داود عليه السلام:يا داود,إنك تريد وأُريد,وإنما يكونُ ما أُريد, فإنْ سلَّمتَ لما أُريد كفيتُك ما تُريد,وإنْ لم تُسلِّم لما أريد أتعبتُكَ فيما تريد,ثمَّ لا يكونُ إلاَّ ما أُريدُ.
* وقال ميمون بن مهران: مَن لم يرضَ بالقضاء ليس لِحُمقهِ داء.
*وقال عمر بن عبد العزيز: ما بقِيَ سرورٌ إلاَّ في مواقعِ القدَر.
وقيل له:ما تشتهي قال: ما يقضي الله تعالى.
*وقال بعضهم:إنَّ الله إذا قضى في السماء قضاءً أحَبَّ من أهل الأرض أن يرضوْا بقضائه.
* قال عبد القادر الجيلاني:مَن أراد أن يحصل له الرضا بقضاء الله عزَّ وجلَّ فلْيَدُمْ ذِكرَ الموت,فإنَّ ذِكره يهونُ المصائبَ والآفات,ولا تتهمه على نفسك ومالك وعلى ولدك, بل قل: ربِّي أعلمُ بي منِّي,فإذا دُمْتَ على ذلك جاءتك لذَّةُ الرضا والموافقة فتذهب بالآفات: بأصولها وفروعها,ويجيئك بدلها النِّعمُ والطيبات,لمَّا وافقتَ وتلذذتَ بالرضا في حال البلاء جاءتك النِّعم من كلَّ جانبٍ ومكان.