الصيد بالصقور هواية قديمة
الصيد بالصقور هواية قديمة في مختلف مدن ومناطق دولة الإمارات، حيث ما فتئ المواطنون يقبلون على ممارستها منذ قرون بعيدة، ويعلمونها لأولادهم جيلاً بعد جيل. وفي البدء كان الصيد بالصقور وسيلةً لتوفير لحم الطيور والحيوانات البرية من الحبارى والأرانب و الصقارة يسميها أبناء الإمارات «البيزرة»، وهو اسم مشتق من الباز(الطائر المعروف)، وتعد «البيزرة» أو «الصقارة» من أهم ملامح حياة الصحراء، ولها وشائج وثيقة مع تاريخ البدو والصحراء.
ويقول منظم سباقات الصيد بالصقور في رأس الخيمة راشد إبراهيم سيف إن أبناء رأس الخيمة، ومختلف أنحاء الدولة، ودول مجلس التعاون الخليجي، يشاركون دائماً في سباقات الصيد بالصقور التي تنظم على تلال منطقة الرفاعة الرملية في رأس الخيمة، ذلك أن الاهتمام بالصيد بالصقور يمارسه أبناء الإمارات قبل اتحاد الإمارات، وقبل النهضة العمرانية العملاقة في البلاد وقبل تعبيد الشوارع وتوافر أنظمة الاتصال المتطورة، كانت رحلات الصيد وسيلةً للتجوال في الصحراء واستكشافها وفرصةً لشيوخ القبائل للاتصال بالناس ومعرفة أحوالهم، إذ اعتاد شيوخ القبائل على الصيد في النهار، وفي الليل كانوا يتحلقون حول نيرانهم في مجلسٍ صحراوي يتوافد عليه الزائرون من القبائل البدوية، يجلسون بقرب شيوخهم، ويعبرون عن احترامهم ومحبتهم ويبثون ما في أنفسهم من قضايا وأفكار.
وأوضح أن أنواع الصقور تقترب من حوالي 300 نوع تتفاوت في حجمها ووزنها وصفاتها، منوها أن الصقر يحلق على ارتفاع كبير في الهواء كما أن سرعة انقضاض الصقر على فريسته تصل إلى 275 كيلو متراً في الساعة.
أما اليوم، فقد أصبحت «الصقارة» رياضةً فيها الكثير من المتعة والمغامرة، وأكثر ما تصيد الصقور في الإمارات طيور الحبارى وطائر «مكوين»، بالإضافة إلى الأرانب البرية. علماً بأن الدولة نظمت وقننت عملية صيد الحبارى، حتى يتم الحفاظ على فصيلة هذا الطير من الانقراض، حيث إن «الصقارة» من ملامح التراث الإماراتي، الذي لم يحرص أهل الإمارات على الحفاظ عليه فقط، بل عملوا على تطويره ليواكب الحضارة الحديثة بكل المعايير. وتجسد ذلك من اهتمام قيادتنا الرشيدة في الحفاظ على الصقور من خلال إنشاء مستشفي خاص لها في أبوظبي المعروف باسم «مستشفي أبوظبي للصقور» قبل السماح للصقور بالترحال، يتم التأكد في المستشفى من إمكانيتها للعيش ضمن ظروف الحياة البرية، ويتم إجراء الفحوص اللازمة لها ومعالجتها بإشراف فريق من العلماء المتخصصين.
ولفت إلى أنه تم مؤخراً تنظيم سباق يعد امتداداً «لمهرجان النجاح» الذي أقيم على ميدان الوثبة خلال الفترة من 14وحتى 20فبراير الماضي والذي حمل الاسم نفسه، جاء ابتهاجاً بعودة سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان إلى أرض الوطن من رحلة العلاج التي تكللت بالنجاح، وذلك تعبيراً عن فرحة أبناء الإمارات بهذه المناسبة السعيدة التي شارك فيها 100صقار من الدولة وقطر. وأشار أنه شارك في السباق 100صقار من مختلف إمارات ومدن ومناطق الدولة إضافة إلى عدد من مواطني دولة قطر الشقيقة بصقور محلية ومهجنة من أنواع جير شاهين والوحش وأنواع التبوع.