جواهر ستار التعليمية |
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم ، في منتديات جواهر ستار التعليميه المرجو منك أن تقوم بتسجـيل الدخول لتقوم بالمشاركة معنا. إن لم يكن لـديك حساب بعـد ، نتشرف بدعوتك لإنشائه بالتسجيل لديـنا . سنكون سعـداء جدا بانضمامك الي اسرة المنتدى مع تحيات الإدارة |
جواهر ستار التعليمية |
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم ، في منتديات جواهر ستار التعليميه المرجو منك أن تقوم بتسجـيل الدخول لتقوم بالمشاركة معنا. إن لم يكن لـديك حساب بعـد ، نتشرف بدعوتك لإنشائه بالتسجيل لديـنا . سنكون سعـداء جدا بانضمامك الي اسرة المنتدى مع تحيات الإدارة |
|
جواهر ستار التعليمية :: منتديات الجامعة و البحث العلمي :: منتدى البحوث العلمية والأدبية و الخطابات و السير الذاتيه الجاهزه |
الأربعاء 10 ديسمبر - 21:10:06 | المشاركة رقم: | |||||||
Admin
| موضوع: حصة تطبيقية حول تعريف علم الدلالة la sémantique حصة تطبيقية حول تعريف علم الدلالة la sémantique حصة تطبيقية حول تعريف علم الدلالة la sémantique يقول الدكتور عبد الرحمن الحاج صالح : " اللسان في حد ذاته نظام من الأدلة المتواضع عليها ، فاللسان على هذا الاعتبار ليس مجموعة من الألفاظ يعثر عليها المتكلم في القواميس أو يلتقطها بسمعه من الخطابات ثم يسجلها في حافظته ، كما أنه ليس أيضا مجموعة من التحديدات الفلسفية للاسم والفعل والحرف أو القواعد المسهبة الكثيرة الشواذ ، بل هو نظام من الوحدات يتواصل بعضها ببعض على شكل عجيب وتتقابل فيها بناها في المستوى الواحد التقابل الذي لولاه لما كانت هناك دلالة ". المطلوب : حلل النص محددا منه تعريف علم الدلالة ووحدته . التحليل : ـ نظام :أي مجموعة من العناصر اللغوية التي ترتبط بعضها مع بعض وفق علاقات معينة ـ يتواصل : أي وجود تلك العلاقات المبنية على أساس الاتفاق والاختلاف ، تهتم اللسانيات بنظام دلالي خاص ، هو النظام اللغوي ووحداته هي الأدلة اللغوية ، جمع الدليل اللغوي ، ويدرسها علم الدلالة (la sémantique ) الذي هو فرع من اللسانيات .لكن تتنوع الأدلة في المجتمع إذ نجد الأدلة اللغوية وغير اللغوية حيث تنتظم كلها في نظم دلالية خاصة . والعلم الذي يهتم بها جميعا هو علم الدلالات أو ما يعرف بالسميولوجيا ( la sémiologie ) واللسانيات فرع منه . ان كلمة دليل تعني عموما أن العنصر ( أ ) يدل على العنصر ( ب ) لكن نميز هنا بين الدليل والمؤشر والرمز ونميز بينها بوجود النية في التبليغ وعدم وجودها . فنمثل للمؤشر ب : ـ أعراض المرض كضعف الجسم الذي يمكن أن يدل على نقص في التغذية ـ الدخان الذي يدل على اشتعال النار فهي مؤشرات طبيعية تدل على معان معينة دون أن تكون هناك نية للتبليغ الدليل :نمثل له ب : ـ الراية الحمراء التي تدل على منع السباحة ـ أرقام الهاتف ـ قوانين المرور الرمز : نمثل له ب : ـ الميزان الذي يدل على مفهوم العدل. يشترك الدليل والرمز في كونهما يحملان نية للتبليغ ، لكنهما يختلفان في نوعية العلاقة التي تربط بين العنصرين (أ ) و ( ب ) فالرمز مرتبط كثيرا بشكله ، واختياره ليس عشوائيا ولا اعتباطيا بل وفق ما يحمله ذلك الشكل من معنى . أما الأدلة فتمت بالاتفاق والتواضع والاصطلاح بين الناس لتحقيق غرض التبليغ ، والعلاقة التي تربط العنصرين ( أ) و( ب) ، كمكونات الدليل في هذه الحالة ، علاقة غير حتمية ، عشوائية ،اعتباطية ناتجة عن الاتفاق و التواضع والاصطلاح فلا توجد بين كلمة (جهاز) ومعناه أية علاقة طبيعية كما لا توجد أية علاقة طبيعية بين اللون الأحمر والأمر بالوقوف في إشارات المرور . فنقول إذن إن علم الدلالة يدرس المعاني اللغوية وعلاقة الألفاظ بمعانيها . ووحدته هي الدليل اللغوي وهو أصوات يستعملها الإنسان للإبانة عن المفاهيم والأشياء. ملاحظة : لتوضيح أكثر ارجع إلى كتاب خولة طالب الابراهيمي ، مبادئ في اللسانيات ،دار القصبة للنشر الموضوعالأصلي : حصة تطبيقية حول تعريف علم الدلالة la sémantique // المصدر : ممنتديات جواهر ستار التعليمية //الكاتب: berber
| |||||||
الأربعاء 10 ديسمبر - 21:17:23 | المشاركة رقم: | |||||||
Admin
| موضوع: رد: حصة تطبيقية حول تعريف علم الدلالة la sémantique حصة تطبيقية حول تعريف علم الدلالة la sémantique المحاضرة رقم 5 علم الدلالة – نظرة تاريخية موجزة – عند اليونان: من الطبيعي أن تكون الدلالة من الموضوعات التي يهتم بها الفكر الإنساني منذ القدم. و كان ذلك عند فلاسفة اليونان، فقد رأى أرسطو أن المعنى يتطابق مع التصور الموجود في العقل و ميزبين: 1- الأشياء في العالم الخارجي 2- التصورات أو المعاني 3- الأصوات أو الرموز أو الكلمات. و فتح ذلك الباب لكثير من الأفكار و المناقشات حول الدلالة و المعنى في العصور الوسطى، كما تعرض أفلاطون إلى قضية العلاقة بين اللفظ و المعنى و اتجه إلى أن العلاقة بينهما طبيعية ذاتية. بينما اتجه أرسطو إلى أن هذه العلاقة اصطلاحية عرفية ، أي متواضعة عليها و قام بشرح هذه العلاقة العرفية و بيانها. ( ينظر . أحمد مختار عمر ص17) عند الهنود: اهتم الهنود بالتأمل في لغتهم و قاموا بدراستها بدافع ديني للحفاظ على كتابهم المقدس (الفيدا) ـ و هذا ما يشبه ما كان من أمر العرب عندما درسوا لغتهم. و كان (بانيني) الذي عاش في القرن الخامس و الرابع قبلا الميلاد وضع كتابا في السنسكريتية سماه (المثمن) قيل أنه أشبه بكتاب سيبويه. و كان من أهم الموضوعات التي ناقشها الهنود، نشأة اللغة و اكتساب بعض الأصوات لمعانيها و قد كانوا فريقين: أحدهما يرى أن اللغة نشأت بالإلهام ،و الثاني: من اختراع البشر. كما ناقشوا قضية اللفظ و المعنى فمنهم من رأى أن اللفظ والمعنى لا ينفصلان عن بعضهما ، و منهم من رأى أن العلاقة بين اللفظ و المعنى علاقة فطرية و طبيعية ، و منهم من رأى أن العلاقة بين اللفظ و المعنى علاقة ضرورية لزومية. و من القضايا التي ناقشوها: أنواع الدلالات للكلمة. و توصلوا إلى أن هناك أربعة أقسام للدلالات : حسب عدد الأصناف الموجودة في الكون و هي (ينظر المرجع السابق ص 19): 1- قسم يدل على مدلول عام (رجل) 2- قسم يدل على كيفية (طويل) 3- قسم يدل على حدث (جاء) 4- قسم يدل على ذات (محمد). عند العرب: قام العرب بدراسة لغتهم لسبب أساسي ديني ،يتمثل في المحافظة على لغة القران لصحة تلاوته و استخلاص الأحكام و التشريعات منه . و كان للخوف من اختلاف المعنى أو إفساده في تلاوة الآيات بشكل غير صحيح أكبر الأثر في النهوض بهذه الدراسة ، لذلك كانت أوائل الأعمال اللغوية المتعلقة بالدلالة بشكل خاص ذات صلة بالقرآن الكريم مثل: معاني الغريب في القرآن الكريم و مجاز القرآن ، بالإضافة إلى معاجم الموضوعات (المعاني) . و معنى ذلك ضبط المصحف الشريف. و قد تجلت أهم أعمال الدراسيين العرب الدلالية بما يلي: - عمل ابن فارس في معجمه (المقاييس) بربط المعاني الجزئية بالمعنى العام. - عمل الزمخشري في معجمه (أساس البلاغة) للتفريق بين المعاني الحقيقية و المجازية. - أعمال ابن جني في ربط تقلبات المادة (اللفظة) بمعنى واحد. هذا بالإضافة إلى أعمال لغوية أخرى ذات صلة بعلم الدلالة. و لابد من الإشارة هنا إلى ما قام به الأصوليون و علماء الكلام ، و ما ذكروه من: دلالة اللفظ و دلالة المنطوق و دلالة المفهوم. بالإضافة إلى أعمال البلاغيين في دراسة الحقيقة و المجاز، و نظرية النظم عند عبد القاهر الجرجاني. كانت هذه فكرة مقتضبة جدا عن الدراسات الدلالية قديما ، و نعرج بعد ذلك إلى تقديم فكرة عن الدراسات الدلالية في العصر الحديث الموضوعالأصلي : حصة تطبيقية حول تعريف علم الدلالة la sémantique // المصدر : ممنتديات جواهر ستار التعليمية //الكاتب: berber
| |||||||
الأربعاء 10 ديسمبر - 21:18:19 | المشاركة رقم: | |||||||
Admin
| موضوع: رد: حصة تطبيقية حول تعريف علم الدلالة la sémantique حصة تطبيقية حول تعريف علم الدلالة la sémantique الدلالة في العصر الحديث. لم تكن الدراسات الدلالية القديمة دراسة علمية حقيقية ، و إنما كانت مثل هذه الدراسة العلمية بمفهوم العلم و مناهج البحث من ثمرة الدراسات اللغوية الحديثة. و بهذا المفهوم الخاص يمكن القول أن بواكير هذا العمل نشأت في أواسط القرن التاسع عشر هذا و لم تزل الدراسات الدلالية في العصر الحديث تتسع و تستقل في مؤلفات خاصة بالإضافة إلى ما تأخذه من مساحات ضمن إطار الدراسات اللغوية و علم اللغة الذي استوى و تطور في الفترة الأخيرة و كان هناك عدد من الباحثين العرب الذين اهتموا بالسيمياء مثل الدكتور أحمد مختار عمر (و قد اعتمدنا كثيرا على كتابه (علم الدلالة) أثناء إعداد هذه المحاضرات كذلك على كتب الدكتور حلمي خليل و الدكتور إبراهيم أنيس و غير ذلك. و في الدراسات اللغوية الغربية و اعتبارا من تشومسكي الذي دعا في البداية إلى ضرورة فصل النحو عن المعنى إلا أن عدل عن موقعه بتأثير عدد من اللسانيين الذين أدخلوا المكون الدلالي في التحليل و نذكر على سبيل المثال (ستيفن أولمن) الذي أصدر عددا من الكتب حول دراسة المعنى، منها: أسس علم المعنى ، و دور الكلمة في اللغة. و في الدراسات اللغوية الغربية الحديثة ردّ عدد من اللغويين مثل كاتز و فودور الاعتبار إلى المعنى و أدرج المكون الدلالي في التحليل بعد أن كان قد استبعد هذا المكون الذي يقوم بإعطاء تفسيرات دلالية للبنية العميقة. و كان تشو مسكي الذي عرف بنظرية النحو التوليدي التحويلي ، و الذي طوّر نظريته التي ظهرت في كتابه (البنى التركيبية) عندما أخرج كتابه (مظاهر النظرية التركيبية) كان يدعو إلى فصل النحو عن المعنى و لكنه عدل عن موقعه ربما بتأثير أولئك اللسانيين ، فأدرج القواعد الدلالية في نموذجه المعياري عند الغربيين و كان على رأس من أسهم في وضع أسس هذه الدراسات ماكس مولر(max muller ( و ميشال بريال اللغوي الفرنسي الذي وضع بحثا بعنوان مقالة في السيمانتيك (essai de sémantique) عام 1879، و قد اهتمت هذه المقالة بدلالة الألفاظ القديمة في اللغات الهندوأوربية. و ربما كان من أبرز الأعمال في هذا السياق المؤلف الضخم بعنوان (لغتنا) للعالم السويدي أدولف نورين (adolf noreen )الذي خصص قسما كبيرا لدراسة المعنى مستخدما مصطلح (somology). حيث قسم دراسة المعنى إلى قسمين : 1- الدراسة الوظيفية. 2- الدراسة الايتمولوجية التي تعالج تطور المعنى التاريخي. و قد تطورت الدراسة الدلالية حديثا ، عند الأوربيين و ظهرت أسماء مهمة مثل : أوجدن و ريتشارد اللذان أخرجا مؤلفهما الشهير الذي عنوانه (the meaninig of meaning) أي معنى المعنى عام 1923 حيث وضعا نظرية للعلامات و الرموز. و في الدراسات الأمريكية يمكن أن نذكر أسماء مثل: بلومفيلد الذي يقال أنه و أتباعه أرادوا إخراج دراسة المعنى من مستويات الدراسة اللغوية و أن (السيمانتيك) ـ في رأيهم ـ تقع خارج المجال الواقعي للغة ، أو هي على الأقل أضعف نقطة في الدراسة اللغوية ، مما أدى إلى إهمال المعنى و إن كانت تفسيرات أقوال بلومفيلد لا تعبر بدقة عما أراد. و ربما لم يرد الاعتبار لدراسة المعنى (الدلالة) في أمريكا في النصف الثاني من القرن العشرين و خاصة في الاتجاه التوليدي عند تشو مسكي. و من المؤلفين العرب الذين اهتموا بعلم الدلالة في العصر الحديث الدكتور إبراهيم أنيس في كتابه دلالة الألفاظ) حيث عالج في هذا الكتاب عدة قضايا منها ارتباط الألفاظ بمدلولاتها – أقسام الدلالة – العلاقة بين اللفظ و المعنى – اكتساب الدلالة عند الطفل و الكبار – التطور الدلالي. الموضوعالأصلي : حصة تطبيقية حول تعريف علم الدلالة la sémantique // المصدر : ممنتديات جواهر ستار التعليمية //الكاتب: berber
| |||||||
الأربعاء 10 ديسمبر - 21:20:31 | المشاركة رقم: | |||||||
Admin
| موضوع: رد: حصة تطبيقية حول تعريف علم الدلالة la sémantique حصة تطبيقية حول تعريف علم الدلالة la sémantique حصة تطبيقية حول أنواع المعنى : المطلوب : وضح الدلالة المركزية والهامشية في النص التالي مبينا أهمية الدلالة الهامشية في تعميق المعنى . ( نص لفدوى طوقان ويمكن للطالب أن يعتمد أي نص لشاعر حديث آخر ) على أبواب يافا يا أحبائي وفي فوضى حطام الدور بين الردم والشوك وقفت وقلت للعينين : يا عينين قفا نبك على أطلال من رحلوا وفاتوها تنادي من بناها الدار وكان هناك جمع البوم والأشباح غريب الوجه واليد واللسان وكان يحوم في حواشيها يمد أصوله فيها و كان الآمر الناهي وكان .....و كان وغص القلب بالأحزان مناهج دراسة المعنى نظرية السياق: السياق اللغوي – السياق العاطفي – سياق الموقف – السياق الثقافي. ربما ارتبطت النظرية السياقية باللغوي الانجليزي (فيرث) ، الذي ركز على الوظيفة الاجتماعية للغة و أساسها مفهوم سياق الحال الذي يعرفه فيقول " هو جملة من العناصر المكونة للموقف الكلامي و من ذلك شخصية المتكلم و السامع (المخاطب و المخاطب)، و تكوينهما الثقافي بالإضافة إلى شخصيات من يشهدون الكلام، غير المتكلم و السامع – إن وجدوا – و بيان ما لذلك من علاقة بالسلوك اللغوي، و العوامل و الظواهر الاجتماعية ذات العلاقة باللغة و السلوك اللغوي لمن يشارك في الموقف الكلامي مثل حالة الجو، و الوضع السياسي ،و مكان الكلام. ومن هنا نعرف أن سياق الحال تتشابك في دلالته عناصر كثيرة. و أصحاب هذه النظرية يحددون معنى الكلمة بأنه: استعمالها في اللغة ، فالمعنى لا يظهر إلا إذا كانت في السياق. و إذا أريد معرفة كلمة (دلالاتها) فيجب وضعها في سياقات مختلفة، لأن الوحدات اللغوية المجاورة لها ذات أهمية في تحديد معناها، فدراسة معاني الكلمات تتطلب تحليلا للسياقات و المواقف التي تقع فيها لغوية أم غير لغوية . ويتعدد معنى الكلمة تبعا لتعدد السياقات التي تقع فيها .. يقول العالم اللغوي (هردر) ما معناه : إذا اعتقدنا أن للكلمة أكثر معنى واحد في سياق واحد فنحن في حالة انخداع كبير، و يقول مارتينيه: "خارج السياق لا تتوفر الكلمة عن معنى". و من السياقات التي اقترحها الباحثون ما ذكرناه في البداية و لا بأس من ذكره ثانية: السياق اللغوي – السياق العاطفي – سياق الموقف – السياق الثقافي و يكفي لتوضيح هذه السياقات أن نأتي بأمثلة لكل سياق منها: 1. السياق اللغوي: و نمثل له بلفظ (كلمة) صالح فنقول: - رجعت من السفر صالحا، أي سالما معافى - تجهزت جهازا صالحا، أي جيدا حسنا. - تزود المسافرون زادا صالحا، أي كثيرا. - لأشدن الحبل شدا صالحا ، أي (شديدا، قويا). - وجدت في رحلتي صالحا ، أي نافعا - رزقني الله ولدا صالحا أي ، بارا مستقيما و كلمة قرن مثلا قد تعني حسب السياق : قرن الثور أو الخروف، أو القرن الإفريقي أو القرن العشرين أو قرن اللوبياء. و كلمة good بالانجليزية ، فإذا وردت مع كلمة رجل good man فهي تعني الناحية الخلقية و إذا وردت وصفا لطبيب فهي تعني التفوق في المهنة، و هكذا (ينظر أحمد مختار عمر ص (60 -70). السياق العاطفي: وهو الذي يحدد درجة الانفعال بين القوة و الضعف مثال الفرق بين الضغينة و الكره و يمكن أن نستعمل كلمة (أحب) فنقول (أحب الشتاء) و أحب والدي فالسياق الكلامي بين المعنيين يفرق بين المعنيين. سياق الموقف: و مثاله قولنا (الله يسهل) فقد تكون بمعنى دعني و ابتعد في موقف معين، و قد تكون بمعنى الدعاء للمخاطب بأن يسهل الله له طريقه و عمله، و قد تكون بمعنى الاستنكار لما يصدر عن المخاطب من فعل. السياق الثقافي: و يمكن أن أمثل له بكلمة (الخط) . فهي عند الطالب أو الأستاذ تعني الكتابة و حسنها أو عدم حسنها من الناحية الفنية ، أو نوع خط من خطوط الكتابة عند الخطاطين أو دروس الخط ، كالخط الكوفي، أو الرقعي أو الثلث أو غير ذلك. و هي غير ذلك عند عامل الهاتف ، أو عند النجار، أو الفلاح أو العامل في وزارة النقل و المواصلات، مثل خط الحافلات، أو السكك الحديدية. على أن السياق الثقافي قد يكون أوسع من ذلك مع اتساع دائرة الاستعمال اللغوي. أما أهم ميزات المنهج السياقي فهي: أنه يجعل المعنى قابلا للتحليل الموضوعي. 1. لم يخرج في التحليل اللغوي عن دائرة اللغة ، أي دون الخروج عن دراسة العلاقات اللغوية كما فعل بعض الباحثين عندما أرادوا دراسة المعنى و شرحه في ضوء متطلبات غير لغوية. أما ما واجهته نظرية السياق من انتقادات فيتمثل في: 1. أن نظرية السياق – كما جاء بها فيرث – (اهتمت بدراسة المعنى في معزل عن مستويات البنية اللغوية الأخرى) 2. إن الحديث عن السياق – لاسيما في سياق الموقف – كان غامضا و غير محدد نوعا ما. 3. هذا المنهج قد لا يكون مفيدا لمن يبحث عن معنى كلمة لا يوضح السياق معناها. و قد ركز بعض أصحاب هذه النظرية على السياق اللغوي، عندما اهتموا بما سمي بالرصف و هو علاقة كلمة أو عدة كلمات بأخر علاقة شبه ملازمة فكلمة (الانصهار) تلازم المعادن مثل: الحديد و النحاس و الذهب و الفضة و لا تلازم الجلد و الخشب. و إذا كانت الكلمة قد تنتظم مع أكثر من مجموعة، و تقع في أكثر من سياق لغوي فقد ظهر مصطلح (الوقوع المشترك) أو مصطلح (احتمالية الوقوع) و لذا لا بد من تبديل أنواع السياقات اللغوية أو وضع الكلمة في سياقات مختلفة لإصدار الأحكام الصحيحة. فكلمة (نزل) لها سياقات لغوية مختلفة مثل: نزل المطر- نزل إلى السوق – نزل عند رأي الجماعة – نزل منزلة رفيعة في قومه........... الموضوعالأصلي : حصة تطبيقية حول تعريف علم الدلالة la sémantique // المصدر : ممنتديات جواهر ستار التعليمية //الكاتب: berber
| |||||||
الأربعاء 10 ديسمبر - 21:22:23 | المشاركة رقم: | |||||||
Admin
| موضوع: رد: حصة تطبيقية حول تعريف علم الدلالة la sémantique حصة تطبيقية حول تعريف علم الدلالة la sémantique حصة تطبيقية حول نظرية سياق الحال النص الأول يقول ابن جني في باب ذكر علل العربية أكلامية هي أم فقهية : " نعم ، وقد يمكن أن تكون أسباب التسمية تخفى علينا لبعدها في الزمان عنا . ألا ترى إلى قول سيبويه : أو لعل الأول وصل إليه علم لم يصل إلى الآخر ، يعني أن يكون الأول الحاضر شاهد الحال ، فعرف السبب الذي له ومن أجله ما وقعت عليه التسمية ، والآخر لبعده عن الحال لم يعرف السبب للتسمية ، ألا ترى إلى قولهم للإنسان إذا رفع صوته : قد رفع عقيرته ، فلو ذهبت تشتق هذا ، بأن تجمع بين معنى الصوت ، وبين معنى ( ع ق ر ) لبعد عنك وتعسفت . و أصله أن رجلا قطعت إحدى رجليه، فرفعها على الأخرى، ثم صرخ بأعلى صوته فقال الناس، رفع عقيرته ". الخصائص ج1 ص66 النص الثاني : يقول ابن جني معقبا على قول العرب "سير عليه ليل " وهم يريدون ليل طويل..........وكأن هذا إنما حذفت فيه الصفة لما دل من الحال على موضعها ، وذلك أنك تحس في كلام القائل لذلك من التطويح والتطريح ( التطويل والتفخيم والتعظيم ) ما يقوم مقام قوله طويل أو نحو ذلك . وأنت تحس هذا من نفسك إذا تأملته و ذلك أن تكون في مدح إنسان أو الثناء عليه فتقول : كان والله رجلا . فتزيد في قوة اللفظ " بالله " وتتمكن في تمطيط اللام وإطالة الصوت بها وعليها أي رجلا فاضلا أو شجاعا أو كريما أو نحو ذلك . و كذلك تقول سألناه فوجدناه إنسانا، وتمكن الصوت بإنسان وتفخمه فتستغني بذلك عن وصفه بقولك إنسانا سمحا أو جوادا أو نحو ذلك. وكذا إذا ذممته أو وصفته بالضيق قلت سألناه، وكان إنسانا ؟ تزوي وجهك و تقطبه فيغني ذلك عن قولك ، إنسانا لئيما أو إنسانا لحزا ـ ضيق الخلق ـ أو مبخلا أو نحو ذلك " . الخصائص ج2 ص370ـ 371 التحليل 1 ـ يشير ابن جني في النص الأول إلى دور سياق الحال في تحديد المعنى. ونقصد بسياق الحال هنا ، كل الظروف الاجتماعيةو النفسية....التي تحيط بالمتكلم. فالمعنى الاجتماعي أعم من المعنى المعجمي، وهذا الأخير موجود في المعاجم محدد، تعارف عليه الناس، أما المعنى الاجتماعي فهو متعلق بمجموعة الظروف والمواقف المحيطة بالإنسان. يوضح ابن جني هذه الظاهرة اللغوية بكلمة ( ع ق ر)، مميزا بين معناها المعجمي وهو الرجل المقطوعة ومعناها الاجتماعي وهو الصوت. ويرجع السبب في هذا الاختلاف إلى عدم علم الأشخاص الذين لم يشاهدوا الواقعة بالظروف التي وقعت فيها هذه الحادثة، فربطوا بين سماعهم للفظ (عقيرة) وارتفاع صوت الشخص، فتصوروا أن معنى رفع عقيرته هي رفع صوته، وهو المعنى الاجتماعي . 2 ـ أما النص الثاني فيبين لنا فيه ابن جني بعض العناصر التي تلعب دورا هاما في تحديد المعنى والتي تؤثر في فهم الحدث اللغوي على المستوى الاجتماعي ، ونحددها ب: أ ـ التنغيم : الذي يعرفه العلماء بأنه : " الارتفاع والانخفاض في درجة الجهر بالكلام " . فكل تغير في درجة الجهر بالكلام يدل على معنى معين . وللتوضيح يضرب لنا ابن جني عدة أمثلة في النص ، فيقول أنه يمكننا حذف الصفة " طويل "في عبارة " سير عليه ليل طويل " و الاكتفاء بقولنا " سير عليه ليل "، ويمكننا فهم معنى طويل في طريقة نطق كلمة " ليل " بالتطويل والتفخيم والتعظيم . ويمكننا أيضا إدراك معنى الثناء على شخص في عبارة " كان والله رجلا " ، وذلك إذا زدنا في قوة لفظ اسم الجلالة " الله " فنمطط اللام ونطيل الصوت بها فنفهم من هذه التغيرات الصوتية معنى : الشجاعة والكرم ........ ب ـ تصرفات الناس أثناء كلامهم: يبرز ابن جني في آخر النص عاملا آخر من عوامل تحديد المعنى ،وهو مرتبط بتصرفات الناس وتعابير وجههم أثناء الكلام . فيقول عن عبارة سألناه وكان إنسانا ! ، أننا نفهم في ذلك الإنسان معنى اللؤم و البخل وضيق الخلق إذا كان الكلام مرتبطا بتغييرات محددة ، تظهر على وجه المتكلم عند تلفظه بتلك العبارة ، إذ نجده يزوي وجهه ويقطبه وكل ذلك يغنيه ـ حسب قول ابن جني ـ على أن يقول أنه إنسان لئيم .....يتبين لنا من هذين النصين أهمية العنصر الاجتماعي في تحديد المعنى، رغم ما تطرحه من صعوبات عند وضعها لقواعد تحدد تلك الدلالة الاجتماعية، نتيجة تنوع العناصر الاجتماعية والثقافية المحيطة بالقول، وصعوبة حصرها. وقد حاول "فيرث " ضبط تلك العناصر التي تصور أنها تساهم في تحديد المعنى على المستوى الاجتماعي وهي : أ ـ تصرفات المتكلم والسامع أثناء الحدث الكلامي ب ـ الظروف المحيطة بالموقف . الموضوعالأصلي : حصة تطبيقية حول تعريف علم الدلالة la sémantique // المصدر : ممنتديات جواهر ستار التعليمية //الكاتب: berber
| |||||||
الأربعاء 10 ديسمبر - 21:23:55 | المشاركة رقم: | |||||||
Admin
| موضوع: رد: حصة تطبيقية حول تعريف علم الدلالة la sémantique حصة تطبيقية حول تعريف علم الدلالة la sémantique المحاضرة رقم 7 نظرية الحقول الدلالية لم تتبلور فكرة الحقول الدلالية إلا في العشرينات و الثلاثينات من القرن العشرين على يد علماء سويسريين و ألمان ثم تطور السيمانتيك في فرنسا باتجاه خاص حيث ركزmotoreو أتباعه (1953) على حقول تتعرض ألفاظها للتغيير و الامتداد و تعكس تطورا سياسيا و اقتصاديا و اجتماعيا هاما. تبني هذه النظرية على المفهوم الحقلي، و هو المفهوم الذي يندرج تحته مجموعة من العناصر التي تربطها علاقة ما ، لأن المفهوم قاعدة تصنيفية، تصنف من خلالها أشياء الكون و عناصره وفق قواعد معينة .(ينظر أحمد مختار عمر ص38) و يعرف الدكتور عبد السلام المسدي الحقول الدلالية بما يلي: " أما الحقل الدلالي لكلمة ما فتمثله كل الكلمات التي لها علاقة بتلك الكلمة، سواء كانت علاقة ترادف أو تضاد أو تقابل جزئي أو كلي.....فكل مجموعة نسميها الحقل ، و الحقل هو المعنى العام الذي يشمل كل الوحدات (الحيوان هو الحقل الذي تندرج فيه كل الحيوانات (المخلوقات التي فيها الحياة و الحركة)". و تعتبر منهجية تحليل الحقول الدلالية هي الأكثر حداثة في علم المعاني (علم الدلالة) فهي لا تسعى إلى تحديد البيئة الداخلية لمدلول الكلمات فحسب، و إنما إلى الكشف عن بيئة أخرى تسمح بالتأكد من أن هناك قرابة دلالية بين مدلولات عدد من الكلمات ، و لا تصنف هذه الطريقة مدلول الكلمات في حقول دلالية مبنية على الترادف و التماثل فقط مثل: طالب، تلميذ. و إنما تكون كذلك مبنية على التضاد مثل الطويل - القصير، الأبيض – الأسود، الصغير- الكبير أو على علاقة التدرج ، أو على علاقة السبب بالمسبب. بالإضافة إلى ذلك فقد تكون العلاقة في الحقل الدلالي مبنية على الأوزان الاشتقاقية و التصنيفات النحوية أو الحقول السنتجماتية ( وسوف نفصل ذلك فيما بعد) . إن هذا التحليل الأولي للحقول الدلالية تتبعه امتدادات فمن جهة: - التقابل الكلي: ليل / نهار - التقابل الجزئي: يوم / نهار - التدرج: هزيل / ضامر / أعجف، والمرأة : ربحلة ـ سبحلة ـ ضناك ـ عفضاج - السبب و المسبب: سحاب / مطر. إن أصحاب هذه النظرية (نظرية الحقول الدلالية) يذهبون إلى أن فهم معنى كلمة ما يقتضي فهم مجموعة الكلمات التي ترتبط بها دلاليا ، و لذا يعرف أحد العلماء معنى الكلمة بأنه محصلة علاقاتها بالكلمات الأخرى داخل الحقل الدلالي و المعجم. (ينظر: ليون، الحقول الدلالية ص22 عن أحمد مختار عمر. علم الدلالة ص79). و هدف التحليل في هذه النظرية هو جمع كل الكلمات التي تخص حقلا معينا و الكشف عن صلاتها الواحدة بالأخرى ، و صلاتها بالمصطلح العام (ينظر السابق ليون ص1). و هناك جملة من المبادئ تتعلق بهذه النظرية (ذكرها أحمد مختار عمر ص80) هي: 1. ليست هناك وحدة (لغوية معجمية) تنتمي إلى أكثر من حقل 2. ليست هناك وحدة معجمية لا تنتمي إلى حقل معين 3. لا يصح إغفال السياق الذي ترد فيه الكلمة. 4. يستحيل أن تدرس المفردات مستقلة عن تركيبها النحوي. و هذا لا يعني سهولة تصنيف الكلمات في حقول دلالية، فقد يستعصي أحيانا إدراج بعض الكلمات في حقل دلالي معين و لهذا تبدو مشكلة تصنيف المعجمات وفقا للحقول الدلالية مستعصية الحل، و يظهر ذلك فيما يلي: 1. صعوبة حصر الحقول الدلالية ، أو المفاهيم الموجودة في اللغة و تصنيفها . 2. صعوبة التمييز بين الكلمات الأساسية ، و الكلمات الهامشية داخل الحقل ن فالكلمة الأساسية هي الوحدة المعجمية المفردة، و لا يمكن التنبؤ بمعناها من خلال معنى أجزائها فقد يعتمد التمييز على الاستقراء و الإحصاء للكلمات الأكثر استعمالا. 3. صعوبة تحديد العلاقات بين الكلمات داخل الحقل و العلاقات هي: الترادف – الاشتمال – التضاد – التنافر...) . و التضاد منه الحاد مثل: ميت/حي . و المتدرج مثل: ساخن/بارد و المتعاكس مثل: باع/اشترى. كما أنه من الصعب وضع الحقول الدلالية لعدد كبير من الكلمات ، فلا نستطيع أن نقول إن هذا الأمر ينتمي إلى حقل دلالي معين (النسر) الذي ينتمي إلى حقل (الطيور) أو حقل الجوارح أو حقل الطيور غير الأليفة فهناك تداخل في الحقول الدلالية. كما أن الحقول الدلالية ليست مغلقة بل هي مفتوحة، و يضاف إليها دائما. لأن التطور الاجتماعي يؤثر على المعاجم، و يمكن التمثيل لذلك بحقل وسائل النقل و المواصلات مثل (حمار، جمل، عربة، سيارة، طائرة، سفينة فضاء..........). و قد تنقرض أو تنزوي بعض الوحدات المعجمية لتفسح المجال لوحدات أخرى في الاستيراد إذ عندما تظهر لفظة جديدة بواسطة التوليد أو الاقتراض أو غير ذلك فان مدلول هذه الوحدة الجديدة يبنى على حساب مدلول الوحدات السابقة التي تفقد جزءا من دلالتها عندئذ. و هكذا تقع هذه الوحدة الجديدة في السياقات و الحقول التي كانت تقع فيها الوحدات السابقة مثل: المحراث اليدوي / التراكتور.......و إن كانت قد تتعايش معها لفترات طويلة...... و إن كانت الصعوبة تتعلق بتصنيف المفاهيم ، فقد وضع الباحثون أسسا يمكن بها تصنيف المفاهيم في حقول بعد أن حددوا المفهوم بأنه قاعدة معرفية، يمكّن الفرد من تحديد صفة تصنيفية معينة و قد أشار بعضهم (تشو مسكي) إلى مجموعة من الأمثلة. إن مجموعة الملامح المشتركة بين كرسيين بالرغم من طابعيهما المختلفين تكون التفريق الصحيح للمداول (كرسي) .....في الفرنسية مثلا، وهذه الملامح هي: بظهر – على قدم، لشخص واحد، للجلوس، بمساند، من مادة صلبة (خشب)، هذه هي الملامح الخاصة للكرسي،و بالمقارنة مع الأريكة نجد أنها: للنوم و ليست للجلوس فهناك خاصية تميزها عن الكرسي. و هكذا فان الخصائص التي اكتشفت بشكل مستمر تعطي للكرسي مميزاته الدلالية المركبة. إن هذا التحليل الأولي تتبعه امتدادات فمن جهة إذا قارنا هذا التمييز الدلالي واضعين في الاعتبار مدلولا معينا مع مميزات دلالية مركبة مجاورة جامعة تقريبا فإننا نتوصل إلى تعيين تلك الميزات الدلالية المركبة التي يعين غيابها كل واحد من العناصر التي تنتمي إلى حقل دلالي واحد. و فيما يلي جدول يبين المميزات الدلالية المركبة المميزة لخمسة عناصر في حقل الكرسي: م1 م2 م3 م4 م5 م6 كرسي + + + + + + متكأ + + + + + + اسكملة - - + + - + أريكة + + - - + + دشكة - - + + - + المميزات بظهر على قدم لشخص واحد للجلوس بمساند من مادة صلبة و في أطروحة قدمها الدكتور حسن عبد الكريم بعنوان (الموضوعية البنوية – دراسة في شعر السياب) تبين أن أكبر الحقول الدلالية التي وردت في شعر السياب هي حقل الحب ، و حقل الموت ، وحقل الحياة، وحقل اللون....بالإضافة إلى حقل الصيغ الصرفية مثل فعلل. ففي حقل الموت تكررت لفظة الموت 93 مرة .......ومن الألفاظ الأخرى في هذا الحقل: الحمام، اللحد، الرمس، الجدث، الضريح، الشاهد، الجنازة النعش، التابوت الجثة، الرفات، الدفن، المواراة، الجثمان، الجبانة، النزع، النفر، المنية، الحتف، الردى، الهلاك، الفناء، الاحتضار. أما حقل الحياة فورد فيه : الحياة 184 مرة و فيه: العيش، الخلود، الولادة، البعث، النشور. الموضوعالأصلي : حصة تطبيقية حول تعريف علم الدلالة la sémantique // المصدر : ممنتديات جواهر ستار التعليمية //الكاتب: berber
| |||||||
الأربعاء 10 ديسمبر - 21:24:55 | المشاركة رقم: | |||||||
Admin
| موضوع: رد: حصة تطبيقية حول تعريف علم الدلالة la sémantique حصة تطبيقية حول تعريف علم الدلالة la sémantique و أما حقل اللون فقد ورد منه ما يلي : أسود 67 مرة و منه أيضا : أبيض، أحمر، قان، أرجواني، أكحل، أزرق، أسمر، أخضر،أصفر، أشقر، أغبر، خضيب.......... و يقال : إن سوسير كان هو السبّاق إلى طرح المجالات الدلالية حيث أشار إلى أن الدليل يمكن أن يخضع إلى نوعين من العلاقات المترابطة: 1 ـ علاقات مبنية على الصيغة، فكلمة (تعليم) توحي بكلمات مثل: علّم – علم - معلم 2 ـ علاقات مبنية على المعنى والمدلول ، فكلمة تعليم توحي بكلمات مثل : تربية ،تكوين ، تنشئة ، رعاية. و قد طرح جورج منان قضية الحقول الدلالية بدقة بقوله " هل يمكن ـ من الوجهة النظرية ـ بناء على هيكلة مجموعة مكونة من عدد غير متناه من الوحدات، كوحدات المعجم اللغوي، و هل يمكن على نحو أكثر شمولية و دقة القيام بذلك بالنسبة إلى مجموعة الظواهر اللغوية التي تتوفر على معنى" و يفهم من هذا الكلام أن مونان يشكك في إمكانية وضع الحقول الدلالية لكلمات كثيرة ، حيث يرى أن ذلك من الصعوبة بمكان........ و هذا ما كنا قد أشرنا إليه عندما مثلنا بكلمة ( النسر) و إلى أي حقل دلالي يمكن أن تنتمي حيث تتداخل الحقول الدلالية. كما أشرنا إلى أن الحقول الدلالية مفتوحة و ليست مغلقة و مثّلنا لذلك بوسائل النقل (الحمار، العربة، السيارة...........) و لذا فانه لضبط خصائص العلاقات القائمة داخل حقل من الحقول فان الكيفية المعتمدة متمثلة في تحليل الوحدات إلى صفات، فالوحدات المنتمية إلى النظام الدلالي نفسه تتوفر كلها على صفة مشتركة واحدة على الأقل و هي الصفة المحددة للحقول. و تختلف بعضها عن بعض بصفة واحدة على الأقل و حينئذ فان المظهر الصوري للتحليل سيسمح بالوقوف على العلاقات و الاختلافات الموجودة ، و من مكونات الحقل ، و نوضح ببعض الأمثلة أيضا: 1. دراجة نارية: صفاتها: بعجلتين لشخصين على الأكثر، تنتقل بمحرك، لها فرامل، مقود من الجانبين. 2. الحافلة: صفاتها: تنتقل بمحرك أربع عجلات على الأقل، الركاب أكثر من ثمانية، المقود دائري، فرامل زيتية، مخطاف...... 3. سيارة: صفاتها: تنتقل بمحرك، أربع عجلات، مقود دائري، عدد الركاب لا يقل عن أربعة و لا يزيد عن سبعة بفرامل زيتية، مغطاة......... و لو درسنا هذه الخصائص المعنوية لوسائل النقل السابقة لوجدنا أنها تختلف في بعض الخصائص و تتفق في أخرى. و لهذا نجد أن أبا هلال العسكري قد تناول الفروق في اللغة في كثير من الكلمات التي توهم الناس أنها مترادفة فأشار إلى ما بينها من فروق دقيقة ، رغم انتظامها في حقل دلالي واحد. و بقي أن نعود إلى توضيح مفهوم الحقول السنتجماتية التي تشمل الكلمات التي تترابط عن طريق الاستعمال ، دون أن تقع في الموقع النحوي ذاته............ فكلمات مثل كلب / نباح، فرس / صهيل، زهر / يتفتح، طعام / يقدم......أشقر / شعر، يسمع / أذن....(ينظر أحمد مختار عمر ص81). و بعضهم يقسم العلاقات بين كلمات الحقل السنتجماتي إلى: 1. الوقوع المشترك مثل في الانجليزية travel by foot أو go by foot. 2. التنافر مثل walk by foot و run by foot معجم الحقول الدلالية: أدت نظرية الحقول الدلالية إلى وضع يعتمد كافة الحقول الدلالية في اللغة و تقدم فيه المفردات داخل كل حقل. و ربما كان أشهر معجم أوربي مبكر صنف على أساس الموضوعات هو المعجم الذي وضعه Roget لكلمات اللغة الانجليزية و عباراتها، الذي ذكر في مقدمة هذا المعجم إلى أنه مرتب ليس على حساب النطق و لا الكتابة و إنما حسب المعاني. و لعل أحدث معجم يعتمد نظرية الحقول الدلالية هو المعجم الذي عنوانه Greek New Testament و لا بد من الملاحظة هنا إلى أنه كان للعرب أسبقية في ميدان المعاجم المعنوية ابتداء من رسائل الموضوعات التي وضعها جامعو اللغة الأول. و يقوم عمل معجم مصنف للمفاهيم على أساسين: 1. وضع قائمة بمفردات اللغة . 2. تصنيف هذه المفردات حسب المجالات أو المفاهيم التي تتناولها. و كان (أولمن) قد قسم الحقول الدلالية إلى ثلاثة أنواع (عن أحمد مختار عمر ص107) . 1. الحقول المحسوسة المتصلة: و المثال على ذلك نظام الألوان إذ أن مجموعة الألوان امتداد متصل من الممكن تقسيمه بطرق مختلفة، و تختلف اللغات في ذلك التقسيم. 2. الحقول المحسوسة ذات العناصر المنفصلة كنظام العلاقات الأسرية، و هي أيضا يمكن أن تصنف وفق معايير مختلفة. 3. الحقول التجريدية و تمثلها الألفاظ الخاصة بالمعاني الفكرية غير المحسوسة. الموضوعالأصلي : حصة تطبيقية حول تعريف علم الدلالة la sémantique // المصدر : ممنتديات جواهر ستار التعليمية //الكاتب: berber
| |||||||
الأربعاء 10 ديسمبر - 21:26:25 | المشاركة رقم: | |||||||
Admin
| موضوع: رد: حصة تطبيقية حول تعريف علم الدلالة la sémantique حصة تطبيقية حول تعريف علم الدلالة la sémantique حصة تطبيقية حول نظرية الحقول الدلالية الحقل الدلالي أو المعجمي هو مجموعة من الكلمات التي ترتبط دلالتها ، وتوضع عادة تحت لفظ عام يجمعها ، مثل الكلمات الدالة على الألوان في اللغة العربية . .فهي تقع تحت مصطلح عام هو " اللون " وتضم ألفاظا مثل: الأحمر ، الأزرق ، الأصفر ، الأخضر ، الأبيض . من هنا يعرف " لاينز " معنى الكلمة بأنه " محصلة علاقاتها بالكلمات الأخرى داخل الحقل المعجمي " . والهدف من التحليل للحقول الدلالية هو جمع كل الكلمات التي تخص حقلا معينا، والكشف عن صلاتها الواحد منها بالآخر، وصلاتها باللفظ العام و لا تخرج هذه العلاقات في أي حقل معجمي عن: 1 ـ الترادف: يكون ( أ) و ( ب ) مترادفين إذا كان ( أ) يتضمن ( ب ) و (ب ) يتضمن ( أ ) 2 ـ الاشتمال: وهي أهم العلاقات ، و يختلف عن الترادف في أن التضمن يكون من طرف واحد. يكون( أ) مشتملا على( ب) حين يكون( ب) أعلى في التقسيم التصنيفي أو التفريعي . 3 ـ علاقة الجزء بالكل : مثل علاقة اليد بالجسم ، والفرق واضح بينها وبين علاقة الاشتمال ، فاليد جزء من الجسم وليس نوعا منه . 4 ـ التضاد: أ ـ في النقيض: حي / ميت. ب ـ التضاد المتدرج : مثل : غال / حار / دافئ / معتدل / مائل للبرودة / بارد / قارس / متجمد . ج ـ العكس: باع / اشترى . د ـ التضاد الاتجاهي : أعلى / أسفل ، يصل / يغادر تمرين تطبيقي: صنف هذه الكلمات في حقل دلالي مبينا نوع العلاقات: الجمبري ، قرش ، هدهد ، رجل ، كلب ، سوسن ، بعوض ، حمام ، امرأة ، عصفور ، كاميليا ، بلبل ، ذباب ، لوتس ، ياسمين ، ولد ، تبن ، حصان ، نمل ، بقرة، بنت ، الصنوبر ، حنكليس ، زعتر ، الزيتون كركدن، السلق ، صقر. الإجابة: المخلوقات الحية نبات حيوان إنسان زهر شجر عشب حشرة سمك طائر ثديي طفل بالغ سوسن صنوبر تبن بعوض جمبري حمام كلب ولد رجل لوتس الزيتون زعتر ذباب قرش عصفور حصان بنت امرأة ياسمين سلق نمل حنكليس هدهد كركدن زرزور بقرة بلبل صقر فالعلاقات في هذا التشجير هي علاقة اشتمال ، حيث تشتمل المخلوقات الحية على مجموعة من المفاهيم ، هذه الأخيرة تشتمل على مفاهيم فرعية خاصة بها ، وهكذا دواليك . كما نجد علاقة التضاد بين ولد/بنت المحاضرة رقم 08 النظرية التحليلية. تعتمد النظرية التحليلية دراسة المعنى من خلال تحليل الكلمات ضمن كل حقل دلالي و بيان العلاقات بين معانيها و كذلك تحليل كلمات المشترك اللفظي و تحليل المعنى الواحد إلى عناصره التكوينية المميزة. أولا: تحليل كلمات المشترك اللفظي: كل معنى للكلمة يمكن تحديده عن طريق المتابعة من المحدد النحوي إلى المحدد الدلالي إلى المميز مثال ذلك (كما جاء في كتاب علم الدلالة لأحمد مختار عمر ص115 عن مقال لكتز و فودر) Bachelor اسم (حيوان) (إنسان) (ذكر) [من يحمل الشهادة ( ذكر) الجامعية الأولى] [حيوان بحري بدون [فارس صغير يخدم [أعزب] أنثاه وقت الإخصاب] تحت فارس اكبر] حيث أن المعاجم تعطي لكلمة (bachelor) المعاني التالية: 1. فارس صغير يخدم تحت فارس آخر. 2. حامل الشهادة الجامعية الأولى. 3. الرجل الأعزب 4. حيوان بحري بدون أنثاه خلال فترة الإخصاب. فالمحور النحوي / اسم / كان خارج الأقواس و المحدد الدلالي و هو الموضوع بين هلالين ، و المميز و هو الذي وضع بين معقوفتين. و قد يحدد المحدد الدلالي بين عنصرين مختلفين في الجنس مثل: بنت / ولد - بقرة / ثور. فكلمة ولد لها المحددات الدلالية: اسم – حي – إنسان – ذكر – صغير السن. و تمتلك كلمة (بنت) العناصر نفسها عدا (أنثى) بدل (ذكر). تحليل المعنى إلى عناصر تكوينية و يعتبر هذا النوع من التحليل امتدادا لنظرية الحقول الدلالية حيث يلجأ الباحث إلى استخلاص أهم الملامح التي تجمع كلمات الحقل من ناحية و التمييز بين أفراده من جهة أخرى. أما الخطوات الإجرائية لهذا التحليل فهي: 1. استخلاص مجموعة من المعاني تشكل مجالا دلاليا خاصا نتيجة تقاسمها عناصر تكوينية مشتركة (أب، أم، ابن، بنت، أخت، عم..........) (كائن بشري يتصل بالآخر عن طريق الدم أو المصاهرة). 2. تقرير الملامح التي تستخدم لتحديد المحتويات التي تستعمل للتمييز (الجنس – الجيل – الانحدار و المباشرة و قرابة الدم و المصاهرة). 3. تحديد المكونات التشخيصية لكل معنى على حدة – فمعنى (أب) يتميز بملامح أو مكونات – كذا و كذا -. 4. وضع الملامح إما في شكل مشجر أو شكل جدول. المكونات الشخصية أب أم عم عمة أخ أخت ابن ابنة ابن العم زوجة ذكر الجنس أنثى ذ ث ذ ث ذ ث ذ ث ذ ث +1 الجيل -1 نفسه +1 +1 +1 +1 نفسه نفسه -1 -1 نفسه نفسه مباشر الاتصال +1 -1 م م +1 +1 +1 +1 م م +2 م دم : م القرابة مصاهرة : ص د د د د د د د د د ص (ينظر أحمد مختار عمر. علم الدلالة ص123) كان ذلك مختصرا لهذه النظرية و يستحسن الرجوع إلى كتاب علم الدلالة لأحمد مختار عمر للوقوف على التفاصيل و العديد من الأمثلة و التطبيقات. الموضوعالأصلي : حصة تطبيقية حول تعريف علم الدلالة la sémantique // المصدر : ممنتديات جواهر ستار التعليمية //الكاتب: berber
| |||||||
الأربعاء 10 ديسمبر - 21:33:18 | المشاركة رقم: | |||||||
Admin
| موضوع: رد: حصة تطبيقية حول تعريف علم الدلالة la sémantique حصة تطبيقية حول تعريف علم الدلالة la sémantique المحاضرة رقم 04: الأدب الشعبي والأدب العامي ومجالهما1-إشكالية المصطلح : نحاول أن ندرس الأدب الشعبي والأدب العامي من المنظور اللغوي والدلالي ولكن قبل ذلك ينبغي أن نحدد المصطلحين (الشعبي) و(العامي). إن السؤال عن الشعب قد وارد الدارسين في القرن 18 الذي ازدهر فيه الإحساس بالفردية والإتجاه العقلاني في التفكير. أما الأسباب التي دفعت الدارسين إلى البحث عن مفهوم الشعبية فإنها تتمثل فيما يلي :1/- العامل العلمي : عندما بدأ العلماء يهتمون بفلسفة التاريخ كان من الطبيعي أن يتساءلوا عن الروح الشعبية التي تفوق القوة الفردية في تأثيرها في التطور التاريخي . 2/- العامل الإجتماعي الوطني :كان نتاجا لإعجاب المؤلفين والكتاب الرومانسيين بكل ماهو شعبي وقومي وتدل عبارة (ج ماير) على هذا الإعجاب حينما قال "لقد خلع الكتاب الرومانسيون معطف الشحاذين عن الشعب الألماني وألبسوه معاطف الملوك وتيجانهم" إن الفترة الرومانسية وهي التي شعر فيها الباحثون بعقدة الذنب تجاه الشعب الذي أهمل طويلا، في دراستنا وأحاديثنا اليومية العامة. يرى هوفمان كراير في بحث نشره عام 1902 أن كلمة الشعب تحتوي على مفهومين أحدهما سياسي يستخدم مصطلح الأمة والآخر اجتماعي أو حضاري يستعمل مصطلح الشعب ويعتقد هوفمان أن الدراسات ينبغي أن تهتم بالشعب صاحب المفهوم الحضاري يعاني مصطلح (الشعبي) في الأصل غموضا والتباسا دلاليا إذا أخذنا بالحسبان تعدد المعاني Polysémie الذي يتميز به. إن المؤلفين والدارسين الذين يستخدمون مصطلح الأدب الشعبي لا يعطون جميعا الدلالة نفسها لكلمة (شعبي) بمعنى أن هذه الكلمة ذات قدرة على تقديم عدد وافر من الدلالات وبذلك تتضح مشكلة هذا المصطلح في كونه شكل التعارض بين ما هو عليه الواقع بكل أبعاده الإجتماعية والسياسية والجغرافية والتاريخية والثقافية وبين ما تتطلبه خصوصيات هذا الصنف من الأدب. في دراساتنا وأحاديثنا اليومية نستعمل مصطلح (الشعبي) فماذا نريد مثلا بقولنا : الأدب الشعبي، الثقافة الشعبية، المهرجان الشعبي، الثورة الشعبية، الأغنية الشعبية الخ... للإجابة هن هذه الأسئلة نقول في البداية أن القدامى من العرب والمسلمين كانت لهم فكرة وعند البعض منهم دراسات عن هذه المادة العريقة ولكنهم وظفوا مصطلحات أخرى للدلالة عليها، وقد ذكر ابن خلدون على سبيل المثال أن أهل أمصار المغرب يسمون القصائد بالأصمعيات نسبة إلى الأصمعى راوية العرب في اشعارهم وأهل المشرق من العرب يسمون هذا النوع بالشعر البدوي، أو الشعر الهلالي كما استخدم صفى الدين الحلي مصطلح الأدب العاطل. إن الموروث الشعبي في نظر المؤرخين الأوائل شيء يتصل بالعامة التي غالبا ما أعطيت أوصافا سلبية كالغوغاء أو الدهماء أو أنها – على تعبير إخوان الصفا – تضم النساء والصبية واللاحقين بهم في العقل من الرجال، فلقد شكل التضاد الثنائي بين الخاصة، العامة أحد المحاور الأساسية للرؤية العربية الإسلامية التي سادت المجال الإجتماعي والتاريخي المعروف منذ القدم، فالتقدم من شأن الخاصة وهو موجود في الحضر أما العامة فهم جهلاء ويمثلون عقبة في طريق الحضارة. إن هذا الفهم عن الخاصة والعامة موجود ايضا إلى حد كبير في كتابات الرحالة بل هو جزء من نظام الفكر الذي كان سائدا في عصورهم وخصوصا أن الدين الإسلامي يقر مسألة التراتيب الإجتماعية، إلا أننا نجد اختلافا في معايير التمايز بين الطبقتين، فبينما أوضح إخوان الصفا أن العقل (أو العقلانية) أساس للتنفرقة بين مراتب الناس رأى الجاحظ في التخصص في العمل والمعرفة معيارا للتراتب الإجتماعي في حين نظر ابن بطوطة إلى الخاصة والعامة من خلال ممارسات الحياة اليومية كالطعام والشراب والملبس والمراسيم والإحتفالات. وإذا كان مصطلح الأدب الشعبي متكون من ألفاظ عربية فإن مفهومه مستمد من الفولكلور الذي اقترحه وليام جون تومز سنة 1846 في حين نجد مصطلح (العامي) أعرق من حيث الإستعمال حيث ميز العرب القدماء المادة الحية التي جمعوها بأنها "الذائعة بين العوام" كما كان الكتاب أمثال الجاحظ ومن عاصره يسمون هذه المادة أدب العامة، ويرجح الباحث التلي بن الشيخ أن تسمية الأدب العامي لا تخلو من تأثير سياسي ذلك أن هذا الوصف يوحي بأن وضع الطبقات الدنيا يختلف عن مكانة الخاصة، أن تسمية الأدب العامي لا تخلو كذلك من تأثير إجتماعي حيث إن بنية التركيب الإجتماعي قبل عصر النهضة الحديثة كانت قائمة على أساس طبقي يفاضل بين أنماط التعبير حسب الوضع الإجتماعي، وقد كان الأديب متأثرا بهذا الواقع ينظر إلى أدب العامة نظرة احتقار وازدراء. وقد كان أحد الأدباء إذا استهجن شيئا قال "هذا من سقط العامة" أو "عقيدة العامة كذا" و"ذلك من سفاف العامة" أو "من أباطيل العوام وأوهامهم" و"هذا ما لم تستطع أن ترتفع إليه العامة". إن كلمة Popular في اللغة الإنجليزية تدل على الشيوع أكثر من دلالتها على كون الشيء شعبيا. فالشعبي يفترض الشيوع علاوة على العمق الزمني البعيد ولكن الشيوع لا يدل حتما على شعبية المادة فأغاني مطرب مشهور اليوم قد تكون شائعة ولكنها ليست بالضرورة أغاني شعبية. فالشعبي أمر يرجع إلى الشعب أو خاص بالشعب. ويعرف سانتيف Saintyves صفة شعبي تمييزا لها عن كلمة رسمي officiel بأنها ما يمارس أو ينتقل transmission بين الشعب مع استبعاد كل ما تقوم السلطة القائمة بفرضه أو تعليمه. ويرى أريكسون ARIXON خصائص أخرى لهذا المصطلح. فالعنصر الشعبي في نظره يجب أولا أن يكون جزءا من الشعب وألا يكون شيئا يتمسكون به لفترة قصيرة من الزمن ثم يجب ثانيا أن يكون شامل الظهور داخل الجماعة البشرية ومتكيفا مع ثقافتها. ونعتبر أن مصطلحنا العربي (الشعبي) ليس في الواقع ترجمة لكلمة popular الإنجليزية ولكنه ترجمة لمصطلح سانتيف الأصلي وأقرب في راينا للدلالة عليه ولا سيما إذا أخذناه بمضامينه الإجتماعية والسياسية السائدة. لقد جاء الخلط في هذه الدلالة من سوء استعمالنا لكلمة (شعبي) فهي في قاموس حياتنا اليومية تدل على كل ما هو أدنى الدرجات فالقماش الرخيص يطلق عليه إسم القماش الشعبي والفول أساسي في الوجبات الشعبية والأحياء العتيقة والفقيرة في المدينة تسمى الأحياء الشعبية . ومن هنا يرى الباحث عبد المالك مرتاض أن إطلاق مصطلح (الشعبي) على كل نتاج أدبي مروي أو مكتوب بلغة عامية أو مكتوب بلغة فصحى منطقيا غير مستقيم، ويبرر موقفه هذا بأن هذا الإطلاق الشائع ساذج ولا ينبغي له أن يرقى إلى مستوى المصطلح النقدي الدقيق المفهوم الصارم حيث أن الشعبي لدى عامة الناس يطلق تهجينيا على كل ما هو مفتقر إلى الرقي والسمو فكأن مثل هذه الإطلاقات تعني كل موروث سواء أكان راقيا أم رديئا. ويلاحظ أن مصطلح الشعبي ورثه العرب عن علم الأنتروبولوجيا الذي تأسس بالغرب. ولذلك قرر رفض هذا المصطلح الساذج لأمرين : لأنه يهجن كل ما ينتمي إلى الشعب ثم إن الشعبي يطلق على كل نتاج خيالي يعول على الشفوية أساسا، مع أن هذه الشفوية لم تكن تعني في بداية أمرها (الشعبي) كما نلاحظ ذلك في سيرة الشعر العربي قبل الإسلام والآثار الأدبية الإغريقية قبل انتشار الكتابة فكأن الشفوية تعني الأسطوري والكتابة تعني العلمية، ويعتقد هذا الباحث كذلك أن الدارسين يتعاملون مع مصطلح الشعبي بكثير من التجاوز حيث أصبح يطلق على كل أدب مروي أو مكتوب بلغة فصيحة مثل ألف ليلة وليلة والسير العربية أو عامية وهي لغة معظم الآداب الشفوية على اختلاف أجناسها ولكن هذا الأدب في حاليه الإثنتين يصطبغ بصبغة خيالية تميزه عن الأدب المدرسي. ويوجز الباحث تقديم هذه الإشكالية في نقاط : ليس كل ما يكتب بالفصحى يكون بالضرورة أدبا رسميا إذ كثير من الأثار الخالدة كتبت أو رويت بالفصحى البسيطة وهي مع ذلك تصنف في الآداب الشعبية وليس كل ما يكتب بالعامية أيضا يعد بالضرورة أدبا شعبيا. إ الموضوعالأصلي : حصة تطبيقية حول تعريف علم الدلالة la sémantique // المصدر : ممنتديات جواهر ستار التعليمية //الكاتب: berber
| |||||||
الأربعاء 10 ديسمبر - 21:34:09 | المشاركة رقم: | |||||||
Admin
| موضوع: رد: حصة تطبيقية حول تعريف علم الدلالة la sémantique حصة تطبيقية حول تعريف علم الدلالة la sémantique ن شعبية هذا الأدب تكمن في خصائص أخرى كالإعتقاد بالغيب والتعامل مع المجهول واصطناع حيز غير جغرافي والتعايش مع الكائنات الخارقة. ورغم أن ملاحظات الباحث صحيحة إلى حد ما فإنه مع ذلك لم يقدم إقتراحا فيما يخص تسمية هذا الصنف من الأدب وعندما نحاول أن نعالج إشكالية المصطلح من الناحية الإجتماعية نواجه تساؤلات عديدة قد يتمثل الشعب في الفلاحين وسواد الشعب كما هو الحال بالنسبة لتجار الأثريات Antiquaires وجامعي الحكايات وبعبارة أخرىنقصد بذلك الطبقات الدنيا في مقابل الطبقات العليا، وقد نفكر في الطبقات ذات الثقافة المحدودة أو التعليم البسيط في مقابل النخبة والكتاب والعلماء، ويمكن أن نشير بالشعب إلى الطبقة الغليظة والخشنة في مقابل الطبقة الأنيقة الرشيقة اللبقة. وقد نقصد بذلك أيضا التعمير Peuplement بالمعنى الذي يمكن أن نقول أن التعمير الألماني هو جرماني والتعمير الروسي سلافي والتعمير الجزائري أمازيغي وعربي. وهل نفكر في الأمة أو الإثنية أو نظام الروابط التي توحد أعضاء السكان أنفسهم لأنهم يتقاسمون اللغة ذاتها والتاريخ نفسه والدين نفسه والقواعد نفسها والإقليم نفسه ؟ وهل نريد بذلك بالعكس الشعب في نطاق علاقته مع السيادة الوطنية، هذا الشعب الذي يرى مونتسكيو وروسو أنهما خاضعان بل تابعان للأمير أو الملك في النظام الملكي أو السلطاني ولكنهما يمثلان الحائز الشرعي المترتب عن السيادة في النظام الجمهوري. إن كل هذه الأبعاد حاضرة في عبارة الأدب الشعبي كما يتصورها الغربيون، إن مصطلح الشعبي يأخذ دلالات متنوعة وحسب التاريخ الثقافي للبلدان التي استعمل فيها، إن الرجوع إلى الشعب في البلدان الجرمانية مثلا منذ "خطابات للأمة الألمانية" للفيلسوف فخت FICHTE (1807) يرمي بالدرجة الأولى إلى الألمان عامة من حيث هم أمة مبعثرة مشتتة بين دول متعددة، والإشارة إلى كلمة الشعب اليوم ولا سيما بعد توحيد ألمانيا تدل على الجنسية الألمانية والأثنية، وعندما يقول بوسلايف BOUSLAÏEV أن الأدب الشعبي هو (لفظ الشعب بأسره) فإنه لا يرجع إلى الشعب الروسي بقدر ما يشير إلى الشعوب السلافية حتى ولو أن جل أعمالهم الأدبية مثل بروب PROPP (مورفولوجية القصة) موجهة إلى القومية الروسية، كما أن مصطلح الأدب الشعبي يختلف معناه في الثقافة الأمريكية حيث أن الوضعية التاريخية لأمريكا تختلف جذريا عن أوربا، إن مصطلح (الشعبي) أو (التقاليد الشعبية) في الدراسات الأمريكية يقول بن أموس BEN AMOS أداة التفكير وليس موضوعا للبحث لأن موضوع البحث هو الأدب أو التراث أو الفولكلور، ويسندون هذا الموضوع إلى مكونات سكانية محددة وهي الإنجليز والسود وقبائل الهنود الحمر وأهل كندا الناطقين باللغة الفرنسية وأهل المكسيك. إن الإهتمام بهذه المكونات السكانية ليس بسبب العرق بقدر ما هو محصور في أن المعارف والممارسات والرموز مهددة بالزوال والإتلاف ولا يمكن تعويض هذه العناصر الشعبية والحفاظ على المتشابه والحي منها سواء من خلال الثقافات البدائية أو الثقافات ذات المستوى المتحضر البسيط وهو ما يعني البحث عنها في الطبقات الدنيا من المجتمع الأمريكي. وهكذا نجد أن كل البلدان الغربية تعطي لنفسها الأسلاف والأجداد الذين تختارهم شعوبها. وتمثل هذا الأسلاف رموز الهوية الوطنية وذلك بتجنيد القوى الإجتماعية حولها. إن سربيا كثيرا ما تجعل أبطال معركة كوسوفو مرجعا لها (1389) حيث أدى النزاع مع مسلمين البوسنة إلى إحياء النعرة العرقية من جديد. إن كل الدول الغربية تحاول أن تواجه منذ العهد القديم تحديين : إدراك التأخر بالنسبة للتطور وتأكيد فرديتها بتجنيد قوى المجتمع بأسره حول رموز الهوية الوطنية. وقد يكون من المفيد في هذا المقام أن نشير إلى كلمة شعب كما وردت في لسان العرب. إن الشعب هو ما تشعب من قبائل العرب، والشعب : القبائل إذن يمكن أن نستخلص منها أنها تعني أكبر الوحدات البشرية تكوينا وأنها ترمز إلى الكل أو المجموع، وعلى هذا الأساس يمكن النظر إلى الشعب باعتباره مجموع الناس بطبقاتهم المختلفة سواء أكانت إثنية أو مهنية أو دينية، إن كلمة الشعب لا تستخدم في الدراسات الأثنوغرافية لتعني الطبقة المدنية مقابل الطبقة الحاكمة كما هو شائع في السياسة والإعلام. وكأن الشعبي عندنا هو الإنسان الذي يرتدي جلبابا أو برنوسا أو عمامة أو عباءة وأن يتردد على مقاهي القرية فقط. وإذا كان بعض الباحثين يتحفظون في إدماج الطبقة الحاكمة في مجموع الناس فإن ذلك ينطبق فقط على الفترة المعروفة في التاريخ العربي بعصر الإنحطاط حيث شكل الحكام لفترات زمنية طويلة ومتعاقبة طبقة غريبة عن الناس سواء في انتمائها العرقي أو الثقافي. ويرى الباحث موسى الصباغ أن أول معاني الشعبية هو الإنتشار الذي يعود مصدره إلى التشعب الوارد في لسان العرب. وبما أن الشعوب تمتد في تاريخها إلى جذور عميقة موغلة في القدم والعراقة فإن المعنى الثاني للشعبية هو الخلود. ومن ثم فإن كلمة شعبي عندما نطلقها على الشيء لابدّ أن يتسم بالإنتشار والخلود في المكان والزمان، وعليه فإن ماهية كل جنس أدبي أو فني خاضعة بالضرورة لهذين الملمحين (الإنتشار والخلود) أو بمعنى آخر (التراثية والتداول) وذلك سواء في اللغة أو الدلالة. وهنا يتحتم علينا أن نقف عند آراء الباحثين الذين عرضوا لمفهوم الشعب بالنسبة للدراسة الشعبية. يقوم الباحث بوحبيب بتحليل دلالي لتسمية (أدبي – شعبي) ويرى أنه إذا كانت صفة الشعبي تشير إلى كيان اجتماعي وسياسي وثقافي (الشعب) فإن هذا الوصف يمكن أن يقصد به ثلاثة احتمالات : -أدب أنتج من أجل الشعب بصفته قارئا أو متلقيا للأدب. -أدب يتحدث عن الشعب موضوع للأدب -أدب أنتجه الشعب ذات جماعية مبدعة. 1/- إن الأدب الذي ينتج من أجل الشعب قد ينطبق على أدب المؤسسات وأدب التجمعات معا. 2/- الأدب الذي يتحدث عن الشعب يشمل كل الآثار أو الأشكال التي تعالج السلوك الجماعي وهذا مالا يقبل التصنيف في خانة واحدة. 3/- ويطرح الإحتمال الثالث أشكالا منهجيا : الشعب شخصية معنوية مجردة من الملامح بينما الأدب عملية ابداعية فردية أصلا فكيف يكون الأدب من انتاج جماعة غير محددة في الزمان والمكان نجد منهم من وسع رقعة الجماعة الشعبية بحيث شملت الشعب كله في مستوياته الثقافية والإجتماعية المختلفة. ميز بعض الباحثين ومنهم نبيلة ابراهيم بين معنى الشعبية في التعبير الفني ومعنى اصطلاح الشعب عندما نتحدث عن الشعب الجزائري مثلا فإنما نعني كل فرد مهما كانت درجة مستواه العلمي أو الإجتماعي ولكن عندما ننطق بعبارة الأدب الشعبي أو التراث الشعبي أو الموروث الشعبي فإننا نكون على وعي تام بأننا نعني نتاج جماعة بعينها وليس الشعب بأسره. فماهي هذه الجماعة ؟ ولماذا أصبحت موضوعا للدراسة دون غيرها ؟...... إن كل فرد من الشعب الواحد يحتوي في سلوكه على قدر من الشعبية ولهذا ينبغي أن يكون الحس الشعبي مقياسا بدلا من الجماعة الشعبية. ومن الباحثين من حصر الجماعة الشعبية في الإهتمامات النفسية المشتركة وإن تكن متفرقة ولا تجمعها مساحة محددة من الأرض، ويذهب أصحاب هذا الرأي الثاني أن التعبير الأدبي لا ينبثق عن جماعات مشتة ومتباينة وإن جمعها الإقليم واللغة والدين والتاريخ. إن أفراد هذه الجماعة يتقاربون فكريا واجتماعيا فضلا عن العناصر الحضارية العامة، وإن لم تجمع بينهم مساحة جغرافية محددة، ومنهم من قصرها على الجماعة المرتبطة برقعة محددة من الأرض الأم وجمع بين أفرادها عادات وتقاليد ومعتقدات، وتشمل الفلاحين والعمال والصيادين والبدو. إن النمط الأول من الجماعة يستخدم أفرادها أشكال التعبير الشعبي بدرجات متفاوتة سواء في النوع أو في الدرجة، أما الجماعة الثانية وإن جمع بينها السلوك الفكري فإنها لا تعد حاملة لكل أشكال التعبير الشعبي. وتحتفظ الجماعة الثالثة بحصيلة هائلة من أشكال التعبير بحيث نلجأ إليها لجمع المادة ولذلك ترى أنه من الضروري تحديد خصائصها، تحدد الباحثة نبيلة ابراهيم هذه الخصائص فيما يلي : 1-ترتبط الجماعة الشعبية بالأرض القديمة التي احتوت تراث قرون وتعيش بإحساس بوحدة الحياة وتداخل الواقع مع الغيب. 2-الإحساس بالقدسية بالنسبة إلى مفهوم المكان وتشيد فيه رموزا للقدسية كالجامع أو الكنيسة أو الضريح، أما المكان الآخر غير الخاضع لمراقبتها فهو يقف معارضا للمكان الأول من حيث يصبح مأوى للمخلوقات الوهمية والغيبية، كما تعيش في الزمن المطلق ومن هنا الإحساس بالصلة الوثيقة بين الأحياء والأموات وتزور الأموات في قبورهم في المواسم والأعياد، ولذلك تحرص على إحياء احتفالاتها بصفة دورية، وتزحزح الشخوص التاريخية من الواقع إلى الخيال أو المثال حيث تقترب من البطولة الأسطورية. 3-ترتبط هذه الجماعة بالطبيعة سواء بالنبات أو الحيوان أو الطير وبجميع مظاهر الطبيعة. ومن جهة أخرى يرى بعض النقاد أن التعبير الشفاهي (Littérature Orale) المستخدم في فرنسا يتضمن تناقضا في الكلمات لأن الأدب (Littérature) مشتق من مصدر (Lettres) ويشير مفهومه بالتحديد إلى عمل مدوّن وليس إلى عمل شفاهي. فهو يؤكد على أولية الكتابي عاى الشفاهي. ولذلك يفضل النقاد استعمال مصطلح التراث الشفاهي Traditions Orales الأكثر غموضا ولكنه خالي من التناقض. ثم لا ينبغي الخلط بين الأدب المعبر شعبيا Littérature d’expression populaire بمعنىالذي يعبر عن أفكار الشعب وعواطفه وأخلاقه وبين الأدب المنتشر شعبيا Littérature de Diffusion Populaire الموصوف غالبا بالأدب الهامشي، أدب الجوالة سابقا والروايات المسلسلة والروايات البوليسية أو الروايات السوداء، والروايات المصورة، وهو ما أطلق عليه الباحث ريشارد هو قار تسمية (ثقافة الفقير Culture du pauvre) إن الأدب المعبر شعبيا يكتسب صفته الشعبية بالتعبير في حين أن الرواية الشعبية على سبيل المثال Roman Populaire يتوقف انتشارها بين الشعب على الغاية والمقصد والمصير La destination. كما يستخدم النقاد في فرنسا مصطلح para littérature شبه الأدب، وهو الإنتاج المطبوع الذي يدرج خارج الأدب، وقد أطلق العلماء هذه التسمية على هذا الصنف من الإنتاج خلال الملتقى (حوار حول شبه الأدب) في سيريزي سنة 1967. إن هذا المصطلح يترجم العلاقة الغامضة التي تربط هذا الإنتاج بالمؤسسات الأدبية. ويزعم بعض الباحثين أن شبه الأدب موجه للشرائح الإجتماعية التي تعيش على هامش التبادلات الثقافية المهيمنة، ويحيل هذا المصطلح إلى التمييز بين المتعلمين أو المثقفين من جهة والمحرومين من التفكير العلمي وروح النقد والقدرة على إصدار حكم على عمل أدبي أو فني من جهة أخرى، ولكن شبه الأدب ليس أسلوب تعبير جماعة محددة ولا يعبر عن قيم طبقة أو زمرة من القراء خاصة، إن شبه الأدب إنتاج يرمي إلى إقامة رباط مباشر مع الجمهور. وقد وضع الإنجليز القدامى نظاما تدريجيا يتكون من مستويات عديدة : -الأدب النخبوي Littérature Higt Brow -الأدب المسلي littérature Middle Brow -الأدب الشعبي الخالص Littérature Low Brow نلاحظ أن هذا التمييز بين عدد من أساليب الإنتاج يجرى الإنفصال فيه بواسطة طبيعة الأعمال الأدبية بدلا من التركيب الإجتماعي للجمهور، إن شبه الأدب مجسد في الصحافة والإذاعة والتلفزة والمجلات حيث تنتقل قصص شبه الأدب وإشكاله وشخصياته من المطبوع إلى الصورة ومن الصورة إلى المطبوع. هل الشعب اليوم هو الفلاحون الذين درسهم جريم في بدايات القرن 19 وهل يدخل معهم (مع الفلاحين) الأميون الذين درسهم علماء الأنتروبولوجية وكانوا قبل معرفتهم الكتابة يتناقلون معارفهم عن طريق الكلمة المنطوقة ؟ أو أنهم هؤلاء الناس الذين يتجردون من الفولكلور (التراث) لأنهم يفتقدون التقاليد الفنية أو الأدبية كما ذكر ذلك (اكسندر كراب) أو لأنهم يفتقدون الطبقة المثقفة كما ذكر (ريتشارد دورسون) هل يتضمن مفهوم الشعب الناس في المجتمعات الصناعية والمدنية أو أن هؤلاء الناس يفتقدون المادة الشعبية (الفولكلور) (التراث) من هو الشعب إذن ؟ إن هذه القضية في غاية الأهمية في الدراسات الشعبية يرى 'الآن دندس) أن بعض علماء الفولكلور لا يزالون يربطون – خطأ- بين الشعب ومجتمع الفلاحين أو المجموعات الريفية. إذا قبلنا أو سلمنا بهذا المفهوم الضيق للشعب كان علينا عند التعريف أن ننتهي إلى أن الناس الذين يسكنون المدينة أو المركز الحضري لم يكونوا يوما من الشعب أو أنهم أصبحوا يشكلون مجتمعا خارج نطاق الشعب أوأنهم ليس لهم فولكلور. يرى (تومز) عندما صاغ لأول مرة مصطلح الفولكلور أن الشعب يصبح هو ذلك (الجزء من السكان الذي احتفظ بالعادات وآداب اللياقة القديمة) أي الفلاحين وأهل الريف وهذا المفهوم للشعب هو الذي دفع (اندرولانج) إلى تعريف الفولكلور بأنه (دراسة الرواسب أو الموروثات الثقافية) ويذهب (ردفيلد) إلى أن الشعب (جماعة محافظة ملتزمة بالقديم) وأن مصطلح الشعب يشمل الفلاحين والأجلاف الذين لا يعتمدون على المدينة اعتمادا كاملا. أما (أودم) فيري أن الشعب يعني (جماعة تاريخية يرتبط أفرادها بتراث مشترك وشعور خاص بالتعاطف قائم على خلفية مشتركة) ويعرف (بتش) الشعب معتمدا على التمييز بين هؤلاء الذين يغلب عليهم الجانب العاطفي في تفكيرهم وممارستهم للحياة وبين هؤلاء الذين تسيطر عليهم العقلانية والمنطقية فيقول (إننا نفهم من كلمة FOLK ذلك الحشد الكبير من أولئك الذين تتميز حياتهم الداخلية بصفة عامة بمشاعر حادة وخيال حي، في حين نجد في دنيا المتعلمين أن التفكير المنطقي هو المسيطر فعلا أو ينبغي أن يكون كذلك.) والشعب عند (فايس) نوع من السلوك الذي يساهم كل فرد فيه بنصيب وهو عبارة عن موقف عقلي وروحي يحدده التراث والمجتمع. ويدل الشعب في المفهوم الأثنولوجي على (العامة من الناس الذين يشتركون في رصيد أساسي من التراث القديم) -حاول الكاتبان (لاكور) و(سافارد) أن يحددا مفهوم الشعب فذهبا إلى أن الشعب لا يعرفه الباحث بموطن السكن أو بالعادات أو بالفقر والغنى أو الطبقة الإجتماعية أو باستعمال السياسيين، لا ينبغي أن نميز بين الريفي والحضري أو بين العامل والبرجوازي، بل يجب البحث عن الشعب التلقائي والمادة هي كل ما تنتجه العبقرية الشعبية من أفكار وعادات ومشاعر وخلق وابتكار... إنها كل ما يعبر عن أصالة الشعب عن طريق المثل أو المحاكاة وكل ما تفجره طبيعة الشعوب عن تجارب في كل لحظة. إن الكاتبين يقولان "إننا لانستطيع أن نجد الشعب في أي مكان بل إن الشعب يتحدد وجوده تبعا لعوامل جغرافية أو اجتماعية محددة. فالشعب يجب أن يكون مختلفا عن الخاصة كما أن الفوكلور مختلف عن مأثورات الطبقات العليا وتراثها. ومهمة دارس الفةلكلور هي أن يتعرف على العبقرية الشعبية من خلال المأثورات الجماعية المجهولة المؤلف التي تعبر عن الحاجات الروحية والمادية للإنسان الشعبي. ولعلنا نلاحظ من استقراء هاتين العبارتين أنهما يريان أن الإهتمام الرئيسي لدارس الفولكلور يجب أن يكون (الشعب) الذي يعتبر جزءا من السكان بالإضافة إلى الموروثات الشفاهية المجهولة المؤلف الجماعية. لقد استخدم المؤلفان تعبيرات مثل (شعب تلقائي) (العبقرية الشعبية) (الطبيعة الشعبية) (الماثور الجماعي) (المجهول المؤلف) وهي كلها تعبيرات ذات طابع رومانسي لعلهما متأثران بمثاليات هردر وشلينج والأخوين جريم إذ تظهر عند هؤلاء الرومانسيين صورة هؤلاء الناس التلقائيين الذين يبدعون الشعر والأغاني والحكايات. كما أنهم تحدثوا أيضا عن التدفق الشعري الأصيل في الطبيعة الإنسانية، المجهول الأصل الذي يعود إلى بداية التاريخ واستمر حيا من خلال الشعب حتى اليوم، إن علماء الفولكلور الفرنسيين مازالوا متأثرين بهذه الأفكار وينظرون إلى الفولكلور على أنه عمل فني محض لم تزيفه المدنية والكتب وأنه مؤلف من قبل الجماعة. وهكذا فإن المؤلفين (لاكورسيير وسافارد) تأثرا بالنظرية الرومانسية. لقد ناقش هانري دافنسون) مؤلف "كتاب الأغاني Le livre de chansons 1965 P 39-40" المشكلة من ناحية احتمال وجود مثل هذا الشعب من وجهة نظر الأمة الفرنسية، فهو يرى أن هذا المفهوم إذا كان صحيحيا .، فإنه يجب أن يكون هناك جزء من الأمة قد انفصل تماما عن (الخاصة) وأن هذا الجزء يفترض أنه مكون من أفراد أميين لا يعرفون القراءة والكتابة وفي استطاعتهم تطوير ثقافة جمالية خاصة بهم، وأن الباحثين إذا ذهبوا لدراسة هؤلاء الناس فإنهم سيجدون مواد كثيرة تناسب غرضهم ولكنهم سيجدون أيضا أن بعضا من انتاجهم يجب أن يستبعد لأن مؤلفيه معروفون في حين أن ذلك ليس صحيحا، فالمجتمعات الحديثة لم تعد تعرف تلك الطبقة أو الجماعة المعزولة عن بقية الشعب بحيث لا تؤثر فيه ولا تتأثر به، فالمدرسة والراديو والجرائد تنقل إلى كل إنسان تقريبا في أي مجتمع المعلومات والمعارف المختلفة. إن المؤلفين (لاكور سييروسافارد) يوحيان بأنهما لم يكونا مهتمين بهذا المفهوم عن الشعب، فهو ليس الأفراد ولا الجماعات أو المجتمعات ولكنه آثار جمالية موجودة في بعض الأفراد، وتتبعا بعض الأغاني والحكايات القديمة التي اعتقدا أنهما تحتوي على قيمة أدبية كبيرة، هذه الحكايات والأغاني يمكن أن توجد كما يقولان في أي مكان وبين أي فئة من فئات المجتمع، وبدلا من جمعها حيثما وجدت ودراستها ذهبا إلى الميدان تحت تأثير بعض أفكار الرومانسيين الألمان ونسبا كل المضامين للأفراد الذين أمدوهم ببعض آثار الأدب الشعبي وهكذا قسما المجتمع إلى قسمين : •الأول : الشعب وهو على السبيل المثال الأفراد الذين يعرفون بعض الأغاني والحكايات والأمثال وما إلى ذلك التي يتذكرونها من الماضي البعيد. •الثاني : الخاصة وهم أصحاب الثقافة الرفيعة المتعلمة من الكتب. الحقيقة أن المعرفة أو الجهل ببعض الأغاني والحكايات لا تصلح اساسا معقولا أو مقوما صالحا لتمييز مجموعة من الأفراد على أنهم شعب أو لبناء دراسة علمية. فالإختلافات بين الأفراد والجماعات من وجهة نظر علماء الإجتماع والأنثربولوجيا تأتي من أنهم نتاج بناء اجتماعي يتضمن أشياء كثيرة ويتأثر بدرجة التغير الثقافي الذي ينعكس على الأفراد والجماعات، إن الدراسة التي تنتخب بشكل عشوائي عناصر معينة من ثقافة مجموعة واحدة قد تصلح كأساس لدراسة أدبية أو غير ذلك ولكنها لا تستطيع أن تدعى القدرة على شرح أو وصف العبقرية الشعبية (Génie Populaire) لمجموعة أو مجتمع (أو الإصالة الشعبية) (l’authenticité Populaire) إن الفلاحين مثلا أكثر قدرة من غيرهم أن يحتفظوا لمدة أطول بالعادات والأغاني والحكايات وغيرها وأن يتذكروا أكثر من الذين يسكنون المدن حيث تنشأ أشياء جديدة كل يوم. إن ما يحتفظ به الفلاحون ليس ملكا لهم وحدهم، فهم يشتركون فيه مع غيرهم من الناس ، فقد نجد أغنية كانت شائعة في مدينة الجزائر العاصمة في الأربعينات أو الخمسينات أو الستينات وما تزال تتردد في بعض القرى حتى اليوم فلا تشير إلى أنها من صنع الفلاحين الذين يغنونها حاليا ولذلك لا يمكن أن نستنتج منها عن العبقرية الشعبية للجماعة التي تنتمي إليها المغنية أو المغني، إن الأغنية التي ترددها قروية من المدينة في الراديو أو التلفزيون ليس دليلا على وجود اختلافات جوهرية بين الأفراد، إن الفرق يمكن أن يوجد بين الأغاني المختلفة نفسها وليس بين الناس الذين يغنون، وقد يقول أحدنا أن الأغنية التي كانت شائعة في الربعينات ليست فولكلورا وليست قديمة قدما كافيا من هم إذن المبدعون لهذه الأشكال المجهولة الأصل ؟ هل أبدعها الشعب ؟ هل أبدعها المتعلمون ؟ وإذا سلمنا مع المؤلفين الرومانسيين بأن هذا الفولكلور هو تراث الأفراد الذين لم تدنسهم الكتابة أو التعليم وأن أشكال التعبير التي كانت الطبقات الإجتماعية الدنيا طوال التاريخ تعبر بها عن نفسها قد ظلت بعيدة عن الخاصة مجهولة، هل الحال كان كذلك دائما ؟ أجاب (لورد راجلان Lord Raglan ) و (تشارلس لويس Charles Lewis) (والبرت دوزات Albert Dauzat) بالنفي وأكدوا أن هذه الأشكال يمكن ان يكون الخاصة قد اشتركوا في ابداعها وتداولتها في الفترة نفسها، لا ينبغي أن يكون فرد على قدر من الموهبة والعلم بهذا الشكل وأسلوب تكوينه لكي يبدع مما يجعله يختلف عن غيره في المجتمع. إن مصطلح الشعب يمكن أن يشير كما يرى (الآن دندس) إلى مجموعة من الناس تشترك في عامل واحد مشترك على الأقل، وليس من المهم في هذه الحالة ما إذا كان هذا العامل الذي يربطها عامل مشترك أو مهنة مشتركة أو دين واحد ولكن المهم أن يكون أفراد المجموعة مرتبطين مع بعضهم البعض بقدر من التقاليد والموروثات التي يعتبرونها خاصة بهم وتتيح لهم أن تكون لهم حياة شعبية. وتذهب إحدى النظريات إلى أن المجموعة يجب أن تتضمن على الأقل شخصين، ولكن الحقيقة أن معظم المجموعات تتكون من كثير من الأفراد. وقد لا يعرف عضو المجموعة كل الأعضاء الآخرين ولكن المرجع أنه يعرف الجوهر المشترك للتراث الخاص بالجماعة، والتقاليد التي تساعد هذه الجماعة على أن يكون عندها الإحساس بذاتية معينة خاصة بها ومن ثم فإذا كانت الجماعة تتألف من الصيادين أو الفلاحين أو أعمال البناء فإن الفولكلور سيكون من إنتاجهم. ويمكن أن يشكل طلاب الجامعة في هذه الحالة جماعة لها فولكلورها الخاص بها الذي يعبر عن الحياة الجامعية وعاداتها وتقاليدها ونظرة الطلاب إليها. وعلى الرغم من أن الرأي الذي ذهب إليه (آلان دندس) قريب من الصواب إلا أننا ينبغي أن نشير إلى أن الجماعات المختلفة سواء أطلقنا عليها إسم الشعب أو جماعة شعبية لا يعني أن هذه الجماعات تستقل بنفسها عن غيرها من الجماعات التي تكون المجتمع بل أنها تشترك مع بعضها البعض في عناصر كثيرة أثمرها التفاعل المستمر والتأثير والتأثر المتبادل بينها جميعا ويبدو منصهرا في ثقافة شعبية واحدة. ويرى (جيرامب) في مقال له عنوانه (ماهو الفوكسكندة) أن روح الشعب التي كثر استعمالها تعني تجاربه الداخلية وهو يعني هنا التجارب الجماعية وليس الفردية، والشعب يستعين بالأسطورة والحكاية واللغز والمثل والأغنية والشعر والسيرة للتعبير عن هذه التجارب والخبرات التي تكشف عن هذه التجارب معتقداته وتقاليده وعاداته وأعرافه وقيمه. عرف (جيرامب) الشعب بأنه تلك الجماعة العضوية التي تشترك معا في تكوين الحضارة، وهذه الجماعة ليست من وجهة نظر الأمة جميعها، ولكنها تلك الجماعة التي تنشأ في الأرض الأم وترتبط بها ارتباطا قويا، مما يجعلها تعيش في شكل وحدة عضوية متماسكة. وفي عام 1946 صدر كتاب رائد للباحث (ريتشارد فايس) تحت عنوان "الدراسات الشعبية السويسرية" وعلى الرغم من أن هذا الكتاب يختص بدراسة التراث الشعبي السويسري فإنه أحدث صدى كبيرا لما يحتوي عليه من دراسات نظرية على جانب كبير من الأهمية، وقد عارض فيه اختصاص الدراسات الشعبية بطبقة بعينها دون الأخرى، وذلك أن كل فرد من وجهة نظره ينتمي من ناحية السلوك الروحي إلى ما هو شعبي وما هو فردي معا بمعنى أن (فايس) لا يبحث عن الشعب من ناحية تكوينه الإجتماعي بل من ناحية سلوكه الروحي، ومن ثم يمكن أن يكون كل فرد موضوعا للدراسات الشعبية بناء على درجة الشعبية في تكوينه الروحي والفكري ومقياس هذه الشعبية يتحدد بدرجة ارتباط الفرد بمجتمعه وتراثه. إن مدرسة النقد الإجتماعي الماركسي يعطي للنعوت (حكاية شعبية/تراث شعبي/خيال شعبي) معنى طبقيا يقوم على المفهوم الإجتماعي لكلمة "شعب" وكأن وظيفة التراث الشعبي أو الثقافة الشعبية/ محصورة في التعبير عن الصراع الطبقي، بين الجماهير العاملة والفئة الحاكمة، إن كتاب باكتين Bakhtine يتوخى هذه الطريقة في تأويل ظاهرة الكرنفال في التراث الشعبي الغربي، وقد غاب على ذهن المؤلف أن الحفلة الكرنفالية (La fête carnavalesque) حفلة جماعية تشارك فيها كل الأصناف الإجتماعية دون تمييز. تجاه هذه الأبعاد فإن المشكلة العويصة المطروحة بإلحاح شديد هي التي تمثل أساسا في تعريف الواقع، ماهو الواقع ؟ ماهي عناصره أو مكوناته ؟ هل على سبيل المثال يمكن أن نعتبر المعتقدات والخرافات والخوارق والقوى الغيبية جزءا من الواقع وعل أي مستوى ؟ وبعبارة أخرى هل يمكن استبعاد وحذف من تصورنا للواقع التأثيرات الحقيقية بسبب أنها تبدو لنا مشبوهة في ملاحظتنا النقدية، أن الناقد أو الأديب الكلاسيكي لن يقبل بسهولة مثل هذا التعريف للواقع. بل سيرفض الحكايات الخيالية وسيتردد من ادماج الطقوس السحرية والدينية بوصفها عنصرا مكونا للأدب ويفضل عند اللزوم أن يخصص لها فصلا خاصا يتضمن المظاهر الزخرفية والغريبة، ونستنتج مما سبق أنه هناك أبعادا مختلفة للواقع وطرقا عديدة للتحليل وتفاعل القوى الحاسمة لأفكارنا ونشاطاتنا بشكل مخالف، ولعل السبب العميق يتمثل في الإختلافات المتنوعة المتصلة بتصورات المجتمعات المتعددة، إذ نلمس فرقا شاسعا على سبيل المثال بين التصور الغربي العقلاني الفاقد لصفة القداسة وبين التصور الثقافي الإفريقي الذي يؤمن بالقوى الحيوية في الحياة اليومية. إن الخروج عن المألوف ماهو إلا قراءة بطريقة خاصة للواقع، إن العجز عن تحقيق الرغبات والإنشغالات يؤدي بالمبدع إلى اللجوء إلى الخيال فالرموز والسحر والغرابة تعبير عن حرمان اجتماعي يهدف إلى إعادة النظام إلى أصله والتوازن في الإنسان. يلاحظ رومان جاكوبسون أن في كل تركيب نحوي يوجد عنصر أساسي ينظم ويحول العناصر الأخرى ويضمن تكاملية البنية. فهو يطلق إسم الخاصة الغالبة Dominante على المبدأ الذي يحكم في كل رسالة لفظية. وفي شبه الأدب تثبت الخاصة الغالبة داخل كل جنس أو شكل وتحدد وتوضح خصوصيته، إن رواية شبه الأدب لا يتوقف سوى على سلطة الخاصة الغالبة التي تمتص مجموع الدلالة وتؤثر في كل شخصية وكل حدث أو فعل وتمنحهم جميعا مكانه ووظيفته، وعلى سبيل المثال نجد الخاصة الغالبة في الرواية البولسية تتمثل في اللغز والتحقيق وتنحصر بالنسبة للرواية الخيالية في المفهوم أو المتخيل. وتتمثل الخاصة الغالبة فيما يتعلق بالرواية الجاسوسية في الأسرار والأخبار والعدو الخارجي، إلا أن الخاصة الغالبة غير كافية لأعداد تصنيفة Typologie متعلقة بمجموعات شبه الأدب ولذلك يجب الأخذ بالإعتبار المعطيات الفضائية والزمانية. ومن هنا نستطيع أن نحدد مجموعة من الصفات التي تميز الأدب العامي عن الأدب الشعبي. وقد حصر الباحث محمود ذهني هذه الصفات فيما يلي : 1-يستخدم الأدب العامي اللهجة المحلية التي تحررت من الأعراب ولهذا أطلق عليه صفى الدين الحلي إسم الأدب العاطل ووصفه بأن إعرابه لحن وفصاحته لكن وقوة لفظه وهن لذلك فإن ورود ألفاظ فصيحة أو معربة في الأدب العامي يعتبر عيبا بنفس القدر الذي يعتبر ورود ألفاظ عامية في الأدب المدرسي نقصا فادحا، ومن هنا فإن لغة الأدب العامي لاترقى إلى التعبير عن الفكر إذ نجدها مختصرة يصعب كتابة أصواتها غالبا وتختلف في دلالة كثير من مفرداتها. إن كلمة (بز) تعني في الغرب الجزائري الطفل الصغير وفي الشرق تعني عند البعض الصغير الطائش وعند البعض الآخر صفة للشتم بمعنى لقيط. إن الأدب العامي يتوسل بالكلمة ولكنها غير كافية للتعبير عن الغاية لذلك يستعين بالحركة التمثيلية والإشارية (حركة اليد، العين، الرأس). 2-يقتصر الأدب العامي على البيئة المحلية ويعبر عن احتياجات الإنسان فيها. 3-يعبر الأدب العامي عن اهتمامات محصورة في نطاق أصحابها دون أن يستطيع التطرق إلى القضية الإنسانية العامة أو انشغالات الجماهير الواسعة. 4-يتناول الأدب العامي موضوعات الساعة ولهذا يكاد يكون أدبا موسميا لا يعيش إلا في حدود المشكلة التي يعالجها، فإذا ما انتهت المشكلة فقد هذا الأدب جانبا كبيرا من قيمته، فهو من حيث هذه الخاصية أقرب ما يكون شبيها بالرسوم الكاريكاتورية التي تكن قوية التأثير وقت ظهورها المرتبط بحدث معين فإذا مر الزمن على هذا الحدث فقدت قيمتها. 5-وبما أن الأدب العامي محصور في نطاق إقليم ضيق يكون دائما معروف القائل منسوبا إلى صاحبه في حدود المكان والزمان بعكس الأدب الشعبي الذي ينتسب إلى فرد هو أول من أوجده ولكن دوامه يدل على تداوله بين الشعب. 6-يعتمد الأدب العامي على صوتيات الكلام ولذلك يتجه إلى الموسيقى كعامل مساعد، ولذلك كانت معظم ألوانه منظومة. قدم صفى الدين الحلى دراسة كاملة عن الأدب العامي يقول "ومجموع فنونه عند سائر المحققين سبعة فنون لا اختلاف في عددها بين أهل البلاد وإنما الإختلاف بين المغاربة والمشارقة فنين منها، والسبعة المذكورة هي عند أهل المغرب ومصر والشام : الشعر القريض والموشح والدوبيت والزجل والمواليا والكان كان والحماق". 7-يتوقف الأدب العامي على فن الغناء فأصبح لا يصل إلى الناس إلا بواسطة الأغنية وصار الزجال يطلق عليه لقب الشاعر الغناي، إن الغناء الشعبي أسبق الفنون إلى الظهور ولاسيما الغناء الجماعي الذي استخدمه البدائيون في الحرب والسلم معا .وفي بث روح التماسك بين أفراد القبيلة في مواجهة الخطر الخارجي أو من الحيوانات أو من الطبيعة وكذلك في المراسم والطقوس الدينية، وقد أدى فن الغناء بالأدب العامي إلى فقدان ذاتيته. وتعد الأغنية النموذج المفضل لتوضيح حدود الأدب العامي والأدب الشعبي وبيان رواج نصوصهما الغنائية. يرى الباحث محمد عيلان أن مسميات الأغنية تتعدد في الأدبين العامي والشعبي، فقد تنسب إلى المكان مثل أغنية أوراسية، أغنية صحراوية، أو تنسب إلى القبائل والأعراش مثل أغنية قبائلية، ترقية، سوفية أو إلى أفراد لهم قدسيتهم في ذهن العامة أمواتا أو أحياء كالأولياء الصالحين وهو نوع من الغناء الروحاني الصوفي يعد من آثار تمجيد السلف والتعلق بسلوكه وطقوسه وقد تنسب الأغنية إلى الأحداث مثل أغنية ثورة التحرير(يا أمي لا تبكي علي)، وقد تنسب إلى الزمن دون تحديد كقولهم أغاني عصرية أغاني عام الشر، عام الروز، عام الماريكان وهي الأغاني التي تعبر عن أحداث وقعت أثناء الحربين العالميتين، وهي معروفة بالشرق الجزائري، وقد تنسب إلى علم معروف فيقال أغنية فولكلورية نسبة إلى الفولكلور الذي يطلق أحيانا على المادة موضوع الدراسة وأحيانا أخرى على العلم الذي يدرسها بأدواته ومناهجه، تندرج أغاني الحاج رابح درياسة أو عبد الحميد عبابسة وخليفي أحمد ضمن الأدب الشعبي لأنها تستمد مادتها من الشعر الملحون، بينما تعد أغاني (مول الشاش) و(أسا نزها) أو (صب الرشراش) وأغاني الشعبي العاصمي الذي طوره المرحوم الحاج محمد العنقاء وبعض الشيوخ الآخرين من الأدب العامي. وهناك من الأغاني المعروفة في الأدب العامي باسم الراي، والرأي أصلا من بكائيات الأندلس فهو لحن لأغاني الندب لأن الأندلسيين الفارين من بلادهم التي استرجعها الإسبان والذين نزل بعض منهم بمنطقة الغرب الجزائري كانوا يبكون مدنهم بقولهم (ياراي ياراي لو أنك كذا) وفي مجال الأغنية العامية يمكن أن نشيد بالمرحوم دحمان الحراشي الذي استطاع أن يطور الأدب العامي وينقله إلى مستوى الأدب الشعبي ويتجاوز الحدود ومثال ذلك (يا رايح وين مسافر). وينفرد الأدب العامي بأن يكون أكثر أداء للأغنية المقاومة، أما الأدب الشعبي بالنسبة للباحث محمد الفاسي في البلاد العربية فإنه نقصد به قبل كل شيء ما قيل من نثر أو شعر باللغة القريبة من الفصحى سواء عرف قائله أو كان مجهولا ومن أشكاله السير الشعبية والملاحم والقصص والخرافات والأساطير والألغاز والأمثال والنوادر ونداءات الباعة والنكت والأغاني والأذكار والشعر الصوفي والحكم. أما عند الغرب فإن الأدب الشعبي يطلق على الخصوص على ما يروج بين الناس من أجناس دون أن يعرف القائل أو ما ألف بخصوص طبقات الشعب التي ليست لها ثقافة تؤهلها لتذوق الإنتاجات الأدبية لكبار الكتاب والشعراء وتفهمها. ويطلق من جهة ثالثة كذلك على المؤلفات التي تتعرض لوصف الأحوال الإجتماعية لطبقات الشعب العامة، وبما أن اللغة العامية عند أهل الغرب ليست بعيدة عن لغة الكتابة فإن الإنتاجات الأدبية الشعبية ضعيفة . وتوجد ظاهرة مشتركة بين الأدب العامي والأدب الشعبي وهي أن هناك من الأدب العامي ما يتحول إلى أدب شعبي وكذلك يتحول الأدب الشعبي إلى أدب عامي ويخضع كل منهما في الإنتقال من مرحلة إلى أخرى لعملية التغيير تجعله قادرا على التعبير عن الرغبات الفنية للجمهور. المحاضرة رقم 05: إشكالية جمع المادة الشعبية وتدوينها والبحث فيها كان موضوع الجمع للمادة الشعبية محل إهتمام الأدباء والدارسين منذ قرون طويلة، وقد وجدت بعض أشكال المادة الشعبية في جدران المعابد القديمة أوعلى صحاف الفخار وجلد الغزال ،وصمدت المادة الشعبية عبر الزمن وقاومته منذ حضارات الدجلة والفرات والنيل، إن الظاهرة الشعبية ذات قيمة تاريخية لأنها عريقة من صنع الأسلاف . تطرح إشكالية جمع المادة الشعبية وتدوينها والبحث فيها مسائل ثلاث : 1- المصدر الذي يمكن أن يعتمد الباحث عليه فى جمع المادة. 2- المنهجية السليمة التي يجمع الباحث بها المادة ويدونها. 3- المنهجية السليمة التي يحلل بها ويدرسها بعيدا عن الإعتبارات الذاتية والعرقية والإيديولوجية . يكاد يتفق العلماء على أن الباحث في ميدان الفولكلور يحصل على مادته من ثلاثة مصادر رئيسية هي : أ- الميدان : ونقصد العمل الذي يحصل الباحث به المادة من أصحابها. ب-الأرشيف : وهوعبارة عن العناوين القديمة والمواثيق والمخطوطات والوثائق الأخرى ذات الأهمية التى تتعلق بالدولة أوالمدينة أوالعائلة وغير ذلك. ج- المدونة : وهي المصدر المطبوع أوالمخطوط الذي ترد المادة الشعبية فيه عرضا لأنها ليست متخصصة في ميدان الفولكلور ،وتعد مصادرها متنوعه منها الرحلات والكتب الجغرافية والتاريخية والادبية وغير ذلك. يعتبر جمع المادة الشعبية وتدوينها والبحث فيها عملية معقدة لأسباب كثيرة : 1 - تطرح قراءة منهجية جديدة للثقافة بإعتبار أن المادة الشعبية تحدد هوية الإنسان دون شروط مسبقة. 2 - تدعوالمادة الشعبية الباحث إلى تناولها من داخلها أي دون تسلط عليه قراءة خارجية عنه وإنما يمكن ذلك بعد دراستها بوسائلها الثقافية التى تتضمنها هي نفسها، والمقصود بالقراءة الثقافية هوأن ينظر الباحث إلى الأثر الشعبي في ذاته ويقيمه بإعتماد على مقوماته الخاصة وليس من وجهة نظر المدرسة الغربية . 3 - ليس هناك طريقة واحدة يعتمد عليها الباحث فى جمع المادة الشعبية وإنما هناك اطار عام اتفق العلماء عليه . 4 - تتميز المادة الشعبية بأشكال التعبير ذات العدد الوافر والمتنوع، وهي تنقسم إلى نثر طويل كالأسطورة والحكاية الشعبية والحكاية الخرافية والسيرة، وإلى نثر قصير كاللغز والمثل والحكمة والنكة والإشاعة وإلى شعر وهوأنواع كثيرة، كالشعر الغنائي والشعر القصصي والشعر التمثيلي والشعر الهزلي وشعر الغزل وشعر المدح وشعر الرثاء وشعر الهجاء. إن الحصول على المادة ونقلها وتدوينهامشكلات يواجهها الباحث بسبب طبيعتها الشفوية، كما أن خضوع المادة الشعبية إلى الدراسة تجعل الدارس يبحث عن منهج مناسب لخصائصها، وقد اعتمد بعض الباحثين على مناهج القدامى كالأصفهاني (كتاب الأغاني ) وابن خلدون الذي أشار إلى قواعد جمع المادة الشعبية، وقد نالت المادة الشعبية إهتماما بالغا في القرن الثامن عشر على يد الإخوة جريم . WILHEM.GRIMM (1786-1859) – JACOB GRIMM (1785-1863) وفيما يتعلق بالجزائر فإن جهود الجمع والتدوين بذلها عدد من الباحثين إلا أنها ظلت ناقصة لعدم عنايتها لروح المادة، وقد حصر الباحث سعيدي محمد هذه الأعمال في ثلاث تيارات : 1 – التيار الاول : * الترجمة : يقوم هذا التيار بتدوين الأعمال الأدبية الشعبية باللغة الاجنبية دون أن يحافظ على النص الأصلي، وعلى سبيل المثال أعمال ليوفروبينوس (1938-1873) LEO FROBENUS الذي جمع الحكايات القبائلية الشهيرة في أربعة أجزاء باللغة الألمانية بعنوان VOLKS MAVCHEN DER KABYLEN وقد مهد لها بالحديث عن تجربته التي إكتبسها من خلال العمل الميداني في بلاد القبائل ولا سيما ما اتصل بالشفويات وعرف خصائص المنطقة الجغرافية والتاريخية والإجتماعية ولكنه مع ذلك أهمل النص الأصلي وبذلك صار الجمهور الذي توجه إليه بهذا العمل يؤلف وسطا إجتماعيا ينتسب إليه الكاتب نفسه أعني البيئة الألمانية، ومن هنا تطرح هذه الترجمة مشكلة لغوية وجمالية ومعرفية، وهذا ما قصده بوفون BUFFON بقوله : إن الاسلوب ليس الإنسان فقط بل إنه المجتمع أيضا، فمهما بلغت عبقرية المؤلف الخلاقة فهولا يستطيع أن يتجاهل الخصائص المحلية التى يرتبط بها العمل الأدبي الشعبي . ويثير هذا العمل اهتمام CAMILLE LACOSTE DUJARDIN وتترجمه إلى اللغة الفرنسية في أربعة أجزاء، وقد سار على هذا التقليد دارسون جزائريون منذ فترة الإحتلال وتندرج TAOS AMROUCHE ضمن هذا التيار بعملها المشهور بعنوان : LE GRAIN MAGIQUE, CONTES, POEMES, PROVERBES BERBERES DEKABYLIE إن الخطأ في هذه الترجمة هوأن الباح « التيار الثاني : * التعريب : يدون هذا التيار العمل الشعبي باللغة العربية الفصحى مثل كتابي رابح بلعمري (بذور الألم) الموضوعالأصلي : حصة تطبيقية حول تعريف علم الدلالة la sémantique // المصدر : ممنتديات جواهر ستار التعليمية //الكاتب: berber
| |||||||
الأربعاء 10 ديسمبر - 21:38:54 | المشاركة رقم: | |||||||
Admin
| موضوع: رد: حصة تطبيقية حول تعريف علم الدلالة la sémantique حصة تطبيقية حول تعريف علم الدلالة la sémantique المحاضرة رقم 9 تغيير المعنى (التطور الدلالي) انطلاقا من أن قائمة الألفاظ (الكلمات) منتهية مهما كثرت ، و أن المعاني قائمة مفتوحة غير محدودة فان تطور معاني الكلمات أو تغييرها و انتقالها أظهر ما يكون في تطور النظام اللغوي في جميع مستوياته. الصوتية و الصرفية و النحوية التي قد تكون شبه ثابتة إلى حد بعيد، و هذا لا يعني أن التطور في صورة الكلمات غير واقع و لكنه يظل أقل بكثير من التطور في الجانب الدلالي و هو ظاهرة شائعة في كل اللغات و ذلك لأن العوامل الاجتماعية و التغيرات الحياتية التي تواكبها اللغات تفرض ذلك. و لنمثل لذلك بما يلي (ينظر إبراهيم أنيس. دلالة الألفاظ ص124، فيما نقله عن كتاب اللغة لبلومفيلد ص429). كثيرا ما نطلق اليوم اسم أو لقب (قيصر) على كل حاكم عظيم أو جبار لأنه كان اسم علم لأحد أباطرة الرومان (يوليوس قيصر) و قد اشتق هذا الاسم من فعل لاتيني معناه يقطع أو يشق. لأن ذلك الإمبراطور قد ولد بعملية شق البطن فأطلق عليه هذا الاسم، و لا زلنا نقول (عملية قيصرية) عن عملية الولادة التي تجرى بشق البطن. و قد أورد الدكتور إبراهيم أنيس أيضا عدد من الكلمات المستعملة في عاميتنا التي انحدرت من أصل عربي فصيح من ذلك: كلمة (البغددة) التي تعني التدلل، و ربما اقتصر استعمالها على وصف المرأة بهذه الصفة، و قد جاءت من استعمال قديم هو " تبغدد الرجل أي انتسب إلى بغداد و أهلها" ، أي أصبح متحضرا راقيا في سلوكه، لأن نظرتهم إلى بغداد حينئذ كانت كنظرة بعضنا اليوم إلى المدن الأوربية. و من ذلك أن (طول اليد) كان قديما وصفا للسخاء و الكرم ، و أصبح اليوم يعبر عن السرقة. و لعل موضوع الحقيقة و المجاز هو الذي يتصل بهذا التطور الدلالي. و قد وصف القدماء الحقيقة بأنها الدلالة الأصلية للفظ أي دلالة الوضع الأول ،و أن المجاز هو المعاني الأخرى التي قد تكون للفظ غير ذلك المعنى الأصلي. و قد اختلف العلماء في ذلك فمنهم من أصر على أن الكلام كله حقيقة في حين يرى آخرون أنه كله مجاز بالإضافة إلى من يرى أن بعضه حقيقة و بعضه مجاز. و الحقيقة أن قضية الحقيقة و المجاز فيها شيء من النسبية، و ربما يكون من الصعب تحديد المعاني الحقيقية الأصلية لأن المعنى ينتقل من الحقيقة (المعنى الأول الوضعي) الذي قد يصعب تحديده إلى معنى آخر على سبيل المجاز و لكنه يستقر فيصبح معنى حقيقيا ثم ينتقل إلى مجاز جديد و هكذا (ينظر أحمد شامية . في اللغة ص156) و يمكن أن نوجز أهم عوامل التطور الدلالي بما يلي (ينظر إبراهيم أنيس ص135 و مابعدها) أن الناس يتداولون الألفاظ و يتبادلونها عن طريق الأذهان و النفوس التي تتباين بين أفراد الجيل الواحد و البيئة الواحدة، و تتكيف الدلالة تبعا لذلك. و مع اشتراك الناس في معاني الألفاظ المركزية ، إلا أنهم يختلفون في حدودها الهامشية و في ظلالها و ما يكتنفها من ظروف و ملابسات تتغير و تتنوع بتنوع التجارب و الأحداث و لذلك تتم الانحرافات في الدلالة مع توارث الأجيال. و أبرز ما يمكن ذكره من عناصر هذا العامل (الاستعمال) ما يلي: 1. سوء الفهم: فقد يسمع أحد لفظا و يفهم معناه بغير ما يقصده المتكلم ، ثم ينقل هذا الفهم الخاطئ و يتكرر و قد يعيش جنبا إلى جنب مع المعنى الأصلي المراد من المتكلم، و يحدث ما يسمى بالمشترك اللفظي.... 2. بلى الألفاظ: أو شيء من التطور الصوتي فينتقل اللفظ من صورة إلى صورة أخرى له دلالة مختلفة، ففي كلمة (السغب) تطورت السين إلى تاء، فصارت الكلمة (تغب) و تعني الدرن و الوسخ. 3. الابتذال: الذي يصيب بعض الألفاظ لأسباب سياسية، أو اجتماعية أو عاطفية فكلمة (الحاجب) التي كانت تعني في الدولة العربية الأندلسية (رئيس الوزراء) ثم أصبحت تدل على خادم أو حارس على الباب. و مما يؤدي إلى ابتذال الألفاظ و انزوائها أن تكون متصلة بمعنى القذارة و الدنس أو الغريزة الجنسية و يستعاض عنها بكلمات أخرى أكثر غموضا. و من ذلك أيضا الألفاظ المتصلة بالموت و الأمراض مما يثير الهلع و الخوف في النفوس فتستبعد من الاستعمال و يستعاض عنها بكلمات أخرى أو يكنى عنها . و نحن اليوم نسمع بعض الناس يقولون عن السرطان (ذاك المرض) كناية ، أو قد يقال عن تسمية ما يكره بالدارجة (اللي ما يتسمى) أما العامل الثاني فهو الذي يسمى الحاجة، أي الحاجة إلى التجديد و التغيير في معاني الألفاظ، ويتم بقصد و إرادة من قبل الفئة النابهة الموهوبة من الشعراء و الأدباء أو من قبل الهيئات اللغوية الرسمية،كالمجامع اللغوية حيث يتم نقل اللفظ من مجاله المألوف إلى مجال آخر جديد. أما دوافع هذه الحاجة فتتمثل في التطور الاجتماعي و السياسي و الاقتصادي. مظاهر التطور الدلالي: (للوقوف على هذا الموضوع ارجع إلى: أحمد شامية اللغة ص155 و ما بعدها حيث نقلناه من هناك) غالبا ما تمر التطورات و التغيرات الدلالية بمرحلتين : 1 ـ مرحلة التغيير الأولي ، أو الابتداع 2 ـ مرحلة انتشار المعنى أو المفهوم الجديد وتعميمه . و أهم مظاهر هذا التغير كما ذكرها الباحثون : (يمكن الرجوع إلى إبراهيم أنيس: دلالة الألفاظ ص 152 و ما بعدها). 1. تخصيص الدلالة أو تضييقها. إذ أن هناك ألفاظا تدل على العموم أو على الأجناس فتحدد و تخصص دلالتها باختصارها على نوع معين أو على فرد معين ، حتى تصبح كأنها علم عليه، فالأعلام هي أقصى درجات الخصوص .و لعامل ما تتطور دلالة اللفظ من العموم إلى الخصوص و ضيق المجال، فكلمة MEET الانجليزية كانت تعني مجرد الطعام و تعني الآن (اللحم) فقط. و مثل ذلك عندما تطلق الآن – في اللهجة المصرية – كلمة (العيش) على الخبز فقط . و كلمة الحج كانت تعني القصد إلى أي مكان فتخصصت بمعنى الحج إلى بيت الله الحرام بمكة. 2. توسيع المعنى أو تعميم الخاص (عكس الحالة السابقة) ، و هي أقل شيوعا من الأولى. فقد يكون لكلمة ما دلالة محددة . فكلمة (البأس) مثلا كانت خاصة بالحرب، ثم أصبحت تطلق على كل شدة. و مثال ذلك إطلاق كلمة (الورد) على كل زهر. و من ذلك أيضا إطلاق بعض الصفات التي كانت خاصة. و كانت علما على بعض الأشخاص على أشخاص اتصفوا بصفاته مثل (عنترة) عند إطلاقها على كل شجاع و قد يرى طفل مصري نهرا فيقول: النيل ......و قد يسمى كل الأنهار النيل. 3. انتقال الدلالة. أو تغيير مجال استعمالها بسبب المشابهة بين مدلولين كقولنا: استقبال حار، و صوت عذب .و قد يكون الانتقال لحالة غير المشابهة كما هو في المجاز المرسل فتطلق كلمة (شتاء) على المطر و (الغيث) على العشب. 4. انحطاط الدلالة و انحدارها: قد يكون لكلمة ما معنى ذو بال و أهمية في حياة المجتمع فتفقد هذه المكانة بسبب الشيوع أو كثرة الاستعمال، أو تغير الظروف السياسية و الإدارية و الاقتصادية و العادات و التقاليد. مثال ذلك أن كلمة (الحاجب) كانت تعني في الدولة الأندلسية رئيس الوزراء، أما اليوم فتعني الحارس أمام أبواب الإدارة. " و قد كان لكلمة (ثور) معنى شريف، و هو السيد، و ربما ورث العرب في الأدب القديم احترام الثور من الأمم السامية، حيث كان الثور نموذجا لإله القوة و الأصالة و الكرم. و كان له في أساطيرهم جناحان يطير بهما فجعلوه للسيد مجازا حتى سميت به أعلامهم مثل: حميد بن ثور الهلالي، و سفيان الثوري، و هو من أصحاب الحديث. أما اليوم فقد اقترن الثور بالمعنى السلبي، فهو علامة الحمق و الغباء و البلادة [ينظر إبراهيم السامراني. (مقال الدلالة بين السلب و الإيجاب) مجلة مجمع اللغة العربية بالقاهرة، ج37، نوفمبر 1993 ص 68-69]. 5. رقي الدلالة: على العكس من السابقة، قد يكون للفظ أو الكلمة دلالة أو معنى منحط أو متواضع ثم يعلو شأنها. فكلمة (القماش) كانت تدل على ما يتناثر من متاع البيت ، أو ما على الأرض من فتات الأشياء، ثم أصبحت تدل على نوع من النسيج المتقن الصنع. و كلمة (السفرة) كانت في الأساليب القديمة تعني بعض الطعام الذي يحمله المسافر، و من هذا المعنى كانت تسميتها ،ثم أصبحت تدل اليوم على مائدة لها صفاتها و عليها ما عليها. و نشير هنا إلى أن الكلمة قد يكون لها معنى عظيم في سياق، و وضيع في سياق آخر، فكلمة (القلم) التي وردت في القرآن الكريم (ن، و القلم وما يسطرون) لها وقع دلالي في النفس غير كلمة (قلم) في حقل الأعمال المدرسية. الموضوعالأصلي : حصة تطبيقية حول تعريف علم الدلالة la sémantique // المصدر : ممنتديات جواهر ستار التعليمية //الكاتب: berber
| |||||||
الإشارات المرجعية |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 20 ( الأعضاء 3 والزوار 17) | |
|
| |
أعلانات نصية | |
قوانين المنتدى | |
إعــــــــــلان | إعــــــــــلان | إعــــــــــلان | إعــــــــــلان |