جواهر ستار التعليمية |
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم ، في منتديات جواهر ستار التعليميه المرجو منك أن تقوم بتسجـيل الدخول لتقوم بالمشاركة معنا. إن لم يكن لـديك حساب بعـد ، نتشرف بدعوتك لإنشائه بالتسجيل لديـنا . سنكون سعـداء جدا بانضمامك الي اسرة المنتدى مع تحيات الإدارة |
جواهر ستار التعليمية |
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم ، في منتديات جواهر ستار التعليميه المرجو منك أن تقوم بتسجـيل الدخول لتقوم بالمشاركة معنا. إن لم يكن لـديك حساب بعـد ، نتشرف بدعوتك لإنشائه بالتسجيل لديـنا . سنكون سعـداء جدا بانضمامك الي اسرة المنتدى مع تحيات الإدارة |
|
جواهر ستار التعليمية :: قسم البحوث :: قسم المواضيع العامة والشاملة |
الإثنين 1 ديسمبر - 10:04:46 | المشاركة رقم: | |||||||
مشرف
| موضوع: أُسُسُ البنَاءِ للمُجتمَع الجَديد في المدينة بعد هجرة المسلمين إليها أُسُسُ البنَاءِ للمُجتمَع الجَديد في المدينة بعد هجرة المسلمين إليها أُسُسُ البنَاءِ للمُجتمَع الجَديد في المدينة بعد هجرة المسلمين إليها بقلم الشيخ / محمد الغزالي رحمه الله مقدمة :أسس البناء للمجتمع الجديد ليست الأمة الإسلامية جماعة من الناس همها أن تعيش بأي أسلوب، ، أو تخط طريقها في الحياة إلى أي وجهة، وما دامت تجد القوت واللذة فقد أراحت واستراحت. كلا كلا، فالمسلمون أصحاب عقيدة تحدد صلتهم بالله، وتوضح نظرتهم إلى الحياة، وتنظم شئونهم في الداخل على أنحاء خاصة، وتسوق صلاتهم بالخارج إلى غايات معينة. وفرق بين امرىء يقول لك: همي في الدنيا أن أحيا فحسب! وآخر يقول لك إذا لم أحرس الشرف، وأصن الحقوق، وأرضَ لله وأغضب من أجله، فلا سعت بي قدم، ولا طرفت لي عين... والمهاجرون إلى المدينة لم يتحولوا عن بلدهم ابتغاء ثراء أو استعلاء ، والأنصار الذين استقبلوهم وناصبوا قومهم العداء ، وأهدفوا أعناقهم للقاصي والداني، لم يفعلوا ذلك ليعيشوا كيفما اتفق...إنهم -جميعاً- يريدون أن يستضيئوا بالوحي، وأن يحصلوا على رضوان الله ، وأن يحققوا الحكمة العليا التي من أجلها خلق الناس، وقامت الحياة... وهل الإنسان إذا جحد ربه، واتبع هواه، إلا حيوان ذميم، أو شيطان رجيم؟؟. ومن هنا شغل رسول الله (صلَّى الله عليه وسلم) أول مستقره- بالمدينة بوضع الدعائم التي لابد منها لقيام رسالته، وتبين معالمها في الشؤون الآتية: 1- صلة الأمة بالله. 2- صلة الأمة بعضها بالبعض الآخر. 3- صلة الأمة بالأجانب عنها، ممن لا يدينون دينها. بناء المسجد النبوي في المدينة: ففي الأمر الأول بادر الرسول عليه الصلاة والسلام إلى بناء المسجد؛ لتظهر فيه شعائر الإسلام التي طالما حوربت، ولتقام فيه الصلوات التي تربط المرء برب العالمين، وتنقي القلب من أدران الأرض، ودسائس الحياة الدنيا . والمروي أن الرسول (صلَّى الله عليه وسلم) بنى مسجده الجامع حيث بركت ناقته، في مربد لغلامين يكفلهما "أسعد بن زرارة" وكان الغلامان يريدان النزول عنه لله، فأبى الرسول عليه الصلاة والسلام إلا ابتياعه بثمنه، وكان المربد قبل أن يتخذ مصلّى كهذه المصليات التي تنتشر في ريفنا، كانت تنبت فيه نخيل وشجر غرقد، ويختفي في ترابه بعض قبور للمشركين. فأمر الرسول بالنخل فقطع، وبالقبور فنبشت، وبالخرب فسُويَت، وصفّوا النخل قبلة للمسجد -والقبلة يومئذ بيت المقدس- وجعل طوله مما يلي القبلة إلى المؤخرة مائة ذراع، والجانبان مثل ذلك تقريباً، وجعلت عضادتاه من الحجارة، وحفر الأساس ثلاثة أذرع، ثم بني باللبن، واشترك الرسول (صلَّى الله عليه وسلم) وأصحابه في حمل اللبنات والأحجار على كواهلهم. وكانوا يروِّحون عن أنفسهم عناء الحمل والنقل والبناء.. بهذا الغناء:اللهمَّ لا عيش إلا عيش الآخرة فاغفر للأنصار والمهاجره!! وقد ضاعف حماس الصحابة في العمل رؤيتهم النبي عليه الصلاة والسلام يجهد كأحدهم، ويكره أن يتميز عليهم، فارتجز بعضهم هذا البيت: لئن قعدنا والرسول يعمـــــــل لذاك منّا العمل المضلَّل!! وتم المسجد في حدود البساطة، فراشه الرمال والحصباء ، وسقفه الجريد، وأعمدته الجذوع، وربما أمطرت السماء فأوحلت أرضه، وقد تفلت الكلاب إليه فتغدو وتروح. هذا البناء المتواضع الساذج هو الذي ربَّى ملائكة البشر، ومؤدبي الجبابرة ، وملوك الدار الآخرة. في هذا المسجد أذن الرحمن لنبيٍّ يؤم بالقرآن خيرة من آمن به، أن يتعهدهم بأدب السماء من غبش الفجر إلى غسق الليل. إن مكانة المسجد في المجتمع الإسلامي تجعله مصدر التوجيه الروحي والمادي فهو ساحة للعبادة، ومدرسة للعلم؛ وندوة للأدب، وقد ارتبطت بفريضة الصلاة وصفوفها أخلاق وتقاليد هي لباب الإسلام، لكن الناس -لما أعياهم بناء النفوس على الأخلاق الجليلة- استعاضوا عن ذلك ببناء المساجد السامقة، تضم مصلين أقزاماً!!. أما الأسلاف الكبار فقد انصرفوا عن زخرفة المساجد وتشييدها إلى تزكية أنفسهم وتقويمها، فكانوا أمثلة صحيحة للإسلام.... والمسجد الذي وجه الرسول (صلَّى الله عليه وسلم) همته إلى بنائه قبل أي عمل آخر بالمدينة ليس أرضاً تحتكر العبادة فوقها؛ فالأرض كلها مسجد، والمسلم لا يتقيد في عبادته بمكان. إنما هو رمز لما يكترث له الإسلام أعظم اكتراث، ويتشبث به أشد تشبث؛ وهو وصل العباد بربهم وصلاً يتجدد مع الزمن، ويتكرر مع آناء الليل والنهار، فلا قيمة لحضارة تذهل عن الإله الواحد، وتجهل اليوم الآخر، وتخلط المعروف بالمنكر!. والحضارة التي جاء بها الإسلام تذكِّر أبداً بالله وبلقائه، وتمسك بالمعروف، وتبغض في المنكر، وتقف على حدود الله... ولقد شاهد يهود المدينة ومشركوها هذا الرسول الجديد يحتشد مع صحبه في إقامة المسجد، يمهده للصلاة؛ فهل رأوا سيرة تريب أو مسلكاً يغمز؟؟ روى البيهقي عن عبد الرحمن بن عوف قال: كانت أول خطبة خطبها رسول الله (صلَّى الله عليه وسلم) بالمدينة أن قام فيهم فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال: أما بعد: أيها الناس، فقدِّموا لأنفسكم، تعلمنَّ والله ليصعقنَّ أحدكم، ثم ليدعنَّ غنمه ليس لها راع، ثم ليقولنَّ له ربه -ليس له ترجمان ولا حاجب يحجبه دونه-: ألم يأتك رسولي فبلَّغك؟ وآتيتك مالاً وأفضلت عليك؟ فما قدمت لنفسك؟ فينظر يميناً وشمالاً فلا يرى شيئاً، ثم ينظر قدامه فلا يرى غير جهنم، فمن استطاع أن يقي نفسه من النار ولو بشق تمرة فليفعل، ومن لم يجد فبكلمة طيبة، فإن بها تجزى الحسنة عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، والسلام عليكم وعلى رسول الله..!! الأخوة بين المهاجرين والأنصار في المدينة: أما عن الأمر الثاني -وهو صلة الأمة بعضها بالبعض الآخر- فقد أقامه الرسول (صلَّى الله عليه وسلم) على الإخاء الكامل. الإخاء الذي تمحى فيه كلمة "أنا" ويتحرك الفرد فيه بروح الجماعة ومصلحتها وآمالها، فلا يرى لنفسه كياناً دونها، ولا امتداداً إلا فيها...ومعنى هذا الإخاء أن تذوب عصبيات الجاهلية، فلا حمية إلا للإسلام ، وأن تسقط فوارق النسب واللون والوطن، فلا يتأخر أحد أو يتقدم إلا بمروءته وتقواه. وقد جعل الرسول (صلَّى الله عليه وسلم) هذه الأخوة عقداً نافذاً؛ لا لفظاً فارغاً، وعملا يرتبط بالدماء والأموال؛ لا تحية تثرثر بها الألسنة ولا يقوم لها أثر..!! وكانت عواطف الإيثار والمواساة والمؤانسة تمتزج في هذه الأخوة، وتملأ المجتمع الجديد بأروع الأمثال... حرص الأنصار على الحفاوة بإخوانهم المهاجرين، فما نزل مهاجري على أنصاري إلا بقرعة!! وقدر المهاجرون هذا البذل الخالص فما استغلُّوه، ولا نالوا منه إلا بقدر ما يتوجهون إلى العمل الحر الشريف. روى البخاري أنهم لما قدموا المدينة آخى رسول الله (صلَّى الله عليه وسلم) بين عبد الرحمن بن عوف وسعد بن الربيع، فقال سعد لعبد الرحمن: إني أكثر الأنصار مالا، فأقسم مالي نصفين، ولي امرأتان فانظر أعجبهما إليك، فسمِّها لي أطلقها، فإذا انقضت عدتها فتزوجها، قال عبد الرحمن: بارك الله لك في أهلك ومالك، أين سوقكم؟؟ فدلوه على سوق بني قينقاع، فما انقلب إلا ومعه فضل من أقط وسمن!! ثم تابع الغدُوَ..ثم جاء يوماً وبه أثر صفرة، فقال النبي (صلَّى الله عليه وسلم): "مَهْيَمْ"؟ قال: تزوجتُ. قال: "كم سقتَ إليها". قال: نواة من ذهب! وإعجاب المرء بسماحة "سعد" لا يعدله إلا إعجابه بنبل عبد الرحمن، هذا الذي زاحم اليهود في سوقهم، وبزَّهم في ميدانهم، واستطاع-بعد أيام-أن يكسب ما يعف به نفسه ويحصن به فرجه!! إن علو الهمة من خلائق الإيمان؛ وقبح الله وجوه أقوام انتسبوا للإسلام فأكلوه، وأكلوا به حتى أضاعوا كرامة الحق في هذا العالم. وكان رسول الله (صلَّى الله عليه وسلم) الأخ الأكبر لهذه الجماعة المؤمنة لم يتميز عنهم بلقب إعظام خاص، وفي الحديث: "لو كنت متخذاً من أمتي خليلا لاتخذته -يعني أبا بكر- خليلا، ولكن إخوة الإسلام أفضل". والإخاء الحق لا ينبت في البيئات الخسيسة، فحيث يشيع الجهل والغش والجبن والبخل والجشع، لا يمكن أن يصح إخاء، أو تترعرع محبة، ولولا أن أصحاب رسول الله (صلَّى الله عليه وسلم) جبلوا على شمائل نقية، واجتمعوا على مبادئ رضية، ما سجلت لهم الدنيا هذا التآخي الوثيق في ذات الله. فسموّ الغاية التي التقوا عليها وجلال الأسوة التي قادتهم إليها نمَّيا فيهم خلال الفضل والشرف، ولم يدعا مكاناً لنجوم خلة رديئة. ذلك، ثم إن محمداً عليه الصلاة والسلام كان إنساناً تجمَّع فيه ما تفرق في عالم الإنسان كله من أمجاد ومواهب وخيرات، فكان صورة لأعلى قمة من الكمال يمكن أن يبلغها بشر، فلا غرو إذا كان الذين قبسوا منه، وداروا في فلكه رجالاً يحيون بالنجدة والوفاء والسخاء. إن الحب كالنبع الدافق يسيل وحده، ولا يتكلف استخراجه بالآلات والأثقال، والأخوة لا تفرض بقوانين ومراسيم، وإنما هي أثر من تخلِّص الناس من نوازع الأثرة والشح والضِّعة. وقد تبودلت الأخوة بين المسلمين الأولين لأنهم ارتقوا -بالإسلام- في نواحي حياتهم كلها، فكانوا عباد الله إخوانا ، ولو كانوا عبيد أنفسهم ما أبقى بعضهم على بعض!! على أن تنويهنا بقيمة التسامي النفساني في تأسيس الإخاء، لا يمنع الحاكم من فرضه على الناس نظاماً يؤخذون بحقوقه أخذاً، فإذا لم يؤدوها طوعاً أدوها كرهاً، وذلك كما يجبرون على العلم والجندية، وأداء الضرائب وغير ذلك. وقد ظلَّت عقود الإخاء مقدمة على حقوق القرابة في توارث التركات إلى موقعة "بدر" حتى نزل قوله تعالى:"وَأُوْلُوا الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ". فألغي التوارث بعقد الأخوة، ورجع إلى ذوي الرحم. وروى البخاري عن ابن عباس في تفسير قوله تعالى:" وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ..." قال: كان المهاجرون -لما قدموا المدينة- يرث المهاجري الأنصاري دون ذوي رحمه، للأخوة التي آخى النبي عليه الصلاة والسلام بينهم ، فلما نزلت: "وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ..." نسخت ذلك ثم قال: "وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ" من النصر والرفادة والنصيحة وقد ذهب الميراث، ويوصي له. وروي في تفصيل هذا الإخاء أن النبي (صلَّى الله عليه وسلم) تآخى مع علي، وتآخى حمزة مع زيد، وأبو بكر مع خارجة، وعمر مع عتبان بن مالك...الخ. ومن العلماء من يشك في أخوة الرسول عليه الصلاة والسلام مع علي. ولكن ما صح أن رسول الله (صلَّى الله عليه وسلم) جعل عليا منه بمنزلة هارون من موسى يؤيد هذه الرواية، وليس يخدش هذا من منزلة أبي بكر ولا استحقاقه الصدارة. علاقة المسلمين بغير المسلمين في مجتمع المدينة الجديد بعد الهجرة إليها: أما الأمر الثالث وهو صلة الأمة بالأجانب عنها الذين لا يدينون بدينها فإن الرسول عليه الصلاة والسلام قد سنَّ في ذلك قوانين السماح والتجاوز التي لم تعهد في عالم مليء بالتعصب والتغالي، والذي يظن أن الإسلام دين لا يقبل جوار دين آخر، وأن المسلمين قوم لا يستريحون إلا إذا انفردوا في العالم بالبقاء والتسلط هو رجل مخطئ بل متحامل جريء!. عندما جاء النبي عليه الصلاة والسلام إلى المدينة وجد بها يهود، توطنوا ومشركين مستقرين ، فلم يتجه فكره إلى رسم سياسة للإبعاد أو المصادرة والخصام، بل قبل -عن طيب خاطر- وجود اليهود والوثنية، وعرض على الفريقين أن يعاهدهم معاهدة الند للند، على أن لهم دينهم وله دينه الموضوعالأصلي : أُسُسُ البنَاءِ للمُجتمَع الجَديد في المدينة بعد هجرة المسلمين إليها // المصدر : ممنتديات جواهر ستار التعليمية //الكاتب: مستر
| |||||||
الإشارات المرجعية |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 20 ( الأعضاء 3 والزوار 17) | |
|
| |
أعلانات نصية | |
قوانين المنتدى | |
إعــــــــــلان | إعــــــــــلان | إعــــــــــلان | إعــــــــــلان |