جواهر ستار التعليمية |
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم ، في منتديات جواهر ستار التعليميه المرجو منك أن تقوم بتسجـيل الدخول لتقوم بالمشاركة معنا. إن لم يكن لـديك حساب بعـد ، نتشرف بدعوتك لإنشائه بالتسجيل لديـنا . سنكون سعـداء جدا بانضمامك الي اسرة المنتدى مع تحيات الإدارة |
جواهر ستار التعليمية |
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم ، في منتديات جواهر ستار التعليميه المرجو منك أن تقوم بتسجـيل الدخول لتقوم بالمشاركة معنا. إن لم يكن لـديك حساب بعـد ، نتشرف بدعوتك لإنشائه بالتسجيل لديـنا . سنكون سعـداء جدا بانضمامك الي اسرة المنتدى مع تحيات الإدارة |
|
جواهر ستار التعليمية :: قسم البحوث :: قسم المواضيع العامة والشاملة |
الإثنين 1 ديسمبر - 10:03:12 | المشاركة رقم: | |||||||
مشرف
| موضوع: يتيم.. في حـيــاة أبي يتيم.. في حـيــاة أبي يتيم.. في حـيــاة أبي محمد بن عصـبي الغامدي الناشر / دار الطرفين ( 1 ) في حي الشهداء بمدينة الطائف يسكن السيد مروان بن صالح بعائلته المكونة من زوجته وصبية أربعة هم : فادية التي عمرها عشر سنوات . وحسين وعمره ثمان سنوات . وخالد وعمره ست سنوات . وسامية وعمرها ثلاث سنوات . وكلهم من زوجته سعاد في شقة بالطابق الثاني من عمارة سكنية بالقرب من الورشة التي يملكها في الشارع المقابل . وفي أسفل العمارة التي يسكنها يوجد سوق مركزي لصاحب العمارة وكذلك دكان حلاق وآخر به مغسلة ملابس كما أن صاحب العمارة يسكن في الشقة المقابلة للشقة التي يسكنها إما الدور الثالث من العمارة فيسكن به بعض الوافدين من بعض الدول العربية وغالباً ما يتغير الساكن من سنة لأخرى أما السيد مروان فقد مضى عليه أكثر من عشر سنوات وهو ساكن بصفة مستمرة . أي بعد زواجه من السيد سعاد بسنة واحدة فقط فهو قد تزوج منها قبل إحدى عشرة سنة في إحدى قرى المناطق الجنوبية وبالضبط من القرى المجاورة لمدينة الباحة وسافر مع زوجته إلى مدينة الطائف حيث عمل في تلك الورشة مع صاحبها الأول عبد القيوم ثم اشتراها منه فيما بعد 0....بعد أن تعلّم مهنة إصلاح السيارات عن طريق الخبرة والممارسة فهو أمي لا يقرأ ولا يكتب لكنه أصبح ماهراً في إصلاح السيارات حتى غدت ورشته مشهودا لها بإتقان العمل 0كما أن العمال المهرة الذين كانوا يعملون معه بالورشة من أصحاب الكفاءات المتميزة ولذلك فقد كان دخل الورشة يكفي لإنفاق السيد مروان على بيته ثم يدخر بعد ذلك ما شاء الله مما يتبقى بعد المصروف... كان السيد مروان وحيد عائلته التي انقرضت بكاملها ....عاش فترة من الزمن مع أخواله . فقد مات أبوه وهو في سن الثانية عشر وماتت أمه بعد ذلك بسنة واحدة ولم يكن له أخ ولا أخت أما زوجته سعاد فقد كان لها أخ واحد هو إبراهيم وكان يعمل مراسلاً في بعض الإدارات الحكومية براتب يكفيه أن يعيش به مع أطفاله الأربعة وزوجته وأمه بل لقد قام ببناء منـزل حديث بجانب البيت القديم الذي ورثه من أبيه . ورغم ضآلة المرتب ألا أنه استطاع أن يتدبر أمره ويكافح حتى شيّد منـزله وأنتقل فيه مع عائلته . تقع قرية حانوت على ربوة قريبة من مجرى الوادي ويقع بيت السيد مروان بن صالح في طرفها الجنوبي بجانب منـزل السيد إبراهيم القديم وعمل فيه بعض التحديث قبل أن ينتقل إلى بيته الجديد فقام ببناء غرفتين مع مطبخ وحمام.... في فناء البيت الذي كانت به شجرة كبيرة من أشجار اللوز توحي إليك مدى الأزمنة التي قد مرّت بها و كم كانت شاهدة على كثير من خلق الله الذين قد استظلوا تحتها ثم رحلوا ، وتركوها مع هذه البيوت القديمة شاهدة لهم او عليهم وكما قال الشاعر: تفنى وتبقـى الأرض بعدك مثلما يبقى المناخ وترحل الركبــان وكان قريبا منهما بيت عريفة القرية حسين السالم والذي كان إماماً لمسجد هذه القرية أيضاً وهو شخص ذا روّية وحصافة رأي يحضى باحترام جميع أهالي القرية. كان السيد إبراهيم شديد المحبة لأخته سعاد فقد كانت بالنسبة له الأخت والصديقة الحميمة.. وقد تزوجت من السيد مروان بحكم ما كان بينه وبين أخيها من صداقة وجوار في القرية فقد كانا يعملان سويا في أيام الصبا في رعاية الأغنام والزراعة. انقطع السيد مروان عن بيته في القرية منذ زواجه من سعاد ولم يعد إليه منذ أن انتقل بأهله إلى الطائف، وعلى ذلك فقد اندثر بناءه القديم المبني من الحجر ومسقفاً من الخشب المغطى بالطين وأصبح غير صالح للسكن . ، وقد هجر الناس أغلب المنازل القديمة في القرية وتوزعت المنازل الحديثة هنا وهناك من حولها بعد أن شقّت الطرق وعُبّدت وتوفرت الخدمات اللازمة من مدارس للبنين والبنات ومستوصف ، شأنها شأن بقية القرى المنتشرة في قمم الجبال والأودية على امتداد جبال السروات . أما السيد مروان فقد كان يجمع ما كان بالإمكان جمعه من نقود من ما يفيض من مصروف البيت طمعاً في بناء مسكن له ولأسرته في القرية أسوة ببقية أهل قرية الحانوت . كان عمره في هذا الوقت يقترب من سن الأربعين ، أما زوجته سعاد فقد كانت أصغر منه بخمس سنوات ، وقد عاشا خلال هذه الفترة في سعادة غامرة . كانت زوجته لا تزال محتفظة بصباها رغم إنجابها لأطفالها الأربعة ، وقد كانت ابنتها الأخيرة سامية هي آخر الإنجاب بالنسبة لها ، حيث تعرضت لمتاعب عند ولادتها بها وأُجريت لها عملية لم تعد بعدها قادرة على الإنجاب . كانت المدارس الابتدائية بالنسبة للأولاد والبنات قريبة جداً من مكان السكن إلا أنهم كانوا يذهبون بسيــارة أبوهم إلى المدرسة كل صباح وكانت علاقة السيد مروان طيبة مع الجيران وأصحاب المحلات التجارية المجاورة له وللورشة . وكان يشتري أغلب مستلزمات البيت من السوق المركزي الذي يقع في الدور الأرضي من ألعماره ومن المحلات التجارية المنتشرة في طول ذلك الشارع . كان يملك سيارة شفرولية بكس، وبرغم قدم موديلها إلا أنه كان يتعهدها دائماً بالصيانة 0لذلك كانت تكفيه للتنـزه بعائلته من وقت لآخر أو زيارة الأصدقاء أو حضور بعض المناسبات . (2) في يوم من الأيام وبينما كان السيد مروان جالساً في ورشته دخل إلى الورشة رجلاً نزل من سيارة سوبر بان جديدة وطلب من أحد العاملين في الورشة إصلاح علبة فرامل السيارة وذهب بعد ذلك إلى السيد مروان. - السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . - وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . أهلاً . عباس . - كيف حالك يا أبو حسين . - الله يسلمك . لا أكاد أصدق عيني . - بل صدق . كيف حال الأولاد وكيف أنت والعمل في الورشة . - بخير والحمد لله . ما الذي غيرك يا رجل . - إلى الأحسن أم إلى الأسوأ . - إلى الأحسن طبعاً . - ربك مغّير الأحوال . - سبحانه . أكيد قد حصلت على كنـز أو تعويض أو شيء من هذا . - لا هذه ولا تلك . - إذاَ من أين لك هذا ؟. - هو تحقيق إذاً . - ليس تحقيقاً ، ولكننا نعرف بعضنا وكلنا في الهوى سوى . - أما أنا فقد تركت شغل الزيت وأعمال السيارات . - فمن أين تعيش إذاً .؟ - هذه يطول الشرح والكلام عنه. وإذا أردت أن نلتقي فسوف أخبرك بكل شيء. - إنني أريد أن أعرف الآن . فأنت لا تكفيك جلسة أو جلستين ، أنت الآن تركب سوبر بان وثيابك ناصعة البياض ، وأنا أعرفك كانت لديك سيارة وكل جزء منها من شركة ، فالهيكل من تويوتا والرفارف من ميتسوبيشي والماتور من نيسان وكل باب أو جزء من الهيكل قد طرقه ألف سمكري ، ولكن هذا الوضع يدعو للريبة والشك . - هل تشك في أنني حرامي ؟ - الله أعلم ! لكنني واقع في حيرة ، فأنت مثلي يا صديقي لا نار ولا xxxx . - هل لا تزال في شقتك الأولى ؟. - هي ذاتها . - إذاً سوف أحاول أن أزورك بالعائلة قريباً . - أي عائلة ، أنت وزوجتك وربنا ولك الحمد . - خُبرك عتيق . - ماذا تقصد .؟ - لقد تزوجت بأخرى وأنجبت سامي وعمره الآن سنة ونصف . - الله يبشرك بالخير ، إذاً : سوف نتعشى الليلة سوياً . - وهو كذلك . خرج السيد عباس من الورشة وركب سيارته بعد إصلاحها . وترك السيد مروان في حيرة من أمره ، فهو يفسر تلك الحالة التي أصبح فيها السيد عباس بتعويض قد حصل عليه من الحكومة أو شيء آخر لا يعرفه ، إلا أنه قد عقد العزم على معرفة ذلك السر في ليلته تلك . إن مظهره يدل على تغير حالته المادية فمن سيارته القديمة إلى صالون سوبر بان ومن أثواب قد لُطّخت بالزيت وشحوم السيارات إلى ذلك الثوب الناصع البياض وتلك الغترة من أحدث صيحات شماغ البسام ، وسبحان مغيرّ الأحوال . وبعد صلاة الظهر اتجه السيد مروان إلى باب الريع لشراء ما يلزمه لطعام العشاء وعاد إلى زوجته وأخبرها بأن صديقه القديم السيد عباس وزوجتيه سيكونون ضيوفاً عليهم في هذه الليلة كما أخبرها أن عباس قد تزوج من أخرى وأنجب منها طفلاً عمره سنة ونصف . وبعد صلاة العشاء حضر السيد عباس وزوجتاه وابنه إلى شقة السيد مروان وجلس مع مضيفه في غرفة الاستقبال كما استقبلت أم حسين زوجتاه وابنه في الغرفة المجاورة . - كيف أنت يا عباس . قال ذلك : السيد مروان . إنني منذ أن فارقتني و غادرت الورشة وأنا أبحر في بحر من الأفكار التي لم أجد لها مرسـى إلى الآن . - سوف أضعك في شاطئ الآمان . فلا داعي للإبحار ولا للطيران ، فالأمر أبسط من ما تتوقع . والدنيا هكذا يا صاحبي ساعة فقر0 وساعة غنى 0 وليس هناك غنى كبير إن كنت تتوقع ذلك ، فأنا لا أزال على ما عهدت والحالة مستورة والحمد لله، إلا إنني قد تركت البنشر والزيوت، وإليك ما تريد أن تفهمه يا عزيزي. لقد تزوجت زوجتي السابقة وبقيت أنا وهي لمدة تزيد عن ثمان سنوات وأنا انتقل بها من مستوصف إلى مستشفى إلى طبيب عربي إلى غير ذلك ، وأخيراً .. تأكد لنا أنه لا فائدة من كل هذه المساعي بعد أن أكدّ لنا الأطباء أن زوجتي عقيم ولا هناك أي أمل لها في الإنجاب . وعند ذلك كانت المبادرة من زوجتي نفسها وطلبت مني أن أتزوج كما طلبت مني أن أدع لها اختيار ضرّتها أيضا. - هي التي اقترحت ذلك .؟ - نعم . كانت صاحبة الفكرة بل كانت شديدة الإصرار على أن أتزوج . وفعلاً كنت أفكّر في مصارحتها بأنني أنوي الزواج ولكن كانت الأقوى ولم أتصــور أنها تستطيع ذلك. - ثم ماذا ؟ - تركت لها كما طلبت حرية الاختيار على أن تكون الموافقة الأخيرة لي أنا فوافقت على ذلك. وبدأت تبحث وكان الاختيار موفقاً جداً . وقد كانت زوجتي الأخيرة تعرفها فهي من بنات الجيران وتعمل مدرسة في ضواحي الطائف الجنوبية وكنت أشاهدها في بعض الأيام عندما تكون ذاهبة أو عائدة من المدرسة 0 فكانت موافقتي سريعةً جداً . كما أن عائلة العروس كانت فرحتهم كبيرة عندما كانت زوجتي هي الخاطبة لزوجها عندهم . فسارت الأمور على ما يرام واستقبلتها زوجتي وكأنها ابنتهـا وقابلتها العروس بكل احترام وتقدير والحمد لله لا يزال كل شيء على ما يرام . - من ناحية الراتب . - من ناحية الراتب فأنا لم أطلب منها ريالاً واحداً ولكنها قد تحمّلت بدافع منها مصاريف البيت والإيجار أيضا . هذا من ناحية الزواج . إما من ناحية السيارة فكما أخبرتك كانت زوجتي الأخيرة تعمل مدرسة في ضواحي الطائف الجنوبية 0 وكأن لا بد لي أن أوصلها إلى المدرسة 0 ولحسن الحظ كثير من زميلاتها يرتبطن بأزواج لديهم مشاغل كثيرة من وظائف حكومية وأعمال في مدينة الطائف أو بنات لم يتزوجن وأهلهم يبحثون عن شخص يثقون فيه ليكفيهم هذا المشوار فأذهب بهن معها إلى المدرسة مقابل أجرة شهرية . - علشان كذا تركن الورشة . - نعم وعليه فقد بعت محل الكفرات والبنشر واشتريت هذه السيارة والحمد لله أن الإيجار الذي أحصل عليه من توصيل المدرسات يزيد عن خمسة آلاف شهرياً. - يعني كسبتها من جهتين . - لا أريد حسداً فأنا اعرف أنك أعوذ بالله لا يسلم منك أحد . - ما شاء الله لا قوة إلا بالله وأنا لا أعرف إنني لا أحسد كما ذكرت ولكن أريدك أن تطمئن . - إذا أردت الزواج فعندي لك عروسة غنية جداً قالها بصوت منخفض. - مدرسة . قالها أيضا بصوت منخفض . - نعم أنها مدرسة من زميلات زوجتي . - سوف أفكر في الأمر وأعطيك راداً قريباً . - لا أريدك أن تخلق أي مشاكل مع زوجتك وأطفالك . - لا لن يكون هناك مشاكل فأنا سوف أدرس الأمر بروّية وإذا لم يكن هناك داعي للزواج . فلن ارتكب أي خطاء . - أريدك أن تفكر بالأمر جيداً . فأنت بحمد الله لديك زوجتك وأولادك وأمورك مستقرّة وقد تدخل في دوامة تفقدك لذيذ الحياة 0 أما أنا فلو لم أكون مجبوراً على الزواج فلن أتزوج ولا أزال أكنّ لزوجتي السابقة كل تقدير واحترام إما أنت فلا تفكر في راتبها فقط فقد تكون سعادتك في البقاء على ما أنت عليه . وأنا أعرفك .... لا تفكر إلا في الراتب .. حتى وأن أنكرت . - قلت لك سأفكر في الأمر جيداً . عند ذلك دخل حسين بالقهوة فطلب منه والده أن يتركها أمامهما وينصرف.. واستمر الحديث حول الزواج والسيارة وذكريات الماضي حتى حضر العشاء وتناول الجميع طعام العشاء ثم غادر السيد عباس بعائلته بعد أن ترك السيد مروان في دوّامة من ما سمعه من أخبار عباس وزواجه وثروته ...(فهو يحسبه الآن صاحب ثروة ) سأل السيد مروان زوجته السيدة سعاد . - كيف عروس عباس يا أم حسين .؟ - والله ممتازة وجميلة جداً وتحترم زوجته السابقة . كأنها أمها سبحان الله . - كم تقدّرين عمرها .؟ - يمكن في الثلاثين تقريباً إذا لم تكن أقل . - الحقيقة أن زوجها أيضاً يقول ذلك . كيف الولد .؟ - سبحان الله . شبه أمه تماماً . لكن لا يريد أن يفارق زوجته الأولى فاطمة فهو متعلق بها جداً . - الله يحفظه لهم ويقرُّ به أعينهم فهم طيبين جداً ويستاهلون كل خير . - على قولك . ثم أخرجت من جيبها خاتماً من الذهب وقالت : - هذا كان هديتي من زوجته الجديدة . وعند ذلك أخذ السيد مروان الخاتم وقال : - نعم . إنها مدرّسة ولديها راتب وتستطيع أن تشتري وتهدي ولا ينقصها شيء. ثم غادر الشقة ونزل إلى السوبر ماركت الذي في الدور الأول من العمارة وهناك قابل السيد / عطية صاحب السوق والعمارة وأخذا في الحديث في أمور شتى وقص عليه مروان قصة صاحبه الذي كان يتعشى عنده وزواجه من زوجته الثانية وكيف تغيرت أموره من حال إلى حال وتلك الصحبة بين كل من زوجته الأولى وزوجته الجديدة وأخذ يصف له السيارة التي يملكها .وقال له عطية : - هذه أرزاق يا أبو حسين وهذا الرجل قد صبر حتى نال عاقبة صبره والله سبحانه وتعالى قال : ( إن مع العسر يسرا ) .سورة الانشراح - ألم تفكر في الزواج مرة أخرى يا عطية . - لا . أبــداً على الأقل في الوقت الحاضر . فأنا مرتاح مع زوجتي وأطفالي . وقد لا أجد مثل تلك المواصفات التي وجدها صاحبك . - يعني أن الزوجة الثانية نعمة أو نقمة . - قد تكون نعمة وقد تكون نقمة . والأولى نادرة جداً . وطالما أنني مرتاح ومبسوط فلا داعي أن أنغّص عيشتي . - أنت تخاف يا أبا خالد لماذا لا تقول ذلك بصراحة. - ليس الأمر كذلك ، ولكنني أعرف مصلحتي . - بل هو الخوف . شكلك يبّين ذلك . - أرجو أن تكف عن هذه السيرة فأنا مرتاح والحمد لله . لكن لماذا لا تعملها أنت ثم نرى نتيجة تجربتك يا بطل . فأنت لا تخاف كما تزعم ، لكنني أعرفك لئيم ممكن تعملها من اجل الفلوس فأنت تبتاع أخوك من أجل عشرة ريال . أمام السوق المركزي كانت هناك دكة عبارة عن رصيف مرتفع عن الشارع بعرض مترين تقريباً . يفرش عليها السيد عطية بعد صلاة العشاء أو بعد صلاة العصر ويجلس أمام دكانه ، وكانت محل اجتماع بين صاحب المحل والسيد مروان وعدد من رجال الحارة يتسامرون ويقضون فيه أوقاتا سعيدة مع بعضهم وفي أثناء الحوار بين السيد عطية والسيد مروان حول الزواج حضر ابن السيد عطية بثلاجة من الشاي واجتمع حولهم بعض الجيران كالعادة وتسامروا حتى منتصف الليل . عاد السيد مروان واستلقى على فراشه بجانب زوجته السيدة سعاد والتفت إلى جدار الغرفة وشاهد بنطلونه معلقاً أمامه وبه من الزيوت والشحوم في كل جزء منه بقعة وبقعة . وأخذت فكرة الزواج تتخمّر في مخيلته سيما بعد أن شاهد ذلك الثوب الناصع البياض على السيد عباس . يلتفت إلى زوجته في طرف السرير ويقول في نفسه : لو كان لديك مرتب ، لكان وضعي أحسن من ما أنا فيه . ثم يرد على نفسه ولكن المسكينة لم يكن في وقتها أي تعليم . لا عيب يلحقني إني بــلا نشب وأي عـار على عين بلا حور سعيد ألخالدي ثم يلتفت إلى ابنه خالد وأخته سامية اللذان كانا ينامان على الأرض في فرشة واحدة ويقول لنفسه لو كانت حالتي أحسن من ما أنا عليه لكان لكل منكما سرير بمفرده إلا إنني لا أستطيع الآن ويناديه صوت الضمير الحي الذي لا يصغي إليه الآن . أنت في نعمة فاحمد الله وكن شكوراً . فهؤلاء الأطفال هم زينة الحياة الدنيا وقد أعطيت أربعة وهم متفوقون في دراستهم و أشكالهم مثل الورد ، كما أن زوجتك هذه الراقدة في سريرك عفيفة نظيفة تقوم بواجبها على أكمل وجه في تربية هؤلاء الأطفال وترعاهم وسيدة بيت على أكمل وجه 0 فكن شكوراً وأحمد الله على ذلك . عند ذلك لم يكن هذا الكلام يعجبه فانقلب على جنبه الآخر طلباً للنوم والخروج من هذه الوساوس . وأصبحت تلك الفكرة من زواجه من مدرسة هاجسه الأول والأخير وأصبح يتقزز من أعمال الورشة و العمل بها ومصافحة العمال . قبل ذلك كانت أعمال الورشة الصعبة لا يقوم بها آلا هو . الشيء الذي أكسب الورشة سمعة طيبة إما الآن فلم يعد يلقي لتلك الأعمال بالاً ، كما أصبح كثير الخروج من الورشة . ويذهب إلى دكان السيد عطية أوقاتا كثيرة بعد أن كان لا يجلس فيها آلا بعد صلاة العشاء . وبعد حوالي أسبوعين من زيارة السيد عباس له0 أتى إليه مرة ثانية السيد عباس وطلب منه زيارته في بيته الجديد مع عائلته . فقال السيد مروان : - سوف أخذ رأي العائلة في ذلك فاعتقد أن لدى الأطفال اختبارات في هذه الأيام. - يا رجل فادية وحسين لا يزالان في الصفوف الأول وعلى حد علمي أنهما متفوقان في الدراسة لذلك لا خوف عليهم ولا هم يحزنون . إلا إذا كنت لا تريد المجيء إلي فابحث عن إي عذر غير هذا . - أبداً أنني شخصياً ارتاح للجلوس معك وسماع أخبارك وعلومك والحديث معك ذو شجون . - إذا بيتنا بجانب العمارة الصفراء في شارع البلدية مقابل محطة النقـل الجماعي . - سوف أحاول أن أقنع الأهل بذلك . - إذا حاولت فأنا متأكد بأنك سوف تنجح في ذلك .سوف أتصل بك بعد صلاة العصر، ثم ناوله عباس بطاقة فيها رقم الهاتف والعنوان وركب سيارته وانصرف . ( 3 ) في حي شهار بمدينة الطائف كان السيد / محفوظ عبد الغفار 50 سنه يسكن في منـزل مكون من دورين وملحق تحيط به حديقة من جميع جوانبه يعتني بها مصطفى الذي يعمل كحارس للمنـزل ومزارع وسائق في آن واحد . يعيش السيد محفوظ مع زوجته إيناس وابنه طارق وبنتاه خلود وإنعام مع أمه وأخته غادة التي سبق زواجها من بعض الشخصيات في مدينة الطائف ثم توفي زوجها وعادت لتعيش مع أخيها وعائلته ووالدتها. يعمل السيد / محفوظ في مجال تجارة المفروشات وقد كان يعيش في بحبوحة من العيش فهو من عائلة غنية أبا عن جد ويعتبرون من العائلات المرموقة في مدينة الطائف. يعمل ابنه طارق 27 سنه محاسباً في إحدى الإدارات الحكومية ورغم مناشدة والده له بأن يتفرغ للتجارة ومتابعة إعماله آلا أنه يريد الاعتماد على نفسه ويبقى في وظيفته لكنه يساعد والده في إعمال التجارة من حين إلى آخر بعد انقضاء وقت الدوام . عندما توفي زوج غادة كانت قد أنهت دراستها في المرحلة الثانوية ثم أكملت دراستها الجامعية بعد ذلك وأصبحت تعمل مدرسة مع زوجة السيد عباس في مدرسة واحدة . وكانت زوجة السيد عباس . السيدة علياء مقربة جداً من غادة يجلسن سوياً في أوقات الفسح وتشتكي كل منهما همها إلى الأخرى حتى اشتهرتا في المدرسة بـ( التوأم )كما كانتا تذهبا إلى المدرسة وتعودا مع السيد عباس في سيارة واحدة . أما السيد عباس فكان يقصدها بالكلام عندما عرض فكرة الزواج على زميله مروان وكثيراً ما كان يزور هذه العائلة بعائلته حتى أصبح صديقاً لآخوها محفوظ وكثيراً ما كان يذهب يتسلى معه في معرض المفروشات من حين إلى آخر . الموضوعالأصلي : يتيم.. في حـيــاة أبي // المصدر : ممنتديات جواهر ستار التعليمية //الكاتب: مستر
| |||||||
الإشارات المرجعية |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 20 ( الأعضاء 3 والزوار 17) | |
|
| |
أعلانات نصية | |
قوانين المنتدى | |
إعــــــــــلان | إعــــــــــلان | إعــــــــــلان | إعــــــــــلان |