أولئك الذين هدي الله فبهديهم اقتده


بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام علي اشرف المرسلين
سيدنا محمد وعلي آله وصحبه أجمعين

اليوم نتناول سيرة واقوال وحكم السلف الصالح الذين عاصروا النبي الخاتم صلي الله عليه وسلم ومن لم يعاصروه
و ذلك لنتعرف علي فضائلهم و نتعلم منهم
الحكمة وكيف كانوا منبع الحكمة و العلم
قال تعالى:
( أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ۖ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ۗ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا ۖ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْعَالَمِينَ )
الانعام : 90



اول هؤلاء هو :
سيدنا علي بن أبي طالب رضى الله عنه


من هو علي بن أبى طالب
علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي
كُنيته أبو الحسن رضي الله عنه وأرضاه
أبن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم
وكنّاه النبي صلى الله عليه وسلم : أبا تراب


وُلِد قبل البعثة بعشر سنين
وتربّى في حجر النبي صلى الله عليه وسلم ولم يُفارقه


فضائله جمّـة لا تُحصى ومناقبه كثيرة


حتى قال الإمام أحمد :
لم ينقل لأحد من الصحابة ما نقل لعلي
وقال غيره :
وكان سبب ذلك بغض بني أمية له فكان كل من كان عنده علم من شيء من مناقبه من الصحابة يُثبته
وكلما أرادوا إخماده وهددوا من حدّث بمناقبه لا يزداد إلا انتشارا


وقال الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية
فى باب ذِكر شيء من فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال :
فمن ذلك أنه أقرب العشرة المشهود لهم بالجنة نسبا من رسول الله صلى الله عليه وسلم


وفى كتاب الإمام النسائي هو " خصائص عليّ رضي الله عنه "
إن أهل السنة يعتقدون محبة علي رضي الله عنه دين وإيمان


من فضائله رضى الله عنه:
أول الصبيان إسلاماً
أسلم وهو صبي وقُتِل في الإسلام وهو كهل
قال عليه الصلاة والسلام لعلي رضي الله عنه يوم غدير خم :
"ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟قال : بلى .
قال : اللهم من كنت مولاه فعليّ مولاه . اللهم والِ من والاه ، وعاد من عاد "
رواه الإمام أحمد وغيره .


وروى الإمام مسلم في فضائل علي رضي الله عنه قوله رضي الله عنه :
"والذي فلق الحبة ، وبرأ النَّسَمَة إنه لعهد النبي الأمي صلى الله عليه وسلم إليّ أن لا يحبني إلا مؤمن ، ولا يبغضني إلا منافق "


وروى عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أنه قال :
" ما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول الله صلى الله عليه وسلم فلن أسبّه ؛ لأن تكون لي واحدة منهن أحب إليّ من حمر النعم "


سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له :
حين خَلّفه في غزوة تبوك فقال له عليّ : يا رسول الله خلفتني مع النساء والصبيان ؟
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم :
أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا انه لا نبوة بعدي ؟


وسمعته يقول يوم خيبر :
"لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله "
قال : فتطاولنا لها فقال :
ادعوا لي علياً فأُتي به أرمد ، فبصق في عينه ودفع الراية إليه ، ففتح الله عليه
ولما نزلت هذه الآية :
( فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ )
دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا
" فقال : اللهم هؤلاء أهلي "


روى عليّ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم كثيراً
شهد المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا غزوة تبوك
حين خلفه النبي صلى الله عليه وسلم على المدينة


وهو بَدري من أهل بدر وأهل بدر قد غفر الله لهم
وشهد بيعة الرضوان
وهو من العشرة المبشرين بالجنة
وهو من الخلفاء الراشدين المهديين فرضي الله عنه وأرضاه
وهو زوج فاطمة البتول رضي الله عنها سيدة نساء العالمين
وهو أبو السبطين الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة
وكان علي رضي الله عنه أحد الشورى الذين نص عليهم عمر
اشتهر عليّ رضي الله عنه بالفروسية والشجاعة والإقدام


قُتِل رضي الله عنه في ليلة السابع عشر من شهر رمضان
سنة أربعين من الهجرة قَتَلَه عبد الرحمن بن مُلجَم المرادي

هذا القاتل الذى قال عنه رسول الله صلي الله عليه وسلم:


" أَلَا أُحَدِّثُكُمْ بِأَشْقَى الناسِ رَجلينِ ؟ أُحَيْمِرُ ثمودَ الذي عقَرَ الناقَةَ
، والذي يضْرِبُكَ يا عَلِيُّ عَلَى هذِه ، حتى يَبُلَّ مِنْهَا هذِه"
يقصد لحية علي رضى الله عنه
الراوي: عمار بن ياسر المحدث: الالبانى - المصدر: صحيح الجامع
خلاصة حكم المحدث: صحيح




قال صلى الله عليه وسلم :
"الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ، وأبوهما خير منهما "
رواه ابن ماجه ، وصححه الألباني

تمت الاستعانة بكتاب
(اعلام سير النبلاء)