جواهر ستار التعليمية |
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم ، في منتديات جواهر ستار التعليميه المرجو منك أن تقوم بتسجـيل الدخول لتقوم بالمشاركة معنا. إن لم يكن لـديك حساب بعـد ، نتشرف بدعوتك لإنشائه بالتسجيل لديـنا . سنكون سعـداء جدا بانضمامك الي اسرة المنتدى مع تحيات الإدارة |
جواهر ستار التعليمية |
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم ، في منتديات جواهر ستار التعليميه المرجو منك أن تقوم بتسجـيل الدخول لتقوم بالمشاركة معنا. إن لم يكن لـديك حساب بعـد ، نتشرف بدعوتك لإنشائه بالتسجيل لديـنا . سنكون سعـداء جدا بانضمامك الي اسرة المنتدى مع تحيات الإدارة |
|
جواهر ستار التعليمية :: تعارف ودردشة :: دردشة وفرفشة :: قصص - قصيرة |
الأربعاء 8 أكتوبر - 9:26:24 | المشاركة رقم: | |||||||
عضو نشيط
| موضوع: قصة تحت الرماد قصة تحت الرماد ضية تحت الرماد كانت نهاية مشرقة بشمس باسقة في الأفق، وأمل يسمو بفجر جديد نحو الانفراج، ببصمات عالمية لحل القضية التي باتت عبئا وثقيلة على شعب متسامح، طموح لنيل حريته التي ظلت تتأرجح بين الكفة والأخرى لزمن طويل وصعب مملوء بالمرارة، الذي ناضل ومازال يناضل في سبيل نيل حريته وتقرير مصيره واسترجاع ما سلب منه بالسلم أو المواجهة. لم يكن في ذلك الملتقى نوع من الفشل في ظل النقاش الجاد والمبني على الواقعية بين كل الوفود المشاركة التي لبت الدعوة بصدر رحب، حيث مرت أيامنا عادية جدا لا غرابة فيها، بل ربما كانت نتائجه مثمرة وناجحة إلى حد بعيد وكبير، وذلك باعتراف جل الوفود المشاركة التي قبلت الدعوة لدراسة قضية نبيلة ومستعصية منذ سنوات، وكيفية تصفية هذا الظلم الجائر الذي بات يهدد أمن المنطقة كلها، وبذلك يطل نهارا جديد بشمس مشرقة تضيء السواد، وتفتح الكلمة النقية التي تخرج من الروح العميقة وترتبط بين الإنسان وأرضه، وتنفتح كل زهرة لتشمها بدون خوف في وطنك. لما عادت حورية إلى أمها التي رضعت من ثدييها وتربت في أحضانها أحست بالدفء يغمرها حتى استقرت ابتسامة متعبة في محاجر عينيها، حيث أخذت قليلا من الرمل تداعبه بيدها الملساء وترسم عليه.... حاملة أعباء سنون من التعب والنضال من أجل قضية عادلة وصادقة يؤيدها معظم أنحاء المعمورة، هذا التعب الذي يؤرقها في أفكارها كأنه شبح مخيف يطاردها من بعيد... من قريب، وفي كل الاتجاهات والأماكن، في أفكارها العميقة ونومها وسفرها وحتى في أحلامها وكوابيسها، وهي في طريقها الصعب بعينين غامضتين توحيان بعمق التأمل وملامح الوقار والشجاعة تبدوان على وجهها الأسمر، تنتظر بفارغ الصبر الذي يكاد أن ينفذ حتى الوصول إلى الأم التي تربت في أحضانها وملاقاة هذا الشعب الصامد الجريح في كفاحه الباسل، في بطنه الجائع وأفكاره وأرضه المسلوبة، رغم كفاحه المتواصل في سبيل تقرير حقه أمام أعين العالم، وكذلك لتفيدهم بآخر الأخبار ونتائج الملتقى الذي كان ناجحا، وتعطيهم شحنة نفسية لمواصلة التصدي والنضال من أجل تحرير الوطن والكفاح بالقلم أو.... الذي طال مبتغاه، لكي تشرق شمس الحرية بفجر جديد، وأن يثبتوا للعالم أنهم أحرار. كانت الشمس قد أخذت تتسلق ببطء والسيارة تلتهم في المسافات المحاطة بهذه السيوف الرملية وتمضي فوق الأرض الملتهبة وبدوي محركها المزعج تاركة ورائها خطا من غيوم الغبار وهي تفكر بهدوء تام، والشمس اللامعة في السماء وترسل لها روح الصبر والإرادة لمواصلة نضالها وكفاحها من أجل تحرير الوطن بروح قوية وصلبة وثابتة وهي تحس أن الحياة كبيرة وواسعة وأنها ستكون في المستقبل حرة في وطنها، لأن خيوط الأمل مازالت تنسج في صدرها الواسع ثم قالت: نعم... إنه وطن السلم والسلام، وطن الحب والأمان، إنه يملك أسرارا لم ولن يبح بها إلا لمن عشقه، لقد فتحت نافذة الروح بيني وبينك يا وطني، لقد أعطيتك دمي وكل ما أملك، إني تنفست هواك في طمأنينة وسلام نعم أنت أمي يا وطني. ما إن وصلت متعبة ومرهقة ودموع الرفض والحب يغمرانها في نظراتها ونزيز الدم يكاد أن يتدفق من تحت جلدها حقوقية تهل عليها المصائب من كل جهة، ولكنها تصر على مواصلة الواجب الإنساني، وجدت بانتظارها حشد كبير من المواطنين ينتظرون آفاق جديدة بشغف وأمل كبيرين، ينظرون إليها بعيون صامتة، ساكنة حاملين لافتات صغيرة وكبيرة وأعلام وطنية معبرة عن الاستقلال والحرية والعيش بكرامة كتب عليها: مرحبا يا حورية يا بنت الصحراء الغربية، وأخرى كتب عليها: استقلال الصحراء، الصحراء حرة، الصحراء صحراوية، نعم للاستفتاء، يجب معاملتنا معاملة إنسانية نعم... نعم. انبهرت وتفهمت الوضع وما يحمله هذا الشعب المسالم من مآسي وحقرة أمام أعين مغشوة بالرماد، وهي تحملق في تلك الوجوه الشاحبة، المعبرة المحاطة بالسيوف الرملية، تبين مأساة شعب حرم من كل شيء، ومما يزال ينتظره، وكان في عينيها الواسعتين صمتا عميقا وغضبا شديدا، ودمعة في قاع بؤبؤها الأسود تكاد أن تسقط، ووجهها كان هادئا ساكنا بداخله قوة ثائرة لا تريد أن تحركها أو تبوح بها ثم قالت: إننا نناضل من أجل هدف واحد هو تحرير الأرض المسلوبة، ونعيش لغاية واحدة هي تحرير أفكارنا، إننا نناضل باسم الإنسانية ونطمح لمستقبل محدد والعيش بكرامة في وطننا أحرار... أحرار لم تنته من خطابها الحماسي حتى توقفت عدة سيارات لرجال بلباس عسكري مدججين بأسلحتهم الخفيفة، وعيونهم تنط هنا وهناك، بدأ الهلع والفزع في أوساط اللاجئين فاختلطت الأمور هرب من هرب ومنهم من لم يستطع حيث تسمروا في أماكنهم خوفا منهم بأجسامهم الغليظة القوية ونظراتهم المخيفة والأسلحة في أيديهم واضعين فوهات رشاشاتهم تحت إبطهم وأخرى مصوبة نحوهم. لقد طوقوا المكان وأغلقوا كل المنافذ بسرعة هائلة. فقال أحدهم للضابط: ابحثوا عن تلك الـ... لأنها لا تستطيع الفرار، المنطقة كلها رملية لا مناص لها من الهروب، أضرب... اضرب ما استطعت، أسجن بعض اللاجئين، بل كلهم إن استطعت واقبضوا على تلك السلعة الغالية التي شوهت سمعتنا بتصريحاتها، أريدها حية هل فهمتم؟ ألقوا القبض عليها في حالة مزرية ومؤسفة جدا وهي تصرخ وذرات الرمل لاصقة بوجهها المتصبب بالعرق وهي تصارعهم وتشتمهم ولكن... قيدوها ووضعوا شريط لاصق على فمها وهي تتصارع معهم كأنها عشرة رجال أقوياء، لا تريد الذل والهوان ثم قالت في نفسها بصمت انقطعت آخر خيوط الأمل وأغمي عليها. رموها في السيارة المصفحة ذات العجلات العريضة وانسحبوا كالسهم بسرعة جنونية تاركين ورائهم خراب كبير وخطا من غيوم الضباب. السيارات تلتهم في هذه المسافات الرملية بسرعة جنونية، لم يكملها أحدا وهي تصرخ في أعماقها وتكتم في أنفاسها والرغبة في الدفاع عن حياتها، تجيل بصرها في هؤلاء الجنود بلباسهم المبرقش وعضلاتهم القوية ونظراتهم المخيفة كأنما تبحث عن إنسان ما، وأخذت الأفكار تتساقط فوق بعضها وتملأ جسدها إلى أين سيأخذونني؟ هل يقتلونني، من سيخلفني إن...؟ لن أمنحهم فرصة الكلام، لن أعطيهم أي سر، لن أتنازل عن هذه القضية الشريفة العادلة مهما كلف الأمر. توقفت السيارات في مكان مظلم ثم أمر أحد الضباط قائلا: أيها الرقيب ارمي تلك السلعة في المخزن الخامس أو السادس وفك لها الرباط سنعود لاستنطاقها لاحقا، ففك لها الرباط ورمى بها في زنزانة منفردة مظلمة تشمئز منها النفوس، تنبعث منها روائح كريهة طولها متر واحد وعرضها كذلك أما سقفها مرتفع في أعلاه فتحة صغيرة ينبعث منها ضوءا خافتا، كانت كلما تنظر إلى السقف تفكر في انتفاضة الفرار، تنفست قليلا وبدأت تمسح في الزنزانة بعينيها الجريئتين الواسعتين، كانت ضيقة مفروشة بغطاء قديم رث ونتن، وفي زواياها يوجد عناكب تنسج في عشها بين أركان الزوايا محرومة من الأكل والقراءة وحتى التفكير، وبدأت خفقات قلبها تنبض بسرعة مما ينتظرها، وهي جالسة غارقة في تأملاتها وبحيرة الصمت تطفو على وجهها الأسمر، حتى أخذت عيناها تلتمعان فيما سيجري في هذه الغرفة المظلمة دون أن تعرف ماذا ستفعل...! بعد لحظات فتحت شهيتها للحياة واتجهت إلى الركن واستطاعت أن تجلس وظهرها إلى الحائط، جالسة تجيل بصرها في أنحاء الغرفة الموحشة تبحث عن بدء انتفاضة الفرار، وهي على تلك الحالة المزرية من الجروح العميقة والتفكير الدائم، جاؤوا ثلاثة من رجال المخزن مسرعين... افتح الزنزانة... كانوا ينظرون إلي باحتقار جارح وملامح راعبة متكبرة وبادر أحدهم بالترحيب والضحكة الخبيثة في شفتيه... أهلا... أهلا بالحقوقية الصحراوية حورية، كيف كان ملتقاكم؟ هل نجح؟ سكت هنيهة ثم قال ماذا تريدون منا؟ - نريد حقنا - حقكم... سنعطيكم حقكم، أخذ عقب السيجارة المشتعل ورماها على شعرها الأسود الطويل ووجهها الأسمر المبتل بالدموع البريئة. - نحن هنا لنساعدكم، ونقدم لكم خدمات جليلة. - لماذا تؤذوننا إذا كان لديكم خدمات لشعبنا، حرمتموه من العيش بأفكاره السليمة، حرمتموه من بطنه وأفكاره وحريته. - لماذا لا تعترفون بملكيتنا للصحراء والتاريخ يشهد على ذلك، لا نريد مواجهة وإراقة الدماء، بل نريد أن تضعوا أسلحتكم وتندمجوا معنا، نحن أمة واحدة يجمعنا التاريخ والدين والمصير المشترك وهذا هو مشروعنا النبيل. - إذا فشل مشروع من مشاريعكم فقل أن الصحراويين سبب الفشل. - أنتم لصوص وخونة ستدفعون الثمن غاليا. - نحن لسنا لصوص وخونة، نريد فقط حريتنا وتحرير كل شبر من أرضنا نحن لسنا طامعين في شيء غير استقلالنا، كما أننا نناضل من أجل هدف ونعيش لغاية نبيلة ونطمح لمستقبل مجدد، ودعم عالمي لحقنا المشروع لنيل الحرية. - لابد أن هذه السافلة التي تدعي حقوق الإنسان لا تعرف المعاملة الحسنة خذوها وعذبوها أشد العذاب حتى تتراجع عن كل كلمة نطقت بها شفتيها ولتكن عبرة للبقية، وهي تتودد لو أن هذه الأشباح المخيفة أن تتركها التي مازالت تبعث في عظامها غضبا متوقدا كأنه نار من وقود، تريد دفء الأم والعيش في حرية وسلام واطمئنان، انسحبوا متوعدين مزيدا من التعذيب إن لم تتراجع عن أفكارها. مضت تلك الليلة الموحشة القاسية بين آلام التعذيب وآمال الهروب، حيث سلكوا في سحب اعترافاتها طريقا وحشيا مريعا، لقد عذبوها ورموها وحيدة مع جراحها، لكنها صمدت ببطولة صامتة، حتى أن ظهرت خيوط حمراء على جسدها الأسمر بآلات الجلادين وهي تتساءل في نفسها: هل يجوز إهانة إنسانيتها على هذا الشكل وأنا حقوقية؟ لقد اخترقوا كل المواثيق، صمتت هنيهة ثم قالت في أعماقها لاشك أن أجد مخرج من هذه الدياجير لأن إحساسي صادق ولا يخونني ولدي حاسة سادسة أثق بها، بين الفينة والأخرى تنهض من مكانها ثم تعود لتجلس وذراعيها بين ركبتيها تفكر في المجهول، ثم نهضت مرة أخرى تطل برأسها الصغير من باب الزنزانة المغلق فلمحها شخص تدور ببصرها وتحملق فيه، ثم تعود لتجلس تحاور نفسها إن الطريق موحلا، طويلا وإنه معبد بالأشواك، لكن لابد من الفرار بأي طريقة، لن أتركهم يعذبونني كما عذبوني من قبل عذابهم مريع وشديد، لن أدعهم يستنطقونني بشتى وسائلهم المخيفة. قبل صياح الديك جاء الشخص الذي كانت تحملق فيه مختلسا يمشي على رؤوس أصابعه، دائري الوجه أشقر الشعر وملامح الخوف والحذر تبدوان على وجهه الأحمر، فتح الزنزانة بلطف وهدوء لكي لا يوقظ الحارس لأنه في سبات عميق، أحست دبيب الموت يسري في عروقها والحياة تتسرب من جسدها النحيل، وبات إحساسها بالموت قريبا وأكيدا، أشار بأصبعه نحو فمه بأن لا تخاف وترتبك. أتيت لأنقذك فقط هيا لا تخافي، أخرجي واتبعيني بدون ضجيج لأن الحراس نيام. خرجا سويا والحيرة وأسئلة جمة تدق في رأسها هل فعلا سينقذني أم ماذا؟ هل سيقتلني أم يساعدني على الهرب؟ من هو؟ أية حياة هذه الموت أفضل منها...!. لما خرجا نهائيا قال لها وأشار بيده اليسرى اسلكي هذا الطريق إنه أسهل وأقرب للنجاة أهربي قبل طلوع الشمس حتى لا يستيقظوا وتقعين في قبضتهم مرة أخرى، وأنت تعرفين أنهم لا يرحمون، ولكنها أرادت بشغف أن تعرف هذا الشخص الذي ضحى بحياته من أجل إنقاذها من أيديهم المخيفة، فبادرته بسؤال من أنت؟ لماذا أنقذتني؟ لا يهم ستعرفين لاحقا.. الوقت ضيق أهربي ولكنها ألحت فكان الرد بسرعة الضوء. أنا أندلسي أي إسباني أعمل لصالحهم منذ عدة سنوات، لكن لما رأيت ما حدث لك وصمودك أمامهم، وكذلك عينيك البريئتين المملوءتين بالصدق يحملان قضية صادقة عادلة أعطاني بصيصا من الأمل أن حريتك ثمنها غالي، فهذا حقكم في كفاحكم المستمر وتقرير مصيركم في العيش بسلام وكرامة في ظل الاستقلال. حورية أنت عقل يتأمل... وقلب يتألم... أسرعي، أهربي يا حورية، حينها أحست أن الحياة كبيرة وشاسعة وأنه سوف يكون مستقبل لهؤلاء المظلومين، ونسجت خيوط الأمل في صدرها وهي تصرخ في أعماقها القضية... القضية الموضوعالأصلي : قصة تحت الرماد // المصدر : ممنتديات جواهر ستار التعليمية //الكاتب: ommare
| |||||||
الإشارات المرجعية |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 20 ( الأعضاء 3 والزوار 17) | |
|
| |
أعلانات نصية | |
قوانين المنتدى | |
إعــــــــــلان | إعــــــــــلان | إعــــــــــلان | إعــــــــــلان |