الطِّفْل في ظل المتغيرات..؟؟
==============================

لقد أضحى الطفل يعيش تمزقا حادا بين عوالم كان من المفروض أن تكون مُتناغمة ومتجانسة، بيد أن واقع الحال يشخص عكس ذلك.




إن كون الطفل ذاك الكائن الذي ينفعل ويتأثر بسرعة بالمحيط الذي يعيش في كنفه، بات تائها،فإذا كانت الأسرة كما هو معروف بيت الطفل الأول والفيء الذي يستظل بظله، ومهد التربية الأولى،فإن دور المدرسة لا ينأى عن ذلك، بيد أنه تغيرت الأدوار، وأصبح الطفل لعبة \دمية تتقاسمها أهواء الأسرة والوسط المدرسي ومؤثرات أخرى..(الشارع، الأقران، مؤثرات التكنولوجيا الحديثة...الخ).
وأمام هذا الثقل وهذا اللاتجانس وهذا التحوير الذي طرأ على الأدوار ظلت شخصيته متأرجحة ومهتزة في أحايين كثيرة، عدا عن ذلك باتت تتجاذبه أقطاب أخرى كما ألمعنا، لأنه ابن العصر والوسط الذي يعيش فيه، فبفضل زخم التكنولوجيا الحديثة أصبح يستجدي كينونته من هاته العوالم الجديدة المتطورة:كالإنترنت وغيرها من الوسائط الالكترونية الحديثة، إذ أصبح يعيش في ظل عالم افتراضي لا يأبه لا لطبيعة تكوينه، ولا لتوجيهات النظام الأسري ولا للمدرسة كمصدر للتنشئة والتكوين والتربية. لقد بات طفل اليوم الصانع لعالمه الخاص تحت تأثير متدخلين كثُر.
_ فكيف لهذا الطفل أن يتوجه توجها صحيحا، وما هي المعايير والضوابط التي يجب أن نأخذها بعين الاعتبار للتعامل معه، وللقبول بالسلوكات والتصرفات التي تصدر عنه ؟.
- هل يجب علينا أيضا أن ننخرط في ظل المُتغير الجديد، ولكن بوعي ومسؤولية.
إن موضوعا كهذا يدفعنا للتفكير مطولا..ولطرح أكثر من سؤال.
- ما هو المحدد لتصرفات الطفل؟.
- هل يمكن الحديث في ظل اقتحام وسائل التكنولوجيا الحديثة والوسائط المتعددة لمناحي حياتنا عن طفل افتراضي، كما هو الشأن للعالم الافتراضي؟.
- كيف ينبغي أن نتعامل مع هذا الطفل، وهل تتماشى طرق التربية والتنشئة المعروفة مع هذا الجيل من الأطفال – هذا طبعا- إن افترضنا حقيقة وجود الطفل الافتراضي في أوساطنا الاجتماعية التي جلها لا زال يعيش الهشاشة والفقر والعوز؟؟! ...