الرعد، سورة ar- Ra'd, Surat الرعد، سورة
ar- Ra'd, Surat
الرّعد، سُوْرة. سورة الرعد من سور القرآن الكريم المدنية. ترتيبها في المصحف الشريف الثالثة عشرة. عدد آياتها ثلاث وأربعون آية. جاءت تسميتها الرعد لما ذكر فيها من تلك الظاهرة الكونية العجيبة، التي تتجلى فيها قدرة الله وسلطانه، فالماء جعله الله سببًا للحياة، وأنزله بقدرته من السحاب، والسحاب جمع الله فيه بين الرحمة والعذاب، فهو يحمل المطر ويحمل الصواعق، وفي الماء الإحياء، وفي الصواعق الإفناء.
سورة الرعد من السور المدنية التي تتناول المقاصد الأساسية للسور المدنية، من تقرير: الوحدانية، والرسالة، والبعث والجزاء، ودفع الشُبَة التي يثيرها المشركون.
ابتدأت السورة الكريمة بالقضية الكبرى، قضية الإيمان بوجود الله ووحدانيته، فمع سطوع الحق ووضوحه، كذّب المشركون بالقرآن، وجحدوا وحدانية الرحمن، فجاءت الآيات تقرر كمال قدرته تعالى، وعجيب خلقه، في السموات والأرض، وسائر ما خلق الله في هذا الكون الفسيح. وتحدثت عن إثبات البعث والجزاء، ثم بعد ذكر الأدلة الساطعة والبراهين القاطعة على انفراده جلّ وعلا بالخلق والإيجاد، والإحياء والإماتة، والنفع والضر، ضرب القرآن مثلين للحق والباطل، أحدهما: في الماء ينزل من السماء، فتسيل به الأودية والشعاب، ثم يجرف في طريقه الغثاء، فيطفو على وجهه الزبد الذي لا فائدة فيه. والثاني: في المعادن التي تذاب لتصاغ منها الأواني وبعض الحلية كالذهب والفضة، وما يعلو هذه المعادن من الزبد والخبث، الذي لا يلبث أن يذهب جفاء، ويضمحل ويتلاشى، ويبقى المعدن النقي الصافي. وذكرت السورة الكريمة أوصاف أهل السعادة وأهل الشقاوة، وضربت لهم المثل بالأعمى والبصير، وبيّنت مصير كلا الفريقين، ثم ختمت بشهادة الله لرسوله بالنبوة والرسالة وأنه مرسل من عند الله.