المطلب الثالث: مكافحة البطالة.
تمر مكافحة البطالة عبر إنعاش الاستثمار والنمو، ولكن أيضا عبر مجهودات مميزة بالنظر إلى التأخر الكبير في امتصاصها؛ هذا الانتعاش للاستثمارات لا يمكن أن يتم إلا في إطار اقتصاد كلي ومالي مطهر بشكل يعطي للآليات والمؤشرات الاقتصادية في السوق كل الاهمية لفعاليتها في دفع وحركية الموارد الضرورية لنمو مستديم, وهذا يعني إعطاء الإصلاحات المالية والمصرفية أهمية كبيرة وإنشاء سوق مالية قادرة على تعبئة الادخار الداخلي وتوجيهه بفعالية نحو المستثمرين.
وتتطلب هذه الإصلاحات إجراءات هيكلية لإنعاش النمو، أي إنعاش الأعمال الكبرى بواسطة برنامج خاص، حماية وخلق مناصب شغل للشباب، والخوصصة لصالح العمال بدون اعتبار المجالات الطاقوية والفلاحة التي يجب أن تستمر تحويلاتها بهدف الحصول على موارد ومناصب إضافية.
وقبل بداية استعمال السياسة النقدية كان معدل البطالة في الجزائر 10 في المائة وانتقل بعد استعمالها إلى 25 في المائة عندما بلغ عدد العاملين 5,3 مليون وعدد العاطلين 1,8 مليون، وأظهرت نتائج مسح للعمالة في عام 1996 أن معدل البطالة يقدر بحوالي 28 في المائة، ورغم أنه في سنة 1995 حاولت السياسة النقدية تخفيض معدل إعادة الخصم من أجل زيادة الخصم والاقتراض لزيادة الاستثمار، إلا أن هذا الإجراء لم يجد نفعا في التخفيف من حدة البطالة، نظرا لغياب استثمارات جديدة هامة من جانب المؤسسات العامة أو الخاصة إلى جانب تسريحات العمال على إثر عمليات إعادة الهيكلة وحل المؤسسات، حيث تزايد ت البطالة إلى أكثر من 29% في سنة 1997.
وفي غياب الإنعاش الاقتصادي، تم وضع ترتيبات مؤقتة تدعم التشغيل لتدارك هذه الأوضاع، لكن بالإضافة إلى طابع هذا الإجراءات المؤقت، فإنها ظهرت عاجزة على تلبية الطلب الإضافي على مناصب الشغل الذي يتقدم به حوالي 250 ألف إلى 300 ألف شخص سنويا ( ) والجدول يوضح تطور القوة العاملة النشيطة.
جدول رقم (27) تطور القوة النشيطة الوحدة مليون
البيــــان 1966 1977 1987 1992 1995
العدد الإجمالي للسكان 12,9 16,9 23,0 26,6 28,2
القوة الـعاملة النشيطة 2,56 3,05 5,34 6,22 7,49
القــوة التشغيليــة 1,72 2,38 4,2 4,72 5,39
البــطـالــــة 0,84 0,67 1,14 1,50 2,10
معـدل البطـــالة % 33,0 22,0 21,4 23,8 28,1

Source : Information sur la conjoncture du 1er Trimestre 1996 N° 20, Nouvember 1996, ONS Algérie P35.