وفير تحاضير جاهزة للمعلمين والمعلمات


مشتر داخل إحدى المكتبات
الرياض: معيض الحارثي، محمد آل ماطر

اعتمدت وزارة التربية والتعليم هذا العام الدراسي الجديد مجموعة من التحاضير الجاهزة للمدارس الدراسية التي يعتمد عليها معلمو ومعلمات المدارس في تدريس أبنائهم الطلاب والطالبات.
وجاءت خطوة التربية بناء على رغبة الكثير من المعلمين والمعلمات في الحصول على تحاضير جاهزة لدروسهم اليومية وتكون تحت إشراف متخصصين في المجال التربوي، في ظل التسابق الهائل الذي تشهده المكتبات الخاصة ومراكز الخدمات الطلابية التي توفر تحاضير جاهزة ربما تكون ضعيفة وغير مستوفية للجوانب التربوية.
ويشكل التحضير اليومي للمعلم والمعلمة عبئاً على البعض منهم، كونهم يرونه مجهوداً يومياً يضاف للمجهود الذي يقومون به خلال يومهم الدراسي، فمنهم من تخلص من هذا العناء بشراء "سي دي" يحتوي على التحضير اليومي لمناهجه الدراسية أو شراء المذكرات الجاهزة من المكتبات الخارجية للخلاص من التدوين اليومي اليدوي للتحضير اليومي للدروس.
وكشفت جولة ميدانية لـ "الوطن" أن المكتبات ومراكز التصوير التي تمارس بيع التحاضير الجاهزة ودفاتر التحضير للمعلمين والمعلمات تشهد كسادا واضحا هذا العام بعد أن وفّرت وزارة التربية والتعليم التحاضير الجاهزة على موقعها على شبكة الإنترنت وسمحت للمعلمين والمعلمات بطباعتها من الموقع لتكون معتمدة من قبلها وتحت إشرافها لتتخلى بذلك عن التحضير الكتابي الذي كان معمولا به طوال السنوات الماضية.
ولاحظت "الوطن" عزوفا شبه تام عن شراء التحاضير الجاهزة وسط استغراب بعض العاملين فيها من هذا العزوف ومنهم محمد عبدالعظيم "بائع في مكتبة" الذي ذكر أنه يجهل الأسباب التي دفعت إلى تدني مبيعاتهم هذا العام, وبعد إخباره بقرار الوزارة بتوفير التحاضير الجاهزة وقال إنه سيضطر مستقبلا إلى إلغاء قسم دفاتر التحضير بالمكتبة لعدم جدوى بيعها.
وقال مدير مكتبة ويدعى عبدالرحمن شفيق إن لدى صاحب المكتبة علماً مسبقاً بتوفير التحاضير الجاهزة تحت إشراف وزارة التربية ولم يقم باستيراد المزيد من دفاتر التحضير واكتفى بعرض ما لديهم من كميات سابقة, مشيرا إلى تدني مبيعاتهم بشكل كبير خلال الأيام الماضية لكنه أشار إلى أنه يمكن تعويض ذلك بالأدوات المدرسية التي شهدت إقبالا كبيرا على الشراء منها كما هي العادة في بداية كل عام دراسي.
وأضاف البائع في محل بيع التحاضير الجاهزة المطبوعة على "سيديهات" ويدعى ماجد الصوالحة أنه وجد عزوفا كبيرا من الزبائن عن الشراء منه هذا العام بعكس الأعوام الماضية,وقال إن بعض المعلمين والمعلمات يرتادونه ويسألون عن سعر التحاضير الجاهزة وعندما يخبرهم بالأسعار التي تبدأ من 30 ريالا وتصل إلى 150 ريالا للمادة الواحدة يخبرونه بأن سعره مرتفع وبإمكانهم الحصول عليها مجانا من موقع الوزارة على شبكة الإنترنت ولا يكلفهم ذلك سوى قيمة طباعتها.
وقال المعلمان أحمد السعيد منصور الودعاني ونايف النوفلي إن وزارة التربية أراحتهم كثيرا بتوفير التحاضير الجاهزة على موقع الوزارة ، مما سيكون له الأثر الكبير على نفسيات المعلمين خاصة ممن يدرّسون مناهج متعددة, وقالا إنهما كمعلمين قديمين لديهما الخبرة الكافية بمناهجهما وقد لا يستفيد من التحضير الكتابي سوى المعلمين المبتدئين الذين يحتاجون للتحضير يدويا لمعرفة طريقة إلقاء الدروس على طلابهم.
يذكر أن وزارة التربية تشرف ابتداء من هذا العام على التحاضير الإلكترونية وقامت بتوفيرها على موقعها على شبكة الإنترنت لتتيح الفرصة للمعلمين الراغبين بالحصول عليها لطباعتها مباشرة من الموقع لتقطع بذلك الطريق أمام باعة التحاضير الجاهزة التي تباع في بعض المواقع ويستغل نشاطها المخالف للكسب المادي رغم احتوائها على الكثير من الأخطاء.
وعلى صعيد آخر، أوضح المتحدث الرسمي باسم وزارة التربية والتعليم الدكتور عبدالعزيز بن جار الله الجار الله أن الوزارة أكملت كافة الاستعدادات لبداية العام الدراسي منذ فترة زمنية كافية، من خلال تعيين المعلمين والمعلمات وتزويد المدارس بالكتب الدراسية وإنهاء أعمال الصيانة للمدارس المجدولة وتجهيز المدارس بالمستلزمات التعليمية وغيرها.
وأشار المتحدث الرسمي في بيان صحفي أمس حول ما تم إنجازه لبدء العام الدراسي الجديد إلى أنه تم ترشيح 11654 معلمة للالتحاق بسلك التعليم مع بداية العام الدراسي الجديد وتعيين 7729 معلماً في قطاع تعليم البنين سيباشرون أعمالهم مع بداية العام الدراسي،فيما سيتم استكمال إجراءات شغل الوظائف المتبقية من قبل وزارة الخدمة المدنية خلال أسبوعين من بداية الدراسة بحسب الوظائف المتاحة واحتياج الوزارة، إضافة إلى عدد من الترتيبات والتدابير لسد الاحتياج المتبقي إلى حين اكتمال التعيين.
وأضاف الدكتور الجار الله أنه تمت طباعة أكثر من 127 مليون كتاب دراسي بواقع 63598500 لما مجموعه 325 عنواناً لقطاع تعليم البنين و63513659 لما مجموعه 362 عنواناً لقطاع تعليم البنات وقد تم ترحيل هذه الكتب لمدارس التعليم العام لتسليمها للطلاب والطالبات مع بدء أول أيام الدراسة في العام الدراسي الجديد كما تم تزويد المدارس السعودية في الخارج بالكتب الخاصة بها، فضلاً عن تشغيل أكثر من 700 مبنى مدرسي هذا العام.
من جانب آخر، أكمل قطاع تعليم البنات استعداداته لمشروع النقل المدرسي والذي سيتم من خلاله توفير 3568 حافلة مدرسية في كافة مناطق ومحافظات المملكة التي سيشملها المشروع في مرحلته الأولى وهي منطقة الرياض ومحافظاتها ومنطقة مكة المكرمة ومحافظاتها ومنطقة المدينة ومحافظاتها والمنطقة الشرقية ومحافظاتها ومنطقة القصيم ومحافظاتها ومنطقة الحدود الشمالية ومحافظاتها ومنطقة الجوف ومحافظاتها وتوفير كافة القوى العاملة الخاصة بتشغيل المشروع.
وقال الجارالله إن وكالتي التعليم أشرفتا على أعمال تسجيل الطلبة والطالبات المستجدين في مدارس التعليم العام واكتمال خطط التعليم الشاملة للتدريس والأنشطة والبرامج الأخرى، مشيراً إلى تقدير الوزارة لجهود الجهازين الإداري والتعليمي في الإدارات العامة للتربية والتعليم في المناطق والمحافظات للبنين والبنات وكذلك مندوبيات تعليم البنات ومراكز الإشراف التربوي، كما تقدر الدور الفاعل والاستراتيجي للجهازين في مدارس التعليم العام في قطاعي البنين والبنات.
ومن جهة ثانية، بلغ عدد المباني المدرسية بتعليم البنات التي تم الانتهاء من تنفيذها واستلامها خلال الفترة من 1/9/1428 وحتى 1/9/1429 ، 428 مبنى بطاقة استيعابية تبلغ 600.211 طالبة وبتكلفة إجمالية قدرها 590.5 مليار ريال سعودي.
وأوضح وكيل وزارة التربية والتعليم للمباني بتعليم البنات المهندس عبدالرحمن بن إبراهيم الأحمد في بيان صحفي أمس أن الانتهاء من تنفيذ هذه المباني نتج عنه الاستغناء عن 297 مبنى مستأجرا في أنحاء مختلفة من المملكة تبلغ قيمتها الإيجارية التي تم توفيرها 29.5 مليون ريال.
وأكد المهندس الأحمد أن الوزارة تعتزم ضمن خطتها المستقبلية، الاستغناء عن جميع المباني المستأجرة بمبان حكومية مناسبة تتوفر فيها البيئة التعليمية بجميع مقوماتها وعناصرها لتعزز التحصيل الدراسي للطالبات بصورة إيجابية.