أخي الفاضل ..أختي الفاضلة ..ايها الأب و الأم الغاليين



لابد أن ندرك أن الطفل إن كان يحمل الرغبة في الاستقلال وفي السيطرة وفي الثبات الذاتية إلا أنه يستقبل كل التوجيهات التي تأتيه من والديه لاسيما إذا كان التوجيه يراعي الأسلوب المناسب والوقت الأمثل .

وصفة العناد وإن كانت النفس تحمل البشرية تحمل بذور ظهورها إلا أنها في الأطفال كثيراً ما تكون ردة فعل لطريقة التعامل مـعـه.

ولذا لابد أن نراعي في تعاملنا مع أطفالنا الأمور التالية :.

1ـ إن اللين يأتي باللين وأن فرض القوة والإجبار يورث التضجر والعناد .

2- أن التقبل يفتح المجال لغرس القناعات والسلوكيات الحسنة .

3ـ أن رد فعل الوالدين على أساليب الطفل في التعبير عن رضاه أو سخطه يجب أن تكون متزنة وتتصف بالصبر وسعة التحمل .

ومما يجدر الإشارة إليه أن الطفل بحاجة لتوجيههم إلى السلوكيات المنضبطة فالطفل يحتاج لأمرين مهمين أولهما : البناء بالتوجيه للسلوكيات المقبولة .

ثانيهما : إزالة السلوكيات التي يتصور الطفل أنها مقبولة والتي أكتسبها استحساناً من نفسه أو تقليداً لسواه .



وعندما يفتقر الطفل للتوجيه المناسب فمن الطبيعي ينساق لرغبته الجامحة في استكشاف ماحوله وتجربة كل جديد واختبار العالم من حوله بالطريقة التي تعجبه مما قد يوقعه في أخطاء جمة.

ولا يفوتنا هنا التنبيه على خطر تباين أساليب التعامل بين الوالدين فالطفل بين الوالدين كقطرة ماء على صفيح فالطرف اللين يتجه إليه الطفل فإذا لانت الأم وقسا الأب أورث اضطراباً في رؤية الطفل نحو الصواب وشعر أن هناك تبياناً في حب كل طرف له .

لذا ندعو الوالدين لسياسات وطرق تعامل موحدة ومتفق عليهما من كل منهما مع الطفل فالحزم أسلوب له وقته واللين له وقته ويجتمع الوالدان في رؤيتهما لكل التصرفات والمواقف بنفس النظرة وهذا ما يضمن سوية التصورات لدى الطفل ويتحقق به انسجامه الداخلي مع نفسه وكذلك نقاء تصوره عمن حوله من شوائب الكره أو المضلات التي تضر بثقته بنفسه أو مجتمعه ومما لا شك فيه أن بناء الجوانب الإيجابية وعدم الإذعان لأساليب الضغط التي ينتهجها الطفل لتحقيق مطالبه أمراً مهماً ولذا نراعي دائماً التدرج واستغلال المواقف لبناء الصفات المحمودة وكذلك استخدام الثناء وغرس التصور الحسن عن الذات والأسرة وتميزه عن الوقوع في الأخطاء إذ يشعر الطفل بأنه أكبر من أن يقع في الأخطاء التي لا تليق به وأسرته .

من هنا فإن الحياء يبدأ من مراعاة الوالدين لسلوكياتهم داخل الأسرة بدء من عدم خلع الأم والأب لملابسهم أمام أبنائهم وكذلك الحرص على أن الطفل إذا غير ملابسه أو قامت أمه بتغيير ملابسه يكون ذلك داخل الغرفة والباب مقفل فلا يطلع عليه أحد حتى يعتاد الستر ومن هنا نحذر من أن تتولى الخادمة المنزلية هذا الأمر نيابة عن الأم .

وأيضاً عند قضاء الطفل لحاجته فلابد يعلم ضرورة قفل باب (الحمام) عليه .

وفي كل الأحوال أن الحياء شعور مفطور عليه الإنسان لذا من السهل أن نجده في الطفل إذا أحسن الوالدين تربيته وتوجيهه .



أعاننا الله و وفق الجميع لما فيه الخير و صلاح



أتمنى موضوعي هذا أفادكم و ربما سلط بعض الضوء على سر زرع الحياء و الانضباط في أبنائنا الأعزاء



ان شــــاء الله