في ليلةِ ممطرة ... كان البرق شديدا ... والمطر غزيرا
ــ منقولة ــ


اتكأت الفتاة على الجدار بالقرب من النافذه وهي ترى قطرات المطر التي بدأت تتهامى وكأنها تنظف كل شيءوأي شيء,

تمنت لو أن هذه القطرات بإمكانها ان تغسل الذاكرة المريرة التي تحملت عناء سنين وأعوام

فجأة ... رجعت بها الذاكرة للوراء ... إلى ما حدث لها قبل ثلاث عشْرة سنةً وهي ما زالت حينها وردةً لا تعرف سوى اللعب والمرح مع صديقاتها

فجأه

وقعت من الأعلى لتسقط على فكها

أهملت الموضوع وأكملت اللعب ... دون ان تعلم أن رحلة العناء بدأت

مرت الأيام ... وأشتد مرضها نتيجه لتلك الحادثه ...ذهبت للطبيب ظناً منها انها ستجد العلاج

وبسبب الاهمال اشتد مرضها لتبقى طريحة الفراش ما يقارب الشهر او أكثر .. بقيت في المنزل وكانت الدموع تسيل من عينيها

كلما سمعت صراخ الأطفال الذين يلعبون بالخارج وهي لا تستطيع ..فقط كانت تشاهدهم وهم يلعبون ... كانت تتمنى ان تشاركهم ولكن*******

مرت الأيام وازداد ألمها حتى تعود للطبيب مجددا بصحبة أخيها ... وللأسف كانت الصدمه هناك في غرفة الطبيب ... ليبلغها انه بسبب خطأ طبي أجري لها

أصابتها مشكله في الأذن

بدأت رحلة العذاب وبدأت التنقل من طبيب الأذن إلى طبيب الأسنان ليحول الأمر مجددا لتذهب لطبيب العيون بسبب الخطأ الطبي

مرت الأعوام الثلاثه بقسوة لم تجد فيها طعما للنوم او الراحه وهي تتنقل بين عيادات الأسنان والأذن والعيون

كانت متمسكة بحبل الأمل الذي تتخلله الدموع التي أصبحت رفيقة دربها أينما حلت

وفي ليلة من الليالي التي ستظل في ذاكرتها ولن تنساها أبدا ..أغمي عليها لينتهي بها الحال في المشفى

كان الجو متوترا في المشفى , والصمت سيد الموقف , همسات خفيفة هنا وهناك, صادرة من بعض إخوتها ... كانوا يتساءلون عن سبب الإغماء المفاجئ ..
فجأة خرج الطبيب وسارع إليه الجميع فأسرّ إليهم:
أنا آسف ولكننامضطرون لنقلهاإلى المشفى الخاص بالأمراض الباطنية ..ونحن نشك بوجود ورم في المعدة وأخشى ان يكون خبيثا أو نوعا من السرطانات كما أن الالتهاب شديد بسبب الأدوية التي أعطيت لها عن طريق الخطأ.
فالألم كان فظيعا مما جعلها توافق على الذهاب إلى المشفى التخصصي وهي تجر أذيال الحزن والألم اللذان أصبحا جزءا من حياتها
وهناك بدأت بالعلاج..واستمر الأمر قرابة ثلاثة أشهر مما جعلها تتغيب عن جلسات علاج الفك .

مرت أسابيع لتجري الفتاة أشعة وفحوصات فاكتشفت وجود إلتهاب مزمن وواصلت أخذ العلاج الطبيعي والأعشاب الطبية
كونها رفضت أخذ الأدوية من المشفى خوفا من الخطأ مرة أخرى.
وتحملت وصبرت في فترة علاجها وقد سمح لها الطبيب بأكل الطعام بدون بهارات حتى تتعافى بسرعة
ومرت ثلاث سنوات وزال الإلتهاب ليبقى لها علاج الفك فقط وهي التي تركته لمدة ثلاث سنوات بسبب التهاب المعدة
وعادت للمشفى من جديد وأجرت الفحوصات ليقول لها الطبيب أن لديها إلتهابا مزمنا في فكها وقام بتحويلها
للمشفى التخصصي للفك...
جاء الموعد الذي انتظرته الفتاة والذي أصبح حلمها الذي تتمناه وهو أن تنقل للمشفى التخصصي , حتى تتلقى العلاج لفكها وترتاح

من عذاب دام معها احدى عشر سنة ,حيث ظلت تتنقل بين المستشفيات بحثا عن العلاج, وها قد دقت ساعة الخلاص المأمول فكانت فرحة وحزينة في نفس الوقت.

ينتابها حزن غريب لم تشعر به من قبل , فقد كانت غير مرتاحة من هذا المشفى لكن القدر أوصلها لردهاته, توجهت إليه في الصباح الباكر ،بداية قامت بفتح الملف الطبي لها وجلست تنتظر دورها, مر وقت يسير ،سمعت نداء الطبيب فدلفت لغرفته

ودار بينهماالحوار الآتي:

الفتاة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

الطبيب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاتة , كيف حالكِ؟

الفتاه : بخير والحمدلله.

الطبيب: لقد اطلعت على ملفك الطبي من المشفى الذي كنت تتعالجين فيه , لكني اود ان أسمع منكِ مماتشكين حتى أشخص المرض لديكِ.

قامت الفتاة وسردت القصه كاملة للطبيب منذ بداية سقوطها وهي ما زالت صغيره ومعاناتها وألمها والتجارب الطبية التي خاضتها بدءا من زيارتها لأطباء الأذن, والأنف, والحنجره, وأطباء العيون, واطباء الباطنيه ...إلى آخره. المعاناة المريرة التي عاشت فصولها إلى أن وصلت إلى هنا.

الطبيب: يا الله !!! كان الله في عونكِ أخيتي , وسأجري لكِ الآن أشعة للفك حتى أشخّص حالتك.

قامت الفتاه مع الطبيب وأجرت أشعة لفكها وعادت لتظهر النتيجه ويقول لها الطبيب: لا أجد أي مشكله للفك , لكن هنا طبيب متخصص

لهذه الآلآم التي تشكين منها , لكنه مسافر وسيعود بعد شهرين ونصف , وسأعطيكِ مسكنا الآن وخذيه ريثما يعود الطبيب من سفره ويعطيكِ

العلاج المناسب.

هنا رفضت الفتاة نوع الدواء الذي أراد الطبيب صرفه لها وقالت له: لدي حساسية من هذه الادوية كونها السبب في الألتهابات التي أصابتني في معدتي

وضللت أعالج منها ثلاث سنوات.

قال الطبيب لها: لا تخافي لن تؤدي لأي إلتهابات أبدا.

قامت الفتاة وبحزن قالت للطبيب : حسنا , وأخذت الدواء وقفلت راجعة إلى البيت.

كانت تعد الأيام والليالي إلى أن وصل موعدها بعد شهرين ونصف وذهبت للمشفى, وقابلت الطبيب المختص .

الفتاة : السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

الطبيب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.تفضلي.

الفتاه : شكرا ...وجلست

الطبيب : هل لكِ ان تسردين لي ما حدث معكِ

وقصّت الفتاه قصتها للطبيب , القصة التي كلما حاولت أن تنساها ذكرها الأطباء بها .

الطبيب : لا حول ولا قوة إلا بالله .... لديكِ إلتهاب مزمن في الفك وهو من الدرجة الثالثه (اي الدرجه الأخيرة) وهذا النوع

لا يصلح إلا بأن أجري لكِ عملية غسيل للفك وستتعافين بإذن الله تعالى.

استغربت الفتاه واندهشت من قول الطبيب لها وقالت له: كيف لك أن تجري لي عملية وانا صبرت على الألم مدة احدى عشْرةَ سنة,

ألا يوجد علاج طبيعي أولا ثم إن لم يجْدِ نلجأ للعملية؟!!

الطبيب: حالتكِ لا يصلح لها العلاج الطبيعي ويجب أن أجري لكِ عملية الغسيل للفك , وحينها سترتاحين من الكابوس الذي عشته هذه السنوات.

وافقت الفتاه على كلام الطبيب راجية أن تشفى من ألمها وتتعافى

وحدد موعد العملية بعد يومين , ومضى اليومان حتى تدخل الفتاه لغرفة العمليات...

كان الجو متوترا خارج غرفة العمليات ،إخوة المريضة ينتظرون بشوق يتخلله الخوف فتح باب قسم العمليات

مما ينبئ بإنتهاء العملية .

من جانبٍ آخر وفي غرفة العمليات كانت الفتاة تنظر يمينا وشمالا , تنظر لهذا الذي يرتدي القفازات والأخرى التي تهيء معدات العملية

وفجأة جاءها الطبيب الذي سيشرف على العملية , انزاح بعض الخوف حينما رأته , وبدأ يطمئنها بأنها ستتحسن وستنسى الماضي التعيس

الذي عاشته طوال تلك السنوات .

ما هي إلا ثوان معدودة وأغمضت الفتاة عينيها فقد دب في جسمها مفعول المخدر ونامت وبدأ الطبيب بإجراء العملية , ولم تصْحُ إلا بعد أن قامت الممرضة

بإيقاضها ,وأفاقت الفتاة دون أن تعلم ماذا حدث , وأرادت أن تتحدث

فلم تستطع الحديث وصاحبها ضيق التنفس الأمر الذي استدعى الاطباء ذلك الوقت بإجراء ما هو واجب لتجنب أي خطر ومر الأمر بسلام.

لتخرج من غرفة العمليات ويمشي إخوتها معهاقصد توصيلها إلى غرفة خاصة ..

نامت الفتاه من شدة التعب والمخدر الذي جعلها لا تدري بما يدور حولها ولم تصْح إلا ليلا, كانت أختها المرافقة لها متواجدة بجانبها , وسألت الفتاه أختها

ماذا كانت نتيجة العملية , فقالت لها: إن الطبيب سيحضر في الصباح ليبلغنا نتيجة العملية إن شاءالله.

فأرادت الفتاة أن تمشي قليلا في ممر المشفى فالنوم أنهك جسمها مما اضطرها إلى المشي قليلا , في بداية الامر رفضت الممرضة هذا وبعد إلحاح شديد

وافقت بشرط أن ترافقهما , ولم تخطُ الفتاة إلا بضع خطوات حتى تسقط مغشيا عليها , وأسرعت الممرضات لتفقد حالتها وإحضار الأدويه واستدعاء الطبيب

المناوب وبعد دقائق استيقظت ليعطيها الطبيب مخدرا ونامت حتى الصباح .

تناولت فطورها وفي الساعة الثامنة صباحا أتى إليها الطاقم الطبي ليطمئن على صحتها وتقدم الطبيب الذي أشرف على علاجها

وقال : حمدالله على سلامتك فقد أجرينا العملية والحمدلله ،مرت الأمور على خير,وأعتذر على خلع السن أثناء العملية لأنه أصابه التسوس بسبب الخطأ الطبي الذي جرى لكِ سابقا , كما انني لا أستطيع أن اخبرك نتيجة العملية إلا بعد أسبوعين , وسأعطيكِ الدواء المناسب وهو عباره عن مسكن للألم وموعد بعد أسبوعين.

لأرى كيف أصبحت صحتكِ .

وافقت الفتاه وخرجت من المشفى لتذهب إلى البيت ولم تمض إلا ثلاثة أيام ويزداد ألمها ولا فائدة من المسكن الذي يخفف الألم ساعات ويعود الألم من جديد

ذهبت للمشفى القريب من منطقتهم وكالعادةأعطوها مسكّنا آخر وقالوا لهاهذا المرض نادر ولا نستطيع فعل شيء لكِ سوى انتظار الموعد , صبرت الفتاة

حتى جاء موعدها للمشفى وذهبت ودخلت على الطبيب

الطبيب: بماذا تشعرين الآن؟

الفتاة : زاد الألم أكثر من السابق

الطبيب : ربما تحتاجين لعملية غسيل أخرى لان مرضكِ مزمن

الفتاه : ماذا قلت؟!!!

كيف لي أن أجري العملية الأخرى ولم تمض ثلاثة أشهر (حيث ان عملية الغسيل تجرى ثلاث مرات فقط ويكن بينها فارق ثلاثة أشهر)

الطبيب: أنتِ أول حالة تمر علي هكذا لذا ربما أضطر لإجراء عملية أخرى

الفتاة : قلت لك سابقا أن نجري العلاج الطبيعي فرفضت هذا

الطبيب: سأعطيكِ مسكنا للألم وموعد بعد شهر ونصف لأرى النتيجة.

حزنت الفتاة على حالها وخرجت

ولكن لم يمض أسبوعان حتى أتت الفتاه للمشفى مرة أخرى بسبب اشتداد المرض عليها , ونحول جسمها , وأصبحت حالتها يرثى لها

حيث انها لا تقوى على الأكل أبدا سوى السوائل والأكل الناعم فقط

وحينما رآها الطبيب قرر أن يجري لها أشعه حتى يرى ما سبب هذا

وأجرت الفتاة الأشعه ليظهر ان عظم المفصل الصدخي قد تحرك كثيرا وهو ما سبب لها هذا الالم

لتدخل غرفة العمليات مجددا وتجري عملية الغسيل الأخرى ... وخرجت من العمليات وهي ما زالت تعبه جدا

وزاد ألمها جدا في اليوم التالي ليأتي أخوها ويستفسر عن حالتها وتؤخذ مباشره لإجراء أشعة الرنين المغناطيسي , فهي توضح كل شيء

وأجرت الفتاه الأشعة وخرجت منها بعد ما يقارب ال45 دقيقة

وتظهر الأشعه أن العظم ما زال على حاله ويجب أن يتفادواتضرره بواسطة عمل واقٍ للفك وهو أحد العلاجات الطبيعية التي يجب ان يجريها الطبيب

للمرضى بمثل هذه الحالات ولكن للأسف أجري للفتاه العلاج بالعكس

وعمل الواقي الصلب للفك العلوي وأخذته الفتاه ورجعت لمنزلها بعد عناء اضطرها إلى الذهاب للمشفى مرتين في الاسبوع

وبدأت الفتاة بلبس الواقي الصلب ولكن دون جدوى أو فائدة تذكر

حتى عادت للطبيب وأبلغته أنه غير مجد وحينما عرض الواقي على أخصائي

قال لهم: انه لم يجْرَ بالطريقة الصحيحة لذا يجب إجراء واقِ آخر

في تلك الأثناء اتكأت الفتاة على الجدار ,سقطت دمعة مريرة على خديها نتيجه للحالة الذي آلت إليها نتيجة الأخطاء الطبية.

بعدها قررت اللجوء لطبيب آخر وبدأ بالبحث حتى وجدت طبيبا مختصا لهذه الآلام وهو في بلد آخر بجوار بلدهم , وبدأت بالبحث والدخول إلى النت وراسلت الطبيب

عبر موقعه الطبي وبدأ يجيبهاعن كل استفساراتها

وبدأت تأخذ علاجها من جديد
وفي يومٍ من الأيام إشتد ألمها كثيرا حتى بقيت طريحة الفراش ليأخذها أخوها للمشفى ويبلغها الطبيب أنه يشك بإصابتها بسرطان الدماغ

تفاجأت الفتاة من صدمة ما سمعت وقال الطبيب يجب أن نتأكد من هذا بإجراء أشعه وللأسف جاء موعد الأشعة بعد ثلاثة شهور

لتعيش الفتاة في فترة قلق وحزن شديد وتدعو ربها بألا يتحقق حدس الطبيب
ويأتي الموعد وتجري الفتاه الأشعة...

جاء الموعد لإجراء أشعة (BONE SCAN) وهي أشعة خطيرة بسبب ما تسببة من موجات وغيرها والتي من خلالها ستجريها الفتاه حتى يتبين إن كان

قد أصابها سرطان الدماغ أو لا.. وفي الطريق للمشفى كان الصمت هو سيد الموقف , أما الفتاه فقد كانت دموعها هي العامل المعبر الوحيد عن حالتها ,

وتدخل المشفى هي وأخيها وقبل الدخول لغرفة الأشعه رفضت الفتاة إجرائها إلا بشرط واحد وهو دخول أخيها معها ووافق الطبيب ودخلت وأجرت الأشعه

التي لم تأخذ سوا ربع ساعة فقط لكن هنا زاد ألم الفك لديها وصاحبها صداع شديد الأمر الذي تداركه الطبيب حتى يتجنب ان يحدث ضرر لها, وبعد الانتهاء انتظرت ما يقارب الساعه والنصف حتى تأخذ نتيجة الأشعه , وظهرت النتيجه وهي أنها سليمه من الورم الخبيث .

حمدت ربها وسجدت سجدة شكر وعادت للمنزل وهي فرحه وحزينه في نفس الوقت , وكل ما يدور في ذهنها هو ما هي العمليات التي أجراها الطبيب لها

وان كان لا يوجد لديها ورم ,إذاً أين المشكله؟ وما هو سبب الألم الذي عانت منه سنوات وزاد الألم في الفتره الاخير؟ كل هذا لم تجد له الفتاه أي جواب

وقررت الإتصال بالطبيب المتخصص الذي تعرفت عليه عن طريق الإنترنت واخبرته بكل شيء, وقال لها: أريد الإطلاع على التقرير الطبي , الذي من خلاله سأحدد

لكِ حالتكِ. وافقت الفتاه وجاء الموعد الذي يتوجب عليها الذهاب للمشفى واخبار الطبيب الذي أجرى لها العمليه بنتيجة الأشعه, إطلع الطبيب على الأشعه

وبدت علامات وجهه بالتغير خوفا من أن يسمع كلمه مؤدبة له من الفتاه

وقال لها: أعتذر على هذا وسأجري لكِ واقي صلب آخر .

غضبت الفتاه وقالت: وهل أنا فأر تجارب؟!

وقال لها بكل برود : إذا سأجري لكِ جراحه للفك من الجانبين الأيمن والأيسر وأقم بسحل (مثل النحت) الغضروف , وبهذا ينتهي كل الالم لكني لا أعدكِ بالتحسن وربما الجأ للجراحه الكبرى وهي سأجري لكِ جراحه فالفك وهي عباره عن شق الفك من الجانبين الأيمن والأيسر وأخرج الغضروف وأزرعه لكِ من جديد عن طريق

أخذة من أي جانب من جسمك مثل القدم أو اليد . ثارث الفتاه ولولا تدخل أخيها لكان نصيب الطبيب صفعة على وجهة , وقالت له: لست بحقل تجارب

لتجريه علي , كل ما أطلبه هو تقرير طبي لي .

تفاجأ الطبيب وبدأ بإيجاد الاعذار وقال: لا يمكنكِ الشفاء ولا يوجد شخص متخصص لهذا المرض أكثر مني فقد درست في استراليا؟

الفتاه : قلت أريد تقرير طبي وكفى.

وافق الطبيب وأعطاها موعد بعد اسبوعان لأخذ الواقي الصلب والتقرير الطبي , وعادت الفتاه للمنزل لينقضي الأسبوعان ببطئ شديد جدا بسبب المعاناه

التي كانت تعيشها , لكنها ما زالت متمسكة بحبل الأمل رغم الألم والمعاناه , وذهبت للمشفى الأمر الذي تفاجأت منه بأن الطبيب تبدل بطبيبه أخرى لتجري لها الواقي

وقالت لها الطبيبه : سأجري لكِ الواقي وبعدها سيأتي الطبيب لرؤيتك

وافقت الفتاه وأجرت الواقي الصلب الرابع وهي لا تعلم هل سيكون كباقي الأوقيه ام لا؟!

وفي أثناء اجراء الواقي علق فك الفتاه ولم تستطع غلقة أبدا الامر الذي أدى لتدخل طبيب ومعالجة الأمر وانتهى الأمر بصعوبه شديده ,

وبعدها سألت الفتاه الطبيه: هل أنت متدربه هنا؟؟

الطبيبه : نعم

كتمت الفتاه غيضها لحين أن يأتي الطبيب المستهتر وسيكون لها حديث آخر معه ,

وأتى الطبيب فرح ويقول : لها لقد انتهينا من اجراء الواقي الصلب ..تفضلي.

غضبت الفتاه وقالت : أنت أسوأ طبيب شاهدته في حياتي , خالي من الضمير ومن الامانه والنزاهه.

تفاجأ الطبيب من الكلام الذي لم يكن يتوقع سماعه يوما وقال: ماذا هناك؟ (يحاول ان يتهرب)

قالت له الفتاه : أين التقرير الطبي؟

قال لها : أنا آسف لقد مرضت ثم سافرت وانشغلت

الفتاه: هل يحتاج التقرير لهذه الفتره الطويله

الطبيب : أعدكِ أن أنهيه لكِ خلال اسبوع

غادرت الفتاه المستشفى وعادت للمنزل , وبعد إسبوع أجرت إتصال للطبيب تسأله عن التقرير الطبي

وقال: أنا آسف لكن أعدكِ بأن أنهيه لكِ خلال هذه الفتره

نفذ صبر الفتاه الأمر الذي استدعاها للشكوى عليه في وزارة الصحه وأخبرتهم بكل شيء , بدأت المتابعه من قبل وزارة الصحة وأرسلوا له بأن ينهي التقرير

الطبي قبل ن يتخذ إجراءات ضده, والأمر المضحك أن البلاغ وصل للطبيب الساعه الحادية صباحا وأنهى التقرير الطبي الساعه الثالثة ظهر أي بعد أربع ساعات

استلمت الفتاه التقرير الطبي وتفاجأت , كان عباره عن صفحة واحده والأمر المحزن أنه قد كتب فيه أنها أجرت عمليتان غسيل للفك وأشعة رنين واحده وأشعة تلفاز واحد فقط لا غير.

تفاجأت الفتاه جدا وتذكرت أنها قد أجري لها أربع أشعات تلفاز وأشعتان رنين مغناطيسي وأشعة(BONE SCAN) وأجري لها عملية البوتيكس للفك الذي ادى

لبروز الفك العلوي أي سبب لها تشوة وأجري لها أربع أوقية (واقي صلب) وصرف لها أكثر من خمسة عشر من الأدويه بعضها صرف لها خطأ وكلها في سنه ونصف فقط

لى يد هذا الطبيب بإستثناء السنين التسع التي مضت على أيدي أطباء فاشلين , والأغرب من هذا أن الطبيب لم يذكر أنه أخطأ في إجراء العمليتان

حزنت الفتاه وأرسلت التقرير للطبيب عن طريق النت وجائها الرد في رمضان الفائت وقال لها:

أعتذر منكِ أخيتي وأتأسف على ما سأقوله لكِ , هذا لا يعتبر تقريرا أبدا , ولم يشرح فيه حالتكِ الصحية , وما أملك قوله هو أن تأتيني حتى أشخص حالتكِ بإشرافي

قبل أن تسوء حالتكِ , فكل ما اجري لكِ على يد هذا الطبيب عباره عن تجارب طبيه فاشله لطبيب لا يعرف من الطب إلا إسمه فقط.

تفاجأت الفتاه من هول ما سمعت , ولم تستطع أن تنطق بكلمه فالصدمه كانت قويه لها

هل كنتُ تحت تجارب لطبيب فاشل؟؟!

ولم تملك سوا الأتصال بالطبيب الفاشل وقال لها: تعالي عندي وسأحاول أن أجري لكِ جراحه

ولم تملك الفتاه سوا أن قالت له: أتمنى أن لا يوفقك الله أبدا في حياتك وأغلقت الهاتف

.....................

ساءت حالة الفتاه لتصبح طريحة الفراش في رمضان وساءت حالتها النفسية والصحيه ولا تملك سوا كمادات لتضعها في فكها حتى تخفف عنها الألم

ولم يستطع أخاها وهو يراها تعاني سوا أن اتصل بالطبيب المتخصص الذي هو يسكن في دوله خليجيه والذي قال لهم بأن يأتوا له ليعالجها واخذ الاخ موعد

مع الطبيب في منتصف رمضان وقد أبلغهم الطبيب بأن الفتره للجلسه الأولى يجب أن لا تقل عن عشر أيام أي بانه يجب أن نذهب له تلك الفتره حتى لا يدركنا عيد الفطر

وقال لها اخيها : استعدي سنسافر الليلة ان شاءالله وذهب الأخ ليحجز تذاكر للسفر وللأسف لم يجد سوا مقعد واحد فقط الأمر الذي استدعى به بأن يذهبوا عن

طريق البر حتى لا يتأخروا على الطبيب وذهبوا ووصلوا هناك في الموعد المحدد , وحين الوصول شخص الطبيب الفتاه وقال لها:

حالتكِ سيئه جدا بسبب الأخطاء الطبيه أولا وبسبب أن حالة الفك قد بلغة الدرجة الثالثة والأخيره أي يجب تلافيها لكن عليكِ بالصبر

فقد يحتاج هذا لسنوات حتى تتحسني وسأتجنب العمليات وسأبدأ من جديد وهو العلاج الطبيعي وإجراء واقي صلب آخر لكِ لأن ما أجري لكِ هنا

هو خاطئ وعليكِ أن تساعديني بأن تتفائلي وتنسي الماضي.

وافقت الفتاه وبدأت بأخذ العلاج الطبيعي وتحسنت حالتها بنسبة خمسة عشر بالمئة وفرح الجميع , هي نسبة قليلة جدا لكن بالنسبة لها شيء عظيم

مقارنه مع المعاناه التي عاشتها وطفولتها التي حرمت منها والعذاب الذي عاشته طوال تلك السنوات لتعود لبلدها وهي مكلله بالأمل الذي قد يعيد لها

بسمتها التي فقدتها طوال السنين التي مضت.

وما زالت الان تذهب للطبيب كل خمسة أشهر حتى يشخص حالتها ويجري لها التمارين والعلاج الطبيعي

هناك ألم لكنها تحملته وما زالت صابره وما زالت تأخذ العلاج إضافة أنها ستسافر عما قريب لموعدها القادم مع الطبيب

إلى هنا إنتهت قصتي التي ربما أعود لكم يوما هنا لأحكي لكم ما يحدث للفتاه مع الطبيب الناجح الذي ما زالت تدعو له لليوم الشخص الذي

أعاد لها بسمتها ولم يسعى يوما لمدح الناس بل سعى لرضا ربه لا غير

أسأل الله تعالى أن يسعده دنيا وآخره

وختاما

إلى كل طبيب فاشل عالجت معه , أقول لكم : إن لم تخشوا الناس فأخشوا الله تعالى فإلى اليوم لم ولن أسامحكم على ما فعلتموه بي

فمهنة الطب تحتاج للأمانه والضمير وأنتم فقدتموها فطوال رحلتي في العلاج صادفت أربع أنواع من الاطباء ومن العديد من الجنسيات

الطبيب الاول: سعى لمدح الناس ليقال عنه طبيب

الطبيب الثاني: سعى ليجري العمليات ليأخذ المال فقط

الطبيب الثالث: يعلم بأنه مخطئ وغير عالم بالتخصص لكن غروره تمنعه من التوقف والذهاب للدراسه او ترك تخصصه

الطبيب الرابع: طبيب متعلم خاف الله تعالى وسعى لأن يخدم المرضى دون مقابل سوا رضا الله تعالى ونجح في مهنته

وهو الذي أدعو الله له إلى اليوم بأن يوفقه ويسدد خطاه ولن أنسى معروفه ما حييت أبدا فبارك الله فيه

رحلة عشتها سنوات وعانيت منها لكني ما زلت متمسكة بحبل الامل

رحلة جفت منها دمعتي وذقت المرّ لكني ما زلت أواصل الدرب

إلى لقاء آخر ربما يجمعني هنا معكم لأكمل لكم ما هي نتيجة رحلة الألم التي استبدلتها برحلة أمل

ارجوا استفادة

شكرا علي الموضوع

شكرا علي الموضوع