الحمد لله ، أحمده وأستعينهُ وأستغفرهُ وأستهديه ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدًا عبدهُ ورسوله. من يُطع الله ورسوله فقد رشد ، ومن يعصهما فقد غوى وفرط ، وضل ضلالاً بعيدًا . أما بعد :
أوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل في السر والعلن ، ولا أفضل من ذلك نصيحة ، ولا أفضل من ذلك ذكرًا .
فمن يصلح الذي بينه وبين الله في السرِ والعلن ، لا ينوي بذلك إلا وجه الله يكن له ذكرًا في عاجل أمره ، وذخرًا فيما بعد الموت حين يفتقر المرءُ إلى ما قدمَ ، وما كان سوى ذلك يودُّ أن بينه وبينه أمدًا بعيدًا ، ويحذركم الله نفسه . يقول الله عز وجل: ( ما يُبَدلُ القول لديَّ ومَا أنا بظلامٍ للعبيد ) فاتقوا الله في عاجِل أمركُم وآجله ، ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويُعْظِم لهُ أجرا ، ومن يتق الله فقد فازَ فوزًا عظيما . خذوا بحظكم ولا تفرطوا في جنب الله ،قد علَّمكم الله كتابه ، ونَهَجَ لكم سبيله ؛ليعلم الذين صدقوا ويعلم الكاذبين ،
فأحسنوا كما أحسن الله إليكم ، وعادوا أعداءه ، وجاهدوا في الله حق جهاده ، هو اجتباكم وسماكم المسلمين ، فأكثروا من ذكر الله ، واعملوا لما بعد اليوم ، فإنه من يصلح ما بينه وبين الله يكْفِهِ الله ما بينه وبين الناس ، ذلك بأن الله يقضي على الناس ولا يقضون عليه ، ويملك من الناس ولا يملكون منه .
أقول هذا القول وأستغفر الله العلي العظيم لي ولكم.