آدم اليوم ضحية آدم الأمس
أخذوا الاستقلال قبل 50سنة فماذا فعلوا, هل فكروا بعد الاستقلال في تقوية صلتهم بالعلوم و الدين, هل فكروا في كيفية صنع جيل لا تهزه الرياح؟ طبعا لا فأول ما كانوا أبطالا فيه هو القتال فيما بينهم من أجل الحكم, هؤلاء هم المجاهدون الذين حرروا البلاد من الاستعمار, بدأت في عهدهم المخمرات و كان الكل يسكر الا فئة قليلة جدا, يشهدون على أنفسهم و يقولون أن المساجد كانت فارغة في ذلك الوقت. ثم يأتيك أحدهم الآن و يقول أن جيل اليوم جيل فاسد و لا يصلح لأي شيء, يقول لك أن جيل اليوم يقلد الأروبيين تقليدا أعمى, يقول لك أن جيل اليوم استطاع الغرب أن يسيطر عليه عن طريق التلفزة. لا ننكر ذلك, نعم هذا صحيح يا أجيال الديناصورات لكن من فتح فمه بدهشة عندما بدأت قنوات العار تدخل بلادنا, من كان يتفرج على القنوات الفرنسية و يفتخر بذلك, في وقتهم المزعوم أدخلوا هذه الأشياء الى بيوتهم بملىء ارادتهم و نسوا أنها سيطرت على عقولهم قبل أن تسيطر على عقولنا نحن, نحن الذين فتحنا عيوننا لنقلدهم و نغرق في بحر أفكارهم. فلماذا يلوموننا الآن لأخطاء ارتكبوها هم؟ هل كانوا يظنون أن جيلا كان يعيش على الخمر و القمار سيصنع من جيل اليوم أبطالا؟ هل يظن جيل عصر الديناصورات أنه عاش حياته و له الحق في أن يطمع في حياتنا الكئيبة أيضا؟ فكم من شاب كانت لديه أحلام ,لكن أين هي؟ حطموها داخله ببيرقراطيتهم و بكلامهم السلبي دفنوا ابداعنا تحت الأرض, لا تسمع منهم سوى أنك لا تستطيع و أنك ستفشل و أنهم كانوا و كانوا و كانوا, نريد أن نفهم يا جيل عصر الديناصورات, اذا كنتم أنتم تفهمون كل شيء و فيكم كل الخصال الحميدة كيف لم تستطيعوا ان تصنعوا جيلا يبني للبلاد هيبة و يحارب على مكانتها بين الأمم؟
لقد حطمتم معناوياتنا و قتلتم أحلامنا البريئة لتفرضوا علينا أفكاركم التي لم تستطيعوا أن تنتشلوا بها البلاد من الاءنحطاط الذي كانت فيه. اعذرونا فنحن فتحنا أعيننا في عصر الخداع و الفقر و الأوهام و الفتن, بنات من يمشين متبرجات في الشارع اليوم؟ من أي جيل من يحكموننا اليوم؟ و من أي جيل أصحاب المناصب الحساسة؟ و من أي جيل من يفرضون على الشاب الرشاوي لكي يعطوه منصب عمل؟ من كان سبب غلق الشركات في الجزائر في التسعينات؟ الشركات التي أغرقتموها و توقفت بسبب السرقة و الطمع من كل الفئات في ذلك الوقت, المدير يسرق و الحارس يسرق و ما بينهما يسرق. فكيف تسبوننا اليوم و تتكلمون بكل فخر على أنكم كنتم من أفضل أجيال الجزائر, كنتم تذهبون للسياحة و تسافرون الى أروبا في أي وقت تشائون لقد عشتم شبابكم على أكمل وجه, فلماذا تريدون أن تعيشوا معنا شبابنا اليوم؟ و أي شباب, كل يوم نفس الحكاية, نفس المشاكل, نفس الوجوه, الجيوب فارغة, و القلوب مملوءة الى آخرها بالقهر.
عليكم أن تقفوا و قفة رجال و تتحملوا مسؤولية أخطائكم, تحملوا مسؤولية كل شاب أحرق نفسه, كل شاب ضاع في طريق المافيا, كل شاب ركب قوارب الموت ليصل الى أروبا.
هل يوجد في قلوبكم ضمير لتعترفوا بأخطائكم و تصححوها؟ أم أنكم ستواصلون نقدكم الهدام و تفاخركم بماضي عشتموه على حسابنا, على حساب مستقبلنا و ثرواتنا, لقد كنتم فقط تأكلون في ثروات البلاد غارقين في سباتكم, لم تفكروا كيف سنكون نحن,و لا كيف سيكون مستقبلنا.
لكن نعرف أن هذا كثير عليكم, كل ما نطالبكم به الآن هو أن تصمتوا و تتركونا و شأننا, فنحن خاسرون في كل الأحوال لكن دعونا ربما ينجو البعض منا, ربما مازال لبعضنا أحلام كبيرة, مازال الكثير منا يريد أن يصبح شخصا يذكره التاريخ ربما ليس هنا لكن يستطيع من أراد ذلك أن يحققه في بلاد من استعمروكم يوما , فهم على الأقل يعرفون ما قيمة الشاب, و ماذا يستطيع أن يصنع عندما يؤمن به من حوله. توبوا الى الله فلربما يغفر لكم أخطائكم و دعونا و شأننا في الحياة, فان فشلنا تعلمنا من أخطائنا لكي لا يكررها أولادنا و ان نجحنا برهنا لكم أننا ليس كما تتخيلون و الأهم , أنكم لستم من تظنون أنفسكم أنهم أنتم.