سم الله الرحمن الرحيم الد الاسود هو بقع النفط الأسود منتشرة في البحر الأبيض المتوسط، رغم حملات التنظيف التي نفذها متطوعون وجمعيات وأجهزة رسمية، بعد ستة أشهر من تسرب آلاف الأطنان من الفيول إلى البحر خلال الهجوم الإسرائيلي على لبنان. وتسرب إلى السواحل اللبنانية حوالي 15 ألف طن من البترول انتشرت في مياه البحر, ومنذ ذلك الحين، تعمل منظمات غير حكومية دولية ولبنانية، بالتعاون مع وزارة البيئة اللبنانية، على تنظيف البحر من المد الأسود. وقد وصفت منظمة (غرينبيس) العاملة في مجال حماية البيئة، الوضع, منذ الأيام الأولى للكارثة البيئية، بأنه "قنبلة موقوتة تنتظر عواصف الشتاء، للانفجار وتلويث الشواطئ مجددا", وقال أحمد كجك من جمعية (بحر لبنان): "كشفت الأمطار وانخفاض المد، وجود مناطق جديدة ملوثة", ويتناقل عدد كبير من العاملين على ساحل الرملة البيضاء، أوعية مليئة بكتل ضخمة سوداء، هي مزيج من الفيول والرمال والنفايات, ويشكلون سلسلة بشرية تنطلق من البحر وتنتهي قرب أكياس كبيرة بيضاء تفرغ فيها الأوعية. وأفاد تقرير نشر أخيراً للمفوضية الأوروبية، أنه (تم جمع كل النفط السائل في البحر والمرافئ بحلول نهاية أيلول، إلا أن مرافئ وشواطئ أخرى كثيرة لا تزال تعاني من التلوث مثل الجية والرملة البيضاء).. وأعلن خبيران بيئيان في الأمم المتحدة في 23 تشرين الأول أن تنظيف سواحل لبنان من التسرب النفطي أمر بالغ الصعوبة. وقال بول ميفسود، منسق خطة العمل في المتوسط التابعة لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، إن المشكلة تكمن في أن عمليات التنظيف بدأت متأخرة، أي بعد شهر من تسرب النفط إلى البحر, ما جعل التلوث يتراكم في الأعماق البحرية. وقالت غادة متري مسئولة بيئية: "حتى الآن، تم انتشال 1100 متر مكعب من النفط السائل و5440 متراً مكعباً من مزيج النفايات والرمال والحصى الملوثة", ورفضت إعطاء موعد محدد لانتهاء عمليات التنظيف، إلا أنها أعربت عن الأمل بان يتم ذلك قبل الصيف. وقالت متري إن لبنان وجه نداء للحصول على مساعدة دولية من أجل تغطية تكاليف تنظيف الشاطئ التي تقدر بـ150 مليون دولار, وبعد ستة أشهر، تم تأمين حوالي نصف المبلغ. أما المشكلة الأخرى، فتتمثل في مصير عشرات الأكياس الملوثة والمكدسة على طول الشواطئ, وقال السرجي: "إننا نبعدها بقدر الإمكان عن البحر لمنع أي تسرب محتمل". وقالت متري إن وزارة البيئة تحاول معالجة ما هو أكثر إلحاحا، أي سحب الأكياس في أسرع وقت ممكن من الشواطئ ووضعها في مستودعات خاصة, ثم سنحاول القيام بعملية فرز بين ما يمكن معالجته في لبنان وما يفترض إرساله إلى الخارج... ولا يملك لبنان في الوقت الحالي لا التقنيات اللازمة ولا الوسائل لإعادة تصنيع هذه المواد. وهذه البقع تصل الى سواحل الدول المطلة على البحر المتوسط بفعل المد البحري والرياح