مملكة الغساسنة:مملكة الغساسنة:
مملكة عربية شمالية قديمة نشأت في بداية القرن السادس الميلادي في مناطق الحوران والجولان في جنوبي سورية على أيدي قبائل عربية من الأزد هاجرت من جنوبي الجزيرة العربية في أعقاب انهدام سد مأرب. التسميات التي أطلقت على الغساسنة: 1-أولاد جفنة:نسبة إلى جفنة بن عمرو بن مزيقياء أول ملوك الغساسنة. 2-ال ثعلبة:نسبة إلى جدهم ثعلبة بن مازن. 3-آل غسان:نسبة إلى ماء تعرف بغسان في تهامة بين عك وبلاد الأشعرين نزلوا عليها أول ماخرجوا من اليمن قبل توجهم إلى بلاد الشام.
لم تكن المنطقة التي نزل فيها الغساسنة ببلاد الشام خالية من السكان بل كانت مستقرة لقبائل سبقتهم وهم الضجاعمة من قضاعة ,ودخلت في خدمة البيزنطيين الذين اتخذوهم عونا لهم ضد الفرس ولقد خضع الغساسنة في بداية الأمر لضجاعمة ودفعوا لهم الجزية غير أنهم سرعان ماتغلبوا عليهم وحلو محلهم في خدمة الروم البيزنطيين. ملوك الغساسنة:هناك خلاف بين المؤرخين حول ترتيب ملوك الغساسنة وعددهم وسنوات حكمهم غير أن المعروف منهم بشكل موثوق هم أولئك الذين حكموا في أواخر أيام مملكة الغساسنة وهم: 1-جبلة بن الحارث بن ثعلبة:الذي ذكره المؤرخ البيزنطي ثيوفانيس باسم جبلس وقال عنه بأنه غزا فلسطين عام 500م. 2-الحارث الثاني(529-569م):الملقب بالأعرج الذي خاض معارك عديدة مع المنذر بن ماء السماء ملك المناذرة وكان معاصرا للإمبراطور البيزنطي جستنيان وعاملا لروم حسب ماذكر ذلك المؤرخ السرياني أيونيس ملالاس ,وذكر المؤرخ البيزنطي بروكوبيوس أن جستنيان منح الحارث لقب ملك واعترف بسلطتة على قبائل الشام العربية بهدف جعله خصما قويا في وجه ملك الحيرة المنذر الثالث وكان أخر معاركهم يوم حليمة554م والتي انتهت بمقتل المنذر الثالث.وبلغت مملكة المناذرة أوج اتساعها في عهد الحارث الثاني وأصبحت بصرى العاصمة الدينية بعد أن بنيت كاتدرائيتها 512م فضلا عن شهرتها كمنطقة تجارية.وقد كان الحارث مسيحيا من أتباع الطبيعة الواحدة المونوفيزية لذلك عمل على أقناع الإمبراطور جستنيان بإسناد أسقفيات المقطاعات السورية إلى رؤوساء هذه الطائفة. 3-المنذر الأكبر(569-582م):والمعروف في المصادر الإغريقية والسريانية Alamundarusوقد سلك سياسة أبيه في معاداة المناذرة حكام الحيرة فانتصر عليهم في عين أباغ 570م,كما غالى في مناصرة أتباع الطبيعة الواحدة من المسيحيين.مما أثار حفيظة الإمبراطور جوستين الثاني ,الذي سعى للخلاص منه عن طريق حاكم سورية كما قطع عنه الإمدادات لمدة ثلاث سنوات ولم يكن المنذر غافل عن ذلك فما كان منه إلا أن فر إلى البادية وأعلن خروجه على البيزنطيين ,وهذا الوضع شجع الغساسنة على القيام بالهجوم على سورية وإثارة الفوضى والاضطراب هناك مما دفع بالروم إلى استرضائه وإعادته إلى مملكته ,لكن لم تلبث العلاقات أن ساءت بين المنذر والبيزنطيين في أعقاب الهزيمة التي لحقة به وبحاكم سورية موريس عندما عزموا على قتال الفرس حيث انهزموا بسبب تهدم الجسر الكبير المنصوب على الفرات حيث اتهم موريس المنذر بالخيانة والتواطؤ مع الفرس ولكي يثبت المنذر براءته أغار على الحيرة وأحرقها لكن الروم اعتبروا ذلك خروجا على طاعتهم وأوقعوا به عن طريق الحيلة حيث تم القبض عليه في أثناء تدشين أحد الكنائس وجمل إلى القسطنطينية مع ثلاثة من أبناءه وعندما اعتلى عرش بيزنطة موريس (582-602م)العدو اللدود للمنذر نفاه إلى صقلية وأمر بقطع المعونة السنوية التي كانت بيزنطة تقدمها للغساسنة سنويا ,فثار أبناء المنذر بقيادة أبنه النعمان واتخذ من البادية مقرا للإغارة على ممتلكات البيزنطيين فلجأ البيزنطيين إلى المكر والخديعة ثانية واستطاعوا إلقاء القبض على النعمان وإرساله إلى القسطنطينية 584م.وانقسم الغساسنة بعد ذلك ومنهم من دخل في خدمة الفرس الذين استغلوا غياب الغساسنة وقاموا بالهجوم على ممتلكات الروم فهاجموا بلاد الشام مابين611-614م واستولوا على أنطاكية ودمشق وبيت المقدس ثم احتلوا مصر ولم يستطع هرقل استعادة هذه المناطق إلا بعد معارك طاحنة عام 529م,ويبدوا أن هرقل عرف قيمة الغساسنة في حماية أطراف إمبراطوريتهم فأعادهم إلى ممتلكاتهم,إذ تذكر الكتب أن الغساسنة حاربوا إلى جوار الفرس مرارا ضد المسلمين.