أنقدوا أبنائكم من الفتن م نكن نرى ولا نسمع منذ عقود مرت ما نسمع به اليوم من فتن فبين الحين والآخر تطل علينا فاجعة من الفواجع وعجيبة من العجائب كانت بالأمس غريبة علينا وشبه منعدمة في مجتمعنا المغربي اليوم تسمع براءة طفل تغتصب غدا تسمع انتحار شاب او شابة بعد غد تسمع سرقة في واضحة النهار كل يوم نسمع جديد الى أين يا ترى هنا يطبق مثل عيش نهار تسمع خبار قد يتسائل البعض لماذا زادت هذه الإختلالات ولم تنقص وقد سنت قوانين زجرية أكثر صرامة وعقابا ؟ ولماذا كلما نُظمت وقفات احتجاجية وتنديدات من منظمات حقوقية لا للعنف لا للإنتحار لا للإغتصاب لم يتوقف ذلك وبغض النظر عن أسباب وحيثيات وملابسات كل حالة من الحالات على انفراد والدوافع المنتجة لها والتي يُنظر لها من زاوية ضيقة , فإنه يبقى السبب الرئيس والعامل الأبرز هو تربية النشء على الإغتراب , وعدم سلامة هذه التربية من الشوائب والموبقات التي وصلت بكثير من شبابنا الى ما هو عليه من تمرد على نفسه وعلى مجتمعه , فكثير من الآباء والأمهات يعتقدون أن حقوق الطفل تتمثل في مأكل ومشرب وملبس وترفيه , وحصول على نقطة جيدة في مدرسة لاتسمن مقرراتها ولاتغني من جوع وكفى , تاركين إياه للشارع لتوجيهه كيف شاء دون متابعة , وإلى التلفزة وماتبثه من برامج سخيفة تنحصر في رسوم عنف غير بريئة وبهلوانات ورقص وغناء ومسلسلات لا تنهض بها أمة ولا يرقى ولا يتقدم بها شعب , بل تمس عقله وتنثر فيه سما زعافا وتضعف إنتمائه للقيم والأخلاق الكريمة , فينشأ بعد ذلك جيل غاضب وضائع ومتمرد على نفسه وعلى مجتمعه بعدما تم تجهيله وتجريفه ثقافيا ومعرفيا ودينيا إن تربية الأبناء أبلغ وأعمق من ذلك بكثير, فللحصول على أبناء صالحين يحبون مجتمعهم وآبائهم وكل من حولهم ويقدرون الأمور ويحترمون أنفسهم ويحترمون الغير فلابد من متابعتهم والحرص عليهم , وزرع الأخلاق الحميدة لديهم ولن يتأتى ذلك إلا بتريتهم على دين الله , دين الإسلام الحنيف ومرافقتهم إلى المساجد منذ نعومة أظافرهم قبل أن يستعصي أمرهم دون التفريط فيهم وتعليمهم آداب نبيهم صلى الله عليه وسلم وإطلاعهم على سيرته وسيرة صحابته رضي الله عنهم جميعا, وإن الوقت المستقطع من وقت هذا الطفل لتعليمه دينه أو لمرافقته للمسجد لايزيده بفضل الله إلا نباهة وتحصيلا ونجاحا في دراسته , ولابد كذلك أن ننصت للولد وللفتاة ومحاورتهم وأن يكون الآباء والأمهات أصدقاء لأبنائهم والإطلاع على أمورهم ومتابعتهم متابعه دقيقة ومحاورتهم وتعليمهم ولابد أن يعلم الجميع أن بيتا كباره وصغاره بناتٍ وأبناءاً مصلون يعمرون المساجد عالمون وقائمون بحقوق ربهم محافظون على سنة نبيهم , لا ينتج مواطنين صالحين فحسب , بل أبناءا ومواطنين صالحين مصلحين , وسيكون لدينا مجتمع صالح سليم وقوي , ومحفوظ بحفظ الله ,
نسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعا لما يحبه ويرضاه , والله المستعان
منقول