وصلت دراسة حديثة إلى أن الأطفال الذين يعانون من زيادة في الوزن يكونون أكثر عرضة للإصابة بسرطان القولون في مراحل لاحقة من حياتهم، إلا أن خسارة الوزن تساعدهم على التقليل من ذلك الخطر.

وعلى الرغم من أن دراسات سابقة كانت قد توصلت إلى نتائج مماثلة من حيث العلاقة بين زيادة الوزن في سنوات الطفولة والإصابة بسرطان القولون لاحقاً، إلا أنها لم تحدد ما إذا كانت خسارة الوزن ستساعد على تلافي ذلك الخطر أم لا.

تقول المعدة الرئيسية للدراسة بريت وانغ، الاختصاصية في مستشفى بيسبيرغ وفريدسبيرغ بالعاصمة الدنماركية كوبنهاغن: "تؤكد هذه النتائج على أهمية ضبط الوزن في سنوات الطفولة."

وبحسب الجمعية الأمريكية للسرطان، فإن سرطان القولون يحتل المرتبة الثالثة من حيث الانتشار بين الرجال والنساء في الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك بعد استثناء السرطانات الجلدية. حيث يجري تشخيص أكثر من 95 ألف حالة جديدة بالسرطان سنوياً.

قام الباحثون بفحص السجلات الطبية لأكثر من 61 ألف ذكر في الدنمارك كانوا قد وُلدوا في الفترة بين عامي 1939 و 1959. وفي غضون 25 سنة من المتابعة، جرى تشخيص أكثر من 700 حالة من سرطان القولون بينهم.

وجد الباحثون بأن الأشخاص الذين كانوا يعانون من زيادة الوزن عندما كانوا أطفالاً بعمر 7 سنوات ارتفع لديهم خطر سرطان القولون بمعدل الضعفين لاحقاً، وذلك بالمقارنة مع الأشخاص الذين كانوا يتمتعون بأوزان طبيعية في تلك المرحلة العمرية الباكرة. كما وجد الباحثون بأن الأشخاص الذين كانوا يعانون من زيادة الوزن في الطفولة ولكنهم تخلصوا منها لاحقاً لم يواجهوا تلك الزيادة في خطر سرطان القولون لاحقاً.

من الجدير ذكره بأن الدراسة لم تثبت علاقة سبب ونتيجة بين زيادة الوزن في الطفولة وزيادة خطر سرطان القولون لاحقاً، وإنما مجرد ارتباط بينهما يحتاج تفسيره إلى إجراء المزيد من الدراسات.

وبحسب مُعدي الدراسة فإن الخطوة التالية هي توسيع نطاق البحث وتحري العلاقة بين زيادة وزن الشخص على امتداد حياته وخطر إصابته بأشكال أخرى من السرطان أو الأمراض غير المعدية، وذلك بهدف رسم صورة شاملة للعلاقة بين الوزن والإصابة بالأمراض.

جرى عرض نتائج الدراسة يوم الجمعة الماضي في اجتماع المؤتمر الأوروبي للبدانة في مدينة بورتو البرتغالية، ومن المعروف بأن نتائج الدراسات المعروضة في الاجتماعات والمؤتمرات العلمية تبقى أولية لحين نشرها في مجلة علمية محك