ديوان الشاعر:أبو الفضل بن الأحنف
يا لائمي في العِشقِ مَهْ | لا خير فيمن ليسَ يعشقْ |
أتَلومني فيمن أنا | من حُبّهِ مثلُ المُعَلَّقْ |
وكأنّ قَلبي مِنْ هَوَا | هُ في وَثَاقٍ ليسَ يُطلقْ |
يا من رأى مثلي فتى ً | يسعى طليقاً وهو مُوْثَقْ |
من حُبّ خَوْدٍ طَفْلَة ٍ | كالشَّمس حسناً حين تُشرِقْ |
فإذا يُنادَى باسمِها | ظلّتْ مدامعُهُ تَرَقْرَقْ |
وإذا يَمُرُّ بِبابِها | لثَمَ الجدارَ وظَلّ يُصْعَقْ |
وإذا تذكَّرها بكى | حتى تكادُ النّفسُ تَزْهَقْ |
فتَراهُ مِنْ وَجْدٍ بِها | مُتوجِّعاً يبكي ويشهقْ |
هذا البَلاءُ بعَينِهِ | يا إخوتي يغدو ويَطرُقْ |
أصبحتُ في لُججِ الهوى | ذا صبوة ٍ أطفو وأغرقْ |
وإذا فرَرْتُ من الهَوى | ألفَيتُهُ يَسعَى ويَلحَقْ |
أينَ الفِرارُ من الهوى | ويلي ومِنهُ عَليّ خَنْدَقْ |
والله مالي حيلة ٌ | لكِنّني أرجو وأفرَقْ |
وا فوزُ مُنّي واجمعي | من شملنا ماقد تفرّقْ |
ما لي أُحِبُّ ولا أُحَـ | ـبُّ كذاكَ بعضُا لنّاسِ يرزقْ |
الحُبُّ سَخَّرَني لَكُمْ | تسخير عبدٍ ليسَ يُعتقْ |
عذّبتموا جسدي بحـُ | ـبكمُ فلو يستطيعُ ينطِقْ |
لشَكا إليكُمْ بالبُكَا | ءِ وبالتضرِّعِ والتملّقْ |