وقعة الطف سنة 61هـوقعة الطف سنة 61هـ
في صباح يوم الجمعة شبّ القتال بين الفريقين لما رفض الحسين أن يستأسر لعبيد الله بن زياد وكانت الكفتان غير متكافئتين فرأى أصحاب الحسين أنهم لا طاقة لهم بهذا الجيش فصار همهم الوحيد الموت بين يدي الحسين فأصبحوا يموتون بين يدي الحسين الواحد تلو الآخر حتى فنوا جميعاً ولم يبق منهم أحد إلا الحسين وبقي بعد ذلك نهاراً طويلاً لا يتقدم عليه أحد حتى يرجع لا يريد أن يُبتلى بقتله واستمر هذا الأمر حتى جاء شمر بن ذي الجوشن فصاح بالناس ويحكم ثكلتكم أمهاتكم أحيطوا به واقتلوه فجاءوا وحاصروا الحسين فصار يجول بينهم بالسيف حتى قتل منهم من قتل وكان كالسبع ولكن الكثرة تغلب الشجاعة. وصاح بهم شمر بن ذي الجوشن ويحكم ماذا تنتظرون؟ أقدموا فتقدموا إلى الحسين فقتلوه، والذي باشر قتل الحسين هو سنان بن أنس النخعي وحزَّ رأسه وقيل إن الذي قتله شمر بن ذي الجوشن قبّحه الله وبعد أن قُتِل الحسين حُمل رأسه إلى عبيد الله بن زياد في الكوفة فلما وصل الرأس إلى عبيد الله بن زياد جعل ينكث به (أي يضربه) ومعه قضيب يدخله في فم الحسين ويقول: إنه كان لحسن الثغر فكان أنس بن مالك رضي الله عنه جالساً فقام وقال: والله لأسُوأنَّك لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يُقبِّل موضع قضيبك من فيه. قال إبراهيم النخعي رضي الله عنه: (لو كنت فيمن قتل الحسين فيمن أدخلت الجنة لاستحييت أن أنظر إلى وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم).