جواهر ستار التعليمية |
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم ، في منتديات جواهر ستار التعليميه المرجو منك أن تقوم بتسجـيل الدخول لتقوم بالمشاركة معنا. إن لم يكن لـديك حساب بعـد ، نتشرف بدعوتك لإنشائه بالتسجيل لديـنا . سنكون سعـداء جدا بانضمامك الي اسرة المنتدى مع تحيات الإدارة |
جواهر ستار التعليمية |
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم ، في منتديات جواهر ستار التعليميه المرجو منك أن تقوم بتسجـيل الدخول لتقوم بالمشاركة معنا. إن لم يكن لـديك حساب بعـد ، نتشرف بدعوتك لإنشائه بالتسجيل لديـنا . سنكون سعـداء جدا بانضمامك الي اسرة المنتدى مع تحيات الإدارة |
|
جواهر ستار التعليمية :: قسم التاريخ و الحضارة الاسلامية :: قسم التاريخ و الحضارة الاسلامية |
الثلاثاء 8 سبتمبر - 20:23:50 | المشاركة رقم: | |||||||
عضو نشيط
| موضوع: تاريخ العلاقات الدبلوماسية بين المسلمين والألمان تاريخ العلاقات الدبلوماسية بين المسلمين والألمان حينما نأتي على قصة الخليفة العربي هارون الرشيد، وما هو شائع في اتصاله بالإمبراطور الألماني، شارلمان عن طريق تبادل الهدايا والسفراء، نجد بأن هذه القصة لا ترقى إلى مستوى الحقيقة التاريخية، لا سيما وأن المؤرخين العرب في ذلك العصر لم يشيروا إليها فيما كتبوه من قريب أو بعيد، إلا أن ذلك لا يعني بأن المسلمين والألمان لم يكونوا يلتقون أبدا في تلك الأيام، فلقد عثرت في كتاب نفح الطيب للمقري، على خبر يتعلق بوجود لقاء أكيد بين الخليفة الأندلسي عبد الرحمن الناصر وبين « رسول من قبل الألمان». ولكن المقري لم يترك في موسوعته الضخمة عن تاريخ الأندلس، التفاصيل التي تلتقي ضوءا على طبيعة هذا اللقاء، وأسماء الأشخاص الذين أوفدتهم ألمانيا إلا بلاط الخليفة الناصر، بيد أن المؤرخ المصري المعاصر الأستاذ محمد عبد الله عنان تولى بنفسه الإشارة إلى هذه التفاصيل في مقالة له نشرتها مجلة الرسالة المصرية سنة 1353 هـ (1938م) تحت عنوان « سفارة ألمانية إلى بلاط قرطبة في عهد عبد الرحمن الناصر». وفي هذه المقالة يذكر الأستاذ عنان أنه : في سنة 344 هـ (956م) وفدت على الناصر سفارة من «أوتوا الكبير» إمبراطور ألمانيا وكان يومئذ من أعظم أمراء النصارى كما كان الناصر أعظم أمراء الإسلام. وكان بين الملكين العظيمين علائق ومراسلات منتظمة وكانت سفارة « أوتو» ذات مغزى خاص .. وكان سفيره إلى الخليفة خيرا من أكابر الأخيار وهو « يوحنا» أسقف « غورتسي» ... وبعث الناصر إلى الإمبراطور سفيرا واختار لهذه السفارة قسا من رعاياه النصارى إتباعا لتقليد جرى عليه الخلفاء في معظم سفاراتهم إلى القصور النصرانية. ويتابع الأستاذ عنان حديثه قائلا : ولسنا نعرف نتائج هذه السفارة، لأن يوحنا لم يحدثنا عن ذلك في روايته في تاريخ حياته « فيتا» إلا أن الرواية الكنيسية تحدثنا عما أفضى به الخليفة الناصر إلى يوحنا من الملاحظات السياسية والإدارية. ونحن نحب أن نتخذ من هذه الحادثة دليلا على قدم الروابط التي عرفتها العلاقات الإسلامية الألمانية وهي روابط تكررت أكثر من مرة حتى انتهت أخيرا إلى صلات تقليدية ثابتة بين المسؤولين المسلمين وبين المسؤولين الألمان. الأمير شكيب أرسلان يروي قصة هذا اللقاء وفيما يلي تفاصيل هذا اللقاء المثير كما رواها الأمير شكيب أرسلان في كتابه عن غزوات العرب في أوربا : أوتـون وخليفة قرطبة « كان المسلمون يجولون فيس جميع أنحاء سويسرا بلا معارض، كأنهم في ديارهم وقد تقدموا إلى أن صاروا على أبواب « سان غال» على ضفاف بحيرة كونستثر وكانوا يعتدون على الرهبان الذين كانوا هناك. فلا يخرج منهم أحد إلا رشقوه بسهم. وكانوا قد ألفوا سكنى الجبال والسير في الأوعار حتى أن أحد الكتاب المعاصرين قال أنهم صاروا أشبه بالمعزى في خفة أقدامهم وسهولة سيرهم في جروف الجبال. وكانوا قد بنوا أبراجا في أماكن متعددة، يقال أن آثارها لا تزال موجودة. وكانوا قد ألحقوا أضرارا لا تحصى بالمسحيين، وذكر مؤرخ دير « سان غال» في كتاب داخل مجموعة برتز، إنه كان يوجد رئيس للدير المذكور اسمه « فالتون» قد جمع عصابة من الرجال الأشداء وسلحهم بالحراب والفؤوس وهاجم هؤلاء البرابرة فجأة فقتل أكثرهم ومن نجا منهم قبض عليه. وساقوا الأسرى إلى الدير فأبى هؤلاء أن يأكلوا أو يشربوا فماتوا جوعا. وفي أثناء ذلك تغلب الألمان على «المجار»، وكسروا شوكتهم، فنشقت سويسرا نسيم الفرج، ولكن البروقانس والدوفنيني وجانبا من جبال الألب بقيت تحت طائلة العرب الذين كانت ترد إليهم الإمدادات من البحر. وكانت هذه البلاد لا تستريح ما داموا فيها. وكان الرجل العامل المدبر إذ ذاك، بين ملوك أوروبة، وأوتون ملك جرمانية الذي لقب فيما بعد بالإمبراطور، والذي استحقت له خلاله المجيدة لقب « الكبير» فدخل « أوتون» في علاقات مع خليفة قرطبة الذي كان أشبه بالحامي لمستعمرة « فراكسينية العربية» فعزم أوتون لأجل الدفاع عن حقوق النصراوية أن يبعث بسفارة إلى الخليفة عبد الرحمن الناصر، وكان قد جاء إلى «أوتون» من عبد الرحمن كتاب لا يخلو من عبارات فيها غض من الدين المسيحي بحيث اعتمد «أوتون» بخاصة أن يجعل في سفارته إلى قرطبة عالما لاهوتيا يمكنه الاعتماد عليه في الأخذ والرد مع العلماء المسلمين فوقع الاختيار على راهب من دير « غورز» بقرب منس كان يقال له « جان» وكان بلغ من تضلعه في علم اللاهوت أنه حاول إقناع الخليفة بالتنصر. زمن هذه السفارة بين خليفة المسلمين وامبراطور الألمان وقد كانت هذه السفارة في سنة 956م والمؤرخون من المسلمين ومن النصارى متفقون على ما بلغته قرطبة لذلك العهد من العظمة والمجد، فقد كانت فيها العلوم والمعارف والصنائع والفنون والسياسة والكياسة قد أدركت الأمد الأقصى في وقتها، وكانت أوربا المسيحية مدهوشة بعظمة قرطبة وكان عبد الرحمن مقصد الجميع من ملوك العصر، وكان يراسله الباب وإمبراطور القسطنطينية وملوك اسبانيا وفرنسا وألمانيا وبلاد الصقالبة، وكان ملوك المسيحين، بحسب قول مؤرخي العرب يبسطون أيدي الخضوع للخليفة، ويعدون شرفا عظيما لهم أن يرسل الخليفة يده لسفرائهم ليقبلوها. وذلك لجلالة قدره في أعينهم ولطف منزلته في أنفسهم. حفاوة الناصر بضيوفه من سفراء ملوك النصارى وكان عبد الرحمن الناصر عندما تقدم عليه وفود هؤلاء الملوك لاسيما وفد ملك الروم يبالغ في الاحتفال بهم ويتكلف الكلف الثقال ويأمر باستقبالهم بالعساكر والأعوان وبإظهار جميع عظمة الخلافة فكانوا يفرشون لهم الشوارع التي يمرون بها بفاخر البسط والديباج وكانت الألوف من حرس الخليفة الخاص، وأمامهم الأمراء وعظماء الدولة يصطفون على الجانبين ومنهم بطانة تحيط بعرش الخليفة، وبعد ذلك يقوم الأئمة ويخطبون في الحفل بما يناسب المقام من وصف عز الإسلام وإظهار مناقب الإمام ثم يتلوهم الشعراء بالقصائد الطنانة التي تزيد من ابتهاج الحاضرين وحماسة السامعين. سفارة الراهب جان تحدث عن هذه السفارة أحد تلاميذ الراهب نفسه فقال : سافر الراهب جان ومعه راهب ثان لا غير، وكانت الهدايا التي لابد من اصطحابها هي من مال الدير الذي ينسب إليه الراهب، فسار الراهب على قدميه ماشيا إلى « فيين» على نهر الرون، ومنها ركب في النهر إلى البحر وركب فيه إلى برشلونة التي كانت إذ ذاك تابعة لمملكة فرنسا وإنما كانت أول مدينة تخص الخليفة من الثغور هي « طرطوشة» (عن المسعودي في مروج الذهب وهذا كان معاصرا لعبد الرحمن الناصر). فلما وصل السفراء من قبل ملك الفرنجة إلى « طرطوشة» وإذن لهم عاملها بالمسير إلى قرطبة تقدموا في البلاد وقطعوا جانبا عظيما من جزيرة الأندلس، وهم في ضيافة العرب بالمعهود من كرمهم فوصلوا إلى قرطبة، لم يتكلفوا إنفاق درهم واحد، وهناك استقبلو برا وترحيبا وأنزلوا في محل على مسافة ميلين من قصر الخليفة. ثم إن الخليفة علم بمهمة الراهب وما هو مكلف تبليغه من قبل ملك فرنسة، فأراد أن يتجنب المباحثات الدينية، وقال أنه لم يكن لائقا بمقام اثنين مثل الخليفة والملك أن يدخلا في مجادلات كهذه وأنه لا يسع الخليفة أن يسمع كلاما فيه نيل من الرسول صلى الله عليه وسلم ولا يجوز له ذلك بحسب الشريعة. واقترح الخليفة أن يعد كتابه إلى الملك أوتون كأنه لم يكن. الخليفة يحاول تلطيف الجو والسفير الراهب يركب رأسه بتحريض من ملك فرنسا ولكن جميع هذه الملاحظات لم يقبلها الراهب، وأصر على رأيه. وجاء مطران قرطبة ينصحه بترك هذا العناد، فأخشن له الجواب وأخذ بقرعه على هوادته وتساهل جماعته في أمر الدين المسيحي. وكيف أنهم قد رضوا بختان أولادهم وبالامتناع عن أكل لحم الخنزير مسايرة للمسلمين. الخليفة الناصر يتغير على السفير المتعنت ولما علم الخليفة بتصلب هذا الراهب وأنه راكب رأسه لا ينثني عن عزمه أبى أن يقبله وأرسل إليه قائلا أنه كان بعث إلى الملك « أوتون» أحد الأساقفة سفيرا عنه فأنظره ثلاث سنوات، ولذلك فهو يريد أن يمسك سفير « أوتون» لديه لا ثلاث سنوات فقط بل تسع سنوات لأنه يرى نفسه أكبر من « أوتون» بثلاث مرات، فأجاب الراهب بأنه لا يقدر أن يخرج عن الأوامر التي بين يديه من « أوتون» وتقرر عند ذلك أن يرسل الخليفة رسولا من قبله يسأله عما إذا كان ما يزال مصمما على رأيه في كيفية سفارة الراهب وأخذ الخليفة ينتدب للرسالة إلى « أوتون» من عنده من يصلح لذلك. فكان المسلمون يستعفون من تلك السفارة لأن المعلوم أن على المسلمين واجبات دينية يصعب عليهم القيام بها في بلاد النصارى، من أجل ذلك كان أكثر سفراء ملوك المسلمين إلى ملوك النصارى مسيحيين، وكثيرا ما كانوا أساقفة أو قسيسيين. سفير الخليفة عبد الرحمن الناصر إلى أوتون ففي تلك النوبة انتدب لهذه السفارة رجل مسيحي اسمه « رسيموندس» كوفيء فيما بعد على المهمة التي قام بها بجعله أسقفا وكان يحسن اللاتينية والعربية معا، ويظن بعضهم أن الأسقف رسيموندس هذا هو نفس رمندس الذي كان مطرانا اسبانيوليا وكانت بينه وبين المؤرخ « ليتيرند» علاقة ومودة وقد جعل هذا تاريخه باسمه. الخليفة يعود فيحسن وفادة الراهب وفي تلك المدة كان « أوتون» مشغولا بإطفاء فتنة أثارها عليه ابنه وصهره، فلما وصل السفير الإسبانيولي من قبل الخليفة أجابه الملك إلى كل ما اقترحه، وقفل الرسول إلى قرطبة وقد دبر الأمور كما شاء الخليفة، ورضي الخليفة بعدها أن يستقبل الراهب وكان الخليفة يعلم تقشف الراهب ومذهبه في لبس الخشن وبعده عن مظاهر الأبهة فبعث إليه أنه يريد أن يستقبله كسفير من قبل الملك، وأنه لابد له إجلالا لقدر مرسله من قبول حلة السفارة وأنه ينبغي له أن يدخل على الخليفة بملابس لائقة. الراهب يصر على مظاهر التقشف فأجابه الراهب بأنه لا يجد لبسا أبهى ولا أفخر من ثوب رهبانيته، فظن الخليفة أنه قد يكون الراهب عاجزا عن شراء الملابس اللازمة، فبعث إليه بعشر أقات فضة، وكانت الأقة أثني عشر أوقية. ولكن الراهب تصدق بهذه الفضة على الفقراء، فأرسل إليه الخليفة قائلا أنه يستقبله ويحتفل به ولو كان لابسا كيس خيش. وصف الاستقبال الرسمي للراهب السفير وفي اليوم المعين للاستقبال اصطفت العساكر على الجانبين، ووقف العبيد الصقالية قابضين على الحراب، ووقف آخرون بالقسي، وكانت هناك الفرسان تلعب في الميدان وفي هذه الحالة دخل الراهب السفير وقد فرشت أمامه مداخل القصر بالبسط والديباج، فما زال يتقدم إلى أن وصل إلى البهو الذي فيه الخليفة، فوجد الخليفة جالسا على سرير الخلافة متربعا على عادة الشرقيين، فعند وصوله إليه أعطاه يده من باطنها تمييزا له عن غيره فقبلها الراهب، ثم أمر له بالجلوس، وبعد المراسم المعتادة في المجاملة شرع الخليفة يتكلم عن الملك « أوتون» وما بلغه من المقام السامي بين الملوك وأتنى عليه مزيد الثناء. الخليفة ينتقد بعض تصرفات أوتون ثم أنه لما كان عبد الرحمن قد بلغه كون ابن الملك « أوتون» ثار على أبيه : الحي بشيء من الأئمة على الملك قائلا : إنه لا ينبغي للملوك أن تقبل أقل انتقاض من سلطلتها ولا ترعى في ذلك عاطفة، إشارة إلى شيء وقع من قبل مع عبد الرحمن نفسه، فإنه عصى عليه أحد أولاده فانتهى الأمر بأن أمر بقتله. مـوضوع السفـارة ثم دار الكلام عن موضوع الرسالة التي جاء بها الراهب سفيرا، فمؤرخوا العرب، أو بالأقل المؤرخون الذين عرفناهم، لم يكونوا يدركون شيئا عن قضية احتلال العرب لسواحل « بروفنس» وبثهم الغارات إلى الداخل، مما يدل على أنهم لم يكونوا يأبهون لهذه الحادثة ( ذكر هذه الحادثة الاصطخري وابن حوقل) – انتهى كلام الأمير شكيب. ورأي المــؤرخيـن بها رأي المؤرخ (ليوتيرند) الذي عاش في ذلك العصر يؤكد أن تلك المستعمرة العربية في جبال الألب كانت تحت حماية الخليفة نفسه. رأى تلميذ الراهب السفير : أما هذا فيقول أن موضوع تلك السفارة لم يكن سوى التوسط لدى الخليفة لوضع حد لغارات العرب في فرنسا وايطاليا. مصيـر رسالة أوتون إلى عبد الرحمن الناصر إن جميع الذين أشاروا إلى هذه السفارة بين العاهلين العربي الأندلسي والغربي الألماني قالوا بأن الرسالة التي بعث بها أوتون إلى الناصر لم يعثر عليها كاملة حتى هذا التاريخ، وإننا لنرجو أن يتاح لها باحث يهتم بها ويعمل على لم شتاتها لتظفر المكتبة التاريخية للعلاقات العربية الألمانية بشاهد حي على ما كان يشد هذه العلاقات بعضها إلى بعض من أواصر المجاملة التي تدل على مدى احترام كل منها للآخر، فيكون الماضي وسيلة تدعم الحاضر بكل ما فيه من نوايا الخير والتفاهم. وإن كتب الأوروبيين الذين رحلوا إلى بلاد الشرق العربي في عهد المماليك، مليئة بحكايات المبعوثين الذين كانت ترسلهم ألمانيا وغيرها من الدول النصرانية في أوروبا إلى القاهرة، لمعالجة مشاكل تجار النصارى الذين كانوا يتعرضون للمصادرة والاعتقال بين حين وآخر بسبب تدخلهم فيما لا يعنيهم أثناء وجودهم في بلاد المسلمين. ومن يطمع في متابعة هذا الموضع فإننا نحيله إلى ما كتبه الرحالة المذكورون في هذا الصدد أثناء حديثم عن الملك الظاهر بيبرس البندقداري وكذلك السلطان قانصوه الغوري الذي انتهت به دولة المماليك في الشرق. الملك الكامل وفريدريك الثاني وكتب التاريخ : قد انطوت صفحات كثيرة منها على أخبار العلاقات الوثيقة التي كانت قائمة بين السلطان الأيوبي الملك الكامل ناصر الدين بن محمد وبين ملك الألمان وفارس أوروبا في حروبها الصليبية في الشرق « الأنبرور» فريديرك الثاني، وهي العلاقات التي لم يرض عنها لا النصارى ولا المسلمون في ذلك الحين، لأنها أدت إلى الهدنة بين المتقاتلين بينما كان من هؤلاء وأولئك يريدون كل شيء أو لا شيء. ففي الثامن عشر من فبراير سنة 1229 م مد الشرق للغرب يده مصافحا .. وأمام هرمان سالتزا وتوما الأكويني قال السلطان الكامل باسم المسلمين : « أقسم بالله والقرآن، وبقلب ونية سليمة أن أنفذ كل ما اتفقنا عليه وأن لا أحنت بقسمي». وفي الساعة نفسها أقسم فريدريك الثاني باسم النصارى بين يدي الأمير فخر الدين ابن الشيخ يمين احترامه للاتفاق مؤكدا قسمه بقوله : « إنه سيأكل لحم يده اليسرى، إن هو حنث بهذا القسم العظيم ..» لقد كان الاتفاق الكامل مع فريدريك جديرا بأن يغضب حملة السيوف من الفريقين المتحاربين ولكنه على كل حال كان الفرصة الوحيدة التي أتيحت في تاريخ البشرية لإتحاد الشرق مع الغرب على أساس من الثقة والاحترام المتبادل. ومن ذلك الحين أخذت الاتصالات المستمرة بين المسلمين وبين أوروبا تتجه لأن تتخذ صفة العلاقات السياسية الدائمة، لاسيما بعد أن استقر الحكم الإسلامي في يد آل عثمان وكانت هذه العلاقات تتركز وتتأكد يوما بعد يوم إلى أن أصبحت تقليدا متبعا حتى يومنا هذا. الاتصال الدبلوماسي بين المسلمين والألمان في العصور المتأخرة بقيت أطسنبول من أوسط القرن الخامس عشر حتى أوائل القرن العشرين حاضرة الإسلام وعاصمة الخلافة وباب العالي للمسلمين في صلتهم بالغرب المسيحي .. فكان من الطبيعي أن تقيم ألمانيا عبر الدولة العثمانية علاقاتها القنصلية مع الشرق العربي، وكانت دمشق المكان الذي عاشته الصداقة العربية الألمانية على يد القنصل البروسي المستشرق بوهان فيتشتاين ( 1815- 1905). فلقد كان هذا القنصل من أبرز الألمان الذين اكتسبوا مودة العرب واحترامهم في العصور المتأخرة. أول قنصل في الشرق العربي بدأ بوهان فيتشتاين أستاذا جامعيا لتدريس اللغة العربية في أول الأمر ثم عين قنصلا لألمانيا في دمشق، وهو أول قنصل ألماني في هذه المدينة الإسلامية الكبرى، وقد أدى فيتشتاين خدمات إنسانية جليلة أثناء الصراع الذي دار بين النصارى والدروز سنة 1860 في جبل لبنان، إذ بينما كان الإنكليز يثيرون الدروز والفرنسيون يحرضون الموارنة سعيا وراء خلق ظروف ملائمة لهما للتدخل في الشرق الأدنى، كان قنصل بروسيا يقصر جهوده في ذلك الوقت على تخفيف حدة الشقاء بين الناس. العلاقات الدبلوماسية الراهنة بين المسلمين والألمان والجدير بالذكر أن ألمانيا في الحاضر. مرتبطة بعلاقات ديبلوماسية مع جميع الدول الإسلامية تقريبا ما عدا دولة « موريتانيا» التي نشأت حديثا في صحراء شمال إفريقيا الغربية. الموضوعالأصلي : تاريخ العلاقات الدبلوماسية بين المسلمين والألمان // المصدر : ممنتديات جواهر ستار التعليمية //الكاتب: الجزائرية
| |||||||
الإشارات المرجعية |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 20 ( الأعضاء 3 والزوار 17) | |
|
| |
أعلانات نصية | |
قوانين المنتدى | |
إعــــــــــلان | إعــــــــــلان | إعــــــــــلان | إعــــــــــلان |