جواهر ستار التعليمية |
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم ، في منتديات جواهر ستار التعليميه المرجو منك أن تقوم بتسجـيل الدخول لتقوم بالمشاركة معنا. إن لم يكن لـديك حساب بعـد ، نتشرف بدعوتك لإنشائه بالتسجيل لديـنا . سنكون سعـداء جدا بانضمامك الي اسرة المنتدى مع تحيات الإدارة |
جواهر ستار التعليمية |
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم ، في منتديات جواهر ستار التعليميه المرجو منك أن تقوم بتسجـيل الدخول لتقوم بالمشاركة معنا. إن لم يكن لـديك حساب بعـد ، نتشرف بدعوتك لإنشائه بالتسجيل لديـنا . سنكون سعـداء جدا بانضمامك الي اسرة المنتدى مع تحيات الإدارة |
|
جواهر ستار التعليمية :: الركن الأسلامي العام :: منتدي الحديت والقران الكريم |
الإثنين 13 يوليو - 1:11:45 | المشاركة رقم: | |||||||
عضو نشيط
| موضوع: الفائدة عن الصبر عن الشَّهو الفائدة عن الصبر عن الشَّهو بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيّدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علَّمْتنا إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علِّمنا ما ينْفعنا وانْفعنا بِما علَّمتنا وزِدْنا عِلما ، وأَرِنا الحق حقاً وارْزقنا اتِّباعه وأرِنا الباطل باطِلاً وارزُقنا اجْتنابه ، واجْعلنا ممن يسْتمعون القول فَيَتَّبِعون أحْسنه وأدْخِلنا برحْمتك في عبادك الصالحين . أيها الإخوة المؤمنون ، إنّ مِن أدَقِّ الموضوعات التي يهْتَمُّ لها المؤمن هذا الصِّراع المُسْتمرّ بين أن يُلَبِّي حاجَةً ، وبين أن يُطَبِّقَ أمْراً ، ما مِن يومٍ وما من ساعةٍ ، وما من دقيقة إلا وأنت بين شيئين : بين أن تُطيع وبين أن تسْتجيب لِنَزْعة أو رغْبة أو مَيْلٍ أو هوى . هناك موضوع حوْل ما إذا كان الصبْر عن الشَّهْوة أسْهل ألف مرَّة من الصبْر على ما توجبه الشَّهْوة ، فَبَعْض الأئمَّة الكرام يُفَصِّل في هذا الموضوع يقول : الشَّهْوة إما أن توجب ألَماً أو عُقوبةً ألا يا ربّ شَهْوة ساعة أورَثَتْ حزْناً طويلا إنسان سافر إلى بلد آخر ، وعنده في بلده زوْجة وأولاد وهو مُحْترم اجتماعياً ، وله مكانة فَزَلَّتْ قَدَمُه هناك ، فأُصيب بِمَرض ولا يجْرؤ أن يذكر هذا المرَض خوْفاً من أن يسْقط من عيو ن الناس ، يقول مرَّةً : والله عانَيْتُ منه ستَّةَ عَشَر عاماً وأنا أتَألَّم وكُلُّ هذا الغلط والألم وهذا الحزْن وهذا الخوْف من شَهْوة ساعة ألا يا ربّ شَهْوة ساعة أورَثَتْ حزْناً طويلا فقال : الصبر عن الشَّهْوة أسْهل من الصبْر على ما توجبه الشَّهْوة ، ماذا توجب الشَّهْوة ؟ طبْعاً الشَّهْوة المُحَرَّمة ، قال تعالى : ﴿وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾ [سورة القصص] المعنى أنّ المُخالف الذي يتَّبِعُ هواه وَفْق هُدى الله لا شيء عليه ؛ اِشْتهى المرأة فَتَزَوَّج، واشْتهى المال فَعَمِلَ عمَلاً شريفاً ، واشْتهى أن يكون ذا سُمْعةِ طيِّبَة فأطاع الله عز وجل فهُوَ حَقَّقَ كُلَّ هذه الشَّهوات وِفْق منْهج الله تعالى ، فالإسْلام لا حِرْمان فيه ، هناك تنْظيم، وطهارة ونِظام وراحة نفْسِيَّة عَقِبَ كُلِّ شَهْوة يفْعلها الإنسان وَفْق منهج الله ، وأنا أُكَرِّر هذا المَثَل ؛ وهو أنَّ الإنسان قد يُقارب زوْجته ويصلي قيام الليل ، ويبْكي في قِيام الليل لأنَّهُ ما فعلَ شيئاً خِلاف منهج الله ، أما إنْ ملأ عَيْنَيْه مِن مَحاسِن امْرأة أجْنَبِيَّة لا تَحِلُّ له يُحْجَبُ عن الله ، نظْرَةٌ فقط تحْجب وعلاقة كاملة لا تحْجب ! هذه وفق منهج الله ، وتلك على خلاف منهج الله ، فالصبر عن الشَّهْوة أسْهل من الصبر على ما توجِبُه الشَّهْوة . هذه الشَّهْوة إما أنْ توجب ألماً وعُقوبَةً ، وإما أن تقْطَعَ لذَّةً أكْمَل منها ، فلو أنَّ إنساناً زَلَّتْ قَدَمُه لَحُرِمَ لَذَّةً مَشْروعة أكْمل منها ، فهاتان امرأتان مثلاً إحداهما امْرأة مُنْحَرِفة ترى امْرأة مُلْتَزِمَة تحْمِلُ ابناً على يَدَيْها وتَرْعاه ولها زَوْج ومُحْتَرَمة اجْتِماعِياً ، ومُعَزَّزة ومُكَرَّمة ، وتأتيها حاجاتها إلى البيت ولا يجرؤ أحدٌ أن يُكَلِّمها كلمة ، لها زوْج مُحْتَرم ، فهذه أشْبَعَت رَغْبتها من الرِّجال ولكن وَفْق طريقٍ مَشْروع ، والثانِيَة تتألَّم وتتلَوَّى حَسْرَةً على ما هي فيه فالشهوة إذاً إما أن تُوجب ألماً وعُقوبَةً ، وإما أن تقْطع لَذَّةً أكْمل منها . ذكر لي أحدهم ، وكان مُوَظفاً في التَّعْليم ، فقال : أنا لي جاهِلِيَّة ثمَّ تبْتُ إلى الله عز وجل ثم قال : والله ، ساعَةٌ مع زَوْجة طاهِرَة مُخْلِصَة عفيفة ومُحِبَّة أفْضل من مليون ساعة مع امْرأة مُنْحَرِفة . إذاً : إما أنْ تُضَيِّعَ وَقْتاً إضاعَتُهُ حَسْرة وندامة ، وإما أن تثْلِمَ عِرْضاً توْفيرُه أنفع للعَبْد من ثلمه عِرْض الإنسان سُمْعَتُه ، وكلمة عِرْض يفْهمها الناس للنساء فقط ! بل العِرْض للنِّساء والرِّجال، العِرْض موْضِعُ المَدْح والذَمِّ في الإنسان ومن باب الدُّعابة أقول : عِرْض التاجِر دَفْعُه ما عليه فإذا لم يدْفع ما عليه انْتُهِكَ عِرْضُه ، وعِرْضُ المُدَرِّس أن تكون الأسْئِلة سِرِيَّة ، فإذا تَسَرَّبَتْ انْتُهِك عِرْضُه ، عِرْض الإنسان صِدْقُهُ فإذا كَذَب انتُهك عرضه كذلك ، فالعِرْض موضِعُ المَدْح والذَمِّ في الإنسان . قال : وإما أن تثْلِمَ عِرْضاً توْفيرُه أنفع للعَبْد من ثلمِه ، وإما أن تذهِب مالاً بقاؤُه خيرٌ له من ذَهابه ، أحْياناً الشَّهْوة المُحَرَّمة تُتْلف الأمْوال والحلال رخيص ، أما الحرام فغالٍ جداً ، إذْ يمْكن للواحد أن يدْفع مئات الآلاف على الحرام ، أما زوْجة طاهِرَة عفيفة ، يدْفعُ المَهْر مَرَّةً واحدة طوال حياته ، هي وما آتاها الله تعالى من جمال وخِدْمتها وخِبْرتها وتُنْجِبُ له الأوْلاد ، إذا أكَلْتَ الطعام مع أهْلك مهما كان غالٍ فَهُوَ رخيص ولكن بِأيِّ مطْعم بِعَشرة أمْثال ما تدْفع في البيت ، فالإنسان إذا فعل شيئاً مُحَرَّما ربَّما أتلَفَ مالاً بقاؤُه خيرٌ له من ذهابه . وإما أن تضَعَ قَدْراً وجاهاً قِيامُه خيرٌ من وَضْعِهِ ، أكبر دوْلة وأعظمها في العالم ذهب حاكِمُها إلى المَحْكمة لِيُدْلي بِإفادَتِه حول تَحَرُّشِهِ بِفَتاة كانت تعْمل عنده ! أما الإنسان المُسْتقيم فَيَكون دائِماً مَرْفوع الرأس ، وطالَبَتْه تلك الفتاةُ بِثَلاثة ملايين دولار تعويضاً لها !! معنى هذا أنَّ كُلّ تَحَرُّش بِمَلْيون ، شيءٌ غالٍ !! والإنسان يبْقى عزيز النفْس ورافِعَ الرأس ولو كان فقيراً ، ولو كان ضَعيفاً ، فالعِزَّة والكرامة، لا علاقة لها بالمال والقوَّة ، فقد تكون أضْعف إنسان بِهذه الدائِرة إلا أنَّك مُسْتقيم ، واسْتِقامَتُك تَحْمِلُكَ على أن ترْفع رأسَكَ نظيف اللِّسان والشَّخْصِيَّة واليد والخَلْفِيَّة ، هدفك واضِح، ولا شيء عندك تسْتحي به أبداً ، سِرُّكَ كَعَلانِيَّتِك ، وعلانِيَّتُك كَسِرِّك ، خَلْوَتُكَ كَجَلْوَتِك أرْوَع ما في حياة المؤمن أنه لا شيء عندهُ مُسْتحيل ! مرَة َّسمعنا عن إنسان له مكانة وكان له عمل ثانٍ خسيس ووضيع ، فَرَجُلٌ اسْتطاع أن يلْتَقِط له تسْجيلاً في أثْناء خَلْوَتِه الوَضيعة ، ونُشَر هذا التَّسْجيل ! فأصْبَحَ بِالوَحْل فمَن أسَرَّ سريرةً ألْبَسَهُ الله إياها ، هناك سَتْرٌ للإنسان فيما بينه وبين الله وسَتْرٌ فيما بينه وبين الناس ، فإذا خرق الإنسان سَتْرَهُ الذي مع الله خرَقَ الله له سَتْرَهُ مع الناس ، مهما كان الإنسان ذَكِياً ، فهذا إنسان معهُ إزْدِواج شَخْصِيَّة ، له حالة أمام الناس مَرَضِيَّة مَقْبولة ومُحْتَرَمة يُحافِظ عليها ، وله خَلْوات لا تُرْضي الله عز وجل ، فهذه الأخيرة أحْياناً تَتَسَرَّب لِحِكْمة إلهيَّة ، فإذا لم يَسْتحِ من الله تعالى في خَلْوته وأخْفاها عن الناس، خرقَ الله له هذا السِّتْر الذي بينه وبين الناس . وإما أن تضَعَ قَدْراً وجاهاً قِيامُه خيرٌ من وَضْعِهِ ، وإما أنْ تسْلب نِعْمَةً بقاؤُها ألَذُّ وأطْيَبُ من قضاء الشَّهْوة ، لذلك فالنبي عليه الصلاة والسلام قال : ألا يا رب شهوة ساعة أورثَت حُزْناً طويلاً " . وإما أن تجْلب هَمًّا وغَمًّا وحُزْناً وخَوْفاً لا يُقارب لَذَّةَ الشَّهْوة ، فممكن للإنسان أن يغلط إلا أنّهَ بعد هذا ستكون فضيحة وانْهيار نفْسي ، فأنت يمكن أنْ تظنَّ الأمرً سَهْلاً إلا أنَّهُ في النتيجة صَعْب جداً . وإما أن تُطَرِّقَ لِوَضيعٍ طريقاً إليك لم يكن يجدها قبل ذلك ؛ قد تكون إنساناً مُحْترماً وغلطْت وزلت قدمك ، فإذا بإنسان وضيع يأتي لِيُحقِّقَ معك ، ويُخَوِّفُك ويُهَدِّدُك ! فَغَلَطُكَ هذا جعل لإنسان وضيع طريقاً إليك ، ويُهَيْمِن عليك وصارت له سُلْطة ، فالمُسْتقيم لا يسْتطيع أحد أن ينال من كرامته ، أما المُنْحرف يَضْعفُ مَرْكزه . إذاً إما أن تجْلب هَمًّا وغَمًّا وحُزْناً وخَوْفاً لا يُقارب لَذَّةَ الشَّهْوة ، وإما أن تُنْسي عِلْماً ذِكْرهُ ألذّ من نيل الشهوة ، قد ينسى المرء بعض العِلْم بالمعْصِيَة ، فالإنسان العاصي سميك الذِّهْن لأن الشَّهْوة حِجاب ، والله عز وجل يُعاقب المُنْحرف بأن يحْجب عنه علمه . وإما أن تُشْمِتَ عَدُوًّا وتُحْزنَ ولِياً ؛ فإذا قَصَّر شخص مستقيم واسْتَحَقَّ العِقاب من الله ، فإنّ الكافر يشْمت به أشَدَّ الشماتة ، أما المؤمن فَيَحْزن عليه فعلى الإنسان قبل أن يعْصي الله أن يَعُدّ للملْيون ، فالشيطان يُزَيِّن له المعْصِيَة ويُهَوِّن عليه الأمور ، ثمَّ الأمْر ينْفجر ويتفاقَم . وإما أن تقْطع الطريق على نِعْمة مُقْبلة ؛ فقد كان فلان مُوَفَّقاً ثمَّ أصْبح عديم التوفيق ، كان لديْك زوْجة ترْضى بك وهي مُمْتازة فلما سَمِعَتْ عنك هذه القِصَّة رَفَضَتْك ورفْضُها أوجعك. وإما أن تُحْدِث عيْباً يُبقى صِفَةً لا تزول ، فإنَّ الأعمال تورث الصِّفات والأخلاق ، فهذه فقْرَةٌ مُوَفَّقَة جداً لِمُؤَلِّف هذا الكتاب ؛ الصبْر عن الشَّهْوة أسْهل ألْف مَرَّة من الصبْر على ما توجبه الشَّهْوة ! فهي إماً أن توجبَ ألماً وعُقوبةً ؛ هذا أوَّل شيء ، وإما أن تقْطع لذَّةً أكْمل منها ثانياً، وإما أن تقْطعَ وقْتاً إضاعَتُهُ حَسْرةٌ وندامة وهو الأمْر الثالث ، وإما أن تثلِمَ عِرْضاً توفيرُهُ أنفع للعبْد من ثلْمِه ، وإما أن تُذْهب مالاً بقاؤُه خيرٌ من ذهابه ، وإما أن تضع قدْراً وجاهاً قِيامهُ خيرٌ من وَضْعِهِ ، وإما أن تسلب نِعْمَةً بقاؤُها خيرٌ وألذُّ من قضاء الشَّهْوة ، وإما أن تُطَرِّقَ لِوَضيعٍ إليك طريقاً لم يكن يجدها قبل ذلك ، وإما أن تجْلب هما وغماً وحُزْناً وخَوْفاً لا يُقاربُ لَذَّةَ الشَّهْوة ، وإما تنسي علماً ذكْره ألَذُّ من نَيْل الشَّهْوة ، وإما أن تُشْمِتَ عَدُوًّا ، وتُحْزِنَ وَلِياً ، وإما أن تقْطع الطريق على نِعْمَةٍ مُقْبِلَة وإما أن تُحْدِثَ عيْباً يبْقى صِفَةً لا تزول، فإنَّ الأعمال تورث الصِّفات والأخْلاق ، لذلك مُلَخَّصُ هذا الكلام كُلِّه قوله تعالى : ﴿وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً﴾ [سورة الأحزاب] وبعدُ ، فانْطِلاقاً من حُبِّكَ لِنَفْسِك وحِرْصاً على سَلامتها وعلى سعادتها وسُمعتِها وعلى توفيقها وعلى فلاحها : أطِعْ أمْرَنا نرْفع لأجْلك حُجْبنا فإنا منَحْنا بالرِّضى من أحبَّنا ولُذْ بِحِمانا واحْتَمِ بِجَنابِنــا لِنَحْميك مما فيه أشْرار خلقنا وعن ذِكْرنا لا يشْغلَنَّكَ شاغِلٌ وأخْلِص لنا تلقَ المَسَرَّة والهنا وسَلِّمْ إلينا الأمْر في كلِّ ما يكن فما القرب والإبْعاد إلا بِأمْرنا أيها الإخوة ، هذا الأمر يقتضي موضوعاً آخر أساسه آيةٌ كريمة وهي قوله تعالى : ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْر ٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ [سورة البقرة 216] والله أيها الإخوة هذه الآية وحْدها تكْفي المؤمن ، إذْ تُلْقي في قلبه طُمأنينةً ورِضىً بما قدَّر الله له ! قال تعالى : فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً [سورة النساء] فالآية الأولى في الجهاد وهو كمال القوَّة ، والآية الثانية في النِّكاح وهو كمال الشَّهْوة، فالإنسان يعْتزّ بِقُوَّتِه وشَهْوَته ، والعبد يكْرهُ أن يُواجه العدوّ بِقوته خشيةً على نفْسِه ، وهذا المكْروهُ خيرٌ له في معاشِهِ ومعاده ويُحِبُّ الموادعة والمتاركة ، وهذا المحْبوب شرّ له في معاده ومعاشِه . الآن بالتاريخ البشَري ، الأُمَم التي قاوَمت أعْداءَها وضَحَّت وبذَلت الغالي والرخيص والنفْس والنفيس تَمَتَّعَتْ باستقلالها بعِزَّتِها وكرامتها ، ليس بعيداً عنكم هؤلاء الذين في الشمال ، قاوموا ثاني أكبر قُوَّة في العالم وانتَصروا عليها والشيء الآخر أنَّ العبْد قد يكْرهُ المرأة لِوَصْفٍ من أوْصافها ، وله في إمْساكِها خيرٌ كثير إلا أنَّهُ لا يعْرفُه ، ويُحِبُّ المرأة لِوَصْفٍ من أوْصافِها وله في إمْساكها شرٌّ كبير ، فالله تعالى يعْلم وأنت لا تعلم ! والقِصَّة التي تعْرفونها جميعاً أنّ رجلاً في المدينة تَزَوَّج امْرأةً فلما دَخَل بها لم تُعْجِبْهُ إطْلاقاً فتألَّمَ ألَماً شديداً وهام في اليوم الثاني على وجْهه ، وغاب عن المدينة عشرين عاماً ، قالتْ له كلمة حينما رأتْ أنَّهُ أعْرض عنها ولم تُعْجِبْهُ : قد يكون الخير كامناً في الشرّ ، قالوا: هذا الإنسان عاد بعْد عشرين سنة فَدَخَل إلى المسْجد فإذا به يطالعُهُ عالمٌ شابٌ جليل حَوْله أُلوفٌ مٌؤَلَّفة يُلْقي دَرْساً فإذا هو ابنه ! فقال : يا بُنَيّ قُلْ لأُمِّك :إنّ في الباب رجلاً يقول لك : قد يكون الخير كامنا في الشرّ ! قالتْ : يا بنَيّ إنَّهُ أبوك أحْياناً لا تهرب من بعْض صِفات زوْجتك ، وفيها كُلُّ الخيْر ، وأحْياناً تتَّجِه نحْو امْرأة فيها رِقَّة ، في دينها وبالنهاية كُلُّ الشَّرّ فيها ، لذلك من تَزَوَّج امْرأة لِجَمالها أذَلَّهُ الله ، ومن تزَوَّجها لِمالها أفْقَرَهُ الله ، ومن تَزَوَّجَها لِحَسَبِها زادَهُ الله دناءَةً ، فَعَليك بِذات الدِّين تَرِبَتْ يداك ! أخْطر فِكْرة بالدَّرْس ، قوله رحمه الله : لا ينبغي أن تجعل أيها الإنسان المعيار على ما يَضُرُّكَ وينْفعُك مَيْلُكَ وحُبُّك ، ونَفْرَتُكَ وبُغْضُك ، بل المِعْيار على ذلك ما اخْتارَهُ الله لك ، لذلك أجْمَل ما قيل في هذا المَعْنى قَوْل الإمام الغزالي : ليس في الإمكان أبْدع مما كان ، أنا أقول كلمة دائِماً: إذا كان الإنسان المؤمن عنده مُشْكلة ، وكنت لا أعلم تفْصيلها وإنما أعرف فقط مبْدأ المشْكلة ، أقول له : والله ، لو أنَّ الله سبحانه وتعالى كَشَفَ لك عن حِكْمهِ ماساقهُ إليك مِن مرضٍ أو من خوفٍ أو من فقْرٍ أو من مُشْكلةٍ أُسَرِيَّة أو من مشْكلة في العمل لَذابَتْ نَفْسُكَ كالشَّمْعة حُباً منك له سبحانه وتعالى ! لذلك مُلَخَّصُ علاقتك بالله يوم القِيامة قوله تعالى : ﴿وَآَخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [سورة يونس] لما انتهى أحد الدروس تَبِعَني أخٌ كريم وقال لديّ قِصَّة أتَمَنَّى أن أضَعَها بين يَدَيْك ، فقلْتُ تَفَضَّلْ ! وذَهَبْت به إلى البيت فقال : أنا مُلْتَزِم عندك بالمسْجد منذ عِدَّة سنوات ، لكِنَّك لا تعْرِفُني ، أنا رجُلٌّ دَرسْتُ بِفرنسا ، وأحمل شهادة عالية جداً بالكمبيوتر وبعيد عن الدِّين بِشَكْل كبير ، فما صلَّيْتُ ولا صُمْتُ إطْلاقاً ! وما من معْصِيَة تخْطر بالبال إلا فعلْتُها عدا القَتْل ، وعِشْتُ حياةً مُتَفَلِّتَة وأنْهَيْتُ الدِّراسة وعُدْتُ إلى الشام ، وعُيِّنْتُ بِمَرْكز جيِّد ، وله زوْجة مُتَفَلِّتَة مثله ، وجعلتُ من بيتي باراً- كلمة فرنسيَّة تعني خمارة - وحتى في أيام العيد أذهب أنا وزوْجتي إلى الفنادق ، وفجْأةً أُصِبْتُ بِمَرض نادر فالصورة أمامي تهْتزّ عشرين سنتمتراً ، وفقَدْتُ التوازن العضلي والحركي ، وعَرَضْتُ مرضي على أكثر من ثلاثين طبيباً بالشام فلا أحد منهم فَهِم نوع المرض ، فَذَهَبْتُ إلى فرنسا ؛ أوَّل ما وَصَلْتُ عَرَفوا أنَّ هذا المرض من أنْدر الأمراض بالعالم ونسبة حدوثه واحد بالثلاثة عشر مليوناً !! هكذا قال له الطبيب وهو من المختصين فيه ، والذي آلمني أنّه قال لي : سفرك إلينا وإقامتك في بلدك وعودتك إلى بلدك على حِساب فرنسا ؛ جعلوه حَقْل تجارب وبعد مُعالجة دامتْ سِتَّة أشْهر قال له الطبيب بالحَرْف الواحد : مرضك لا شِفاء له ، إلا أن تذهب إلى الهند واجْلس مع أصحاب اليوجا !! فعاد إلى الشام ، وكان له قريب يحْضر دُروس الجمعة والأحد فَحَمَلَهُ على أن يحْضر درْساً ، وكنت قد حَضَرْتُ لك درْساً قبل أن أُصاب بالمرض فَكُنْتَ أنت في واد وأنا في وادٍ آخر ! إذْ لا شيء يجْمعني معك ، فأنت تُفَسِّرُ القرآن وأنا أُفَكِّرُ في المعاصي ، هذا قبل المرض أما بعد المرض أصْغى قليلاً . هكذا قال : وأنَّهُ بعد ما سَمِعَ الدرْس وهو مريض دعا الله تعالى فقال : يا رب ، إذا شَفَيْتني أُصَلي ! وكانت هذه أوَّل حركة مني إلى الله ، في الدرْس الثاني قال لي قلتَ أنت : إنَّ الله تعالى لا يُشْترط عليه ولا يُجرب فعاد إلى البيت وصلى أوَّل صلاةٍ بِحَياته! ويقْسِم بالله وهو صادِق أنَّهُ بعد ساعة صَحَّتْ حركته وصَحَّ توافقه الحركي وشفاه الله عز وجل والْتَزَمَ واسْتقام وتاب ، بِرَبِّكم هذا المرض خيرٌ أم شرّ ؟! خيرٌ مطلق لولاه لما عرف الله ولا اسْتجاب له ، قِصَصٌ كثيرة على هذا المنوال إلا أنَّهُ يجب أن تعلم أنَّهُ ما من مصيبة على وجْه الأرْض إلا ولها حكمة بالغة بالغة ، لكن لا تجد من يعرف حِكَم المصائب ، ولكنْ هناك مبْدأ عام : كُلُّ شيء يقع أراده الله ، وكُلّ شيء أراده الله تعالى وقع ، وإرادته مُتَعلِّقَة بِحكمته المطلقة ، وحكمته المطلقة مُتَعَلِّقَة بالخير المُطْلق ، فالله عز وجل وَصَفَ أصْحاب الجنَّة في سورة القلم فقال : ﴿كَذَلِكَ الْعَذَابُ وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ﴾ الموضوعالأصلي : الفائدة عن الصبر عن الشَّهو // المصدر : ممنتديات جواهر ستار التعليمية //الكاتب: عاشقة الورود
| |||||||
الإشارات المرجعية |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 20 ( الأعضاء 3 والزوار 17) | |
|
| |
أعلانات نصية | |
قوانين المنتدى | |
إعــــــــــلان | إعــــــــــلان | إعــــــــــلان | إعــــــــــلان |