تيتوس ليفيوسفي عام 218ق.م. كانت قوات قرطاج, أثناء غزوها لايطاليا بقيادة هنيبعل قد تمكنت من الايقاع بالجيش الروماني والتمثيل به على شواطىء بحيرة تراسيمين شمالي روما. ونحن ندين بمعرفتنا الدقيقة بهذه الواقعة التاريخية وبغيرها من معالم التاريخ الروماني إلى المؤرخ تيتوس ليفيوس.
نشأته
ان المعلومات التي نمتلكها عن واحد من أعظم المؤرخين الرومان هي ضئيلة جدا، خلاصتها ان ليفيوس ولد عام 59ق.م. في مدينة بادواشمالي إيطاليا. وكان لولادته في الأقاليم الأثر العميق في تكوين شخصية هذا المؤرخ العظيم وفي نظرته إلى الحياة. ذلك ان روما كان قد حل بها الفساد، وبدا كأن جميع القيم السلوكية قد اختفت منها تماما. اما في (بادوا) فان الفضائل القديمة كانت ما تزال متوفرة في أرجائها. وفي ذلك الجو التقليدي كانت نشأة ليفيوس. وقد انحدر ليفيوس من أسرة شريفة في المجتمع الروماني، وكانت دراسته تتركز على القانون والخطابة، استعدادا لما كان يخطط له من مستقبل في الحياة.
وعندما انتقل إلى روما حوالي عام 40ق.م. لم يجد في مظاهر الحياة السياسية هناك ما يجذبه إليها. وكان اوكتافيوس المعروف في التاريخ باسم أغسطس قد هزم مارك انطونيو في معركة اكتيومالبحرية في العام الذي سبق وصوله إلى روما، وانهمك اوكتافيوس بعد ذلك في لم شتات السيطرة الكاملة على الامبراطورية الرومانية. لذلك وجد ليفيوس الطموح انه لا مستقبل له يرجى من الحياة السياسية في عهد حاكم ليس في الواقع سوى حاكم مطلق. فاضطر للبحث عن طريق آخر لتأمين مستقبله