هنيئًا لك يا صاحب القرآل صلى الله عليه وسلم: «يقال لصاحب القرآن: اقرأ، وارق، ورتل، كما كنت ترتل في دار الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية كنت تقرؤها» (رواه أبو داود؛ برقم: 1464)، (الترمذي؛ برقم: 2914)، (وأحمد؛ برقم: 2/192-6799)، من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، وصححه الألباني في (صحيح الجامع؛ برقم: 8122).
قال الملا علي القاري: "يُقال عند دخول الجنة -وتوجه العاملين إلى مراتبهم على حسب مكاسبهم- لصاحب القرآن؛ أي من يلازمه بالتلاوة والعمل، لا من يقرؤه وهو يلعنه، (اقرأ وارتق)، أي إلى درجات الجنة، أو مراتب القرب، (ورتل) أي لا تستعجل في قراءتك في الجنة، التي هي لمجرد التلذذ والشهود الأكبر كعبادة الملائكة، (كما كنت ترتل) أي قراءتك، وفيه إشارة إلى أن الجزاء على وفق الأعمال كمية وكيفية، (في الدنيا) من تجويد الحروف، ومعرفة الوقوف الناشئ عن علوم القرآن، ومعارف الفرقان، (فإن منزلك عند آخر آية تقرؤها)".
قال التوربشتي: "الصحبة للشيء الملازمة له، إنسانًا، أو حيوانًا، أو مكانًا، أو زمانًا، وتكون بالبدن، وهي الأصل، وبالعناية والهمة".
وصاحب القرآن هو ملازمه بالهمة والعناية، ويكون: