جواهر ستار التعليمية |
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم ، في منتديات جواهر ستار التعليميه المرجو منك أن تقوم بتسجـيل الدخول لتقوم بالمشاركة معنا. إن لم يكن لـديك حساب بعـد ، نتشرف بدعوتك لإنشائه بالتسجيل لديـنا . سنكون سعـداء جدا بانضمامك الي اسرة المنتدى مع تحيات الإدارة |
جواهر ستار التعليمية |
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم ، في منتديات جواهر ستار التعليميه المرجو منك أن تقوم بتسجـيل الدخول لتقوم بالمشاركة معنا. إن لم يكن لـديك حساب بعـد ، نتشرف بدعوتك لإنشائه بالتسجيل لديـنا . سنكون سعـداء جدا بانضمامك الي اسرة المنتدى مع تحيات الإدارة |
|
جواهر ستار التعليمية :: قسم التاريخ و الحضارة الاسلامية :: قسم التاريخ و الحضارة الاسلامية |
الأحد 3 أغسطس - 0:22:46 | المشاركة رقم: | |||||||
Admin
| موضوع: معركة المنصورة (الحملة الصليبية السابعة) معركة المنصورة (الحملة الصليبية السابعة) معركة المنصورة (الحملة الصليبية السابعة) بسم الله الرحمن الرحيم المقدمة: تُعد فترة الحروب الصليبية من المراحل التاريخية الهامة التي مرت بها بلاد الشام ومصر وغيرها من بلدان العالم الإسلامي، فقد التقى الطرفان في معارك دامية ،كانت نتيجتها احتلال الصليبيين أجزاء كبيرة من بلاد المسلمين،وظهرت جراء هذه الاعتداءات عمليات المقاومة ضد هذا الغزو الصليبي قاده ثلة من أبطال الإسلام في ذلك العصر ،واستطاعوا طرد الصليبيين من أجزاء كبيرة من المناطق التي كانوا قد احتلوها سابقاً،ونتيجة لذلك جاءت حملات صليبية جديدة حاولت إعادة احتلال تلك المناطق التي استردها المسلمون من يد الصليبين ،وفي هذا البحث نحاول إلقاء الضوء على أحد المعارك المهمة التي جرت بين المسلمين والصليبين إبان ما يعرف بالحملة الصليبية السابعة عام647هـ=1249م،ألا وهي معركة المنصورة. وقد قمت بتقسيم هذا البحث إلى مجموعة نقاط كالتالي: الحملة الصليبية السابعة، رحيل الحملة إلى مصر، احتلال دمياط، تمركز المسلمين في المنصورة، أحداث المعركة ،نتائج المعركة،معركة فارسكور، بشائر النصر تعلن للمسلمين، لويس التاسع في الأسر وشروط الصلح، أسباب النصر في المعركة الموضوعالأصلي : معركة المنصورة (الحملة الصليبية السابعة) // المصدر : ممنتديات جواهر ستار التعليمية //الكاتب: berber
| |||||||
الأحد 3 أغسطس - 0:23:05 | المشاركة رقم: | |||||||
Admin
| موضوع: رد: معركة المنصورة (الحملة الصليبية السابعة) معركة المنصورة (الحملة الصليبية السابعة) أولاً:الحملة الصليبية السابعة: توجهت الحملة الصليبية السابعة إلى مصر بقيادة لويس التاسع ملك فرنسا إلى هذا البلد بهدف الاستيلاء عليه وتحقيق الحلم الصليبي القديم وهو استعادة بيت المقدس وأراضي بلاد الشام، وتدعيم الكيان الصليبي المتداعي، وحدث عقب المعركة التي انتصر فيها الملك الصالح أيوب( ) وحلفاؤه الخوارزميون على التحالف الدمشقي الصليبي والتي سميت معركة هرِبيا (غزة)-حطين الثانية،642هـ=1244م( )، أن أرسل روبرت، بطريرك بيت المقدس، سفارة إلى أوروبا الغربية مؤلفة من جاليران، أسقف بيروت، وألبرت بطريق أنطاكية، لتشرح للبابا إنوسنت الرابع (1242 - 1254م) خطورة الموقف في بلاد الشام وتطلب منه المساعدة العاجلة حتى لا يتعرض الصليبيون للفناء ( ). ولعبت البابوية دورها أيضاً في هذه الحملة للتخلص من مضايقات الملوك والأمراء ،حتى تخلو لها الساحة الأوربية بابتعاد لويس التاسع( ) ذو الموقف الصارم تجاه رجال الدين ، حتى تتمكن البابوية من فرض سيطرتها على الغرب الأوربي، وفي شهر محرم عام 643هـ،شهر حزيران(يونيو) عام 1245م، عقد البابا مجمعاً في مدينة ليون الفرنسية للتباحث فيما ينبغي اتخاذه من تدابير لمقاومة أطماع الامبراطور، ولحق به أعضاء السفارة وقدَّموا للجميع تقريراً عن أوضاع الصليبيين في الشرق، فتقرر إرسال حملة صليبية جديدة لتدارك الموقف قبل فوات الأوان( ) وكان عند الملك الفرنسي لويس التاسع من الدوافع ما حمله على الاشتراك بها، بينما أحجمت ألمانيا وإيطاليا عن مساندتها، بفعل الصراع الذي كان قائماً آنذاك بين البابوية والأمبراطورية ،لقد تعَّددت وتشعَّبت أسباب هذه الحملة، فمنها أسباب رئيسية تنطوي على الدوافع الحقيقية لقيامها، كما أن هناك عوامل ثانوية ساعدت على التنفيذ ولعل من أهم الدوافع الحقيقية التي أثارت المجتمع الغربي بعامة شعور الملك الفرنسي بخاصة وحضَّرت الجميع لهذه الحملة هي: 1- تعُّرض الصليبيين في الشرق إلى مضايقات خلال النصف الأول من القرن الثالث عشر الميلادي على يد الخوارزميين، بشكل خاص. 2- ضياع بيت المقدس منهم، حيث استعادها الصالح أيوب بمساعدة الخوارزميين . 3- لقد أنزل المسلمون ضربات قاسية بباقي الممتلكات الصليبية في بلاد الشام تمثَّل بعضها باستعادة الصالح أيوب، طبرية وعسقلان، حتى أضحت باقي ممتلكاتهم ومعاقلهم مهَّددة بالخطر والضياع( ). وأما فيما يتعلق بالعوامل الثانوية فلعل أهمها: لقد حدث أن مرض لويس التاسع حتى أشرف على الموت، ولما أفاق من شدة المرض، نذر إن منَّ الله عليه بالشفاء أن يحمل الصليب ويذهب لغزو الأراضي المقدسة( ). تبنى البابا أنوسنت الرابع هذه الحملة وأعلن تأييده لها وكانت دعواه عاملاً فعالاً في إعدادها، فضلاً عن لويس التاسع الذي أخذ على عاتقه مهمة النهوض بالحملة لغزو مصر من اجل الإستيلاء عليها ثم عن طريقها يمكنه اعادة احتلال بيت المقدس، وقد استغرق إعداد الحملة ثلاث سنوات، وفرضت ضرائب استثنائية على الجميع بما فيهم رجال الدين للإنفاق على الحملة، كما عقد لويس التاسع مجلساً كبيراً في باريس حضره كبار رجال المملكة والكنيسة ودعاهم إلى حمل الصليب والإنضمام إلى صفوف الحملة، ونجح في إثارة حميتهم الدينية وبادر بالإنضمام للحملة أخوته الثلاثة، روبرت كونت أرتو، والفونس كونت بواتيه، وشارل كونت أنجو، وعدد كبير من الشخصيات التي تركت فرنسا بمقاطعاتها المختلفة - تساهم - للإنضمام إلى صفوف الحملة، ومن جانب آخر قام لويس بتجهيز أسطول كبير لنقل الجنود والعتاد عبر البحر بعدما تقرر استبعاد الطريق البري حتى يضمن نجاح حملته واستأجر عدد من السفن من جنوه ومرسيليا لهذا الغرض، كما عمل لويس على توفير العتاد والمؤن فضلاً عن المال لتغطية نفقات الحملة، واستعان بالبابا في هذا الصدد لأن البابا هدد بإنزال قرارات الحرمان على كل من يخالف التعليمات التي أصدرها من أجل إعداد الحملة، وبعد أن انتهى لويس من المشاكل الخاصة بالنقل والتموين وموارد الحملة، عمل على تنظيم مملكته وإقرار الأمن والنظام بداخلها قبل سفره، وأناب عنه في الحكم والدته الملكة بلانش، وأحضر من يعملون في بلاطه ليقسموا بمين الولاء والطاعة له وللملكة الأم أثناء غيابه ( ). ثانياً:رحيل الحملة إلى مصر: غادر الملك والحملة مدينة باريس إلى مدينة ليون حيث كان البابا أنوسنت الرابع فحصل منه، على والبركة والغفران - بالمفهوم النصراني- تم اتجه إلى ميناء إيجسمورت جنوب فرنسا في الثالث عشر من يونيه عام 1248م ومن جنوب فرنسا أبحرت الحملة إلى جزيرة قبرص حيث مكثت بالجزيرة حوالي ثمانية أشهر( )،وتذكر المصادر الاسلامية أن الجيش الصليبي بلغ عدده خمسين ألف مقاتل( )،بينما تذكر الموسوعة البريطانية أن عدد الجيش الصليبي بلغ 35ألف مقاتل ،تقلهم 100 سفينة( )ولعل الراجح العددالذي ذكرته الموسوعة البريطانية، التي استندت إلى مصادر صليبية كانت ترافق الحملة، وخلال هذه الفترة تسربت أخبار الحملة إلى مصر، والحقيقة أن الامبراطور فريدريك الثاني انتهج سياسة مزدوجة تجاه الحملة، حيث قام بتزويدها بالمؤن عند مرورها بصقلية في طريقها إلى قبرص، كما احتفظ بعلاقات طيبة مع حلفاء الكامل محمد، فاتصل سراً بالصالح أيوب وأرسل إليه سفارة يعلمه بتحرك الصليبيين ونواياهم،وكما ذكر ابن الجوزي أنه :"عازم على المسير إلى أرض مصر وأخذها" ( ) فاستعدت القيادة - الأيوبية - لمواجهة الغزاة وحصنت مدينة دمياط( ) التي كانت تتوقع الهجوم عليها وزودت المدينة بالمقاتلة والمؤن وكان السلطان الأيوبي الصالح أيوب في بلاد الشام عندما وصلت إليه الأبناء بتحركات الصليبيين، فأسرع بالعودة إلى مصر بعدما عقد صلحاً مع صاحب حمص، ونزل ببلدة أشموم طناح( ) في الثالث في صفر عام 647هـ،الثامن عشر من مايو عام 1249م ليكون في مواجهة القوات الصليبية إذا ما وصلت إلى دمياط( )، وزاد الصالح أيوب في تحصين المدينة وإعداد الجيوش وعهد إلى طائفة من بني كنانة لما عرف عنهم بالشجاعة لحماية المدينة من الداخل والخارج ( )، كما أصدر أوامره إلى نائبه في حكم مصر حسام الدين بن علي لإعداد قطع الأسطول وإرسالها إلى دمياط تباعاً وأوفد السلطان الأمير فخر الدين يوسف مقدم العساكر على رأس جيش كبير إلى البر الغربي لدمياط "جيزة دمياط" حتى يكون في مواجهة الصليبيين عند وصولهم إلى بر المدينة الغربي ( )،ويصف المقريزي هذه الاستعدادات بقوله : " وجمع في دمياط من الأقوات والأسلحة شيئاً كثيراً، وبعث إلى الأمير حسام الدين بن أبي على نائبه بالقاهرة، أن يجهز الشواني( ) من صناعة مصر، فشرع في تجهيزها، وسيرها شيئاً بعد شيء، وأمر السلطان الأمير فخر الدين بن شيخ الشيوخ أن ينزل على جيزة دمياط بالعساكر ليصير في مقابلة الفرنج إذا قدموا فتحول الأمير فخر الدين بالعساكر، فنزل بالجيزة تجاه دمياط، وصار النيل بينه وبينها" ( الموضوعالأصلي : معركة المنصورة (الحملة الصليبية السابعة) // المصدر : ممنتديات جواهر ستار التعليمية //الكاتب: berber
| |||||||
الأحد 3 أغسطس - 0:23:29 | المشاركة رقم: | |||||||
Admin
| موضوع: رد: معركة المنصورة (الحملة الصليبية السابعة) معركة المنصورة (الحملة الصليبية السابعة) ثالثاً:احتلال دمياط: أبحرت سفن لويس التاسع مغادرة الموانئ القبرصية "لمياسول" في 13 مايو 1249م ووصلت إلى قبالة دمياط في يوم 4 حزيران 1249م( )الموافق العشرون من شهر صفر عام 647هـ( )، وبدأت أولى جهود الصليبيين موجهة إلى مدينة دمياط للسيطرة عليها ورغم ما قام به الأيوبيون من تحصين سابق للمدينة إلا أن دمياط سقطت بيد الصليبيين في اليوم السادس من حزيران 1249م من عام 647هـ وقد كانت سهولة سيطرة الصليبيين عليها مثار استغراب عند الصليبيين والمسلمين، وقد عبر المؤرخون المسلمون عن ذلك،فأبو الفداء يقول:"فتملكها الفرنج بغير قتال ،واستولوا على ما هبا من الذخائر والسلاحات ،وكان هذا من أعظم المصائب"( )، والذهبي يقول: "وملكتها الفرنج صفواً عفواً بلا قتال ولا كلفة، بل مجرد خذلان نزل، فلا حول ولا قوة إلا بالله، وهذا من أغرب ما تم في الوجود حتى إن الفرنج اعتقدوا أن المسلمين فعلوا هذا مكيدةً "( )،وقال المقريزي:" أصبح الفرنج يوم الأحد لسبع بقين من صفر سائرين إلى مدينة دمياط، فعندما رأوا أبوابها مفتحة، ولا أحد يحميها خشوا أن تكون مكيدة، فتمهلوا حتى ظهر أن الناس قد فروا وتركوها، فدخلوا المدينة بغير كلفة ولا مؤنة حصار" ( )وقال اليافعي:" وملكها الفرنج بلا ضربة ولا طعنة " ( )، وقد ألقت المصادر باللائمة على أحد القادة العسكريين في الطرف الإسلامي في سبب سقوط دمياط وهذا القائد هو الأمير فخر الدين بن الشيخ، إضافة إلى أن بعض أفراد القبائل العربية والتي عهد إليها الصالح أيوب بالدفاع عن المدينة وهم بني كنانة الذين عهد إليهم الملك الصالح أيوب بالدفاع عن المدينة وتركوا أبواب المدينة منفتحة، وفاتهم عند فرارهم أن يقطعوا الجسر الذي يربطها بالضفة الغربية للنيل وأصبحت دمياط بذلك مدينة مفتوحة، وانسحب هؤلاء جميعاً إلى حيث يوجد معسكر الملك الصالح أيوب في منطقة أشموم طناح ،فدخلتها القوات الصليبية في 23صفر/6حزيران وتملكتها بغير قتال وابتهج الصليبيون باستيلائهم على دمياط بتلك السهولة وفي المقابل، ارتاع المسلمون لسقوطها، وحزن الصالح أيوب حزناً شديداً، فعنَّف مماليكه، ووبخَّهم لإهمالهم في الدفاع عنها، وشنق ما يزيد عن خمسين من رجال بني كنانة الذين تركوا مواقعهم الدفاعية وهربوا ،بعد أن استفتى الفقهاء وأفتوا بقتلهم ( )، والواقع أن فخر الدين يوسف يتحمل جزءاً كبيراً من المسؤولية ، وقد أطنب المقريزي في وصف ما حدث فقال:" فلما رأى أهل دمياط رحيل العسكر، خرجوا كأنما يسحبون على وجوههم طول الليل، ولم يبق بالمدينة أحد البتة، وصارت دمياط فارغة من الناس جملة، وفروا إلى أشموم مع العسكر، وهم حفاة عراة جياع فقراء، حيارى بمن معهم من الأطفال والنساء وساروا إلى القاهرة، فنهبهم الناس في الطريق، ولم يبق لهم ما يعيشون به فُعدَّت هذه الفعلة من الأمير فخر الدين من أقبح ما يشنع به وقد كانت دمياط في أيام الملك الكامل، لما نازلها الفرنج، أقل ذخائر وعدداً منها في هذه النوبة، ومع ذلك لم يقدر الفرنج على أخذها إلا بعد سنة، عندما فنى أهلها بالوباء والجوع، وكان فيها هذه المرة أيضاً جماعة من شجعان بني كنانة فلم بغني ذلك شيئاً ،...، وعندما وصلت العساكر إلى أشموم طناح ومعهم أهل دمياط اشتّد حنق السلطان على الكنانيين، وأمر بشنقهم فقالوا: وما ذنبنا إذا كانت عساكره جميعهم وأمراؤه هربوا وأحرقوا الزردخاناه( )، فأي شيء نعمل نحن؟ فشنقوا لكونهم خرجوا من المدينة بغير إذن، حتى تسلمها الفرنج، فكانت عدّة من شنق زيادة على خمسين أميراً من الكنانيين" ( ) رابعاً:تمركز المسلمين في المنصورة( ): خلال هذه المرحلة كان الصليبيون يعملون على تدعيم مركزهم في دمياط ،وأخذوا يعملون بسرعة على تحويلها إلى مدينة ذات طابع نصراني، فحوَّلوا المسجد إلى كنيسة باسم نوتردام وعيّنوا عليها أسقفاً كاثوليكيا، واختصت الفئات الدينية الثلاث الداوية والاسبتارية والتيوتون بعمارة المدينة، وتمّ توزيع الإقطاعات على الأمراء والتجار وظلت دمياط طول شهور صيف عام 1249م عاصمة الصليبيين في الشرق ( ) وتوقفت الأعمال العسكرية بين الطرفين لمدة تقرب من خمسة أشهر ونصف عمل كل طرق أثنائها على تدعيم مركزه، وكان بقاء القوات الصليبية في دمياط طول هذه الفترة قد عمل على اختلال الحملة، فقد عملت هذه الفترة على فساد النظام وساد الإفراد في الملذات حتى أصبح الملك لويس التاسع عاجزاً عن السيطرة على القوات الصليبية( ) وإذا كان هذا هو الحال في المعسكر الصليبي فقد كان العكس في المعسكر الإسلامي، فقد نجح المسلمون في إعادة تنظيم صفوفهم وبدأوا المناوشات مع القوات الصليبية . تجمعت القوات الإسلامية في المنصورة وشرعت في شحن المدينة بالعتاد وإعدادها للمعركة المقبلة، ومن ذلك إصلاح سور المدينة المحيط بها وزودت المدينة بالعتاد والمقاتلة وساعد على ذلك تطوع عدد كبير من العربان والعامة استعداداً لملاقاة الصليبيين،وقد وصف ابن تغري بردي هذه الاستعدادات بقوله : " ووقع النفير العام في المسلمين، فاجتمع بالمنصورة أمم لا يحصون من المطوعة والعربان؛ وشرعوا في الإغارة على الفرنج ومناوشتهم وتخطفهم، واستمر ذلك أشهراً "( ). وقال المقريزي: " فشرع كل أحد من العسكر في تجديد الأبنية للسكنى بالمنصورة، ونصبت بالأسواق، وأبراج السور الذي على البحر وستر بالستائر،وقدمت الشواني المصرية بالعدد الكاملة والرجالة، وجاءت الغزاة والرجال من عوام الناس الذين يريدون الجهاد، من كل النواحي، ووصلت عربان كثيرة جداً، وأخذوا في الغارة على الفرنج ومناوشتهم "( )،وقد نجح المسلمون في أسر العديد من الفرنج في هذه المدة ،وقد ذكر المقريزي ذلك بقوله :"فلما كان يوم الاثنين سلخ شهر ربيع الأول: وصل إلى القاهرة من أسرى الفرنج الذين تخطفهم العرب ستة وثلاثون أسيراً، منهم فارسان، وفي خامس شهر ربيع الآخر وصل سبعة وثلاثون أسيراً، وفي سابعه وصل اثنان وعشرون أسيراً، وفي سادس عشره وصل خمسة وأربعون أسيراً، منهم ثلاثة من الخيالة،...،ووصل في ثامن عشر جمادى الأولى خمسون أسيراً،وفي ثالث عشر شهر رجب: وصل إلى القاهرة سبعة وأربعون أميراً من الفرنج، وأحد عشر فارساً منهم ( ). الموضوعالأصلي : معركة المنصورة (الحملة الصليبية السابعة) // المصدر : ممنتديات جواهر ستار التعليمية //الكاتب: berber
| |||||||
الأحد 3 أغسطس - 0:23:51 | المشاركة رقم: | |||||||
Admin
| موضوع: رد: معركة المنصورة (الحملة الصليبية السابعة) معركة المنصورة (الحملة الصليبية السابعة) خامساً:أحداث المعركة: قرر الصليبيون الزحف صوب القاهرة بعدما وصلت إليهم بعض الإمدادات، ورتب الملك لويس حراسة قوية لحراسة المدينة بعد تحرك القوات الصليبية وفي هذه المرحلة مات السلطان الصالح أيوب، وكانت محنة عظيمة ألمت بالمسلمين ولكن زوجته شجرة الدر ظهرت على مسرح الأحداث وأدركت خطورة إذاعة هذا الخبر على الجند، فقررت إخفاء خبر الوفاة ولم يعرف بذلك إلا الخاصة وزورت وثيقة تحمل توقيع السلطان بتعيين ابنه تورانشاه( ) قائداً عاماً للجيوش ونائباً للسلطان أثناء مرضه( ) وخلال ذلك كان الصليبيون يتحركون جنوباً فوصلوا إلى مدينة فارسكور( ) في الثاني عشر من ديسمبر 1249م، ومنها تقدموا إلى شرمساح( ) ،وأصبح بحر أشموم هو الفاصل بين المسلمين والصليبيين وعند هذه المرحلة توقفت القوات الصليبية وأقامت معسكرها على الضفة الشمالية وعملت على تأمين معسكرها بحفر الخنادق وإقامة المتاريس وظلوا على هذا حوالي شهر ونصف، ثم شرعوا في بناء جسر ليعبروا عليه على الضفة الجنوبية لبحر أشموم، ولم تكن عملية إقامة الجسر بالأمر الهين فقد أمطرهم المسلمون وابلاً من القذائف(النار الإغريقية)، ولم يتمكنوا من إقامتها،وقد وصف مؤرخ الحملة السابعة (جوانفيل) هذه النار ،فقال:"كانت النار الإغريقية تتطاير بحجم كبير ،كأنها برميل عصير الحصرم،وكان لها ذنب بطول الرمح الطويل،ويُسمع لها هزيم كهزيم الصاعقة أو التنين الطائر ،ويصدر عنهاضوء ينير المعسكر في الليل،وكأنه في النهار"،ويضيف جوانفيل إلى ذلك قوله :"إن أوصاله كانت ترتجف وتختلج في كل مرة يلقي فيها المصريون بقذيفة من قذائفهم هذه،وإن المسيحيين(الصليبيين)كانوا لدى وصول كل قذيفة يجثون على ركابهم "( )، وأخيراً نجح الصليبيون في التعرف على مخاضة - دلهم عليهم أحد العربان بعد ما رشوه بالمال - تمكنهم من العبور إلى المعسكر الإسلامي ( )، وكانت خطة الملك لويس أن يعبر هو وأخوته وجزء كبير من الجيش المخاضة إلى الجنوب ويقوم بقية الجيش الصليبي بحراسة المعسكر الصليبي، وبعد إتمام عملية العبور تقوم الفرقة المخصصة للحراسة باستكمال عملية إقامة الجسر، وإذا ما تم النصر على القوات الإسلامية في المنصورة يتقدم الجيش الصليبي إلى القاهرة( ) عبرت القوات الصليبية في فجر الثامن من فبراير عام 1250م وكانت عملية شاقة وبطيئة بسبب عمق المخاضة وكان في طليعة القوات الصليبية الكونت روبرت أخو الملك لويس وتتبعه قوات الداوية، شن الكونت روبرت أخو الملك لويس على القوات الإسلامية المواجهة له هجوماً، وحقق نصراً عليها، وعندما وصلت هذه الأخبار إلى الأمير فخر الدين أسرع بدعوة القوات الإسلامية والتحم مع الصليبيين في معركة عنيفة وقع فيها فخر الدين شهيداً، فغسل بذلك عار انسحابه من جيزة دمياط ( ) واغتر الكونت روبرت بالنصر الذي أحرزوه ولم يبال بأوامر الملك لويس ونصائح القادة الصليبيين بالتريث حتى تتكامل القوات الصليبية، وأراد أن ينفرد بشرف النصر لنفسه ،فاندفع بفرسانه في حالة من التهور إلى داخل مدينة المنصورة ،وأعرض عن توسلات الداوية بأن ينتظر وصول الملك والجيش الرئيسي، ونصحه بعضهم بالحيطة والحذر، ثم بادر باقتحام المنصورة ، فأضحت المنصورة ساحة لحرب الشوارع( )، وتولى قيادة المصريين الأمير بيبرس البندقدارى( )، فأقام جنده في مراكز منيعة داخل المدينة، وانتظروا حتى تدفق الصليبيون بجموعهم إلى داخلها ولما أدركوا أنهم بلغوا أسوار القلعة التي اتخذها المصريون مقراً لقيادتهم، خرج عليهم المماليك في الشوارع والحارات والدروب، وأمعنوا في قتالهم، ولم يستطع الصليبيون أن يلتمسوا لهم سبيلاً إلى الفرار، فوقع الاضطراب بين الفرسان، ولم يفلت من القتل إلا من ألقى بنفسه في النيل فمات غريقاً، أو كان يقاتل في أطراف المدينة . سادساً: نتائج المعركة: كانت المنصورة مقبرة الجيش الصليبي ،وقدر عدد القتلى في هذه المعركة بألف وخمسمائة قتيل( )وكان من بين القتلى الصليبين الكونت روبرت أخو الملك لويس،وقائد فرقة الانجليز (الكونت دي سالزبوري)،ولم ينجو قائد الداوية (غليوم دي سوناك )إلا بصعوبة ،بعد فقده لإحدى عينيه( )،أما عدد الشهداء المسلمين فبلغ ثلاثين شخصاً( ) . جزع لويس التاسع لتلك الصدمة، لكنه تملك نفسه، وبادر إلى إقامة خط أمامي لمواجهة ما يتوقعه من هجوم، من قِبلَ فرسان المماليك ضد قواته، كما أقام جسراً من الصنوبر على مجرى البحر الصغير عبر عليه النيل مع رجاله، ووزعَّ رماته على مجرى البحر الصغير عبر عليه النيل مع رجاله، ووزَّع رماته على الطرف البعيد للنهر حتى يكفلوا الحماية للجند عند عبورهم متى دعت الضرورة إلى ذلك لكن المماليك لم يتركوه وشأنه، وبادروا إلى شن هجوم على المعسكر الصليبي وقاد الملك الفرنسي المعركة بنفسه وأجبر المسلمين على التراجع نحو المنصورة وعلى الرغم من الانتصار الصليبي، إلا أن موقف الصليبيين أخذ يزداد سوءاً بسرعة واضحة، بعد أن قلت المؤن، كما فقدوا نسبة مرتفعة من فرسانهم في معركة المنصورة، وانتشرت الأمراض في معسكرهم( ) ، وظل الملك الفرنسي، زهاء ثمانية أسابيع، في معسكره أمام المنصورة، آملاً بأن يحدث انقلاب في مصر أو يقوم المصريون بثورة على الحكم الأيوبي، وصل تورانشاه إلى المنصورة في 17 ذي القعدة 647ه/21 شباط 1250م، بعد أن أُعلن سلطاناً في دمشق، وهو في طريقه إلى مصر فأعلنت عندئذ وفاة الصالح أيوب، وسلمَّته شجرة الدر مقاليد الأمور، ( ) وكان وصوله إلى مصر إيذاناً بإعادة إرتفاع الروح المعنوية عند المصريين، وبين صفوف المماليك "وتيمَّن الناس بطلعته"( ). سابعاً:معركة فارسكور: أعطى تورانشاه أوامره بنقل قسم من الأسطول المصري إلى بحر المحلة ليكون خلف معسكر الأعداء ،فنفذت الخطة ،ونقلت السفن مفككة من سمنود( ) ،على ظهور الإبل ،إلى فرع دمياط ،حيث أُعيد تركيبها ،وأرست في النيل ،بعد شحنها بالمقاتلة شمالي المنصورة، فأخذت تعترض طريق السفن الصليبية التي تجلب المؤن للجنود من دمياط، فقطع، بذلك، الطريق عليها، وحال دون اتصال الصليبيين بقاعدتهم دمياط ، وفقد الصليبيون عدداً كبيراً من سفنهم قدَّرتها المصادر بما يقرب من اثنتين وثلاثين سفينة و انقطع المدد من دمياط عن الفرنج، ووقع الغلاء عندهم، وصاروا محصورين لا يطيقون المقام، ولا يقدرون على الذهاب، وتشجع المسلمون وطمعوا فيهم، وأدرك لويس التاسع استحالة الزحف نحو القاهرة في ظل هذه الأوضاع وبدأ يفكر في العودة إلى دمياط وفعلاً أمر بالإرتداد وأحرق الصليبيون ما عندهم من الخشب، وأتلفوا مراكبهم ليفرُّوا إلى دمياط ،كما أدرك أن عملية الانسحاب لن تكون سهلة، وأن المماليك سوف يطاردون جيشه لذلك لجأ قبل أن يبدأ بعملية الإنسحاب إلى فتح باب المفاوضات مع تورانشاه، على أساس ترك دمياط مقابل أخذ بيت المقدس ، غير أن الوقت قد فات على مثل هذه المساومة، وكان طبيعياً لأن يرفض تورانشاه هذه الاقتراح، وبخاصة أنه علم بحرج موقف الملك ( )،وفي صباح (1محرم عام 648هـ=نيسان عام 1250م بدأت عملية الإنسحاب،ونسي الصليبين أن يدمَّروا الجسر الذي أقاموه لاجتياز البحر الصغير فلم يلبث المماليك أن عبروه وراءهم، وقاموا بعملية مطاردة منظمة، وهاجموهم من كل ناحية( )، وبفضل ثبات الملك الفرنسي وحسن إدارته بعملية الإنسحاب، وصل الصليبيون إلى شرمساح عند منتصف الطريق بين المنصورة ودمياط، لكن هذا الملك مريضاً، وأحاط المماليك بجيشه من كل جانب، وراحوا يتخطفونهم، وشنوا عليهم هجوماً عاماً عند فارسكور،ولم يقوى الملك على القتال، وتمّ تطويق الجيش بأكمله، وحلت به هزيمة منكرة، ووقع كل أفراده تقريباً بين قتلى وجرحى وأسرى، وكان الملك لويسع التاسع نفسه من بين الأسرى، حيث سيق مكبَّلاً إلى المنصورة، وسُجن في دار فخر الدين إبراهيم بن لقمان، وعُهد إلى الطواشي صبيح المعظمى بحراسته وخُصَّص من يقوم بخدمته وكانت معظم الحرب في فارسكور،وبلغت عدد القتلى من الصليبيين حسب ما تذكره المصادرما بين10- 30 ألف مقاتل،وعدد الأسرى بالألاف، قال المقريزي:"فبلغت عدّة القتلى عشرة آلاف في قول المقل وثلاثين ألفاً في قول المكثر، وأسر من الفرنج عشرات الألوف بما فيهم ضاعتهم وسوقتهم، وغنم المسلمون من الخيل والبغال والأموال مالاً يحصى كثرة، وأبلت المماليك البحرية - لاسيما بيبرس البندقداري - في هذه المعركة بلاء حسناً" ( )،وحدد ابن العماد عدد الأسرى والقتلى بأنه بلغ"نيفاً وعشرين ألفاً ،وكانت القتلى سبع ألاف "وبلغ عدد شهداء المسلمين في المعركة حوالي مائة شخص( ). ولعل الراجح ما اتفقت عليه أغلب المصادر من أن عدد القتلى بلغ 30 ألف مقاتل ،وهذا يتضح من خلال الرسالة التي بعث بها تورانشاه إلى جمال الدين بن يغمور نائب دمشق يبشره فيها بالنصر( ) . ثامناً:بشائر النصر تعلن للمسلمين: كتب تورانشاه في أعقاب المعركة إلى الأمير جمال الدين بن يغمور نائب دمشق كتاب بخطه نصه: من ولده تورانشاه الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن (وما النصر إلا من عند الله" (الأنفال، آية: 10) "يؤمئذ يفرح المؤمنون بنصر الله" (سورة الروم، آية:4) "وأما بنعمة ربك فحدث" (الضحى، آية:11) "وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها" (النحل، آية: 18) نبشر المجلس السّامي الجمَالي، بل نبشر المسلمين كافة، بما من الله به على المسلمين من الظفر بعدون الدين، فإنه استفحل أمره واستحكم شره، ويئس العباد من البلاد والأهل والأولاد، فنودوا لا تيأسوا من روح الله، ولما كان يوم الاثنين مستهل السنة المباركة، تمم الله على الإسلام بركتها، فتحنا الخزائن وبذلنا الأموال وفَّرقنا السلاح وجمعنا العربان والمطوعة وخلقاً لا يعلمهم إلا الله، فجاءوا من كل فج عميق ومكان سحيق، فلما كان ليلة الأربعاء تركوا خيامهم وأموالهم وأثقالهم، وقصدوا دمياط هاربين، وما زال السيف يعمل في أدبارهم عامة الليل، فيوحلَّ بهم الخزي والويل، فلما أصبحنا يوم الأربعاء قتلنا منهم ثلاثين ألفاً، غير من ألقى نفسه من اللجج، وأما الأسرى فحدث عن البحر ولا حرج والتجأ الفرنسيين إلى المنية، وطلب الأمان فأمناه وأخذناه وأكرمناه وتسلمنا دمياط بعون الله وقوته وجلاله وعظمته وذكر كلاماً طويلاً وبعث المعظم مع الكتاب غَفَارة الملك لويسع التاسع فلبسها الأمير جمال الدين بن يغمور ( ). وقد مدح الشعراء هذا النصر المؤزر للمسلمين في هذه المعركة ،ومن ذلك الصاحب جمال الدين بن مطروح : قل للفرنسيس إذا جئته ... مقال نصح من قؤول فصيح آجرك الله على ما جرى ... من قتل عباد يسوع المسيح أتيت مصراً تبتغي ملكها ... تحسب أن الزمر يا طبل ريح فساقك الحسين إلى أدهم ... ضاق به عن ناظرتك الفسيح وكل أصحابك أودعتهم ... بحسن تدبيرك بطن الصريح سبعون ألفا لا يرى منهم ... إلا قتيل أو أسير جريح ألهمك الله إلى مثلها ... لعل عيسى منكم يستريح إن يكن الباب بذا راضياً ... فرب غش قد أتى من نصيح فاتخذوه كاهناً إنه ... أنصح من شق لكم أو سطيح وقل لهم إن أزمعوا عودة ... لأخذ ثأر أو لفعل قبيح دار ابن لقمان على حالها ... والقيد باق والطواشي صبيح ( ) الموضوعالأصلي : معركة المنصورة (الحملة الصليبية السابعة) // المصدر : ممنتديات جواهر ستار التعليمية //الكاتب: berber
| |||||||
الأحد 3 أغسطس - 0:24:09 | المشاركة رقم: | |||||||
Admin
| موضوع: رد: معركة المنصورة (الحملة الصليبية السابعة) معركة المنصورة (الحملة الصليبية السابعة) تاسعاً:لويس التاسع في الأسر وشروط الصلح: كانت أهم شروط الصلح بين المماليك ولويس التاسع أن : 1- يفتدي نفسه بأن يؤدي مبلغ أربعمائة ألف دينار. 2- يُطلق سراح عدد كبير من الأسرى المسلمين. 3- يسلم دمياط إلى المسلمين. وافق الملك الفرنسي على هذه الشروط، وأرسل بعض رجاله إلى دمياط لتسليمها للمسلمين ودخلت القوات المدينة في السابع من مايو بعدما ظلت في أيدي قوات لويس ما يقرب من عام ودفع لويس نصف الفدية حسبما اتفق عليه وأطلق سراح الصليبيين من البر الشرقي إلى جيزة دمياط، ثم تبعهم باقي الصليبيين وفي يوم الأحد الرابع من صفر عام 648هـ الموافق الثامن من مايو عام 1250م أقلعت سفن الفرنج واتخذت طريقها إلى عكا حاملة فلول الحملة بعد أن أنهكتها الهزائم، وحلت بها الكوارث ( ). عاشراً:أسباب النصر في المعركة : ساهمت مجموعة من الأسباب في انتصار القوات الإسلامية، هزيمة الجيش الصليبي في معركة المنصورة ،والتي من أهمها: 1- التطور العسكري في الجيش الأيوبي: فقد قام الملك الصالح أيوب، بإصلاح عسكري في الدولة وضع سياسة جديدة تقوم على استخدام الأتراك المماليك بشكل لم يسبق له مثيل من قبل أسلافه الأيوبيين، مكنته من متابعة حروبه الخارجية مع مملكة بيت المقدس والتصدي للحملة الصليبية السابعة ،ورافق ذلك التطوير العسكري الاهتمام الديني به من حيث التربية والتعليم حتى أصبح كتائب المماليك تدافع عن عقيدة الإسلام، وأصبحت الدولة تحتفظ بجيش عقائدي ومنظم مدرب أحسن تدريب صناعته الحرب والقتال وأيدي من المهارة والبسالة في قتال القوات الصليبية، رغم هزيمتهم في بداية الأمر وتميز القادة المسلمون بوضع الخطط الحربية الممزوجة بالمكر والخدع الحربية والمثال على ذلك الخطة التي وضعها توران شاه عقب وصوله إلى المنصورة لقطع خطوط الإمدادات الصليبية عن الصليبيين المقيمين جنوب بحر أشموم ثم مهاجمة القوات الصليبية في الوقت المناسب( ) 2- وحدة الصف الإسلامي: فقد كانت مصر والشام تحت زعامة واحدة ولاحت بشائر النصر منذ وصول الجيوش الشامية إلى مصر ، وكانت روح الجهاد تسرى في قلوب المسلمين حيث أن المتطوعين من المسلمين في مصر جاءوا من جميع أنحاء مصر بدأوا يقاتلون العدو بالهجوم فيقتلون ويأسرون ( ) 3- هيبة القيادة الإسلامية: كان السلطان الصالح أيوب يتمتع بنفوذ حقيقي على رجال دولته وقادة جيوشه، وكانت أهم صفة يتحلى بنها الجند الإسلامي هي الطاعة لأوامر قائدهم، فقد كان للسلطان هيبة بالغة في نفوس مماليكه حتى أنهم كانوا يرتجفون رعباً عن المثول في حضرته،واستمرت هيبة القيادة بعد وفاة الملك الصالح أيوب بفضل الله ثم شجرة الدر، فقد قامت بدور مجيد في هذه المرحلة، وقد كتمت خبر موت زوجها وتحملت الموقف بكل شجاعة ورابطة جأش وسارت الأمور كأن لم يحدث ودارت العمليات العسكرية، كأن السلطان لم يمت حتى وصل توران شاه الذي تولى القيادة في مصر، ولم تشر المصادر إلى وقوع أي خلل في الفترة الواقعة بين موت السلطان الصالح أيوب وحضور توران شاه( ) . 4- دور العلماء والفقهاء: قام العلماء بدور كبير في تحريض الناس على القتال وانضم إلى صفوف المجاهدين كوكبة مباركة من العلماء والفقهاء والزهاد، كالعز بن عبدالسلام( )،وتروي المصادر حادثة تدل على اشتراك العلماء في المعركة وفيها دليل على قوة إيمانهم ، وهي تصف الشيخ عز الدين بن عبد السلام فتقول الرواية : "وكان الشيخ مع العسكر، وقويت الريح، فلما رأى الشيخ حال المسلمين نادى بأعلى صوته مشيراً بيده إلى الريح، يا ريح خُذيهم عدة مرات، فعادت الريح، على مراكب الفرنج فكسرتها وكان الفتح وغرق أكثر الفرنج، وصرخ من بين يدي المسلمين صارخ: الحمد الله الذي أرانا في أمة محمد صلى الله عليه وسلم رجلاً سخّر له الريح" ( ). 5- جهل الفرنجة بجغرافية البلاد الإسلامية: ومن الأسباب في هزيمة الصليبيين جهلهم بجغرافية البلاد المصرية، وطبيعة الطرق التي اتخذوها للوصول إلى القاهرة بعد احتلالهم لمدينة دمياط، فقد ارتكبوا نفس الخطأ الذي وقعت فيه حملة جان دي برين منذ ثلاثين سنة، إذا استخدم نفس الطريق المائي الوعر الذي استخدمه جان برين من قبله، أي الطريق من دمياط إلى القاهرة ماراً بالمنصورة، فبنها وكان هذا الطريق يعترضه قنوات وترع تتفرع عن الفرع الشرقي للنيل هي أشبه بشبكة الصائد وتصلح أن تكون أفخاخاً للإيقاع بالجيش المعتدي، وغير ذلك، فإنه يمر بعدد من مراكز الدفاع القوية التي يمكن للقوات المصرية استغلالها ضد الفرنج وإن المصير الذي آلت إليه حملة لويس التاسع ومن قبلها حملة جان دي برين لهو دليل كاف على صحة ما نقول، فلم يستولى قائد الحملة الصليبية الخامسة على دمياط إلا بعد حصار دام زهاء 17شهراً، وعندما تقدم داخل الدلتا كانت قواته قد أنهكت بعد هذا الحصار الطويل، وقد توقفت أمام بحر أشموم حيث كان يعسكر قبالته من الناحية الأخرى وأحسوا بخيبة الأمل عندما تبينوا أن الأرض التي كانت تفصل بينهم وبين قاعدتهم في دمياط قد غمرتهم مياه الفيضان، إذ كان النيل في ازدياد واستغل - المسلمون - هذه الفرصة وقطعوا السدود، فأسرع الفرنج بالتراجع صوب دمياط، لكن المياه كانت تحيط بهم من كل جانب، وتعقبهم المسلمون بشده، ولكي ينج الصليبيون بأنفسهم من المجاعة أو الغرق، اضطروا إلى طلب فتح باب المفاوضات وقد سمح لهم السلطان بالرحيل بعد أن أخلوا دمياط( ) 6- خطأ كبير في تقدير العامل الزمني: وكما أخطأ لويس التاسع في اختيار الطريق السليم إلى القاهرة، كذلك لم يقدر بوصفه قائد الحملة أهمية العامل الزمني في الحروب ودخله في تقرير مصير البلاد ، فالحروب عادة تقوم على السرعة والمباغته، لأن هذه السياسة هي أحسن ما يمكن اتباعها لبث الاضطراب في معسكر العدو ولكن حوادث الحملة أثبتت أن الصليبيين لم يراعوا على الإطلاق قيمة هذا العامل الهام وما يترتب على التباطئ والتأخير من أضرار بالغة ، فالوقت الذي أضاعه الصليبيون في قبرص كان سبباً في تسرب أنباء تحرك الحملة والوقت الذي أضاعوه في دمياط كان سبباً في إعطاء الفرصة للقوات الإسلامية في التقاط أنفاسهم وإعادة تنظيم قواتها، وفضلاً عن ذلك فإن هذا الوقت الذي ضاع في قبرص ودمياط قد أدى إلى نفاذ المؤن والأموال ودفع بالقوات الصليبية إلى اللهو والإنغماس في الملذات، مما أدى إلى إنهاك القوات الصليبية واختلال توازنها وانتشار الأمراض وموت عدد من الصليبيين وكان على الصليبيين الاتعاظ من ضياع الوقت في قبرص ولكنهم عادوا وكرروه في دمياط دون قتال واعتقادهم أن الطريق أصبح مفتوحاً أمامهم إلى القاهرة وأنهم سيستولون على القاهرة بنفس السهولة التي استولوا بها على دمياط ( ) . الموضوعالأصلي : معركة المنصورة (الحملة الصليبية السابعة) // المصدر : ممنتديات جواهر ستار التعليمية //الكاتب: berber
| |||||||
الأحد 3 أغسطس - 0:24:27 | المشاركة رقم: | |||||||
Admin
| موضوع: رد: معركة المنصورة (الحملة الصليبية السابعة) معركة المنصورة (الحملة الصليبية السابعة) المصادر والمراجع: أولاً : المصادر العربية: 1-ابن بطوطة، محمد بن عبد الله ابن بطوطة (المتوفى : 779هـ)، تحفة النظار في غرائب الأمصار و عجائب الأسفار،د.ت. 2- ابن تغري بردي جمال الدين يوسف بن عبد الله (المتوفى : 874هـ)،النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة،قدم له وعلق عليه:محمد حسين شمس الدين،دار الكتب العلمية ،بيروت ،لبنان،د.ت. 3- الحميري، أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن عبد المنعم الحِميرى (المتوفى : 900هـ)،الروض المعطار في خبر الأقطار الروض المعطار في خبر الأقطار،تحقيق: إحسان عباس، ط 2 ، مؤسسة ناصر للثقافة - بيروت - طبع على مطابع دار السراج ، 1980 م 4-الذهبي،شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي،تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، تحقيق: د. عمر عبد السلام تدمري، الطبعةالأولى، دار الكتاب العربي، لبنان، بيروت،1407هـ - 1987م. 5_ _______، سير أعلام النبلاء، أشرف على تحقيق الكتاب وخرج أحاديثه شعيب الارنؤوط و حسين الأسد، ط9،مؤسسة الرسالة، بيروت،1413 هـ، 1993 م. 6-سبط ابن الجوزي، شمس الدين أبو المظفر بن قزاوغلي التركي، سبط ابن الجوزي ،مرآة الزمان في تاريخ الأعيان، دائرة المعارف العثمانية لحيدر آباد - الدكن - الهند 1952م. 7- ابن سعيد المغربي ، أبو الحسن على بن موسى بن سعيد المغربي (المتوفى : 685هـ) الجغرافيا ،د.ت. 8- السيوطي ، عبد الرحمن بن أبي بكر، جلال الدين السيوطي (المتوفى : 911هـ)، حسن المحاضرة في أخبار مصر و القاهرة،د.ت. 9- أبو شامة، شهاب الدين عبد الرحمن بن إسماعيل المقدسي المعروف بأبي شامة (المتوفى:665هـ)، الذيل على الروضتين ،وضع حواشيه وعلق عليه :إبراهيم شمس الدين ،ط1،دار الكتب العلمية ،1422هـ-2002م. 10- ابن العماد الحنبلي،أبي الفلاح عبد الحي ،ت1098هـ،،شذرات الذهب في أخبار من ذهب ،دار الكتب العلمية ،د.ت. 11- العيني، أبو محمد محمود بن أحمد بن موسى بن أحمد بن حسين الغيتابى الحنفى بدر الدين العينى، المتوفى 855هـ)، عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان،د.ت. 12-أبو الفداء ، عماد الدين إسماعيل بن علي ،المتوفى : 732هـ،المختصر في أخبار البشر،علق عليه ووضع حواشيه:محمود ديوب،ط1،دار الكتب العلمية ،بيروت ،لبنان،1417هـ-1997م. 13- القلقشندي ، أحمد بن علي ،صبح الأعشى في صناعة الإنشا ، تحقيق : د.يوسف علي طويل، الطبعة الأولى، دار الفكر ، دمشق،1987. 14- ابن كثير، أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي (المتوفى : 774هـ)، البداية والنهاية،تحقيق :محمد تامروأخرون،شريف محمدومحمد عبد العظيم ومحمد سعيد محمد،ط1،دارالبيان العربي،القاهرة ،مصر،2006م. 15- المقريزي، أحمد بن علي بن عبد القادر أبو العباس الحسيني العبيدي تقي الدين المقريزي (المتوفى : 845هـ)،السلوك لمعرفة دول الملوك،تحقيق:محمد عبد القادر عطا،ط1،دار الكتب العلمية،بيروت ،لبنان،1418هـ-1997م. 16-_______،المواعظ والاعتبار،د.ت. 17- النويري،شهاب الدين أحمد بن عبد الوهاب(ت723هـ)، نهاية الأرب في فنون الأدب،د.ت. 18- ابن واصل ، جمال الدين محمد بن سالم بن واصل ، مفرج الكروب في أخبار بني أيوب،د.ت. 19- اليافعي ،أبو محمد عبد الله بن أسعد بن علي بن سليمان اليافعي (المتوفى : 768هـ)، مرآة الجنان وعبرة اليقظان في معرفة حوادث الزمان،د.ت. 20- ياقوت الحموي،شهاب الدين أبو عبد الله ياقوت بن عبد الله الحموي (المتوفى : 626هـ)، معجم البلدان،تحقيق:فريد عبد العزيز الجندي،ط1،دار الكتب العلمية،د.ت. ثانياً:المراجع العربية: 1- برجاوي،سعيد،الحروب الصليبية في المشرق ،منشورات دار الأفاق الجديدة،بيروت،ط1، 1404-1984م. 2- شامي،يحي،موسوعة المدن العربية والإسلامية،ط1،دار الفكر العربي،بيروت،1993م. 3- طقوش،محمد، تاريخ الأيوبيين في مصر وبلاد الشام وإقليم الجزيرة ، دار النفائس الطبعة الأولى 1420هـ-1999م. 4-عاشور،سعيد،العصر المماليكي في مصر والشام،ط2 ،دار النهضة العربية،القاهرة،1976م. 5- عمران ،سعيد،تاريخ الحروب الصليبية ،دار النهضة العربية،بيروت،1990م. ثالثاً :المراجع الأجنبية: الموضوعالأصلي : معركة المنصورة (الحملة الصليبية السابعة) // المصدر : ممنتديات جواهر ستار التعليمية //الكاتب: berber
| |||||||
الأحد 10 أغسطس - 0:10:57 | المشاركة رقم: | |||||||
مشرف
| موضوع: رد: معركة المنصورة (الحملة الصليبية السابعة) معركة المنصورة (الحملة الصليبية السابعة) شكرا علي الموضوع الموضوعالأصلي : معركة المنصورة (الحملة الصليبية السابعة) // المصدر : ممنتديات جواهر ستار التعليمية //الكاتب: محمد12
| |||||||
الخميس 21 أغسطس - 22:35:22 | المشاركة رقم: | |||||||
عضو نشيط
| موضوع: رد: معركة المنصورة (الحملة الصليبية السابعة) معركة المنصورة (الحملة الصليبية السابعة) شكرا علي الموضوع الموضوعالأصلي : معركة المنصورة (الحملة الصليبية السابعة) // المصدر : ممنتديات جواهر ستار التعليمية //الكاتب: ommare
| |||||||
الخميس 21 أغسطس - 22:37:31 | المشاركة رقم: | |||||||
عضو نشيط
| موضوع: رد: معركة المنصورة (الحملة الصليبية السابعة) معركة المنصورة (الحملة الصليبية السابعة) شكرا علي الموضوع الموضوعالأصلي : معركة المنصورة (الحملة الصليبية السابعة) // المصدر : ممنتديات جواهر ستار التعليمية //الكاتب: ommare
| |||||||
الإشارات المرجعية |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 20 ( الأعضاء 3 والزوار 17) | |
|
| |
أعلانات نصية | |
قوانين المنتدى | |
إعــــــــــلان | إعــــــــــلان | إعــــــــــلان | إعــــــــــلان |